السبت، أكتوبر 07، 2006

سفينة المذاهب

الدكتور نوري الوائلي

قلبي يحيّي الجمع الفَ تحية ويفيضُ من لوعاته آلاما

ابغي سطورا فيها ادمعُ شاعرٍ يصبو بتنغيم الشعور كلاما

ما أكثرَ الأبيات لمّا تحتوي زيفَ الكلام تملقا وظلاما

لكنني أدعو بدعوةِ صادق ٍ أن يجعلَ الله ُ اللسانَ حكاما

اليوم تجمعنا قلوبٌ ترتدي شملا وقربا يخدمُ الاسلاما

فلقد حظينا اليوم َ دونَ مشاركٍ في غيّه أمسى يعجّ ظلاما

الله قد وهب الخلائقَ كلها من هديه سبلا تفوح سلاما

أعطى لنا ربُّ الخلائق درة ً عقلا يفكرُ مبصرا إلهاما

العقل إن تاهتْ مراكبُ سيره تهنا وعشنا في الدنى نيّاما

فليعلم ِ الانسانُ انّ العقلَ مكــ رمة ٌ بها نبني الحياة َ وئاما

جودُ الإله أفاض فينا انعما املت بكل العالمين سلاما

من هديه بعثتْ إلينا رسائلٌ رسلٌ عظامٌ تحملُ الأحكاما

إنّا ولدنا في أراض ٍ كلُ من فيها يرى حرفَ الكتاب ِ إماما

فخرجنا للدنيا تشيل كفوفُنا حُبا يقطّرُ للورى الانساما


* * *
إنّ اختيارَ الدين ليس خيارنا في فطرة الانسان قام وداما

لكننا في خير دين ٍ فرقٌ نعشو نهارا تارة ً وظلاما

مُلئت بلادُ المسلمين طوائفٌ زرعتْ مشايخُهم بهم أوهاما

حتى تفرق جمعنا وتحولت بالجهل كلُ أواصر ٍ أخصاما

اليومُ أقوامٌ لكثرةِ ظلمِنا ولجورِ من ملكَ الامورَ زماما

أضحت عناوين التخلف حبرَنا وغدتْ بأنفسنا الصغار ضخاما

وتركنا خيرَ مبادئ ٍ في ديننا نبغي ونهوى خدعة ًوسقاما

وجعلنا من أهوائنا هدفا لنا كالجهل يعبد خاسرا أصناما

سَلْ كلَ طائفةٍ ومذهبَ امةٍ عن أسم ربٍ يعبدوه قياما

لأجابوا كلهُمُ بلفظ ٍ واحدٍ الله اكبر واحدا علاما

سلْ كلَ سائرةٍ مَن المبعوثُ من نهج النبوة قبلة ً وختاما

لأجابوا احمدَ دون أي ترددٍ ولنادوا صلوا للحبيب سلاما

ولأن سألتَ المسلمين جميعهم عن معجز ٍ سنّ الحياة َ وداما

لأجابوا قرآن السماء بمكةٍ دستور حق ٍ يرشد الاقواما

منه ومن هدي الرسول حياتنا كفٌ بكف ناخذ الاحكاما

* * *
ولكثرما نُقلت عن المختار دون تمحص ٍ , شبّ الفراقُ وهاما

خيرُ الأئمةِ في الحياة دعاتنا شادوا المذاهب أيقظوا النيّاما

كلّ المذاهب تستطيب لنهجها والكل يسعى طائعا احكاما

إنّ اختلافَ الجمع ليس معيبة ً إنْ ظلت الأركانُ فينا قياما

العيبُ في ذم الأمام ِ وحشده إنْ كان يحمل صادقا إسلاما

إنّ اختلافَ الرأي ليس جريمة ً فلما يكون قصاصُنا إلزاما

عجبي من البعض الذي يدني برأي الآخرين وينسف الاسلاما

عجبي , يكفر غيرَه ببساطة ٍ يمحو صلاة تارة وصياما

إنْ كان رأي الآخرين يضدّهُ يفتي بقتلهمُ , يحلّ حراما

لن يدخلوا في جنة الرحمان من يدعو لتمزيف الصفوف قساما

* * *
انظرْ إلى الأكوانَ كيف جميلة عجبا , ترى ا أجرامها اكواما

فيها اختلافاتٌ تخلّي جمالها قزَحا كعودٍ يعزفُ الانغاما

الاختلافُ مزارع ٌ في عمرنا خضراءُ أثمرها الوجود هياما

إنْ كان فكرُ الناس هذا طبعهم فدعوا الجدالَ عداوة ً ولئاما

هذا الحضور وجمعنا متباينٌ شكلا ولونا ينتهي أقساما

إنّ اختلاف الرأي مدرسة النهى بين الإخوة لم يكن هداما

إنْ كان هذا الطبعُ مخلوقٌ بنا فالرأي صوتٌ يكثر الاسهاما

ان كان مانسمو له متوارثا دعنا نخوض بشرحه اياما

لايخلو فكرٌ من مساحة نقدهِ فالفكر ينمو كالنخيل قياما

اني على ثقة بان خلافنا يبقى اذا نبقى نغذي خصاما

واذا مددنا للاخوة مسلكا سنحيل من نار الخلاف سلاما

تكفي رؤى هذا التجمع إننا إخوانُ دين ٍ نستقي الاسلاما

الله يجمعنا بسقف ظلاله متوحدين مذاهبا أقواما

فنهلّ في صف الصلاة مذاهبا ويكون في الله اللقاءُ وئاما

وتفحّ انفاسُ المشايخ خطبة ً تدعو الفتاوى وحدة ً وعصاما

الله آمرنا بحمل رسالة ٍ تروي المحبة في الجدال سلاما

من يحمل الفكرَ الحصينَ بساحة ِ التوحيدِ قد نسج الخلود خياما

قيموا مذاهب دين احمد وحدة صلوا صلاة تجمع الاقواما

رب الصادقين لسوف يبقى دائما غصبان من تفريفهم اقساما

كل المذاهب ليتها تتزاحم بسفينة تحوي السلام وئاما

ذكر اخي ما قلته بتمعن ٍ في جمعنا يعلو الحديث مقاما
الذكر بعد إلهنا بمحمد ٍ صلوا عليه وآله اكراما
نيويورك
امريكا

noori786@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: