ما اختزنته الذاكرة من أسئلة فيلم "يوم ماطر "للمخرج الفلسطيني عائد نبعة
فاطمة لبابنة*
أتساءل عن العلاقة المرة والحميمة في آن مع الموت ،وهل الموت من وجهة نظر المخرج الفلسطيني عائد نبعة حسب ما يثور من خلال فيلمه( يوم ماطر)، خلاص أم سؤال " ماذا بعد؟" لا إجابة عليه .
في الفيلم تتشكل كثيرٌ من الأسئلة،فالمشاهد تتوالى في رأسه الأسئلة مع انطلاق المشهد الأول من الفلم، لتتنامى مع استمرار العرض الدامي،ومع انتهاء العرض يجد نفسه يحمل تصورا جديدا قديما للأشياء.والأسئلة التي ربما طرحناها جميعا في دهشتنا الطفلة حين كنا نتساءل" ماذا بعد"؟.
وها هو الموت ،فهل هو حالة من دفنهم حفار القبور؟أم حالة الحفار نفسه بعدما ماتت فيه كل المشاعر والأحاسيس الإنسانية مما جعله يلقي بقسوته على ذلك الصبي الذي ينقب عن أي مظهر للحياة، وعلى تلك المراة العاجزة التي تمثل الجميل والمر في حياة ذلك الصبي،فهي من بقيت لتمنحه الحياة،وبنفس الوقت تحمّله ويحمّلهما ألم وجودهما الحميم.
وينعطف الفيلم من حفار القبور في محاولته إقناع نفسه وإشباع رغباته الى محاولة الصبي الدفاع عن أمه ضد حفار القبور وضد المطر،ولكن قهر الموت يخطفها فلا يبقى للصبي إلا ذلك الإحساس المغرق بالموت،فلم يبق سواه بعد أن خطف الموت الشخوص ؟أيحترف نفس المهنة في مصاحبة الموت وانتظاره؟لماذا يرتدي ثياب الحفار بعد أن كان يحاول أن يوقظ الموتى بأعواد القصب؟اهو حالنا بعد أن فقدنا كل مبرر للحياة.
جاء الفيلم متناسقا واخزا بأدوات تخدم حبكته الدرامية وبنيته البصرية،فقد أبدع المخرج في توظيف كاميراه لخدمة رؤيته، فلم تتسلل الى انسيابية الفيلم أي لقطة خارج الكادر،ومع كل لقطة كان المشاهد يتساءل" ماذا بعد"؟حتى خيل له أن العالم انحصر كله في صراع هؤلاء الشخوص مع أنفسهم ومع الموت. كان الفيلم ديكتاتورا يجبرك على التساؤل ويمنع خروجك عما تراه الكاميرا.
استطاع المخرج أن يوظف كل حركة وكل ديكور وفراغ برمزية عالية أرهقتني فقد تعودنا على مشاهدة السهل والمسطح من الأفلام،ولكننا نرى هذا الحفار يرقص منتشيا وهو يقدم باقة عشب يابسة،أما زال الفيلم مصرا على تذكيرنا بالموت ؟أم هو محاولة لاستحضاره؟.
الموسيقى ضاغطة ملحة تأخذك الى هناك ،للترقب" ماذا بعد في ذلك المظهر المكسور للحياة. مغرقة في السوداوية تشكل وجها آخرا لإيضاح ذلك الإحساس باليأس واستبداد الحفار بما هو حوله،حيث المرأة رمز الحياة والخصب تجلس عاجزة راضخة للذي يجبرها على الرقص رغم إعاقتها،فتسقط منتظرة أن يساعدها الصبي حيث تمثل له ما تبقى من خيوط الحياة.
وفي نهاية الفيلم بعد أن يكسر الطفل سلاسل قيده وينتصر مستعينا بالموت على حفار القبور ولكن جثة أمه الثمن، يلبس ثياب وحذاء جلاده،وأتساءل هل في داخلنا صبي يتقمص تسلط وشخصية جلاده محاولة لإثبات الذات أو رغبة في الانتقام من نفسه أو أو ......؟ ربما يكون السبب فقدان الصبي مبرر وجوده بعد أن أصبح فردا محروما من أي نسيج اجتماعي،وأحباءنا وأعداءنا هم من يدفعوننا في غالب الوقت للاحتمال والبقاء.
فاطمة لبابنة*
أتساءل عن العلاقة المرة والحميمة في آن مع الموت ،وهل الموت من وجهة نظر المخرج الفلسطيني عائد نبعة حسب ما يثور من خلال فيلمه( يوم ماطر)، خلاص أم سؤال " ماذا بعد؟" لا إجابة عليه .
في الفيلم تتشكل كثيرٌ من الأسئلة،فالمشاهد تتوالى في رأسه الأسئلة مع انطلاق المشهد الأول من الفلم، لتتنامى مع استمرار العرض الدامي،ومع انتهاء العرض يجد نفسه يحمل تصورا جديدا قديما للأشياء.والأسئلة التي ربما طرحناها جميعا في دهشتنا الطفلة حين كنا نتساءل" ماذا بعد"؟.
وها هو الموت ،فهل هو حالة من دفنهم حفار القبور؟أم حالة الحفار نفسه بعدما ماتت فيه كل المشاعر والأحاسيس الإنسانية مما جعله يلقي بقسوته على ذلك الصبي الذي ينقب عن أي مظهر للحياة، وعلى تلك المراة العاجزة التي تمثل الجميل والمر في حياة ذلك الصبي،فهي من بقيت لتمنحه الحياة،وبنفس الوقت تحمّله ويحمّلهما ألم وجودهما الحميم.
وينعطف الفيلم من حفار القبور في محاولته إقناع نفسه وإشباع رغباته الى محاولة الصبي الدفاع عن أمه ضد حفار القبور وضد المطر،ولكن قهر الموت يخطفها فلا يبقى للصبي إلا ذلك الإحساس المغرق بالموت،فلم يبق سواه بعد أن خطف الموت الشخوص ؟أيحترف نفس المهنة في مصاحبة الموت وانتظاره؟لماذا يرتدي ثياب الحفار بعد أن كان يحاول أن يوقظ الموتى بأعواد القصب؟اهو حالنا بعد أن فقدنا كل مبرر للحياة.
جاء الفيلم متناسقا واخزا بأدوات تخدم حبكته الدرامية وبنيته البصرية،فقد أبدع المخرج في توظيف كاميراه لخدمة رؤيته، فلم تتسلل الى انسيابية الفيلم أي لقطة خارج الكادر،ومع كل لقطة كان المشاهد يتساءل" ماذا بعد"؟حتى خيل له أن العالم انحصر كله في صراع هؤلاء الشخوص مع أنفسهم ومع الموت. كان الفيلم ديكتاتورا يجبرك على التساؤل ويمنع خروجك عما تراه الكاميرا.
استطاع المخرج أن يوظف كل حركة وكل ديكور وفراغ برمزية عالية أرهقتني فقد تعودنا على مشاهدة السهل والمسطح من الأفلام،ولكننا نرى هذا الحفار يرقص منتشيا وهو يقدم باقة عشب يابسة،أما زال الفيلم مصرا على تذكيرنا بالموت ؟أم هو محاولة لاستحضاره؟.
الموسيقى ضاغطة ملحة تأخذك الى هناك ،للترقب" ماذا بعد في ذلك المظهر المكسور للحياة. مغرقة في السوداوية تشكل وجها آخرا لإيضاح ذلك الإحساس باليأس واستبداد الحفار بما هو حوله،حيث المرأة رمز الحياة والخصب تجلس عاجزة راضخة للذي يجبرها على الرقص رغم إعاقتها،فتسقط منتظرة أن يساعدها الصبي حيث تمثل له ما تبقى من خيوط الحياة.
وفي نهاية الفيلم بعد أن يكسر الطفل سلاسل قيده وينتصر مستعينا بالموت على حفار القبور ولكن جثة أمه الثمن، يلبس ثياب وحذاء جلاده،وأتساءل هل في داخلنا صبي يتقمص تسلط وشخصية جلاده محاولة لإثبات الذات أو رغبة في الانتقام من نفسه أو أو ......؟ ربما يكون السبب فقدان الصبي مبرر وجوده بعد أن أصبح فردا محروما من أي نسيج اجتماعي،وأحباءنا وأعداءنا هم من يدفعوننا في غالب الوقت للاحتمال والبقاء.
فاطمة لبابنة
كاتبة أردنية
**
كاتبة أردنية
**
الرسم للأب الدكتور يوسف سعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق