زياد جيوسي
لحزيران في الذاكرة مخزون كبير، ولعل بعض من هذه الذكريات يخرجني في هذا الصباح المبكر، ابتسم لرام الله التي ما زالت شامخة وتبتسم، وأسود منارتها ما زالوا رابضين، ينظرون إلى الجهات الأربعة رغم قيام الاحتلال بتحطيم ذيولها في اجتياح آذار 2002، ورغم إصرار "أطفال" الفصائل على أن يحيلوها إلى لوحة إعلانية يخطون عليها بالدهان أو إلصاق الملصقات، هذا الإصرار العجيب على تشويه الجمالية في ساحة المدينة الرئيسة، رغم كل المناشدات بأن يصدر القادة العظام تعليماتهم لأطفالهم بأن يتوقفوا عن تشويه الجدران ومنارة المدينتين، ورغم أن العديد من هذه الفصائل ممثلة في المجالس البلدية، إلا أنهم قد وضعوا بأذن طين وفي الأخرى عجين، فكما انعزلوا عن نبض الشارع وأصبحت الجماهير في واد وهم في واد، لم يعودوا يروا في قلب المدينة إلا لوحة لملصقاتهم والمنارة علاقة لراياتهم التي استبدلوا بها علم فلسطين، وما عدا ذلك لا يعنيهم، فمنذ متى كانوا يشعرون بمفهوم الانتماء للمدينة ؟؟
أخرج صباحا مبكرا للتجوال في شوارع المدينة، فحرارة الجو في ارتفاع نسبة لما هو جو رام الله المتميز باعتداله، لذا أحرص على التبكير بالسير مستفيدا من نعومة الجو في الصباح قبل أن تلعب الشمس دورها، أصل لدوار الساعة فميدان المنارة ومن هناك أنعطف إلى شارع القدس، أسير مسافة جيدة مستعيدا ذكرى هذا الشارع الذي لم يتغير كثيرا عما كان قبل حرب حزيران، أمر بجانب بيت كان يسكنه صديق طفولة لم أراه منذ الحرب والهزيمة ولم أعد أعرف عنه شيئا، كان اسمه جمال سامي ناصر ووالده ضابط في الجيش، لذا حين توقفت الحرب وسارعت لبيته لأراه كان البيت مغلقا، حتى إلى حين مغادرتنا رام الله لم يكن هناك عنه أي خبر، وما زالت ذكراه في البال وذكريات صداقة طفولة.
أستمر في السير حتى مفترق الشارع، هنا كان دوار صغير اسمه دوار الشرفة زال وحلت مكانه الإشارات الضوئية، أتجه يمينا باتجاه القدس مواصلا المسير وشاعرا برغبة شديدة في مواصلة السير رغم طول المسافة، أنحدر باتجاه المعلوفية وعلى يميني مخيم الأمعري للاجئين، ما زال يقف شاهدا على نكبة فلسطين، ومن ثم إلى مدرسة البيرة الجديدة التي درست فيها آخر سنة في المرحلة الابتدائية، قبل أن تداهمنا هزيمة حزيران ونصبح نازحين خارج الوطن، أقف لبعض دقائق أمام هذه المدرسة التي لم تترك في ذاكرتي إلا مسألتين، ذكرى صفعة مؤلمة من أحد المدرسين حطت على وجهي الغض ظلما وعدوانا، وذكرى ابتسامة الشهيد ماهر عبد الجواد صالح الساخرة من كل شيء، وخاصة حين ابتكرت إدارة المدرسة فجأة شهادة منحتها له تحت بند شهادة تقدير وتفوق وانضباط، فابتسم وقال لي ...رشوة، فوالدي أصبح رئيس البلدية وابتسم ابتسامته إياها، والذي لم التقيه بعد الحرب أبدا حتى فوجئت بصورته ونعيه شهيدا أثناء التدريب العسكري بعد سنوات من الفراق، فله ولشهدائنا الرحمة..
يشدني الحنين إلى البيت الذي سكناه قبل الحرب بعامين في سطح مرحبا، أنحرف عن مساري يسارا وأصعد باتجاه البيت، أقف قريبا منه ناظرا من خلف السور إلى حديقته، أجول بنظري حوله، لم يتغير عليه الشيء الكثير، سوى حديقته والزجاج الذي أغلق شرفاته الاثنتين، فاستعيد ذكرى طفولة وذكرى هزيمة.
أستعيد ذكرى ما كتبته قبل سنوات في حديث الذكريات، وأنا أخاطب أخي الأقرب إلى روحي..جهاد الذي يصغرني بعامين ولكنه يسكن مني الروح..فخاطبته بأحد أجزاء النص قائلا:
"كان ذلك اليوم المشئوم حين استيقظنا على اشتعال حرب حزيران، وودعنا الوالد ملتحقا بعمله كعسكري منضبط وتركنا مع الوالدة أطفالا..
لا أنسى تلك الأيام وبالتأكيد انك لا تنساها، صوت العرب يتحدث عن انتصارات العرب، ونحن نقف على شرفة المنزل ونرى الطائرات اليهودية تقصف ضواحي القدس، ونظنها طائرات عربيه تقصف جيش اليهود والوالدة ترفع يديها إلى الله تضرعا ودعاءا.. انصرهم يا رب..انصرهم يا رب..حتى جاءت الطائرات إلى سماء رام الله وشنت غاراتها على محطة الإرسال الإذاعي، وجاء بعض من الجنود من المعسكر القريب وقالوا للوالدة.. غادري المنزل فقد سقطت القدس وصدرت أوامر الانسحاب، خذي أولادك ولا تبقي فاليهود قادمون ونحن مغادرون، وأنت صغيرة السن ونخشى عليك...
وفي هذه اللحظات بدأت القذائف بالتساقط على المدينة، وغادرنا على عجل واندفع الآلاف من البشر متدافعين إلى وادي العين، واختلطت الجموع بالجنود الفارين من ساحة المعركة، ورأيت بأم عيني العشرات من قطع السلاح الملقاة بين الأشجار، وأذكر منها جهاز للتخاطب اللاسلكي الذي يحمل على الظهر، وصوت جندي ما يصرخ وينادي وما من مجيب، والطائرات تحلق بالجو فوقنا مما زاد من الرعب والخوف، حتى وصلنا إلى مغارة قادنا لها احد الجيران الذي التقانا ولم يتخلى عنا، وما زالت أصوات الناس الذين تفرقوا عن بعضهم البعض وهم ينادون ويصرخون ترن في أذني، وقضينا أياما لا أذكر عددها في تلك المغارة نقتات على ما تنبته الأرض، وعلى بعض المواد التي تمكن البعض من التسلل وإحضارها من البيوت، حتى سمعنا أن اليهود سمحوا لمن غادروا إلى البراري بالعودة رافعين الأعلام البيضاء...
عدنا رافعين قطعة قماش بيضاء ووصلنا بيتنا، لنجد جزءا منه قد تهدم والرصاص قد اخترق نوافذه، عدنا وشعرت لأول مرة بذل الهزيمة ومعنى الانكسار..عدنا ونحن لا نعرف عن الوالد شيئا.. احي هو أم شهيد، أتمكن من الانسحاب أم أصبح أسيرا في الأصفاد...
كانت مرحلة صعبة فالوالد مفقود ونحن صغار بالسن، ولا أهل لنا ولا أقارب في المنطقة، شعور قاس بالغربة تشعر به وأنت في وطنك، وبدأنا نسأل هنا وهناك عن أخبار عن الوالد، حتى أتانا خبر أن سيارته شوهدت فارغة في منطقة عقبة جبر في أريحا وأن الرصاص قد زنرها، وأن دبابة قد سحقت قسما كبيرا منها وهذا ما زاد بالألم والأسى والقلق...
حتى جاءنا النبأ مع متسلل ما عاد من شرق النهر, ليخبرنا أن الوالد في عمان ويطلب أن نلتحق به، وبدأنا بجمع القليل من الحوائج المسموح أخذها عبر الجسر المحتل وغادرنا رام الله الجميلة عائدين من جديد إلى عمان مرتع الطفولة والوعي، ولكن عدنا بقلوب كسيرة وآلام في النفس لا تنسى، حاملين لقبا جديدا علينا..نازحين..
عدنا لعمان والتقينا بالوالد والأهل والعشيرة، لنبدأ مرحلة جديدة في حياتنا لعلنا نتذاكرها يوما..."
أكمل المسير عائدا لصومعتي بعد هذه الجولة الطويلة، أحتسي وطيفي كوبا من الشاي بالنعناع الأخضر، كم اشتقت لعودة روحك بعد هذا الغياب الطويل، أشعر بأنفاسك ياسمينا في فضاء صومعتي وروحك ترف من حولي رغم المسافات والبعد الجغرافي، أبتسم لك بحنو وحنان، أنظر لصورتك بكل الحب والشوق يعتريني..
أعود إلى فيروز وشدوها في هذا الصباح..
جسر العودة يا جسر الأحزان أنا سميتك جسر العودة
المأساة ارتفعت المأساة اتسعت وسعت سطعت بلغت حد الصلب
من صلبوا كل نبي صلبوا الليلة شعبي
العاثر ينهض والنازح يرجع والمنتصرون يعودون وشريك الخيمة يرجع
وبليلة عزم ابيض كالأولى للميلاد ملأى بغموض ألآت وبفرح الأعياد
يأتي من صمت الأشجار طفل في سن العشرين يحتفل اليوم بميلاده
عيده العيد برشاش فمضى يتصيد ويصيب بأرض أبيه وأجداده
يدخل آلاف الأطفال من كبروا الليلة في الخارج حدود البحر من الخارج
ارجع في العتمة معهم نصمد ونقاتل ولا نرحل ونقيم كشجر لا يرحل
تقفون كشجر الزيتون كجذوع الزمن تقيمون كالزهرة كالصخرة في ارض الدار تقيمون
وسلامي لكم يا أهل الأرض المحتلة يا منزرعين بمنازلكم قلبي معكم وسلامي لكم
المجد لأطفال آت الليلة قد بلغوا العشرين لهم الشمس لهم القدس والنصر وساحات فلسطين
صباحكم أجمل.
رام الله المحتلة
لحزيران في الذاكرة مخزون كبير، ولعل بعض من هذه الذكريات يخرجني في هذا الصباح المبكر، ابتسم لرام الله التي ما زالت شامخة وتبتسم، وأسود منارتها ما زالوا رابضين، ينظرون إلى الجهات الأربعة رغم قيام الاحتلال بتحطيم ذيولها في اجتياح آذار 2002، ورغم إصرار "أطفال" الفصائل على أن يحيلوها إلى لوحة إعلانية يخطون عليها بالدهان أو إلصاق الملصقات، هذا الإصرار العجيب على تشويه الجمالية في ساحة المدينة الرئيسة، رغم كل المناشدات بأن يصدر القادة العظام تعليماتهم لأطفالهم بأن يتوقفوا عن تشويه الجدران ومنارة المدينتين، ورغم أن العديد من هذه الفصائل ممثلة في المجالس البلدية، إلا أنهم قد وضعوا بأذن طين وفي الأخرى عجين، فكما انعزلوا عن نبض الشارع وأصبحت الجماهير في واد وهم في واد، لم يعودوا يروا في قلب المدينة إلا لوحة لملصقاتهم والمنارة علاقة لراياتهم التي استبدلوا بها علم فلسطين، وما عدا ذلك لا يعنيهم، فمنذ متى كانوا يشعرون بمفهوم الانتماء للمدينة ؟؟
أخرج صباحا مبكرا للتجوال في شوارع المدينة، فحرارة الجو في ارتفاع نسبة لما هو جو رام الله المتميز باعتداله، لذا أحرص على التبكير بالسير مستفيدا من نعومة الجو في الصباح قبل أن تلعب الشمس دورها، أصل لدوار الساعة فميدان المنارة ومن هناك أنعطف إلى شارع القدس، أسير مسافة جيدة مستعيدا ذكرى هذا الشارع الذي لم يتغير كثيرا عما كان قبل حرب حزيران، أمر بجانب بيت كان يسكنه صديق طفولة لم أراه منذ الحرب والهزيمة ولم أعد أعرف عنه شيئا، كان اسمه جمال سامي ناصر ووالده ضابط في الجيش، لذا حين توقفت الحرب وسارعت لبيته لأراه كان البيت مغلقا، حتى إلى حين مغادرتنا رام الله لم يكن هناك عنه أي خبر، وما زالت ذكراه في البال وذكريات صداقة طفولة.
أستمر في السير حتى مفترق الشارع، هنا كان دوار صغير اسمه دوار الشرفة زال وحلت مكانه الإشارات الضوئية، أتجه يمينا باتجاه القدس مواصلا المسير وشاعرا برغبة شديدة في مواصلة السير رغم طول المسافة، أنحدر باتجاه المعلوفية وعلى يميني مخيم الأمعري للاجئين، ما زال يقف شاهدا على نكبة فلسطين، ومن ثم إلى مدرسة البيرة الجديدة التي درست فيها آخر سنة في المرحلة الابتدائية، قبل أن تداهمنا هزيمة حزيران ونصبح نازحين خارج الوطن، أقف لبعض دقائق أمام هذه المدرسة التي لم تترك في ذاكرتي إلا مسألتين، ذكرى صفعة مؤلمة من أحد المدرسين حطت على وجهي الغض ظلما وعدوانا، وذكرى ابتسامة الشهيد ماهر عبد الجواد صالح الساخرة من كل شيء، وخاصة حين ابتكرت إدارة المدرسة فجأة شهادة منحتها له تحت بند شهادة تقدير وتفوق وانضباط، فابتسم وقال لي ...رشوة، فوالدي أصبح رئيس البلدية وابتسم ابتسامته إياها، والذي لم التقيه بعد الحرب أبدا حتى فوجئت بصورته ونعيه شهيدا أثناء التدريب العسكري بعد سنوات من الفراق، فله ولشهدائنا الرحمة..
يشدني الحنين إلى البيت الذي سكناه قبل الحرب بعامين في سطح مرحبا، أنحرف عن مساري يسارا وأصعد باتجاه البيت، أقف قريبا منه ناظرا من خلف السور إلى حديقته، أجول بنظري حوله، لم يتغير عليه الشيء الكثير، سوى حديقته والزجاج الذي أغلق شرفاته الاثنتين، فاستعيد ذكرى طفولة وذكرى هزيمة.
أستعيد ذكرى ما كتبته قبل سنوات في حديث الذكريات، وأنا أخاطب أخي الأقرب إلى روحي..جهاد الذي يصغرني بعامين ولكنه يسكن مني الروح..فخاطبته بأحد أجزاء النص قائلا:
"كان ذلك اليوم المشئوم حين استيقظنا على اشتعال حرب حزيران، وودعنا الوالد ملتحقا بعمله كعسكري منضبط وتركنا مع الوالدة أطفالا..
لا أنسى تلك الأيام وبالتأكيد انك لا تنساها، صوت العرب يتحدث عن انتصارات العرب، ونحن نقف على شرفة المنزل ونرى الطائرات اليهودية تقصف ضواحي القدس، ونظنها طائرات عربيه تقصف جيش اليهود والوالدة ترفع يديها إلى الله تضرعا ودعاءا.. انصرهم يا رب..انصرهم يا رب..حتى جاءت الطائرات إلى سماء رام الله وشنت غاراتها على محطة الإرسال الإذاعي، وجاء بعض من الجنود من المعسكر القريب وقالوا للوالدة.. غادري المنزل فقد سقطت القدس وصدرت أوامر الانسحاب، خذي أولادك ولا تبقي فاليهود قادمون ونحن مغادرون، وأنت صغيرة السن ونخشى عليك...
وفي هذه اللحظات بدأت القذائف بالتساقط على المدينة، وغادرنا على عجل واندفع الآلاف من البشر متدافعين إلى وادي العين، واختلطت الجموع بالجنود الفارين من ساحة المعركة، ورأيت بأم عيني العشرات من قطع السلاح الملقاة بين الأشجار، وأذكر منها جهاز للتخاطب اللاسلكي الذي يحمل على الظهر، وصوت جندي ما يصرخ وينادي وما من مجيب، والطائرات تحلق بالجو فوقنا مما زاد من الرعب والخوف، حتى وصلنا إلى مغارة قادنا لها احد الجيران الذي التقانا ولم يتخلى عنا، وما زالت أصوات الناس الذين تفرقوا عن بعضهم البعض وهم ينادون ويصرخون ترن في أذني، وقضينا أياما لا أذكر عددها في تلك المغارة نقتات على ما تنبته الأرض، وعلى بعض المواد التي تمكن البعض من التسلل وإحضارها من البيوت، حتى سمعنا أن اليهود سمحوا لمن غادروا إلى البراري بالعودة رافعين الأعلام البيضاء...
عدنا رافعين قطعة قماش بيضاء ووصلنا بيتنا، لنجد جزءا منه قد تهدم والرصاص قد اخترق نوافذه، عدنا وشعرت لأول مرة بذل الهزيمة ومعنى الانكسار..عدنا ونحن لا نعرف عن الوالد شيئا.. احي هو أم شهيد، أتمكن من الانسحاب أم أصبح أسيرا في الأصفاد...
كانت مرحلة صعبة فالوالد مفقود ونحن صغار بالسن، ولا أهل لنا ولا أقارب في المنطقة، شعور قاس بالغربة تشعر به وأنت في وطنك، وبدأنا نسأل هنا وهناك عن أخبار عن الوالد، حتى أتانا خبر أن سيارته شوهدت فارغة في منطقة عقبة جبر في أريحا وأن الرصاص قد زنرها، وأن دبابة قد سحقت قسما كبيرا منها وهذا ما زاد بالألم والأسى والقلق...
حتى جاءنا النبأ مع متسلل ما عاد من شرق النهر, ليخبرنا أن الوالد في عمان ويطلب أن نلتحق به، وبدأنا بجمع القليل من الحوائج المسموح أخذها عبر الجسر المحتل وغادرنا رام الله الجميلة عائدين من جديد إلى عمان مرتع الطفولة والوعي، ولكن عدنا بقلوب كسيرة وآلام في النفس لا تنسى، حاملين لقبا جديدا علينا..نازحين..
عدنا لعمان والتقينا بالوالد والأهل والعشيرة، لنبدأ مرحلة جديدة في حياتنا لعلنا نتذاكرها يوما..."
أكمل المسير عائدا لصومعتي بعد هذه الجولة الطويلة، أحتسي وطيفي كوبا من الشاي بالنعناع الأخضر، كم اشتقت لعودة روحك بعد هذا الغياب الطويل، أشعر بأنفاسك ياسمينا في فضاء صومعتي وروحك ترف من حولي رغم المسافات والبعد الجغرافي، أبتسم لك بحنو وحنان، أنظر لصورتك بكل الحب والشوق يعتريني..
أعود إلى فيروز وشدوها في هذا الصباح..
جسر العودة يا جسر الأحزان أنا سميتك جسر العودة
المأساة ارتفعت المأساة اتسعت وسعت سطعت بلغت حد الصلب
من صلبوا كل نبي صلبوا الليلة شعبي
العاثر ينهض والنازح يرجع والمنتصرون يعودون وشريك الخيمة يرجع
وبليلة عزم ابيض كالأولى للميلاد ملأى بغموض ألآت وبفرح الأعياد
يأتي من صمت الأشجار طفل في سن العشرين يحتفل اليوم بميلاده
عيده العيد برشاش فمضى يتصيد ويصيب بأرض أبيه وأجداده
يدخل آلاف الأطفال من كبروا الليلة في الخارج حدود البحر من الخارج
ارجع في العتمة معهم نصمد ونقاتل ولا نرحل ونقيم كشجر لا يرحل
تقفون كشجر الزيتون كجذوع الزمن تقيمون كالزهرة كالصخرة في ارض الدار تقيمون
وسلامي لكم يا أهل الأرض المحتلة يا منزرعين بمنازلكم قلبي معكم وسلامي لكم
المجد لأطفال آت الليلة قد بلغوا العشرين لهم الشمس لهم القدس والنصر وساحات فلسطين
صباحكم أجمل.
رام الله المحتلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق