الخميس، يناير 22، 2009

أدباء للتَّّّكريم




سيمون عيلوطي

لكل أدب عربي أو عالمي سماته ونكهته الخاصة التي تميِّزه عن غيره من الآداب الأخرى، وهذا الأمر،في رأيي، هو الذي يجعل من المادة الأدبية عالمية بحيث تقدِّم نفسها إلى الثقافة الأخرى من خلال بصمتها وهويَّّّّّتها ووجهها المميَّز الذي يعكس ويصوِّر الملامح والشخوص والقضايا على أنواعها التي تخص هذة الثقافة، (الأدب) دون غيرها ، فأنت حين تقرأ ( الدون الهادئ)، تعرف أنها نابعة من الأرض الروسيَّّّّّّّّّّّّّّة، وحين تقرأ ( أحدب نوتردام )، تعرف أن هذا العمل الأدبي يمثل مرحلة من مراحل فرنسا، وحين تقرأ ( زقاق المدق )، أو ( ثرثرة فوق النيل )، تعرف أنك أمام عمل أدبي مصري صرف .
وإذا أتينا إلى أدبنا الفلسطيني ، نرى أن هذا الأدب هو الذي أسَّّّّّّّّّّّّّّّّس ( أدب المقاومة ) ،وكان أصيلا ومتميِّزا من هذه الناحية ، ومن يقرأ قصائد محمود درويش على سبيل المثال ، يعرف ما أعنيه تماما . هذا في الشعر ، أما في مجال الرواية ، فلا شك أن الأديب الروائي غسان كنفاني صاحب ( عائد إلى حيفا ) مثل بالعمل الروائي المقاوم مرحلة هامة في تاريخ الأدب الفلسطيني ، وكان لها بالغ الأثر على الآداب العربية الأخرى .

أرى أن أدبنا الفلسطيني لم يتوقَّّّّّّف عند ما ذكرته فحسب ، بل تعدَّاه إلى ابتكار فن أدبي جديد لم تعرفه الآداب العالميَّّّّّّّّّّة الأخرى بشكل عام ، وأدبنا الفلسطيني على وجه الخصوص ، وقد برع في تفنّّّّّّّن هذا النوع الجديد من الأدب عدد من الأدباء والكتَّاب ، واستطاعوا خلال فترة زمنيَّة قصيرة أن يشكِّلوا ظاهرة ، أخذنا نحن جمهور الكتَّّّّّّّاب والمهتمِّين ، نلاحظ وجودها على ساحتنا الأدبية ، بل والتَّّّّّّّّّّنافس أحيانا على من سيمثلها ويشارك في نشاطاتها بشكل فعلي .
ويطيب لي أن أسمِّّّّّّّّّّّّّّّّي هذه الظاهرة الأدبية الجديدة (( ظاهرة الأدباء المكرِّّّّّّّّّّّمين )) ، أو إذا شئتم ، (( أدب التَّّّّّّّّّّّّكريم )) بحيث تقام في الشهر الواحد ندوتان تكريميَّتان ، بعض المكرَّمين يستحق ذلك ، وبعضهم توضع حوله علامات استفهام كبيرة وكثيرة ، والملاحظ أن (الأدباء المكرِّمين) تتكرر أسماؤهم في جميع الندوات والمنتديات ، وقد وصل إلى مسامعي أن هؤلاء المكرِّمين هم الذين يلحون على عنوان أدبي لإقامة هذه الندوات التكريمية ، وعلمت ان الذي يزيد من إصرارهم أن هذه الندوات ليست بالمجان ، وأنا إزاء هذا الأمر، أعرب عن قلقي انه في حالة نفاذ مخزون الأدباء بعد تكريمهم جميعا ، هل سيعاودون الكرة ويبدأون التكريم من ( أوَّّّّّّل وجديد ؟؟!!) ، أم يستوردون كتَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّابنا المتواجدين في الخارج والشَّّتات من أجل تكريمهم ؟؟!! ، أم يبتكرون نوعا أدبيَّّّّّّا منفعيَّّّّّا جديدا ؟؟!!. أم ماذا..؟؟؟!!..
****
سيمون عيلوطي: شاعر وكاتب
ومحرر الموقع الثقافي– موقد
www.mauked.com


ليست هناك تعليقات: