الجمعة، يناير 18، 2008

الى ما وراء عاشوراء

د.ابراهيم عباس نــَتــــّو
عميد سابق في جامعة البترول-السعودية
عَبْرَ العصور يجيءُ عاشوراءُ
بَدءاً بموسى،..بَعدَهُ الحُنـَفـاءُ
ثــمّ النبيُ محمـدٌ من بعدهــم
صاموا بهذا اليوم، و الخلفاءُ
يومٌ لـه طَـيَّ العقائدِ قيــمـةٌ
يرعاهُ أهلُ العلم و الفضلاءُ
فيه المعاني و المقاصدُ جَمةٌ
و له العيالُ مع النفوس فداءٌ
عَبرَ العصور و للفداء مواقفٌ
رمزُ الكفاح، أفاحِـلٌ و نسـاءُ
ما بينَ يثربَ و البقيعِ شواهدٌ
يُحصِي أساميها الكَرا و حراءُ
تلك البقاعُ و في القلوب مَلاحمُ
فوقَ الجبينِ و ما عليهِ غِطاءُ
هـذا بأحْـدٍ حـَمـزةٌ فـي عَــدْنـه
و "أبـوعـليٍ" قـبـرُه الوضـّــاءُ
يعلو البطاحَ المسكُ في جنَباتها
تزهو الجنانُ و تخلدُ "الزهراءُ"
كيفَ العـزاءُ على مناقب ثلةٍ
للأكرمين..و هل هناك كـفاءُ
هذا الحسينُ ومن بقى في طـَفـِّه
في يوم كربٍ شـاع فـيه بـلاءُ
مـن حولـه فـرسانُه و رجالُه
رهنَ الإشارة..هاهمُ النُّجَباءُ
و إذا الحوافرُ من وراهُ مُغيلةٌ
لـلعار رمـزٌ، للشنار وعــاءُ
تأبَى الكرامةُ أن تُوارى جانباً
و تظـلُ تاجـاً حيثُما الشُرفـاءُ
إن الحياة لبالدروس وفـيرةٌ
رغمَ الضياءِ يفوتُها الجُهلاءُ
فوقَ الجِباهِ و بالدوام منيرةٌ
كَـيْما يراها الصفوةُ الحكماءُ
نرجو لنا بـين الأنام هـدايةً
ليشـعَ فـينا الخيرُ و النعماءُ
فنرى على مَرِّ الزمان فئاتـِنا
مـصفـوفـةً لا يعـتريهـا جَـفاءُ
حيـثُ الأخـوةُ لـلديار أواصـرٌ
غابَ الأعادي عنْهُمُ أمْ جـاءُوا
تـلـقاهمُ رَمزَ الفِداء سواعداً
فهمُ الدعامةُ للحِمى إن شاءوا!
و بِجدِّهم يرْبُ النماءُ..بِعلمهم
يعلو البناءُ، و يَـكثرُ الإنشاءُ
و همُ شعارُ الناس كيْ تَعلو بهم
هــامُ البـلاد، الغرةُ..العـصماءُ!ا
مكة المكرمة

ليست هناك تعليقات: