عيسى القنصل
رفضت فى موت زوجها ان تعانق الحزن والوحدة والالم . ولا زلت اتذكر موت (ابو سهيل ) فى ريعان شبابه فى جلطة ..بل كنت معه فى (الطليانى ) مستشفى فى عمان حين مات واطلقت خالتى صرختها فى دهاليز المستشفى .
كان فى عمرها الزوج الذى يساندها فى كل شىء ويعطيها كا ما تريده وانجبت من الاطفال ..براعما من الزهور فى حديقة حياتها وحين جاء طائر الموت واختطفه وجدت نفسها عارية فى صحراء الحياة ..لا تدرى ما له وما عليه ,,وكيف تتصرف فى حياتها بعد ان كان هو لها كل شىء .
كانت خالتى كمثل كل امهات حارتنا ..نساء بيت فقط فلا وظيفة لتعين عائلتها ..ولكنها كامراة عربيه قوية الايمان بالله والحياه صارعت من اجلهم ..وصارعت مع تيار الحياة فى عناد وايمان ومرارة .
ونمت خالتى فى خاطرة ماساة اجتماعيه ..فقد تناسى الجميع مع الايام روعة المرحوم زوجها وكرم يديه على الجميع ..واصبح كل من اصدقائه يطالبها بدين له عليه مسجلا بدفتر او غير مسجل ..ولعلنى منذ صغرى تعلقت بها وشعرت فى قسوة الحياة عليها وعلى اطفالها ..
مرت الايام ..تزوجت ابنتها الصغرى وهاجرت الى امريكا ..وبعد سنوات قصيره سافر ابنائها ايضا الى امريكا ..وفى صراع مرير مع الحياة هنا ولعل مرارة الامس فى مادبا دفعتهم الى مواجهة تيار الحياه فى كل اصرار وعناد ..
فزال الفقر وبدات بذور صراعهم مع الحياة تنتج لهم ثمارا ..فاقبل الصباح عليهم فى كل عطائه ..واصبح ابناء خالتى من اصحاب الاعمال هنا فى امريكا ..
وحين اصبح المال فى يدهم سيلا قويا لم تنس خالتى ابدا انها ابنة مادبا وانها فى ايمانها وصراع ابنائها صنعت هذا ..فما تعالت ولا اكتست حلة الاغنياء الذين لا هم لهم الا معانقة الحاضر البهى وتناسى مرارة الامس ..وقبل مدة قصيرة زرتها فى نيويورك وكانت فى شيخوخة تحسها بها لكن مرح الطيبة فيها وايمانها فى الحمد لله لم يجعلها سوى امراة بسيطة كما كانت فى بد حياتها .
ورفضت ان تموت فى غربتها ..رفضت ان تموت فى بلاد البرد والثلج فعادت قبل اشهر الى بيتها القديم مريضه فى الفراش بين اولاده واولاد اولادها ..ولعلها طلبت منهم ان تدفن الى جانب زوجها ..
اليوم ماتت خالتى ..هى امراة عادية جدا ..غير معروفة فى عالم الصحافة والسياسه .. وغير مشهورة فى صالونات المجتمعات المخمليه .. لكنها كانت امراة اردنية / مادبيه / اعتمدت على قوة ايمانها بالله والحياة لتصنع من الفشل نجاح ومن حزن الموت الى قصة استمرارية بالصراع للوصول الى الافضل .
ماتت (خالتى ) ام سهيل اليوم ..اعرف ان موتها لن يترك امواجا من الحزن فى محيطات العالم ..انها امراة عاديه لكنها اليوم ادخلت الى قلبى كرة من الذكرى فلعبت بها اقدام افكارى وعدت بها الى ايام طفولتى وايام شبابى حين كنت اتصل معها دائما كلما اصابنى مرض او وعكة صحيه ..فتصف لى وصفة طبيه بدويه .
ماتت خالتى اليوم وفى بلدها وبعد غربة طويلة رفضت ان تموت الا فى مادبا .. لك الرحمة يا خالتى وتلك هى الحياه ..تلك هى الحياة
رفضت فى موت زوجها ان تعانق الحزن والوحدة والالم . ولا زلت اتذكر موت (ابو سهيل ) فى ريعان شبابه فى جلطة ..بل كنت معه فى (الطليانى ) مستشفى فى عمان حين مات واطلقت خالتى صرختها فى دهاليز المستشفى .
كان فى عمرها الزوج الذى يساندها فى كل شىء ويعطيها كا ما تريده وانجبت من الاطفال ..براعما من الزهور فى حديقة حياتها وحين جاء طائر الموت واختطفه وجدت نفسها عارية فى صحراء الحياة ..لا تدرى ما له وما عليه ,,وكيف تتصرف فى حياتها بعد ان كان هو لها كل شىء .
كانت خالتى كمثل كل امهات حارتنا ..نساء بيت فقط فلا وظيفة لتعين عائلتها ..ولكنها كامراة عربيه قوية الايمان بالله والحياه صارعت من اجلهم ..وصارعت مع تيار الحياة فى عناد وايمان ومرارة .
ونمت خالتى فى خاطرة ماساة اجتماعيه ..فقد تناسى الجميع مع الايام روعة المرحوم زوجها وكرم يديه على الجميع ..واصبح كل من اصدقائه يطالبها بدين له عليه مسجلا بدفتر او غير مسجل ..ولعلنى منذ صغرى تعلقت بها وشعرت فى قسوة الحياة عليها وعلى اطفالها ..
مرت الايام ..تزوجت ابنتها الصغرى وهاجرت الى امريكا ..وبعد سنوات قصيره سافر ابنائها ايضا الى امريكا ..وفى صراع مرير مع الحياة هنا ولعل مرارة الامس فى مادبا دفعتهم الى مواجهة تيار الحياه فى كل اصرار وعناد ..
فزال الفقر وبدات بذور صراعهم مع الحياة تنتج لهم ثمارا ..فاقبل الصباح عليهم فى كل عطائه ..واصبح ابناء خالتى من اصحاب الاعمال هنا فى امريكا ..
وحين اصبح المال فى يدهم سيلا قويا لم تنس خالتى ابدا انها ابنة مادبا وانها فى ايمانها وصراع ابنائها صنعت هذا ..فما تعالت ولا اكتست حلة الاغنياء الذين لا هم لهم الا معانقة الحاضر البهى وتناسى مرارة الامس ..وقبل مدة قصيرة زرتها فى نيويورك وكانت فى شيخوخة تحسها بها لكن مرح الطيبة فيها وايمانها فى الحمد لله لم يجعلها سوى امراة بسيطة كما كانت فى بد حياتها .
ورفضت ان تموت فى غربتها ..رفضت ان تموت فى بلاد البرد والثلج فعادت قبل اشهر الى بيتها القديم مريضه فى الفراش بين اولاده واولاد اولادها ..ولعلها طلبت منهم ان تدفن الى جانب زوجها ..
اليوم ماتت خالتى ..هى امراة عادية جدا ..غير معروفة فى عالم الصحافة والسياسه .. وغير مشهورة فى صالونات المجتمعات المخمليه .. لكنها كانت امراة اردنية / مادبيه / اعتمدت على قوة ايمانها بالله والحياة لتصنع من الفشل نجاح ومن حزن الموت الى قصة استمرارية بالصراع للوصول الى الافضل .
ماتت (خالتى ) ام سهيل اليوم ..اعرف ان موتها لن يترك امواجا من الحزن فى محيطات العالم ..انها امراة عاديه لكنها اليوم ادخلت الى قلبى كرة من الذكرى فلعبت بها اقدام افكارى وعدت بها الى ايام طفولتى وايام شبابى حين كنت اتصل معها دائما كلما اصابنى مرض او وعكة صحيه ..فتصف لى وصفة طبيه بدويه .
ماتت خالتى اليوم وفى بلدها وبعد غربة طويلة رفضت ان تموت الا فى مادبا .. لك الرحمة يا خالتى وتلك هى الحياه ..تلك هى الحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق