الجمعة، أكتوبر 19، 2007

ظلت تنادي .. عارية

خالد خيت
**
ظلت تنادي
عارية َ الحواس ِ
ظلت تنادي ..
سنابل ُ بلادي
ببوق المآسي
ساقية َ الحياةِ
ساقية َ اقحوان ٍ ندي
ظلت تقاسي ..
زفرة َ الآهاتِ
عبرة َ الحدادِ
روابي بلادي

مرتْ على رصيف الدمع ِ
خمس ُ بنادق ٍ
ممشوقة ُ القوام ِ
كثيرة ُ الخلع ِ
تنثر ُ رقصات ِ رصاص ٍ
و أثير َ عهر ٍ و دم ِ
مرت في زي منديل
ذي نقش ٍِ ثمل
و عبق ِ عمامة شيخ ٍ جليل
وطأت ْ فزادت ِ الرصيف َ بللا ً.. عطرا ً
و روت ِ الطريق زهره
من بيروت َ حتى الخليل

شكرا ً يا بنادق الخير
يا بنادق السلام
فدونك دروبنا ميتة الزهر
منفية الكلام
شكرا ً فدهرنا دونك ليس له دهر
و جامعنا بلا محراب ٍ
أو امام ...

كانت الأوراق ُ الشاحبة
تعّد و الأقلام ُ طبق َ حوار
بالقرب من خيمة الأعداء
على ضوء بطون ٍ فارغة
و صدى زعيق كرامة ٍ هاربة
عيون ُ السماء..
عيون الأطفال..
من الجنوب إلى الشمال
كانت ترمق صحوة َ الممات
و ميض َ قرار
وميض حياة ..
قد اختبأ يا أطفال
في قوارير ِ الخمر ِ
شرف ُ المائدة
و تمايلت دراهم الأبار
في ملهى ليلة ٍ هادئة
لتنام إلى الأبد ِ بسمة ُ الصغار
الذين ملّوا الهرولة
ملّوا بقرف ِ القيء انتصارا ً و انتظار

أحبائي..
حفاة البطون
برقية أحذية ٍ و نعال
تفوح منها نغمات ُ أفيون
و ترانيم ُ التهاب ٍ و سعال
برقية ٌ من جلد ِ صنم ِ الحرية
الصنم ِ التمساح
بعبق ِ دواة ٍ خنزيرية
و بصمة ِ نباح..
فهل طأطأتم الجماجم يا صغار
احتراما ً للبرقية
و زحفتم بأدب ٍ .. بوقار
عربون َ شكر ٍ للهدية

أحبائي ..
قتلى الضباب
ما يزال الطريق طويل
و الليل فوق شفاهكم ينساب
و النهار في أحداقكم جميل ٌ .. جميل
أحبائي ..
أنتم الحياة و الحياة أنتم
و الأرض ان غفت
فالسماء لكم ..
و القصائد لكم
و رغيف الأمل المقمّر
و حقول الصبر
و أهداب ُ القدر
و أنامل الشمس ِ .. لكم
و ضفائر القمر
فهلاّ تبسّمتم ...

ليست هناك تعليقات: