الأربعاء، يونيو 06، 2007

هدم قبر الروائي السعودي عبد الرحمن منيف بدمشق


قبر عبد الرحمن منيف بعد تخريبه( خاص بالعربية.نت)

دبي- حيان نيوف
العربية نت
تعرض قبر الروائي السعودي الراحل عبد الرحمن منيف بدمشق للاعتداء والهدم، دون المساس برفاته.وأبلغت سعاد محمد قوادري، أرملة الراحل عبد الرحمن منيف، "العربية.نت" أن الاعتداء على القبر تم منذ نحو أسبوعين، ولكن عائلته لم تعرف بذلك سوى قبل أيام، حين كانت تزوره.

ورحل الروائي العربي الكبير عبد الرحمن منيف في 24-1-2004 بدمشق، عن 70 سنة, إثر نوبة قلبية, وكان يعاني قصوراً كلوياً مزمناً ويخضع للعلاج الدوري. وهو من مواليد عمان (الأردن) عام 1933، لأب من نجد (السعودية) وأم عراقية.ويرقد في قبر تصفه أرملته بأنه "عادي، مساحته حوالي المترين طولا وقرابة 80 سم عرضا، من الرخام الأبيض وعليه قطعة من البرونز ذات وزن ثقيل جدا (200 كيلو) منحوت عليها بعض الكتابات ولم تكسر"، مشيرة إلى أنه تم تهشيم الرخام ورميه على الأرض، "كما تم تكسير القبر بشكل سيئ للغاية".

من الفاعل؟

وأبلغت أرملة منيف "العربية.نت" أن الجهة التي قامت بذلك "أرادت الأذية، وأن تدفعنا لاتهام السعودية، وأنا أنفي أن يكون للسعودية أي علاقة بما حصل".وكان منيف أقام في دمشق منذ عام 1986، واعتبر الكثيرون أنه يعيش في منفى سياسي بسبب كتاباته التي انتقد فيها الحكومة السعودية، إلا أن هذه الكتابات قد سمح بها مؤخرا في معرض الكتاب بالرياض.وفيما إذا كانت تشتبه بشخص ما، قالت قوادري: أشدد على أن ما حصل ليس بخلفيات سياسية، ويبدو أن من قام بذلك يريد توجيه إصبع الاتهام إلى السعودية وأنا أرفض ذلك"، مؤكدة أن "من فعلوا ذلك ليسوا سياسيين. وإنما يحاولون إزعاجنا".وألمحت إلى أطراف عائلية، لم تسمّها، "كانت بالسعودية وكانت على خلاف مع عبد الرحمن منيف في حياته". وقالت: "هذا أذية لي لكي أتهم السعودية. وحاول البعض الإشارة إلى أن السعودية وراء ذلك وأنا لا أتهم السعودية أبدا، فهي لا تقوم بهذه الأمور، كما أنها حاورته وسمحت بكتبه". ونفت أن يكون تم الاعتداء على رفات الراحل، كما استبعدت أن يكون لأصوليين علاقة بما جرى كونه كان علمانيا. وقالت إن "أعماله قريبة للانسان البسيط بلا تحديات، ولم تكن لدية مشكلة مع أي جهات معينة".يشار إلى أن ضريح منيف هو الثاني الذي يتعرض للتكسير في تاريخ مقبرة الدحداح الضخمة والمعروفة بدمشق، بعد ضريح الرئيس السوري الأسبق حسني الزعيم (1897-1949). والزعيم رئيس سوري (كردي الأصل), حكم سوريا بين 30 آذار و 13 آب 194. وصل إلى الحكم بإنقلاب عسكري، وأطيح بإنقلاب عسكري قاده سامي الحناوي وأعدم رميا بالرصاص.

شكوى للشرطة
وفي سياق كلامها، أبدت أرملة منيف أسفها للتسيّب الموجود والذي سمح بذلك. وقالت إن "مقبرة الدحداح فيها قبر رئيس جمهورية سابق، وقبور ضابط شهداء في حرب عام 1967، ومن المدهش أن يتم الاعتداء عليها بهذا الشكل".وقالت إنها تقدمت بشكوى لدى الشرطة، وخاطبت الفاعل بالقول إنه لن ينجو من فعلته الكبيرة بحق قبر زوجها الراحل. وقطعة البرونز الموجودة على قبر الراحل منيف هي من فكرة وتخيل الفنانين بسام كوسا وزكي سلام، وهي على شكل ورقة كتابة ملفوفة من طرفين وعليها رموز تجريدية تشبه دوائر بالنسبة للصوفية أو خطوط ناعمة، وحبات قمح وريشة كتابة، بالإضافة إلى نصوص مثل "من أرض السواد" وجمل غير واضحة عبارة عن شكل فني، كما قالت أرملته لـ "لعربية.نت".

يذكر أن عبد الرحمن منيف تنقل بين بغداد وعمان والقاهرة إلى أن سافر عام 1958 الى يوغوسلافيا حيث تابع الدراسة في جامعة بلغراد. وانهى دراسته عام 1961, بحيازة شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية, متخصصاً في اقتصادات النفط. غادر سوريا عام 1973 إلى لبنان حيث عمل في مجلة "البلاغ" وكان بدأ الكتابة الروائية بقصة "الأشجار واغتيال مرزوق".وفي عام 1975 سافر الى العراق, حيث تولى تحرير مجلة "النفط والتنمية" وظل هناك حتى عام 1981. ثم غادر عام 1981 العراق الى فرنسا, حيث تفرغ نهائياً لكتابة الرواية. ليعود عام 1986 الى دمشق, وحيق أقام حتى وفاته.من مؤلفاته: الأشجار واغتيال مرزوق, قصة حب مجوسية, شرق المتوسط, حين تركنا الجسر, النهايات, سباق المسافات الطويلة, وخماسية "مدن الملح".

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

اسفى على امة تخاف من امواتها



عيسى القنصل