الثلاثاء، يناير 22، 2008

هكذا تكلمت مع غزة...

مريم الراوي
أتراها المظاهرات تشفي جراحكِ؟؟
أم ان الشعارات تشابه رغيف الخبز المفقود الذي تنتظرين؟!
وهل تكفيكِ دموعنا؟؟بل هل ستصمد شموعكِ؟؟
وماالذي يمكن ان يدفئ افئدتكم أيها الأحبة في ليل غزة البارد؟؟
الشجب ام التنديد ام الاستنكار؟؟
وجميعها القيناها بوجه صرخاتكم,وأنينكم الموجوع..
وهذا اقصى مايمكن أن نفعله,,فلا تتوهموا بأساطير الأولين..
ولاتراهنوا على المعتصمين من اجلكم..
فهاهو الان يرمي بنفسه عارياً في شوارع عاصمة الصمت,
ليعود الى بيته حاملاً معه صور يوم حافلٍ بالذكريات عن,
نداءات اصواتها اشباح ,ورسائل مختومة بالزيف..
جميعنا كاذبون ياغزة ..
جميعنا شياطين ياغزة..
ونحن ماغيرنا,نلقم صواريخ العدو بصمتنا..
ونحن ماغيرنا,من ندفع به لينقض عليك بلا رحمة..
أما علقنا الحقد والغضب على أبوابك؟؟
وصفعنا المسافات لترتد الاف الأميال نهاراتك؟!
أخبريني ماالذي لم نفعله بكِ,
ولازلتِ تحملين صليب آلامنا ورائك؟!
لا ياغزة..
اقرائي التأريخ,ولاتستغيثي بسجانك...
أحرضك انا على الصمود والإنتفاض معاً على جلاديك وإخوانك..
فليرموني بحجارتهم,وليقولوا مايشاءوا..فأنا دائماً وابداً رفيقة أحزانك..
ياغزة..
وانتبذي مكاناً لاشرقياً ولاغربيا..
إخلدي في دارك الذي كان عليهم عصيا..
وهزي بجذع الوجع السرمدي,يساقط عليكِ الصمود صبراً جنيا..
وغداً...
حين تتلاقى العين بالعين,,ويمشي الجرح تلو الجرح,
صوب مدائن الخالدين,
سنرى من يستطيع منهم ان ينادي على صغارك ياصبيا؟؟!!
ساعتها فقط,,
سيعلم الجناة,والبغاة,والصامتين,واالعابثين,إنهم نسياً منسيا..
وسيعلم الهائمون على اموالهم,
ان هنالك فرقاً بين من يقضي عمره بين الشموع,
وبين من في يديه خبزاً طريا!!
إطمئني ياغزة...
لن يذكرهم اله االحرب بمحبة,
ولن يربت على اكتافهم قمح الدهر الذهبيا..
ياغزة الجميلة..
أخبرك وصايا والتزمي بها ودعكِ مِن مَن كانت امه بغيا:
(عفية) إن استطعت ان تغرسي رماح نزيفك بخاصرة الرياح الغربية..
(عفية) إن أطعمتِ اولادك الصغار خبز من موواويل ومن نار تشتعل قرب الاسوار الكونكريتية..
(عفية)إن تحديتِ وحيدة,حافية,جائعة,تعبة,جيوش الغاصبين,والوحوش البربرية...
(عفية) إن مددتِ الشوق لأولى ايام ربيعكِ,وتجاهلتِ المعاهدات السايكس بيكوية..
(عفية)إن جالستي العقل ولفظتي عن يقين عباس وهنية..
(عفية)أن أزحتِ الوجع عن أطرافكِ وبترتِ الشعارات والخطب الوهمية..
(عفية) أن أنشدتي مع الكنعاني "أناديكم" وجميل أن هز الناي أغصان الزيتون وصحت على وقع أمله القرية..
(عفية)أن عدتي الينا كما عهدناكِ,فيض من رصاصات,ومن رشاش مخبئ بجدائل الصبية..
(عفية)إن نهضت طفلة تغني لأبيها الغائب عنها منذ أمد :
ياأبتي...
اني صامد هاهنا اتجرع الفقر والقهر بسرور
فلتتفضل جميع الصبايا معي,
فغدا" طريقنا موحشه وطويله وموجعه..
ياأبتي...
شموعنا الآن عيون..
وإنتظارنا مدن من نشيج..
حفاة,عراة,يأكلنا الجوع,
لكننا يأبتي لن نحيد..
فلا تقلق عليّ لا تقلق..

ليست هناك تعليقات: