ناجية بوبكر من تونس
يوسف رزوقة : الخليج ليس نفطا فقط
في انطلاق موسمه الثّقافيّ، استضاف صالون "الأربعاء الأدبيّ" بالنّادي الثّقافيّ الطّاهر الحدّاد بتونس المدينة، يوم الأربعاء 24 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2007 الشّاعرة السّعوديّة هدى الدّغفق وقد شاءت المصادفة أن يتزامن عيد ميلادها مع هذه المناسبة.
في كلمة تمهيديّة، أولى، رحّب الهادي الموحلي، مدير الفضاء، بالشّاعرة، ضيفة اللّقاء وبالضيوف الحاضرين، من السّعوديّين : سالم عسكر اليامي ( مسؤول الشّؤون السّياسيّة والإعلاميّة) وإبراهيم بن عبد الرّحمان الطّاسان ( الملحق الثّقافيّ)، من الليبيّين: العجمي محمّد صوفيّة ( كاتب روائيّ) وقرينته الشّاعرة غزالة الحريزي إلى جانب الحضور التّونسيّ من أدباء المرحلة : الهادي الدّبابي، فاطمة بن فضيلة، فتحية الهاشمي، الطّيب شلبي، مليكة العمراني، هيام الفرشيشي، عامر العيّاري، لمياء البجاوي وآخرين.
استهلّ اللّقاء الشّاعر يوسف رزوقة، رئيس صالون الأربعاء الأدبيّ ، بتسليط بعض الأضواء على راهن المشهد الثّقافيّ في الخليج وفي معرض حديثه، استعار جملة " سعوديّة الغد الممكن" لشاكر النّابلسي ليشير إلى " أنّ السّاحة الأدبيّة والفكريّة في سعوديّة الهنا والآن زاخرة بأطروحات الحداثة وما بعدها، في النقد، مع عبد الله الغذامي، عابد خزندار، عبد الفتاح أبو مدين وآخرين ، في السرد، مع تركي الحمد، رجاء الصانع، عبده خال، يوسف المحيميد، رجاء عالم، محمود تراوري وآخرين، وفي الشعر، مع محمد الحربي، عبد الله الصيخان، سعد الحميدين، فوزية أبو خالد، علي الدميني، محمد الثبيتي، زينب حنفي، خديجة العمري، هيلدا إسماعيل، هدى الدّغفق وآخرين، ليخلص رزوقة إلى " أن الخليج ليس نفطا فقط"، مانحا الكلمة لضيفته هدى الدّغفق الّتي أعربت عن مدى اغتباطها بمثل هذا اللّقاء لتشير إلى " أن الثّقافة هي الجسر الدّائم والحقيقيّ لتأكيد التّواصل بين الشّعوب" ثمّ قرأت من قصائدها المختارة : أسماؤها الحسنى، الجذر، سبّورتي البعيدة، سماؤها، الزوجة، توحّد، أيّ امرأة أنت؟
تقول في قصيدة " الجذر": تبعدني الدّروب / تضيّعني الجهات / كلّما تدفّقت، تغلقني الأبواب".
إثر قراءاتها الشعريّة، فسح المجال للحضور حيث رأت فتحية الهاشمي في شعر الدغفق نسغا من الطفولة في إشارة إلى قصيدة " سبورتي البعيدة" في حين عبّرت فاطمة بن فضيلة عن مدى سعادتها باكتشاف شاعرة مثلها، شاعرة تكتب قصيدتها حسب ثنائية السهل الممتنع لكنها قصيدة تنطوي مع ذلك على التواءات وغموض ورأت مليكة العمراني من جهتها أن الشاعرة، ضيفة اللقاء، تعنى بتوليد صورها الشعرية وتكثيفها بكثير من الانزياح في حين رأت هيام الفرشيشي في كتابات الدغفق كشفا عن اللحظة الأنطولوجية الغائبة واكتفت لمياء البجاوي ، مديرة "أوتار" الألكترونية بالتّعبير عن احتفائها بالشّاعرة بقولها " لم أجد الكلمات".
وفي غمرة اللّقاء، قدّم الهادي الموحلي، مدير الفضاء، هديّة رمزيّة لهدى الدّغفق، كعربون احتفاء بعيد ميلادها الأربعين. وكانت مناسبة للشّاعرة لتعيش طقسا احتفاليّا وشعريّا بين أعمدة أعرق فضاء ثقافيّ، في تونس العتيقة.
في تعريجها على رصيدها الشعري وعن مجموعتها الأخيرة "الظل إلى أعلى" ترى أنّ النثر فيها بدا أكثر كثافة لأنها بدأت بكتابتها باكرا وأيضاً ديوانها "حقل فراش" الذي سيصدر هذا العام 2007م ففيه حرصت على أن يكون مرآة عاكسة لعالم المرأة والمجتمع بشكل خاص ، عالم المرأة في علاقتها مع كل الآليات والوجود، في علاقتها بالوسط الأسرويّ، بالمرأة ذاتها، فكل العلاقات تهمها في مجتمع صعب واهتمامها بها شعريا، يعني اهتمامها بتعرية العلاقات الاجتماعية أكثر من اهتمامها بتعرية علاقات الحب التي تتردد عادة في قصائد النساء.
احتفاء يليق بشاعرة ولحظة بيضاء لسركون بولص
لم يفت الشّاعر يوسف رزوقة، مدير الصّالون، أن يورّط أيضا ضيفته اللّيبيّة الشاعرة غزالة الحريزي التي رأت في مثل هذه اللقاءات اختزالا للمسافات بين أبناء الوطن الواحد لتضيف بأنّها تحبّ نصوصها كثيرا وتكتب قصيدة النثر وتراها النمط الأرحب للتعبير عما يعتمل في العمق منها، لها في رصيدها مجموعة شعرية تحت عنوان" تراب الحدائق النائمة "ومجموعة قصصية " حتى حين آخر" ، إلى جانب مخطوط شعري بعنوان " احتفاء يليق بغيمة " ومجموعة وجدانيات "ٌهواجس منتصف الليل " وقد قرأت قصيدة "ريح ساكنة وماء كسول".
وفي الآن نفسه، واحتفاء بالشاعرة هدى الدغفق ، دعا رزوقة الشاعرات التّونسيّات مليكة العمراني ، فتحية الهاشمي و فاطمة بن فضيلة للقراءة فاكتفت كلّ واحدة منهن بقصيدة كتحيّة شعريّة لضيفة اللقاء. كما دعا رزوقة الحضور إلى أن يخصّوا الرّاحل، الشاعر العراقي الكبير سركون بولص بلحظة بيضاء هي بمثابة ترحّم على روحه
يوسف رزوقة : الخليج ليس نفطا فقط
في انطلاق موسمه الثّقافيّ، استضاف صالون "الأربعاء الأدبيّ" بالنّادي الثّقافيّ الطّاهر الحدّاد بتونس المدينة، يوم الأربعاء 24 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2007 الشّاعرة السّعوديّة هدى الدّغفق وقد شاءت المصادفة أن يتزامن عيد ميلادها مع هذه المناسبة.
في كلمة تمهيديّة، أولى، رحّب الهادي الموحلي، مدير الفضاء، بالشّاعرة، ضيفة اللّقاء وبالضيوف الحاضرين، من السّعوديّين : سالم عسكر اليامي ( مسؤول الشّؤون السّياسيّة والإعلاميّة) وإبراهيم بن عبد الرّحمان الطّاسان ( الملحق الثّقافيّ)، من الليبيّين: العجمي محمّد صوفيّة ( كاتب روائيّ) وقرينته الشّاعرة غزالة الحريزي إلى جانب الحضور التّونسيّ من أدباء المرحلة : الهادي الدّبابي، فاطمة بن فضيلة، فتحية الهاشمي، الطّيب شلبي، مليكة العمراني، هيام الفرشيشي، عامر العيّاري، لمياء البجاوي وآخرين.
استهلّ اللّقاء الشّاعر يوسف رزوقة، رئيس صالون الأربعاء الأدبيّ ، بتسليط بعض الأضواء على راهن المشهد الثّقافيّ في الخليج وفي معرض حديثه، استعار جملة " سعوديّة الغد الممكن" لشاكر النّابلسي ليشير إلى " أنّ السّاحة الأدبيّة والفكريّة في سعوديّة الهنا والآن زاخرة بأطروحات الحداثة وما بعدها، في النقد، مع عبد الله الغذامي، عابد خزندار، عبد الفتاح أبو مدين وآخرين ، في السرد، مع تركي الحمد، رجاء الصانع، عبده خال، يوسف المحيميد، رجاء عالم، محمود تراوري وآخرين، وفي الشعر، مع محمد الحربي، عبد الله الصيخان، سعد الحميدين، فوزية أبو خالد، علي الدميني، محمد الثبيتي، زينب حنفي، خديجة العمري، هيلدا إسماعيل، هدى الدّغفق وآخرين، ليخلص رزوقة إلى " أن الخليج ليس نفطا فقط"، مانحا الكلمة لضيفته هدى الدّغفق الّتي أعربت عن مدى اغتباطها بمثل هذا اللّقاء لتشير إلى " أن الثّقافة هي الجسر الدّائم والحقيقيّ لتأكيد التّواصل بين الشّعوب" ثمّ قرأت من قصائدها المختارة : أسماؤها الحسنى، الجذر، سبّورتي البعيدة، سماؤها، الزوجة، توحّد، أيّ امرأة أنت؟
تقول في قصيدة " الجذر": تبعدني الدّروب / تضيّعني الجهات / كلّما تدفّقت، تغلقني الأبواب".
إثر قراءاتها الشعريّة، فسح المجال للحضور حيث رأت فتحية الهاشمي في شعر الدغفق نسغا من الطفولة في إشارة إلى قصيدة " سبورتي البعيدة" في حين عبّرت فاطمة بن فضيلة عن مدى سعادتها باكتشاف شاعرة مثلها، شاعرة تكتب قصيدتها حسب ثنائية السهل الممتنع لكنها قصيدة تنطوي مع ذلك على التواءات وغموض ورأت مليكة العمراني من جهتها أن الشاعرة، ضيفة اللقاء، تعنى بتوليد صورها الشعرية وتكثيفها بكثير من الانزياح في حين رأت هيام الفرشيشي في كتابات الدغفق كشفا عن اللحظة الأنطولوجية الغائبة واكتفت لمياء البجاوي ، مديرة "أوتار" الألكترونية بالتّعبير عن احتفائها بالشّاعرة بقولها " لم أجد الكلمات".
وفي غمرة اللّقاء، قدّم الهادي الموحلي، مدير الفضاء، هديّة رمزيّة لهدى الدّغفق، كعربون احتفاء بعيد ميلادها الأربعين. وكانت مناسبة للشّاعرة لتعيش طقسا احتفاليّا وشعريّا بين أعمدة أعرق فضاء ثقافيّ، في تونس العتيقة.
في تعريجها على رصيدها الشعري وعن مجموعتها الأخيرة "الظل إلى أعلى" ترى أنّ النثر فيها بدا أكثر كثافة لأنها بدأت بكتابتها باكرا وأيضاً ديوانها "حقل فراش" الذي سيصدر هذا العام 2007م ففيه حرصت على أن يكون مرآة عاكسة لعالم المرأة والمجتمع بشكل خاص ، عالم المرأة في علاقتها مع كل الآليات والوجود، في علاقتها بالوسط الأسرويّ، بالمرأة ذاتها، فكل العلاقات تهمها في مجتمع صعب واهتمامها بها شعريا، يعني اهتمامها بتعرية العلاقات الاجتماعية أكثر من اهتمامها بتعرية علاقات الحب التي تتردد عادة في قصائد النساء.
احتفاء يليق بشاعرة ولحظة بيضاء لسركون بولص
لم يفت الشّاعر يوسف رزوقة، مدير الصّالون، أن يورّط أيضا ضيفته اللّيبيّة الشاعرة غزالة الحريزي التي رأت في مثل هذه اللقاءات اختزالا للمسافات بين أبناء الوطن الواحد لتضيف بأنّها تحبّ نصوصها كثيرا وتكتب قصيدة النثر وتراها النمط الأرحب للتعبير عما يعتمل في العمق منها، لها في رصيدها مجموعة شعرية تحت عنوان" تراب الحدائق النائمة "ومجموعة قصصية " حتى حين آخر" ، إلى جانب مخطوط شعري بعنوان " احتفاء يليق بغيمة " ومجموعة وجدانيات "ٌهواجس منتصف الليل " وقد قرأت قصيدة "ريح ساكنة وماء كسول".
وفي الآن نفسه، واحتفاء بالشاعرة هدى الدغفق ، دعا رزوقة الشاعرات التّونسيّات مليكة العمراني ، فتحية الهاشمي و فاطمة بن فضيلة للقراءة فاكتفت كلّ واحدة منهن بقصيدة كتحيّة شعريّة لضيفة اللقاء. كما دعا رزوقة الحضور إلى أن يخصّوا الرّاحل، الشاعر العراقي الكبير سركون بولص بلحظة بيضاء هي بمثابة ترحّم على روحه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق