السبت، يونيو 30، 2007

ألا منْ مُحسن ٍ

د. نوري الوائلي
مؤسسة الوائلي للعلوم
نيويورك


يتيم ٌ فاقدُ الأبوين صِغرا ً** لقد فقدَ الحنانَ عُلا ًوجذرا

يتيما ًعاشَ منْ وارى بدهر ٍ ** ظِلالَ الوالدين وناخ ذ ُعرا

فأم ّ كالضلوع تحيط ُ قلبا ً ** تـُحاميه , كجنح ٍ ضم ّ طيرا

يظمُّ صدرها طفلا ً بعطف ٍ ** كأنّ الكونَ قد ملكتْ ودهرا

اذا جاءتْ إليه كأنَّ شمسا ً ** علت أفقَ الظلام زُها ً وظهرا

فيحبو جاريا للأم ِّ لوعا ً ** كنبع ٍ بات للضمأن ِ مجرى

حنانُ غرائز ٍ في قلب أم ٍّ ** لطفل ٍ مِنْ حشاها صار بحرا

ففاقدُ امِّه ألما ً تلضّى ** وجالَ الدهر محزونا ًوعُسرا

فلم يُدركْ جميل الأم إلا ** بفقد حنانها موتا ًوهجرا

وبعد الأمِّ يأتي في المعالي ** أبو الأطفال ِ صنديدا ً ووفرا

أبو الأطفال رحمته عليهم ** فيبقى للصغار مدى ً ووكرا

إذا جاءَ الديارَ بعُتم ِليل ٍ ** فضاء َ الدارَ أفراحا ًوسحرا

وحقِك لن يّنالَ الطفلُ ودّا ً** كودّ الوالدين وطال صدرا

فهذا عالمٌ دان ٍ مليء ٌ** بأيتام ٍبقعر الحُزن أسرى

فجاءوا للحياة ِ بدون أهل ٍ ** فلا عرفوا الى الأبوين وطرا

ومنهم بات في أهل ٍ ودفء ٍ ** وأضحى لابسا ً يُتما وكدرا

لهمْ دمعٌ مع الآهات بيضٌ ** تشقُّ الخد أحزانا ًوقهرا

يعانق ُفي خيال اليُتم شوقٌ ** لآباء ٍ غدت للموت ِ هدرا

وتنهمرُ الدموع ُدما ًبعيد ٍ ** لأيتام ٍ , فكان العيدُ قبرا

ويخفق ُقلبهم للأم شوقا ً ** إذا أمسوا وكان العطفُ جزرا

لقد عاشوا بدنيانا كبيت ٍ ** بلا سقف ٍغدا لم يحم ِ قطرا

فكم طفل ٌ من الأيتام عُسرا ** يُصاحبُ زوجة ً للأبِّ جبرا

وكم أ ُمّ لأيتام ٍ تودت ** لزوج ٍ لليتيم أذاق َ فقرا

وفوقَ الجور مِنْ ضرب ٍ ونهي ٍ** أتى أكلُ الحقوق ِعَصا ًوأمرا

فوأسفي لطفل ٍ بات ليلا ً ** يتيما ًناشدا ًعطفا ًونصرا

فيا أهلَ الصلاح وخيرَ دين ٍ ** ويا أهلَ التقى ودعاة َ أخرى

عليكم باليتامى ما أستطعتم ** فقد حرموا ضياء الشمس فجرا

أناشد كلّ مَنْ نادى بصدق ٍ** بأني مسْلمٌ عملا ً وذكرا

بأنْ يسعى بمال ٍأو حنان ٍ** لجعل ِمطالب ِالأيتام ِنهرا

بدون تمنـُن ٍ يُعطي ويُجزي ** ويُجلي عن نفوس اليُتم غبرا

وإنـّا أمُّة الأسلام ِ كثرٌ ** لنا مالٌ يُغطي الأرضَ وفرا

لنا رب ٌودستورٌ ينادي ** عليكم باليتامى , طاب أجرا

هنيئا ً للذي آوى يتيما ً ** وأعطاه مع الأيمان ثمرا

وظمّ للعيال ِ يتيم َ أهل ٍ ** وكفكفَ دمْعه وأزاح َوزرا

ولم يأكل بظلم ٍ مالَ يُتم ٍ ** فيغدو ماله في البطن صقرا

فيا أختي شفيعُك عند ربّ ** يتيم ٌمن حنانك عاش يُسرا

فكوني لليتيم ِ بروح ِ أمّ ** يرفرفُ جنحها ودا ً وبشرا

فهذا المصطفى قد عاش يُتما ً** فبشـّر كافل الأيتام قدرا

أنا مِنْ كافل ِ الأيتام ِ قربا ً** كسباب ٍ من الأبهام مسرا

فيرجو كافلُ الأيتام ركبا ً ** بقرب ِ المصطفى قدرا ًوأجرى

أبو الأيتام معروفٌ عليّ ٌ ** فداه كان للأيتام ِ سترا

فعشقُ اليُتم مِنْ شيم ِ المعالي ** وخيرُ العشق ِ ما أعطى وأثرى

ومَنْ عشِق َاليتامى كان غـُصنا ً** بأعلى منبت ٍ للخير فخرا

ألا من ْصالح ٍٍ يهبُ اليتامى ** ويذكرهم كمن في اليُتم أدرى

ألا منْ مؤمن ٍ آوى يتيما ً** ويمسحُ رأسه حُبّا ًوشكرا

ألا منْ مُحسن ٍ أبلى صنيعا ً** بجعل ِ لياليَ الأيتام ِ فجرا

ألا منْ شاعر ٍعرفَ اليتامى ** فصاغ َ دموعَهمْ أدبا ًوشعرا

سيبقى صبْرهم لله شكوى ** ويبقى دمعهم سيفا ًونحرا

وتمسي دمعة ُ الأيتام ِ رعدا ً** يهزُ مضاجع َالأخيار زجرا

فلم يُكمل ْ لهم نومٌ بليل ٍ ** إذا بات اليتيمُ عُرى ً وضجرا

ليست هناك تعليقات: