الجمعة، مايو 29، 2009

الخطر البشري على الإنترنت

عـادل عطيـة
adelattiaeg@yahoo.com


لماذا وضعت القوانين ؟!..
ولماذا صنعت الأصفاد ؟!..
ولماذا شيدت السجون ؟!..
إجابة واحدة ، تشير إلى :
أن هناك من اساء بالحرية إلى الحرية !
وأن هناك من وضع نفسه في دائرة الاتهام !
وأن هناك من اقترف جرماً !
وكلما تكاثر الانسان شراَ ،
تكاثرت القوانين التي تحد من خصوبته الشيطانية .
المأساة هنا :
أن اقسى مافي هذه القوانين ـ كما في كثير البلدان ـ ،
انها تتخطى مجابهة الشر ، وتأتي على الخير .
وهذه احدى انتكاسات الوباء البشري .
الذي اجتاح ارضنا ،
بنا ..
وصيّر مناطق كثيرة على كرتنا الارضية إلى مناطق شرطوية ـ بوليسية !
ولم نكتف بهذا على مواطئ اقدامنا ،
فجلبناه معنا على أطراف أصابعنا
ـ ضمن خريطتنا الوراثية ـ
إلى كرتنا الفضائية ،
التي تدور في فلك الشبكة العنكبوتية ؛
لتكون ملاذاً لنفوسنا الهائمة في أحلام البحث عن المدينة الفاضلة !
فماذا فعلنا بالكوكب الذى صنعناه بخيال واقتدار وفخامة وعظمة العقل الانساني ،
عندما يتصل بالروح المتسامية ؟! ..
لقد اصبحت البذاءات ،
التي لايمكن وضعها على اللسان ؛
ـ لانها سيئة جداً ، ولا يمكن وصفها ـ ..
واحدة من أهم اللغات الحية على اثير الإنترنت !
وانتشرت أعمال السطو والنهب على الملكيات الخاصة بالمبدعين !
كما انتشرتزوير كلمات العبورالخاصة بسكانها ،
وسرقة بريدهم الالكتروني ،
كأسلوب للتلصص على حياتهم !
وقامت جماعات الهاكرز الارهابية ،
بنشر الفيروسات المدمرة لاجهزة الحاسوب ،
كما قامت باقتحام العديد من المواقع الآمنة ،
وعاثت فيها خراباً يباباً !
فإذا بالشرائع ، والقوانين ، والقيود الحديدية ،
تطال عالمنا الافتراضى ،
وتفرض سيطرتها عليه ،
وتلاحقهم ..
فسمعنا عن الطرد المخزي من المنتديات !
وعن كثرة المواقع التي يتم حجبها عنوة عن الرواد !
وعن مضادات الفيروسات ،
التي وهى تقضي عليها ، تقضي معها على ملفاتنا المهمة !
وسمعنا عن معاقبة المدونين ،
بسجنهم ،
وغلق مدوناتهم ،
ومصادرة أقلامهم المضيئة !
تماماً كما يحدث على كوكبنا الأرضي المتألم ،
عندما تعدت مجابهة الخطأ والباطل ، حدودها إلى مجابهة الصواب والحق !
،...،...،...
أفلا يمتلكنا الرعب من آثارنا البشعة الزاحفة على آية خيالنا العلمي ،
ويمسكنا الاسى العميق ؛
لاننا تمردنا على أحلامنا اليوتوبية ،
وندرك ـ قبل فوات الأوان ـ :
ما نقترفه من فعل .
ومن صمت .
بحق كوكبنا الالكتروني ..
ونجتهد ـ بكل ندم ـ ، إلى وقف الوباء البشري من اتساع نفسه على شبكات الإنترنت ؟!...

ليست هناك تعليقات: