زياد جيوسي
صباح آخر أصحو فيه من نومي مبكرا كالعادة، أقف لنافذتي أنتظر شروق الشمس وبزوغ الفجر، فقد اعتدت أن أنتظره كل صباح أنا والحمائم والعصافير، أتفقد تلك الحمامة التي التجأت لنافذة صومعتي، فبنت عشا صغيرا باضت فيه بيضها وترقد عليه، أجدها في مكانها، فأزداد حرصا وأنا أسقي أحواض الأزهار والنعناع أن لا أزعجها.
أخرج بمجرد بدء انتشار الضياء إلى دروب رام الله وشوارعها، مستغلا اعتدال الجو قبل أن تزداد الحرارة والاختناق، فأنا بطبيعتي لا يمكنني احتمال الحرارة الغير معتدلة، أتجه من ميدان الساعة أو ميدان المغتربين كما اسمه الأصلي، في شارع يافا نزولا باتجاه طريق بيتونيا، أمر من أمام متنزه رام الله الجميل فأستعيد ذكريات طفولة، حين كنا نأتيه مع الوالدة أطال الله بعمرها وجمعني وإياها من جديد بعد أن طال الغياب وامتدت السنوات، أتحسس رأسي فقد قفزت إلى ذاكرتي ذكريات عدة مرات سال الدم فيها من رأسي، حين كنت العب على الأراجيح وأقع أرضا، فتضرب الأرجوحة رأسي ولا يجدون غير البُن لإغلاق الجرح، ويعجبني في هذا الشارع الطويل أنه ما زال تقريبا محافظا على شكله القديم، فقلة من المباني الضخمة قد قامت على جنباه وما زالت العديد من البيوت المبنية على الطراز القديم قائمة.
أواصل السير تغريني هذه النسمات الناعمة والشوق لمرابع الطفولة، أصل إلى بداية الانحدار الذي كنا نسميه بطفولتنا "طلعة أو نزلة سلفانا"، حسب اتجاه الصعود أو النزول، وأخذ هذا الانحدار اسمه من أقدم مصنع للشيكولاته كان اسمه "سلفانا"، حتى ارتبطت بأذهاننا الشيكولاتة باسمه، أقف قليلا مترددا أن أواصل المسير أو أن أعود فأقرر المواصلة، أنحدر باتجاه بيتونيا مستذكرا أن هذا الطريق لم يكن فيه بعد مصنع سلفانا أي مبنى إطلاقا، وفي منتصف ستينات القرن الماضي تقريبا بني في نهاية المنحدر مصنع عرف باسم "معايعة" للأثاث المعدني وأظنه ما زال قائما، كنا نتسلل إلى الساحة المحيطة فيه أطفالا، فنستولي على بعض من شرائح المعدن المقصوصة من مخلفات التصنيع، نصنع منها سيوفا طفولية وقبعات معدنية كالمحاربين، ونسير أولاد الحارة على شكل طابور ننشد معا "عقدنا العزم أن تحيا الجزائر..فاشهدوا"، تلك المنطقة كانت على الجانبين وخاصة الجانب الأيمن مزروعة بالأشجار بكثافة وخاصة اللوز والخوخ بأنواعه إضافة للزيتون، وكانت على يمين الشارع بين البساتين نبعة ماء في كهف، لكن كل تلك المنطقة قد تغيرت واحتلتها المباني وورش تصليح السيارات، فلم يتبقى منها أي اثر لا لنبع الماء ولا لتلك البساتين والأشجار، مارا بطريقي ببيت صديقي التوأم الدكتور هاني الحروب فيخطر بذهني أن أصعد إلى بيته في ممارسة "إزعاج" مبكر ولكني أغير تفكيري فالساعة ما زالت السادسة صباحا، أعود لتذكر هذه البساتين التي كنا نأكل منها ما لذ وطاب من الفاكهة بدون خوف أو وجل من أصحابها، فالخير كان منتشر والنفوس كانت طيبة، وكان أصحاب البساتين حين يروننا، ينادون علينا أن نأكل ما نريد على أن ننتبه أن لا نكسر غصنا، أو نهدم "سنسلة" وهي الجدران المقامة بالحجارة المرتبة بشكل جميل بدون أي اسمنت أو طين، ولكنها تعتمد على مهارة بنّاء السلاسل الحجرية، فكانت تشكل مانعا لانجراف التربة وحدودا للأرض بين أصحاب الأراضي.
أمر وانظر إلى يساري حيث كنا نسكن في هذه المنطقة واقف قليلا ناظرا لتلك البيوت، فكل الحارة كانت مكونة من خمسة بيوت حجرية مستقلة، وكل بيت مقام وسط بستان من الأشجار، وكنا نسكن في أحد هذه البيوت ولم يكن من مستأجرين سوانا وعائلة أخرى، والباقون من أهل البلدة ولاحقا سكن مدرس نقل إلى مدرسة بيتونيا في الحارة، فكان سكنه وبالا علينا نحن الطلبة، فاضطررنا لنقل مواقع لعبنا إلى الجهة البعيدة، فرهبة المعلم كانت كبيرة في النفوس، وواصلت المسير بعد أن عادت ذكريات الطفولة إلى الذاكرة، ومعظمها يرتبط ارتباطا كبيرا بشقيقي جهاد الذي يصغرني بعامين، والذي كان ولم يزل الأقرب للروح من الروح، أصل لمفترق طرق عين عريك فأتذكر كيف كان الشارع غير مرصوفا باتجاه القرى الغربية ابتدءا من هذا المفترق، بينما كانت طريق بيتونيا من رام الله حتى قرى اللطرون مرصوفة وان كان الشارع ضيقا وليس كما هو الآن، وكان أهل البلدة يسمونه "القريصة" ولا أعلم مصدر هذه التسمية، مواصلا المسير فأتذكر بيتا كان هنا لرجل عرفناه باسم ابوشريف كان لديه أبقارا وكنا نشتري الحليب منه لأخي الأصغر ليشرب منه بعد الفطام، كان رجلا طيبا وأسرته طيبة وكنت حين أذهب لشراء الحليب لا يبخلون عليّ بكأس من الحليب الطازج، وأمر من أمام بيت أستاذنا الجليل رحمه الله، الأستاذ عطا مدرس الدين وإمام وخطيب المسجد، فأتذكر عصاه على أيادينا حين كنا نتغيب عن الصلاة، أو نضبط بأي ممارسة طفولية خاطئة، كان رجل مهابا بمعنى الكلمة وله احترام كبير لدى الجميع، فالمعلمين بتلك الفترة كانت لهم هيبة كبيرة ومركز اجتماعي كبير، لكن الدنيا تغيرت كثيرا وفقد التعليم الكثير من محتواه وفقد المدرس مكانته، أواصل السير حتى أصل للمدرسة فأقف متذكرا أعواما ثلاثة قضيتها فيها، كانت من أجمل سنوات حياتي وتركت الأثر الأكبر من خلال المدرسين العظام على نفسي، فكانت حقيقة نقطة البدء في توجهي الأدبي نحو القراءة والكتابة، فأترحم على من علموني فيها فكل من عرفت عنهم بعد هذا العمر انتقلوا إلى رحمة الله تعالى، وفي المراجع قالوا عن سبب التسمية للبلدة "تعددت الروايات حول أصول تسمية البلدة، فقد ذكر أنها جاءت من الكلمة الرومانية (بيت أنيا) وتعني (بيت الزهرة الجميلة)، وبرواية أخرى أنها سميت على اسم قديسة يونانية اسمها (أونيا) سكنت الموقع وكان الناس يدلون على الموقع على أساس بيتها. وذكر الدباغ في كتابه بلادنا فلسطين أن التسمية لعلها تتألف من(بيت-ثونيا) بمعنى بيت الشخص المسمى (ثونيا) أو (طوني) وان الصليبيين سموها (بيتومين) ".
أقرر العودة راكبا فالمسافة طويلة والطريق تكون صعودا بالعودة فأركب سيارة أجرة بعد هذه الرحلة الصباحية سيرا على الأقدام، والشمس بدأت تشتد حرارتها ومسافة السير زادت من الحرارة، أصل لرام الله وأسير للمكتبة لإحضار صحيفتي الصباحية وأتجه للصومعة، و ها هي رام الله تحترق بين نارين، نار الجو الغير معتاد بارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، ودرجة حرارة الجو السياسي بعد المأساة التي حصلت بالاقتتال الداخلي، وتمزق الوطن تحت الاحتلال إلى غزة والضفة، حكومتين مختلفتين منهاجا وفكرا وسلوكا، وكل منها تعتبر نفسها الشرعية لا غيرها، والوطن والمواطن يدفع الثمن فهو يسحق تحت نار الاحتلال وارتفاع الأسعار وأزمة الرواتب التي لم تحل حتى الآن، وتجمع الديون على رقبة المواطن المسحوق الذي يدفع كما الوطن الفاتورة، سواء كانت فاتورة الاحتلال أو فاتورة الصراعات الفصائلية، أو فاتورة صراع الارادات للفوز بالسلطة والسيطرة عليها، وما هي إلا سلطة تحت الاحتلال يحكمها ويسيطر عليها وعلى منافذها، وها هي الأخبار تأتينا بافتتاح مخيمات جديدة على الجانب المصري من معبر رفح، لتأوي الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل خارج قطاع غزة أثناء جريمة الاقتتال الداخلي، فتزداد المخيمات ولكن هذه المرة ليست بسبب خارجي ولكن بسبب الجنون الذي اجتاحنا.
أعود لصومعتي راكضا لحمام بارد واقف لنافذتي مع كوب الشاي الأخضر بالنعناع، أستحضر روح طيفي الذي لم يفارقني طوال جولتي الصباحية سائلا الله أن نلتقي، نستمع وروحه إلى فيروز تشدو لنا..
"ضاق خلقي يا صبي من ها الجو العصبي، يا صبي ما بتفهم من نظرة ولا حتى حكي، ضاق خلقي شو ما بتفهم عربي..ضاق خلقي.."
صباحكم أجمل
رام الله المحتلة
أخرج بمجرد بدء انتشار الضياء إلى دروب رام الله وشوارعها، مستغلا اعتدال الجو قبل أن تزداد الحرارة والاختناق، فأنا بطبيعتي لا يمكنني احتمال الحرارة الغير معتدلة، أتجه من ميدان الساعة أو ميدان المغتربين كما اسمه الأصلي، في شارع يافا نزولا باتجاه طريق بيتونيا، أمر من أمام متنزه رام الله الجميل فأستعيد ذكريات طفولة، حين كنا نأتيه مع الوالدة أطال الله بعمرها وجمعني وإياها من جديد بعد أن طال الغياب وامتدت السنوات، أتحسس رأسي فقد قفزت إلى ذاكرتي ذكريات عدة مرات سال الدم فيها من رأسي، حين كنت العب على الأراجيح وأقع أرضا، فتضرب الأرجوحة رأسي ولا يجدون غير البُن لإغلاق الجرح، ويعجبني في هذا الشارع الطويل أنه ما زال تقريبا محافظا على شكله القديم، فقلة من المباني الضخمة قد قامت على جنباه وما زالت العديد من البيوت المبنية على الطراز القديم قائمة.
أواصل السير تغريني هذه النسمات الناعمة والشوق لمرابع الطفولة، أصل إلى بداية الانحدار الذي كنا نسميه بطفولتنا "طلعة أو نزلة سلفانا"، حسب اتجاه الصعود أو النزول، وأخذ هذا الانحدار اسمه من أقدم مصنع للشيكولاته كان اسمه "سلفانا"، حتى ارتبطت بأذهاننا الشيكولاتة باسمه، أقف قليلا مترددا أن أواصل المسير أو أن أعود فأقرر المواصلة، أنحدر باتجاه بيتونيا مستذكرا أن هذا الطريق لم يكن فيه بعد مصنع سلفانا أي مبنى إطلاقا، وفي منتصف ستينات القرن الماضي تقريبا بني في نهاية المنحدر مصنع عرف باسم "معايعة" للأثاث المعدني وأظنه ما زال قائما، كنا نتسلل إلى الساحة المحيطة فيه أطفالا، فنستولي على بعض من شرائح المعدن المقصوصة من مخلفات التصنيع، نصنع منها سيوفا طفولية وقبعات معدنية كالمحاربين، ونسير أولاد الحارة على شكل طابور ننشد معا "عقدنا العزم أن تحيا الجزائر..فاشهدوا"، تلك المنطقة كانت على الجانبين وخاصة الجانب الأيمن مزروعة بالأشجار بكثافة وخاصة اللوز والخوخ بأنواعه إضافة للزيتون، وكانت على يمين الشارع بين البساتين نبعة ماء في كهف، لكن كل تلك المنطقة قد تغيرت واحتلتها المباني وورش تصليح السيارات، فلم يتبقى منها أي اثر لا لنبع الماء ولا لتلك البساتين والأشجار، مارا بطريقي ببيت صديقي التوأم الدكتور هاني الحروب فيخطر بذهني أن أصعد إلى بيته في ممارسة "إزعاج" مبكر ولكني أغير تفكيري فالساعة ما زالت السادسة صباحا، أعود لتذكر هذه البساتين التي كنا نأكل منها ما لذ وطاب من الفاكهة بدون خوف أو وجل من أصحابها، فالخير كان منتشر والنفوس كانت طيبة، وكان أصحاب البساتين حين يروننا، ينادون علينا أن نأكل ما نريد على أن ننتبه أن لا نكسر غصنا، أو نهدم "سنسلة" وهي الجدران المقامة بالحجارة المرتبة بشكل جميل بدون أي اسمنت أو طين، ولكنها تعتمد على مهارة بنّاء السلاسل الحجرية، فكانت تشكل مانعا لانجراف التربة وحدودا للأرض بين أصحاب الأراضي.
أمر وانظر إلى يساري حيث كنا نسكن في هذه المنطقة واقف قليلا ناظرا لتلك البيوت، فكل الحارة كانت مكونة من خمسة بيوت حجرية مستقلة، وكل بيت مقام وسط بستان من الأشجار، وكنا نسكن في أحد هذه البيوت ولم يكن من مستأجرين سوانا وعائلة أخرى، والباقون من أهل البلدة ولاحقا سكن مدرس نقل إلى مدرسة بيتونيا في الحارة، فكان سكنه وبالا علينا نحن الطلبة، فاضطررنا لنقل مواقع لعبنا إلى الجهة البعيدة، فرهبة المعلم كانت كبيرة في النفوس، وواصلت المسير بعد أن عادت ذكريات الطفولة إلى الذاكرة، ومعظمها يرتبط ارتباطا كبيرا بشقيقي جهاد الذي يصغرني بعامين، والذي كان ولم يزل الأقرب للروح من الروح، أصل لمفترق طرق عين عريك فأتذكر كيف كان الشارع غير مرصوفا باتجاه القرى الغربية ابتدءا من هذا المفترق، بينما كانت طريق بيتونيا من رام الله حتى قرى اللطرون مرصوفة وان كان الشارع ضيقا وليس كما هو الآن، وكان أهل البلدة يسمونه "القريصة" ولا أعلم مصدر هذه التسمية، مواصلا المسير فأتذكر بيتا كان هنا لرجل عرفناه باسم ابوشريف كان لديه أبقارا وكنا نشتري الحليب منه لأخي الأصغر ليشرب منه بعد الفطام، كان رجلا طيبا وأسرته طيبة وكنت حين أذهب لشراء الحليب لا يبخلون عليّ بكأس من الحليب الطازج، وأمر من أمام بيت أستاذنا الجليل رحمه الله، الأستاذ عطا مدرس الدين وإمام وخطيب المسجد، فأتذكر عصاه على أيادينا حين كنا نتغيب عن الصلاة، أو نضبط بأي ممارسة طفولية خاطئة، كان رجل مهابا بمعنى الكلمة وله احترام كبير لدى الجميع، فالمعلمين بتلك الفترة كانت لهم هيبة كبيرة ومركز اجتماعي كبير، لكن الدنيا تغيرت كثيرا وفقد التعليم الكثير من محتواه وفقد المدرس مكانته، أواصل السير حتى أصل للمدرسة فأقف متذكرا أعواما ثلاثة قضيتها فيها، كانت من أجمل سنوات حياتي وتركت الأثر الأكبر من خلال المدرسين العظام على نفسي، فكانت حقيقة نقطة البدء في توجهي الأدبي نحو القراءة والكتابة، فأترحم على من علموني فيها فكل من عرفت عنهم بعد هذا العمر انتقلوا إلى رحمة الله تعالى، وفي المراجع قالوا عن سبب التسمية للبلدة "تعددت الروايات حول أصول تسمية البلدة، فقد ذكر أنها جاءت من الكلمة الرومانية (بيت أنيا) وتعني (بيت الزهرة الجميلة)، وبرواية أخرى أنها سميت على اسم قديسة يونانية اسمها (أونيا) سكنت الموقع وكان الناس يدلون على الموقع على أساس بيتها. وذكر الدباغ في كتابه بلادنا فلسطين أن التسمية لعلها تتألف من(بيت-ثونيا) بمعنى بيت الشخص المسمى (ثونيا) أو (طوني) وان الصليبيين سموها (بيتومين) ".
أقرر العودة راكبا فالمسافة طويلة والطريق تكون صعودا بالعودة فأركب سيارة أجرة بعد هذه الرحلة الصباحية سيرا على الأقدام، والشمس بدأت تشتد حرارتها ومسافة السير زادت من الحرارة، أصل لرام الله وأسير للمكتبة لإحضار صحيفتي الصباحية وأتجه للصومعة، و ها هي رام الله تحترق بين نارين، نار الجو الغير معتاد بارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، ودرجة حرارة الجو السياسي بعد المأساة التي حصلت بالاقتتال الداخلي، وتمزق الوطن تحت الاحتلال إلى غزة والضفة، حكومتين مختلفتين منهاجا وفكرا وسلوكا، وكل منها تعتبر نفسها الشرعية لا غيرها، والوطن والمواطن يدفع الثمن فهو يسحق تحت نار الاحتلال وارتفاع الأسعار وأزمة الرواتب التي لم تحل حتى الآن، وتجمع الديون على رقبة المواطن المسحوق الذي يدفع كما الوطن الفاتورة، سواء كانت فاتورة الاحتلال أو فاتورة الصراعات الفصائلية، أو فاتورة صراع الارادات للفوز بالسلطة والسيطرة عليها، وما هي إلا سلطة تحت الاحتلال يحكمها ويسيطر عليها وعلى منافذها، وها هي الأخبار تأتينا بافتتاح مخيمات جديدة على الجانب المصري من معبر رفح، لتأوي الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل خارج قطاع غزة أثناء جريمة الاقتتال الداخلي، فتزداد المخيمات ولكن هذه المرة ليست بسبب خارجي ولكن بسبب الجنون الذي اجتاحنا.
أعود لصومعتي راكضا لحمام بارد واقف لنافذتي مع كوب الشاي الأخضر بالنعناع، أستحضر روح طيفي الذي لم يفارقني طوال جولتي الصباحية سائلا الله أن نلتقي، نستمع وروحه إلى فيروز تشدو لنا..
"ضاق خلقي يا صبي من ها الجو العصبي، يا صبي ما بتفهم من نظرة ولا حتى حكي، ضاق خلقي شو ما بتفهم عربي..ضاق خلقي.."
صباحكم أجمل
رام الله المحتلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق