الثلاثاء، يناير 06، 2009

هواجس ميلادية

د. حبيب بولس
*أيها المسيح :أنظر اليوم إلى فلسطينك التي أحببتها وضحّيت بنفسك من أجل شعبها، كيف تجدها؟ ألا ترثي لها وتشفق عليها؟! أنظر ما يفعله الذين عذّبوك فيها، يضطهدون، يعذّبون، يفقرون، يجوّعون، يعيثون فيها فسادًا ودمارًا وخرابًا *

يا سيّد، أيّها المسيح ابن الله، يا ذا الجلال والهيبة، يا من جئت في ملء الزمان، لقد قلت يومًا: "اسألوا تعطوا، أطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم"، وها أنذاالعبد الترابي الناسوتي، الفقير إلى رحمتك، أطلب إليك، وأنت السماوي الألوهي، وأضرع خاشعًا في ذكرى ميلادك. أطلب إليك وأقرع بابك، ليس من أجلي، فأنت "ساترها معي"، ولكن من أجل البشرية، المعذّبة، المتعبة المقهورة.
* ستّون عامًا، هي عمري كلّه، قضيتها أرتّل مع المرتّلين يوم ذكرى ميلادك "المجد لله في العلا، وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة"، ولكنّني اليوم أقول بصراحة، لقد تعبت من ترتيل هذا النشيد. أكذب عليك إن أنا رتّلته. أرجوك يا سيّد لا تعتبر كلامي وقاحة وقلة دين، فأنا أصارحك كما علّمتنا، فقلت: "تعرفون الحق والحق يحرّركم"، وها أنا لا أقول غير الحق.
لقد انعدم السلام منذ فارقتنا يا سيّد، فما يوجد عندنا سوى الحرائق والصواريخ والقنابل على أنواعها، ورائحة البارود التي تزكم الأنوف. السلام غائب تمامًا، ومعه غابت المسرة. فالمشهد كئيب عندنا، ولو أنّك تطل من عليائك علينا، لكنت رأيت ما لا تحب وسمعت ما لا تشتهي. فكيف لنا أن نفرح وأن نعيّد وأن نهلّل يوم ميلادك، والأرض ملآى بأنهار الدماء التي أجريناها؟ كيف لنا أن نفرح وأرضنا حبلى بالمكاره؟
* "المجد لله في العلا، وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر". الرجاء الصالح لا يأتي إلا معك. فتعال؛ أما وعدتنا بالرّجوع؟ فلماذا تأخرت؟ تعال عد إلينا وقوّم ما اعوج، عد واعمل انقلابًا، فالبشرية قد عتقت، فتعال جدّدها.
الناس، رغم تعاليمك السمحة ورغم ما كرزته ووعظت به، عادوا كما كانوا. فهم اليوم ذئاب، منافقون، يسيرون مقنّعين، يمشي الواحد على الأرض بوجه أبي ذر وبقلب أبي جهل، أنعم من الزبدة كلامهم، أما قلبهم فقتال. ما عاد الواحد يأتمن الآخر. المادّة أعمت أبصارهم وصمّت آذانهم، وكأنّهم ما سمعوا كلامك يومًا: "لا يقدر أحد أن يخدم سيّدين". هم يفعلون ذلك يا سيّد، وأكثر، يعبدون لا سيّدين، بل عشرات الأسياد، ويعطون ما لقيصر خوفًا، وأما ما لله فيأخذونه بلا حساب ولا رقيب. استبدلوا الآب والابن والروح القدس، بأقانيم ثلاثة أخرى: الدولار والبترول والصاروخ. ابتعدوا عن تعاليمك. وأنا أتحيّر أين ستقعدهم، فهم فئة جديدة لم تكن تعرفها في أيامك معنا. فإذا كانت الخراف عن يمينك والجداء عن شمالك، فأين سيكون مبرك هؤلاء الذين "يأكلون الطعم، ويقضونها على الصنارة"؟
*كم قلت: "أريد رحمة لا ذبيحة" يا سيد. انظر من عليائك، أين هي الرحمة التي ناديت بها؟ فالناس عندنا على الأرض يتذابحون يوميًّا، لا يرحم الواحد منهم أحدًا، بل هو مستعد لأن يقدّم أخاه وابنه ذبيحة لأناه المتورّمة المنفوخة المريضة. أنت فقير ومتواضع يا سيد، هكذا عشت معنا على الأرض حين تأنّست وقدّمت نفسك ضحيّة. لكم كنت تكرز "من رفع نفسه يتّضع، ومن يضعها يرتفع"، ولكن أين هذا من الحاصل اليوم؟ وكلاؤك عندنا يكرزون بجملتك هذه ويتلفّعون بالحرير والديباج، ويتحلّون بالذهب، فحتى صليبك صار حلية يزيّنون بها صدورهم.
* أنت يا سيّد عظيم بميلادك، عظيم بحياتك، عظيم بمماتك. لذلك نحن اليوم نخجل منك حين نرتّل "على الأرض السلام"، ونحن كالأفاعي نلبس ثياب الحملان ونلدغ بعضنا بعضًا، ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
يا سيّدي أنت مثلنا فلسطيني. فلسطيني المولد والنشأة والشباب. جلت في ربوع فلسطين من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، فيها قلت مواعظك وتلوت تعاليمك، وأجريت عجائبك، في جبالها وسهولها وشواطئها. وكانت حياتها فيها وفيها كان مماتك، كرّستهما من أجل المحبة والسلام والرحمة والعطاء والألفة والشعور مع الفقير المعدم والمسكين والمستضعف والمعوّق. فكم قلت: "سلامًا أترك لكم"، و"من لا يجمع معي فهو يفرّق"، و"في بيت أبي منازل كثيرة". كم دعوتنا إليك: "أنا هو خبز الحياة، من يقبل إليّ فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا"، وكم قلت لنا: "أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة".
وها نحن تبعناك، وحفظنا تعاليمك عن ظهر قلب، وآمنّا بك جيلا وراء جيل ومن دور فدور. ولكن أنظر إلينا، أين هو الخبز؟ أين هو النور؟ أين هو المنزل؟ وأين السلام؟ أنظر اليوم إلى فلسطينك التي أحببتها وضحّيت بنفسك من أجل شعبها، كيف تجدها؟ ألا ترثي لها وتشفق عليها؟! أنظر ما يفعله الذين عذّبوك فيها، يضطهدون، يعذّبون، يفقرون، يجوّعون، يعيثون فيها فسادًا ودمارًا وخرابًا، يمنعون عنها النور، يحاصرونها بجدار يصدّ حتى الهواء عنها، يفرّقون، يشتّتون. كل هذا مع مناصرة تامّة فاضحة من الكثيرين ممن يؤمنون بك. لقد عانيت أنت يا سيّد من كل هذا وجئت لتخلّصنا منه، فتآمروا عليك، وكان ما كان، فكيف لنا نحن البشر؟ تعال ساعدنا، وطنك ما زال مستعمرًا، محتلا مخترقًا. قل للذين يؤمنون بك خاصّة في الغرب: ما هذا الذي تفعلونه بالناس؟ ما هكذا علّمتكم. توقّفوا ولا تفعلوا بالناس إلا ما تريدون أن يفعله الناس بكم. كفّوا عن أعمالكم البشعة، وإلا فاطووا إنجيلي ولا تقرأوه". قل للحكّام من الذين يؤمنون بك: "دعوا السلام في الأسواق والجلوس في صدور المجالس، اذهبوا بشّروا برسالتي جميع الأمم". رسالتك رسالة المحبة، رسالة السلام، ولكنّهم بدلا من التبشير بها يا سيّد، يزرعون الموت والدمار ويمتصّون مقدرات الشعوب. يبيدون ويستغلون الضعفاء والفقراء والمساكين، يأكلون خبز اليتامى، ويدّعون أنّهم مسيحيّون، يثيرون البلبلة والحروب ويقتلون البشر. لقد نسوا أو تناسوا ما قلته يومًا: "أردد سيفك إلى قرابك، فمن أخذ بالسيف فبالسيف يؤخذ"، لم يحفظوا من إنجيلك المقدس على ما يبدو سوى قولك: "ما جئت لألقي سلامًا بل سيفًا". تعاليمك على ما يبدو قد شاخت هناك، فتعال جدّدها.
تعال جدّد الأذهان. القياصرة في أيامك ذبحوا الأطفال وجوّعوا الناس وظلموهم، والقياصرة الجدد في أيامنا ما زالوا ينهبون مال المسكين، فالناس عندنا في فلسطين في جوع وفي بؤس. لقد قلت لقياصرة زمانك: "لا تدينوا لكي لا تدانوا"، ولكن قياصرتنا الجدد لا يهتمون بدينونة. نحن حملنا صليبنا وتبعناك، لذلك ندعوك اليوم لتأتي فلا تقل لي يا سيّد ما قلته لبطرس: "اذهب عني يا شيطان، أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله، لكن بما للناس". نعم يا سيّدي أنا اهتم بما للناس، واهتمامي بهم نابع من اهتمامي بك. قلت في أيّامك: "أحبّوا أعداءكم.."، لكن تعال وتفرّج أين هي المحبّة؟ علّمت: "ليس من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات، بل من يعمل إرادة أبي"، أما حكام اليوم فقد تركوا الأمرين. كم حذّرت من الباب الواسع، وها هم قياصرة اليوم لا يدخلون إلا منه. فالباب الضيق ضربت عليه العنكبوت خيوطها. قلت لنا في الماضي: "أنتم نور العالم"، فكيف ترانا اليوم؟
علّمتنا التطويبات جميعها، ولكنّ المساكين ما زالوا مساكين ولا من رجاء، والحزانى كثروا ولا من عزاء، والجياع والعطاش على حالهم لا بل أشد، والرحماء انقرضوا، وأنقياء القلب ضربت على قلوبهم القساوة، وصانعو السلام تنكّروا لك ورفضوا أبوّتك، والمطرودين من أجل البر نسوا البرّ وأعرضوا عن أجرهم العظيم. تعاليمك التي نشرتها ودفعت حياتك ثمنًا لها، ابتعدنا عنها كثيرًا، ووصاياك ذهبت سدى يا سيّد، فـ"لا تقتل" تلاشت وازداد القتل. و"من يغضب على أخيه باطلا سيكون مستوجب الحكم"، الغضب يا سيدي والباطل منتشران يفرّقان بين الأخ وأخيه وبين الأب وابنه. حذّرتنا من الزنى على نوعيه، وقلت: "قد سمعتم أنّه قيل للقدماء لا تزن، وأما أنا فأقول إنّ كل من ينظر إلى امرأة ويشتهيها، فقد زنى في قلبه".
تعال يا سيّد وانظر إلى بشريّتنا، الزنى يستفحل كلاميًّا، وجسديًّا، وقلبيًّا. كم حذّرتنا وقلت: "قيل للقدماء لا تحنث بل أوف للرب أقسامك، أما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة لا بالسماء لأنها كرسي الله، ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه، بل ليكن كلامكم نعم نعم لا لا"، والحاصل اليوم يا سيّد أنّنا نحلف بالسماء وبالأرض، بإلهنا، بأمهاتنا، بآبائنا، بشرفنا، بعرضنا، بأولادنا، وبكل ما يمكن أن يطاله لساننا. ونقول نعم ونحن نقصد لا، ونقول لا ونحن نقصد نعم. نتكلم بالمقلوب وبتورية ونظهر على عكس ما نبطن.
* حاولت أن تبعدنا عن الثأر وعن الحقد، فقلت: "سمعتم أنّه قيل عين بعين وسنّ بسن، وأمّا أنا فأقول لكم، لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدّك الأيمن فحوّل له الآخر أيضًا، ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضًا". ولكنّنا اليوم يا سيّد نقتل ونزرع الشر ونتمسّك بالذي لنا، وما عادت العملية كما كانت في أيامك "ضرب كفوف"، بل صارت سلاح دمار شامل يحرق الأخضر واليابس. نقتل بالآلاف، لا بل بمئات الآلاف ولا يرفّ لنا جفن. ألست ترى الذي يحصل في غزة وفي القدس وفي الخليل، في فلسطينك كلها؟
* حاولت أن تساعد المحتاجين فقلت: "من سألك فأعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا تردّه"، وها نحن ننفذ تعاليمك ولكن معكوسة. فالذي يملك ويقتدر يتحصّن على ما يملكه، ويمنعه حتى عن أقرب الناس إليه. يدّخره لملذاته، فالمحتاج لا مكان له في فكره، والعطاء كلمة محذوفة من معجمه.
* وكرزت في المحبّة والتسامح وجعلتهما تاج تعاليمك وقلت: "سمعتم أنّه قيل تحب قريبك وتبغض عدوّك. وأما أنا فأقول لكم، أحبّوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم..." ذهب الكلام أدراج الرياح يا سيّد. فالمحبّة اغتالوها منذ زمن بعيد. والتسامح حدّث عنه ولا حرج. فنحن تخليّنا عن ذلك كله، فحتى أقرب الناس إلينا صار عدوًّا ومنافسًا. ليتك تأتي في فترة انتخابات عندنا كي ترى عكس ما كنت تؤمل وكي تسمع المذابح الكلامية.
* حذّرتنا من التظاهر أمام الآخرين بأعمالنا، ومن التباهي ومن المعايرة. علّمتنا أن نعمل الخير في الخفاء وأن نصلي في الخفاء وأن نصوم من أجل أنفسنا، وقلت: "احذروا أن تصنعوا صدقتكم قدّام الناس لكي ينظروكم... فمتى صنعت صدقة فلا تصوّت قدّامك بالبوق.. وأمّا متى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك. لتكن صدقتك في الخفاء".
الصدقة يا سيد عندنا صارت في علم الغيب. وإن وجدت ففاعلها يبوّق ويصنّج لها. وقلت: "... متى صلّيت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصلّ إلى أبيك الذي في السماء في الخفاء". الصلاة يا سيّد صارت عندنا احتفالات وولائم ومآدب ومشارب ومظاهرات عرض أزياء. وقلت: "... متى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك كي لا تظهر للناس صائمًا"، الصوم يا سيد صار عندنا مظاهر ومنافسة في الأنفاق و"تحميل جميلة"، وفقد جوهره وأصوله، فما ينفق في الصوم يطعم شعبًا كاملا.
* يا سيّد تعال ارجع وانظر إلى الناس كيف صاروا ذئابًا. أعينهم تقدح شرًّا، وأجسادهم امتلأت رجسًا ونجاسة، فعبارة "سراج الجسد هو العين، فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيّرًا"، عبارة صارت في خبر كان، لا أحد يعيرها اهتمامًا. تعال وانظر كيف غرقنا في مستنقع من الرجس والنجاسة، فلم تعد القضيّة قضيّة "ليس ما يدخل فم الإنسان ينجّس الإنسان، بل ما يخرج من الفم..."، بل صارت النجاسة تنخر في عظامنا من داخل ومن خارج.
* أيّها السيد الحبيب المتواضع المحب المتسامح، يا من ضحّيت بنفسك من أجلنا، لا تتفاجأ مما أقول، فنحن اليوم كما قلت: "شعب من العميان يقوده عميان". ابتعدنا عنك وعن تعاليمك كثيرًا، فخسرنا بذلك العالم وخسرنا أنفسنا. ابتعدنا عنك وعن تعاليمك ولهثنا وراء التكبّر والتجبّر والصّلف والأنانية والمصالح الشخصية والمادة والغنى والمفاخر والمظاهر الكاذبة، ركضنا خلف التفرقة والخراب نزرع الحروب والويلات، وضربنا عرض الحائط بحكمك: "كل مملكة تنقسم على ذاتها تخرب، وكل مدينة أو بيت ينقسم على ذاته لا يثبت"، وها نحن منقسمون متشرذمون، نجتهد في توسيع ثقب الإبرة لنيسّر على أغنيائنا الدخول، وأكبرنا صار قيصرًا يأمر وينهي ونخدمه ونقبّل يديه عساه يرضى، بدل أن يكون لنا خادمًا.
* صرنا يا سيّد كما قلت: "خصيان ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم، وخصيان خصاهم الناس، وخصيان خصوا أنفسهم".
نحن والحق أقول عندنا من الخصيان كل الأصناف.
* يا سيّد نشتاق إليك كثيرًا، فوكلاؤك على الأرض لا يسدّون الفراغ بل يزيدون النار اشتعالا والناس انقسامًا، وأنت في غنى عنهم. قل لهم أن يكفّوا شرّهم عنا. أما رأيتهم يتراكلون ويترافسون على قبرك من أجل نفخ الجيوب، وقد نسوا أنّ القبر فارغ. أنت قادر، فحتى في محاكمتك لم تدافع عن نفسك، لذلك قل لوكلائك عندنا: "لا تدافعوا عنّي، بل لتكن فيكم محبّة قدر حبّة خردل لتعيشوا مع رعاياكم سعداء آمنين".
* يا سيّد ارجع إلينا وأفهم الناس ما معنى ميلادك. أفهمهم أنّ الميلاد ليس مذبحة دجاج ولا شرب الخمر، إنّما هو عيد المحبّة والتسامح والتواضع والألفة. عد يا سيّد وجدّد البشرية التي شاخت ليعمّ الرخاء والسلام. ألم تقل يومًا: "ليس الله إله أموات بل إله أحياء"؟ فتعال إلينا، إلى الأحياء وأنقذنا مما نحن فيه. ردّنا إلى الصواب وجدّدنا.
* صارحتك يا سيّد فلا تغضب مني ولا تنتهرني كما انتهرت بطرس. صارحتك فلا تعتب عليّ إن أنا انقطعت عن ترتيل "المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة"، فنحن هنا في فلسطين صرنا نخجل من ترديد هذا النشيد، ولكثرة ما تقلبنا في جحيم المقلاة أقلعنا عن ذلك، واستبدلناه بنشيد آخر من صميم واقعنا، وعلى ضوء ما يجري اليوم في فلسطين صرنا نرتّل: "المجد للسلاح في العلا وعلى الأرض الدمار وفي الناس المضرة".
تعال يا سيّد وغيّر نشيدنا الآني. تعال ولمّع ذاك النشيد العالمي وردّ إليه بريقه، ولا تتركنا في هذا الواقع المر.
وإلى أن تأتي أقول وأصلي: "دبابة لويا، صاروخ لايسون".

* مهداة إلى روح شيخ أدبائنا مارون عبّود.
د. حبيب بولس – ناقد أدبي ، محاضر في مادة الأدب العربي في الكلية العربية للتربية في حيفا وكلية اورانيم الأكاديمية
drhbolus@yahoo.com


ليست هناك تعليقات: