صادق مجبل الموسوي
اشرتُ في مداخلة لي ضمن الجلسة النقدية في مهرجان الحبوبي الاخير (القصة العراقية ..تحولات الواقع وآفاق التحديث )الى مذهب جديد يعلن دخوله ساحة الكتابة السردية واليوم استوقفتني عدد من التجارب لاذكر هذا التنويه للثقافة الرقمية ودورها المرتقب فالتقنيات الحديثة والطفرة العصرية التي احدثتها الثورة المعلوماتية القت بظلالها على مختلف اصناف الحياة ومنها الجانب الثقافي والإبداعي ودخلت هذه التقنيات الى تفاصيل العمل الابداعي في تطور متصاعد من تزايد مستخدمي الانترنت ثم سهولة النشر الالكتروني وسرعة الامكانية في التواصل والبحث الذي توفره الشبكــة العالمية فدارت كتابات حول عوالم الانترنت الافتراضية واستخدمت التقنيات الحديثة كعناصر في البناء الروائي وخرجت من مختبرات الكتابة نصوصا سردية متعددة دارت احداثها في عالم افتراضي وظهرت عدد من التجارب في هذا المجال ،نذكر منها على المستوى العربي روايات الواقعية الرقمية "ظلال الواحد" و"شات" و"صقيع" للروائي المغربي الدكتور محمد سناجلة الذي يعتبر صاحب السبق والريادة في هذا المجال وهذه الكتابات محاولات جريئة لنسف الكثير من ثوابت الكتابة النمطية والتقليدية ولم تكن هذه الكتابة حداثوية فقط بل انبثقت من واقع حياتي جديد لفعل ابداعي يعتبر الدكتور سناجلة منظرا له برؤى ومفاهيم جديدة .
لم يتوقف الاهتمام بالثقافة الرقمية عند حدود الكتابة فأُعلن قبل اكثر من عامين عن تأسيس اتحاد كُتّاب الانترنت العرب كهيئة تجمع المبدعين العرب في هذا المجال وهو تأسيس يوحي بهمة سبقت ما كان موجود في اوقات التأسيس حيث تم تاسيس هذا الاتحاد بعد عشر سنوات فقط من التعامل العربي مع الانترنت بينما كان تاسيس اتحاد الكتاب العرب بعد ظهور الطابعة بوقت اكثر من هذا بكثير .
وامام هذا السيل المعلومات الجارف الذي وفرته التقنيات العلمية الجديدة وقفت نزعات ماضوية جعل منها البعض ذريعة لمواجهة هذا الانتقال في اخطر مثال على الردة والسلفية في واقعنا الثقافي العربي ورفض لاي تغير في نمطية العمل وان كان هذا العمل ابداعياً قابلا للتغير .
اصبحت الان رواية الواقعية الرقمية والادب الافتراضي تدخل بقوة الى الاوساط الكتابية مبشرة بمذهب ادبي جديد يستأثر النقد والاهتمام والمتابعة ويدخل فضاءات التجريب والكتابة من قبل الكتاب في العالم العربي ... انه فعلا المذهب القادم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق