د.عيسى حاماتي
تلد البقرة,والمولود إما عجلاً أو عجلة.إذا كان المولود عجلة,فإنهم يربونها ويحتفظون بها ,لأنها حين تكبر,ستعطي الحليب وسوف تتناسل وتعطي عجولاً جديدة.أما إذا كان المولود عجلاً,فانهم ,إما يعلفوه ويسمنّوه تحضيراً لذبحه,أو يحضّروه للفلاحة.وإذا كان اللّبط من صفات الكرّ ,فان النّطح من صفات العجل.
ولتحضير العجل للفلاحة ,فانه يجب تكبيسه وقتل العنفوان وحب النطح عنده,وتكبيس العجل أسهل من تكبيس الكر ,لأن تكبيس العجل يتم بوضع النّير على رقبته.
ولكن هل تعرفون النير؟؟؟
هذه الكلمة التي طالما رددتموها دون ان تعرفوا معناها ,فلطالما قلتم ( ترزح تحت نير الاستعمار ,ورزحنا تحت نير الاستعمار).
يوضع النير على رقبتي عجلين معاً وهما بجانب بعضهما ,أحدهما مكبّس ومَخصي والآخر يافع وغير مخصي, فيضطران للسير معاً وهكذا يتم تكبيس العجل ,ولكن كي يصبح العجل طيّعاً وسهل المراس, يتم خصيه, كيف يتم خصي العجل؟؟؟
يتم خصي العجل بطريقة غاية في الهمجية والبربرية ,إنها أشد وأقسى مما يجري في أبو غريب وغوانتنامو.
يتم رمي العجل على الأرض,تُربط أطرافه الأربعة كي لايتحرك ,يؤخذ مخباط ويوضع تحت خصيتيه وتؤخذ ميجنة ( مدقّـة) ويبدؤون بدقّ خصيتيه والعجل يتألم ويتابعون الدّق ويتابعون الدّق ويستمرون بالدّق حتى يتم هرس الخصيتين تماماً ,هل بإمكانكم أن تتصوروا كم يتألم العجل؟؟.
لو تعرّض أحدنا لضغط خفيف على خصيتيه بيطلع من حبال عقلو ,فكم يتألم هذا العجل المسكين ؟؟؟.
لقد قرأنا في كتب التاريخ وسمعنا أن سلاطين بني عثمان كانوا يستخدمون في قصور الحريم الخصيان,,أي الرجال المخصيين,ولقد مررنا على هذه الأمور مرور الكرام ,ولم نفكر ,كيف كان يتم خصي الرجال؟؟؟
إذا كان الخصي يتم بهذه الطريقة,وإني اظن أنه كان يتم بهذه الطريقة ,فلله دَرّهم, كم كانوا قساة, وإني أسأل : أما كان بعض الرجال يموتون أثناء عملية الخصي؟؟؟
عندما تحمل البقرة ,يقال عنها أنها (معَشّرة),وهذا جايي من رقم عشرة ,لأن مدة الحمل عند البقرة هو عشرة أشهر,وعندما تكون البقرة مؤهلة للتلقيح ,يقال عنها : حايلة, وهنا تظهر عليها أعراض يعرفها الفلاحون, ولو كان المرحوم فهد حياً لعددها لنا , وهنا يفتش صاحب البقرة عن عجل غير مخصي , وأحياناً لا يوجد في الضيعة عجل غير مخصي ,فيضرون لأخذها الى ضيعة أخرى.
والآن اسمعوا هذه القصة :
في إحدى القرى ظهرت أعراض على أن البقرة حايلة ,فقالت صاحبة البقرة لزوجها (وكان مقصراً ) يللا يا رجال ,قوم جيب تراكتور كي ناخذ البقرة الى القرية المجاورة ,حيث يوجد عجل غير مخصي..
اجابها زوجها: هلق الوقت بعد الضهر خلينا لبكرا بكير أفضل.
قالت صاحبة البقرة: أخاف أن يفقس حيال البقرة اذا انتظرنا حتى بكرا, قوم هلق جيب تراكتور وخلينا نروح.
امتثل الرجل لكلام زوجته ,وأخذوا البقرة الى الضيعة المجاورة ,وعندما وصلوا الى بيت صاحب العجل ,قال لهم صاحب العجل :العجل تعبان وغير قادر اليوم ,لقد جاءته اليوم 8 بقرات ,لذلك فاليوم غير ممكن,ارجعوا اليوم الى ضيعتكم ,وتعو بكرا الصبح .
قالت صاحبة البقرة: يا عمي الله يخليك,نحنا جايين من محل بعيد ,ودافعين اجرة التراكتور,وكمان بخاف اذا انتظرنا لبكرا ,انو يفقس حيال البقرة.
قال صاحب العجل : يا عمي العجل تعبان ,اليوم جاه سبع تمن بقرات ,العجل روح مانو آلة.
هنا حن قلب صاحبة العجل وقالت لزوجها :اترك الشغلة عليي.
ذهبت صاحبة العجل الى المطبخ ,واحضرت سطلا من الماء ووضعت فيها كمية من السكر ,اذابتها ,وسقتها للعجل ...... فمشي الحال
دفعت صاحبة البقرة ما يترتب عليها وعادوا الى ضيعتهم ,وكانت صاحبة البقرة مسرورة لسببين,أولهما ان البقرة مشي حالا, والسبب الثاني أنها تعلمت شيئاً جديداً .
في المساء ,أحضرت صاحبة البقرة لزوجها كأسا من الماء مذاباً بها ملعقة من السكر ..... فلم تحصل على نتيجة.
تاني يوم مساء أذابت له ملعقتين من السكر وسقته إياها ........... فلم تحصل على نتيجة.
ثالث يوم أذابت له في كاسة الماء ثلاث ملاعق سكر وسقته إياها ........ فلم تحصل على نتيجة
هنا انفعلت صاحبة البقرة وقالت لزوجها :العمى بعيونك ما شفت كيف لما سقو العجل مي وسكر كيف مشي حالو , هنا أجابها زوجها :العمى بعيونك ما شفتي كل مرة بقرا شكل ومو نفس البقرا
تنّورين
وادي النصارى . سوريا