الخميس، فبراير 28، 2008

القصة القصيرة تتألق بالسؤال الجمالي في تطوان



سليمان الحقيوي

/المغرب
لقد شكل يوم الجمعة 22/3/2008 يوما مختلفا بالنسبة لمدينة تطوان، فقد توقف المطر عن الهطول،وتراجعت أمواج شاطىء مرتيل خلف أمواجه الذهبية،وكأنها ترحب برواد النقد و الإبداع بمختلف صنوفه،الذين حلوا ضيوفا على المدرسة العليا للأساتذة بمرتيل و كعادته كان الاستاذ عبد الرحيم جيران والشاعر الواعد أبو المصاعب محمد العناز في استقبال ضيوفهما الكرام(أحمد بـوزفـور، محمد أنقار، محمد عز الدين التازي ، عبد الطيف محفوظ، محمد مشبال)وغيرهم من المبدعين و النقاد الشباب،اللذين حضروا من مختلف مدن المغرب للمشاركة في هذا اللقاء الذي تميز بحظورالشاعر المغربي محمد الشيخي وثلة من الأساتذة الجامعيين بكلية آداب تطوان.


وسط هذا الجو البهي، نظمت شعبةاللغة العربية بالمدرسة العليا للأساتذة لقاء دراسيا حول موضوع :"أسئلة القصة القصيرة الجمالية بالمغرب"وقد كانت كلمت البداية للدكتور عبد الرحيم جيران، بعد ترحيبه بالحظورافتتح اللقاء بكلمة قال فيها: إن شعبة اللغة العربية بالمدرسة العليا للأساتذة تقيم هذا اللقاء الثاني وفق منظورها الثقافي الذي يسعى إلى جعل الثقافة مكونا من مكونات التكوين داخل المؤسسة، وإلى جعل أساتذة المستقبل يتعرفون على المبدعين المغاربة الذين أسهموا في رسم معالم الأدب المغربي المعاصر. كما أننا نقيم هذا اللقاء وفق منظور ضرورة تعرف الأجيال المبدعة الشابة على جيل الرواد، حتى يتأسس الحوار الإيجابي بينهما، وأساليب الاستفادة المتبادلة.ليعطي الكلمة للباحث المغربي: محمد عز الدين التازي الذي قدم مداخلة تحت عنوان: جمالية القصة القصيرة-التأسيس وأبعاد التمظهر-وقد ذكر فبي البداية بالأعمال الأولى التي كتبها الرواد في الأربعينيات والخمسينيات والتي قامت على الارتباط بالأهداف السياسية والروح الوطنية من دون احتفال بجمالية الكتابة معتبرا إياها مرحلة أولى في التأسيس وكذا ارتباطها بفئة معينة هي الفئة الوطنية،ثم انتقل الى الحديث عن المجموعة القصصية "وادي الدماء" لعبد المجيد بن جلون بوصفها مؤشرا على البداية الأولى الممثلة لفن القصة القصيرة بالمغرب.


ليعود إلى مرحلة التأسيس بالانتقال إلى مرحلة الستينيات والسبعينيات باعتبارها مرحلة ثانية، حيث اعتبرها مرحلة تطوير القصة القصيرة المغربية مع الإشارة إلى ارتباط السرد القصصي بالبعد الواقعي والاجتماعي.اما الروائ المغربي : محمد أنقار فقد تحدث في مداخته: تأملات في شكل القصة القصيرة.اللتي قدمها في شكل أسئلة قصد إثارة الإشكالات التي يرى أنها راهنية تحتاج إلى التأمل والتفكير.وقد تحدث كذالك عن ماأصبحت تعانيه القصة القصيرة،من انكماش على نفسها و ما ينتج عن ذلك من تقليص فنيتها، وقد ربط ذلك بسياق العولمة وما بعد الحداثة ثم انصرف بعد ذلك إلى الحديث عن بلاغة القصة القصيرة في الزمن الراهن انطلاقا من بلاغة الوجازة اما المداخلة الموالية: سؤال الحاضر والمستقبل فقد تحدث فيها : أحمد بـوزفـور: عن مفهوم القصة القصيرة محددا إياه انطلاقا من الحجم بحيث جعله منحصرا بين ثلاثة أسطر وتسعة لينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن أهمية اللغة في القصة القصيرة والإمكانات التي تزخر بها ومن ضمنها فتح زوايا متعددة على مختلف المستويات الجماليةفيها.اما الناقد الفذ عبد الطيف محفوظ فقد انفرد في ورقته: البنية ولمكونات.بالحديث عن صعوبة تحديد مفهوم القصة القصيرة نظرا غياب دراسات أكاديمية دقيقة تنطلق من الوصف الدقيق للنصوص وتحليلها على نحو علمي،لينتقل بعد ذلك الى الحديث مفهوم التجريب،الذي جعله عنصرا حاسما في تبن هذه البنية، لكنه قبل أن يتحدث عن هذا الأمر انصرف إلى إيضاح المقصود من مفهوم التجريب، حيث اعتبره انزياحا عن التقليد الذي يسم الكتابة السائدة؛ وذلك بهدف تطوير الكتابة من خلال تطوير أشكالها.و في نهاية مدا خلته تعرض الباحث لمجموعة من خصائص القصة القصيرة الجمالية انطلاقا من نموذجين محددين هما: مجموعة " ققنس " لمحمد بوزفور. وتجربة أنيس الرافعي.


بعد ذلك كان الحظور مع موعد سماع لمجموعة من القراءات لمبدعين شباب تألقت في تقديمهم كل من الشاعرة لبنى الفقيهي والناقدة ابتسام مسكين ' حسن اليملاحي، محمد سعيد الريحاني،عبد السلام دخان، سعاد الناصر،عبد للطيف الزكري،خالد أقلعي، محمد زيتون،حميد البقالي،نجيب الكعواشي، نوال الغنم ،الهام امزيل.فتقدم الشاعر المغربي محمد الشيخي بتوزيع الشواهد التقديرية على المشاركين. وفي الكلمة الختامية ،قدم الدكتور عبد الرحيم جيران شكره الجزيل الي الحظور الكريم والى الاساتذة المشاركين في اللقاء ضاربا لهم موعدا السنة المقبلة.

ليست هناك تعليقات: