الخميس، أكتوبر 12، 2006

فاطمة و منصور

بقلم: إسحاق الشيخ يعقوب
– كاتب سعودي


الصدفة والضرورة علاقة جدل أبدية في الطبيعة والفكر والمجتمع.. ولا علاقة لهما بالقدر والمسألة القدرية »...« إن الصدفة والضرورة هما يحددان القدر وليس القدر هو الذي يحدد الصدفة والضرورة.. بل أن القدر هو صدفة وضرورة في المجتمع إن أردت!!
عندما اقترنت فاطمة بمنصور التيماني كانت الصدفة هي فيض أول نظرة ألهبت نفسيهما وفعلت تراقص نظراتهما، وفعمت أريج الحب والتواد بينهما.. وكانت سنة الحياة هي الضرورة في تعانق الحب الوجداني والروحي بين الحبيبة فاطمة والحبيب منصور.. وليس هناك أجمل من الحب عندما تذوب عذوبته في شرايين قلبين رافلين بنبض صدفة جسدتها ضرورة إنسانية في أبدية متجاسدة في حياة النماء والتكاثر.. استجلاءً إنسانيا لمحبة الله..
عندما طرق منصور التيماني باب فاطمة يطلب يدها من والدها غردت الدنيا بشجو المحبة في ملكوت سماوات الله، فالله محبه.. ومحبة الله من محبة الناس.. والمحبة لا يعلو عليها شيء لأنها من علياء الله.. انها فوق جميع الاعتبارات العرقية والقبلية والطائفية.. وقد خلق الله البشر شعوباً وقبائل ليتحابوا ويتعايشوا ويتزاوجوا ويتكاثروا.. والقضاة الذين يدخلون الكراهية والبغضاء والقطيعة والانفصام عنوة واغتصاباً في القلوب المحبة العاشقة الدنفة المتيمة هم لا يقيمون وزناً لمحبة الله.. ويناوئون شرعه وهو ما يمكن إدراجه في الحديث النبوي الشريف: »القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة« قاضي الهوى وقاضي الجهل وقاضي العدل في محبة الله ومحبة الناس على حدٍ سواء لتداخل المحبتين وتشابكهما وتناسجهما روحاً ومادة فيما بينهما..
إن المأساة المؤلمة التي أقدم عليها قاضي محكمة الجوف بتفريق الزوجة فاطمة عن زوجها منصور التيماني بناءً على عدم تكافؤ النسب القبلي أخذت بشاعة مأساتها حداً فضائحياً لا يطاق، وراحت مأساتها تطوف القاصي والداني داخل المملكة العربية السعودية وخارجها..
وقد تولت نشر مأساتها أجهزة الإعلام والفضائيات على الصعيد العالمي الأمر الذي يقتضي فوراً تحديث أجهزة القضاء وقنونة قواعدها الحقوقية وفقاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. وتتمثل المأساة في زواج فاطمة من منصور الذي وافق أبوها على زواجهما.. ولما مات الأب توجه أخوا فاطمة إلى القضاء الشرعي يطلبان طلاقها من منصور بحجة أن منصور أدنى مكانة قبلية من قبيلة فاطمة، ولذا فان العرف القبلي يرفض ذلك، وقد حكم القاضي شرعاً بإرغام منصور على طلاق فاطمة..
وقد رفض الزوجان ذلك سيما وانهنا يعيشان حياة حب سعيدة منذ سنوات في كنف محبة الله بجانب طفليهما، وقد رفضا حكم المحكمة الشرعية متمسكين بشراكتهما الزوجية.. وان ليس هناك قوة في الدنيا يمكن أن تفصلهما عن بعض.. إلا أن قاضي المحكمة الشرعية أصدر صكا شرعياً بتفريقهما، وقد هربا واختفيا في جدة ومن ثم الرياض ومن ثم المنطقة الشرقية.. وشرطة القضاء تلاحقهما بصك الطلاق على تفريقهما عنوة واغتصابا.. وفي غفلة اقتحم منزلهما أخواها وشرطة القضاء وامسكا بهما وهما متلبسان في خلوة غير شرعية بعد أن ثبت طلاقهما شرعا من لدن محكمة شرعية في مدينة الجوف شمال المملكة..
ورفضت فاطمة رفضا قاطعا وهي تضم طفليها إلى قلبها الذي مزقته محكمة الجوف الشرعية الذهاب إلى بيت اخويها اللذين كانا السبب في كارثة طلاقها، ولما لم يكن لها منزل فقد اختارت السجن مع طفليها على أن تذهب إلى بيت اخويها وهي لا تزال وطفليها في السجن.. انها لجريمة لا إنسانية متناهية في بشاعتها.. في حق طفلين حكم عليهما أن يتولى نهش براءتها ظلام جدران السجن وهما في حضن أم انتهكت غدرا إنسانية حبها إلى زوجها!! وقد قام منصور التيماني زوج فاطمة بتقديم لائحة اعتراض ضد الحكم الذي صدر من محكمة الجوف الشرعية، حيث يتولى دفاع الطعن الناشط في حقوق الإنسان المحامي عبدالرحمن اللاحم الذي قدم إلى وزير العدل السعودي الشيخ عبدالله بن محمد آل الشيخ لائحة طعنه في هذا الخصوص..
إن المطلع على الأوضاع المعقدة يدرك صعوبة العثرات التي تعترض مسيرة الإصلاح وهو ما يتمثل في ركائز التخلف في مؤسسات البنى الاجتماعية والثقافية والفقهية والقضائية والإعلامية والأمنية والاقتصادية والسياسية، وتمركز رؤوس التخلف في هذه المؤسسات وإدارتها ضد التوجهات التنويرية لرموز الإصلاح وضد الليبراليين الذين يدفعون بعجلة الإصلاح.. ولم تتورع أئمة بعض المساجد والجوامع في توجيه اتهاماتهم الاقصائية والتكفيرية - مثلا - ضد مسلسل »طاش ما طاش ٤١« وبطليه عبدالله السرحان وناصر القصبي.. وقد توجه احد خطباء جوامع الرياض إلى المصلين ان يقنتوا في صلاة التراويح بالدعاء على القصبي والسرحان »لاستهزائهما بالدين« كما ذهب إمام مسجد آخر بالابتهال إلى الله ليريه في السرحان والقصبي عجائبه قدر عقابه على ما اقترفاه من إثم في مسلسل طاش ما طاش، ويقول الدكتور محمد النجمي أستاذ كلية نايف الأمنية أن السرحان والقصبي قاما بالاستهزاء على الدين في حلقتهما »إرهاب أكاديمي« و»سور الحريم« وقدم نصيحة اليهما بان يتوبا عما صدر عنهما من الاستهزاء بالدين..
وتأتي المشكلة في أولئك الذين لا يفرقون بين توجيه الأفكار الدينية التي تأتي من عند الأشخاص وبين الدين الذي هو من عند الله، وهذا الخلط العشوائي المقصود يجافي الانتقادات الهادفة التي يجسدها مسلسل طاش ما طاش ضد فقه الإرهاب والتطرف والممارسات الهمجية من لدن أهل حسبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين يقومون بالتدخل في شؤون عباد الله الخاصة وتقصي ملابس النساء وملاحقتهن باسم الدين والتلصص على مقتضيات حاجاتهن الدنيوية..
إن مسلسل طاش ما طاش في شخص السدحان والقصبي لا يوجد في انتقاداته الفكاهية ضد ما هو إسلامي.. وإنما ضد ما هو اسلاموي أي انه لا ينتقد جوهر الإسلام في حنيف تسامحه... وإنما ينتقده في قشور عنيف تطرفه وإرهابه..

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

يا ليت ما كتبته الحقيقه

ولكن الحقيقه مرة وقبيحه وفاسدة

عندما تعرف منصور على فاطمه كان بالنت

وعرف إ نه لا يستطيع ان يتزوجها

وبالتالي لم يتقدم لخطبتها وفي نفس الوقت

كان منصور عريسا بزوجته الثانيه

ولكن ماذا فعل منصور استطاع بالغزل

ان يستدرج فاطمه لسوريا ( على بالها

حب عذري ) ة وكان ما كان وحدث لها

من منصور الغدر والخسه والنجاسه التي

لا يفعلها اي مسلم ولا حتى كتابي

او همدوسي واستطاع ان يحصل على امور

جعلتها تكون مطيعه له وذليله

والحقيقه انشرت الان وهي ما ذكرت

والعياذ بالله

وبها اجبرها واجبر اهلها ان يتزوج بها

تحت تهديد بأ مور فعلها بفاطمه

وهي الان مختفيه معه تعيش الوحدة والحزن

والأ لم لا اهل لها ولا عزوة فقد اصابتهم

بالخزي والعار وضياع اصلهم