جورج الياس
كل الاحترام والتقدير لهذه الشريحة الواسعة (من مسيحي الشرق الاوسط) والتي تمثل معاني الصمود والمعاناة بكل اوجهها، وعلى مر العصور والدهور..
ففي بحر هذا الشرق كان و"ما زال" للاقباط نصيبهم الوافر من الظلم والاضطهاد مثلهم مثل بقية الطوائف المسيحية، من الآراميين اصحاب التاريخ الواسع والعريق في اللغة والمعرفة والاصالة والحفاظ على التقاليد والقيم، الى الآشوريين والكلدانيين والسريان... الى الموارنة في جبل لبنان الذين سطروا صفحات من المجد والعنفوان، وعلموا البشرية معاني التضحية والتشبث بالدين والوطن! الى بقية المذاهب المنبثقة من المسيحية جمعاء، اكانت تتبع التقويم الشرقي ام الغربي، أكانت بيزنطية ام رومية ام إنطاكية...
كلها رسمت هدفا واحدا ساميا، الا وهو البقاء والاستمرارية والدفاع عن الرسالة ونشرها، مهما كلف ذلك من شهادة واضطهاد وترحيل ومجازر... وطمس للهوية وتشويه للحقائق...
حوالي مليوني قبطي في دول الانتشار وبلاد الاغتراب يعملون جاهدين لنصرة اهلهم واخوتهم في الوطن الأم – كل المحبة والوفاء لهم –
جمعوا الشتات، أسسوا الجمعيات، انشأوا كنائسهم ونواديهم وصحفهم.. وما زالوا يلاحقون كل شاردة وواردة من خلال صحافتهم ومواقعهم الالكترونية ومن خلال مناداتهم وأصواتهم التي لا تهدأ...
هؤلاء، وغالبيتهم من الأدباء والمفكرين والأطباء والمحامين والمهندسين.. ومنهم رجال دولة ورجال دين جميعهم يتمتعون بمستوى ثقافي وعلمي وحضاري.. يعقدون الجلسات والمنتديات والمؤتمرات.. يطالبون ويرفعون الصوت عاليا ليسمع العالم ان صوتهم في الوطن الام مخنوق! مكبوت!
يجتهدون في الدفاع عن ارضهم وعرضهم ولو عن بعد آلاف الاميال! يكدون ليل نهار ليروا شمس الحرية قد اوشكت ان تشرق على صعيد مصر وشعابها! ودفء الحقيقة قد غمر اهلهم واحبائهم!
- اما في الداخل فهناك اكثر من اثني عشر مليون قبطي يعانون الامرين من معاملة السلطات في مصر! رغم ما يشاع عن تطور في العلاقات وتقدم على مستوى الحضارات، ومساواة في الحقوق والواجبات، وحسن الجوار والتعايش وغيرها...
اما الحقيقة فهي عكس ذلك تماما! فهم يعيشون في ظل حكم لم يتبدل ولم يتغير منذ عهد الرومان الى ما بعد انتشار الاسلام!
فعلى مدى قرون تآلف الاقباط مع الاضطهاد وتآخوا مع الشدة والصبر!
واليوم كما في الماضي الغابر، الكنائس والاديرة عرضة دائمة للحرق والنهب والتخريب، الفتيات والنساء يتعرضن لعمليات الخطف والاسلمة والاغتصاب... المناصب العليا في الدوائر الحكومية والجيش ممنوعة على الاقباط! لا يمثلون تمثيلا منصفا في البرلمان، يعتم عليهم اعلاميا، لا صحافة، لا تلفزيون ولا صحف... مطالبهم امام الحكومة لا يبت بها!
تكثر عليهم التعديات وعلى املاكهم وارزاقهم...
والكثير الكثير مما لا تتسع لسرده مئات الصفحات!
فرأفة بهذا الشعب العريق نأمل من العالم الحر والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة بكافة فروعها الانسانية (خاصة حق الشعوب في تقرير مصيرها)... ونرجو من المنظمات العالمية والجاليات الشرقية المسيحية، والجمعيات وشتى المؤسسات التي تدعو الى الحرية والسلام ونبذ العنف والى كل من له تأثير على الساحة الدولية، والى اصحاب الشأن عامة...
الى كل هؤلاء ندعوهم بالعمل الدؤوب والتفاتة من العقل والقلب الى معاناة هذا الشعب، ندعوهم الى وقفة جريئة لنصرة الحق، واحقاق العدل والمساواة... ندعوهم الى اخذ هذه القضية على محمل الجد، وتداولها باقصى سرعة ممكنة في اعلى مراكز القرار واعلى المراتب الدولية، لانهاء التسلط والحكم الاستبدادي الجائر، ورفع الكابوس عن صدور هؤلاء المتعطشين للحرية! وهم كل يوم ينظرون الى الافق المظلم بعيون ملأى بالحسرة علهم يرون بصيص امل وشعاع رجاء!.
هذا الشعب الذي طوى ثمانية عشر قرنا مليئة بالقهر والعذاب، لا بد له ان ينتصر على الشر في النهاية... بجهودهم ودعائهم، بصبرهم وكفاحهم ستقرع ابواب الامل والرجاء... لانهم لا يستسلمون للاحباط، ولانهم طلاب حق وسلام وابناء محبة وايمان...
ان قرعوا سيفتح لهم! نعم سيفتح لهم قريبا! وقريبا جدا!! بقدرة الله وشفاعته.
ففي بحر هذا الشرق كان و"ما زال" للاقباط نصيبهم الوافر من الظلم والاضطهاد مثلهم مثل بقية الطوائف المسيحية، من الآراميين اصحاب التاريخ الواسع والعريق في اللغة والمعرفة والاصالة والحفاظ على التقاليد والقيم، الى الآشوريين والكلدانيين والسريان... الى الموارنة في جبل لبنان الذين سطروا صفحات من المجد والعنفوان، وعلموا البشرية معاني التضحية والتشبث بالدين والوطن! الى بقية المذاهب المنبثقة من المسيحية جمعاء، اكانت تتبع التقويم الشرقي ام الغربي، أكانت بيزنطية ام رومية ام إنطاكية...
كلها رسمت هدفا واحدا ساميا، الا وهو البقاء والاستمرارية والدفاع عن الرسالة ونشرها، مهما كلف ذلك من شهادة واضطهاد وترحيل ومجازر... وطمس للهوية وتشويه للحقائق...
حوالي مليوني قبطي في دول الانتشار وبلاد الاغتراب يعملون جاهدين لنصرة اهلهم واخوتهم في الوطن الأم – كل المحبة والوفاء لهم –
جمعوا الشتات، أسسوا الجمعيات، انشأوا كنائسهم ونواديهم وصحفهم.. وما زالوا يلاحقون كل شاردة وواردة من خلال صحافتهم ومواقعهم الالكترونية ومن خلال مناداتهم وأصواتهم التي لا تهدأ...
هؤلاء، وغالبيتهم من الأدباء والمفكرين والأطباء والمحامين والمهندسين.. ومنهم رجال دولة ورجال دين جميعهم يتمتعون بمستوى ثقافي وعلمي وحضاري.. يعقدون الجلسات والمنتديات والمؤتمرات.. يطالبون ويرفعون الصوت عاليا ليسمع العالم ان صوتهم في الوطن الام مخنوق! مكبوت!
يجتهدون في الدفاع عن ارضهم وعرضهم ولو عن بعد آلاف الاميال! يكدون ليل نهار ليروا شمس الحرية قد اوشكت ان تشرق على صعيد مصر وشعابها! ودفء الحقيقة قد غمر اهلهم واحبائهم!
- اما في الداخل فهناك اكثر من اثني عشر مليون قبطي يعانون الامرين من معاملة السلطات في مصر! رغم ما يشاع عن تطور في العلاقات وتقدم على مستوى الحضارات، ومساواة في الحقوق والواجبات، وحسن الجوار والتعايش وغيرها...
اما الحقيقة فهي عكس ذلك تماما! فهم يعيشون في ظل حكم لم يتبدل ولم يتغير منذ عهد الرومان الى ما بعد انتشار الاسلام!
فعلى مدى قرون تآلف الاقباط مع الاضطهاد وتآخوا مع الشدة والصبر!
واليوم كما في الماضي الغابر، الكنائس والاديرة عرضة دائمة للحرق والنهب والتخريب، الفتيات والنساء يتعرضن لعمليات الخطف والاسلمة والاغتصاب... المناصب العليا في الدوائر الحكومية والجيش ممنوعة على الاقباط! لا يمثلون تمثيلا منصفا في البرلمان، يعتم عليهم اعلاميا، لا صحافة، لا تلفزيون ولا صحف... مطالبهم امام الحكومة لا يبت بها!
تكثر عليهم التعديات وعلى املاكهم وارزاقهم...
والكثير الكثير مما لا تتسع لسرده مئات الصفحات!
فرأفة بهذا الشعب العريق نأمل من العالم الحر والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة بكافة فروعها الانسانية (خاصة حق الشعوب في تقرير مصيرها)... ونرجو من المنظمات العالمية والجاليات الشرقية المسيحية، والجمعيات وشتى المؤسسات التي تدعو الى الحرية والسلام ونبذ العنف والى كل من له تأثير على الساحة الدولية، والى اصحاب الشأن عامة...
الى كل هؤلاء ندعوهم بالعمل الدؤوب والتفاتة من العقل والقلب الى معاناة هذا الشعب، ندعوهم الى وقفة جريئة لنصرة الحق، واحقاق العدل والمساواة... ندعوهم الى اخذ هذه القضية على محمل الجد، وتداولها باقصى سرعة ممكنة في اعلى مراكز القرار واعلى المراتب الدولية، لانهاء التسلط والحكم الاستبدادي الجائر، ورفع الكابوس عن صدور هؤلاء المتعطشين للحرية! وهم كل يوم ينظرون الى الافق المظلم بعيون ملأى بالحسرة علهم يرون بصيص امل وشعاع رجاء!.
هذا الشعب الذي طوى ثمانية عشر قرنا مليئة بالقهر والعذاب، لا بد له ان ينتصر على الشر في النهاية... بجهودهم ودعائهم، بصبرهم وكفاحهم ستقرع ابواب الامل والرجاء... لانهم لا يستسلمون للاحباط، ولانهم طلاب حق وسلام وابناء محبة وايمان...
ان قرعوا سيفتح لهم! نعم سيفتح لهم قريبا! وقريبا جدا!! بقدرة الله وشفاعته.
(كاتب ومحلل سياسي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق