السبت، فبراير 02، 2008

الباب

د. نوري الوائلي

تعبتْ الهي النفسُ من ترحالي = وتشققتْ قدماي من تجوالي
أهفو لهذي الباب أطلبُ منيتي = وأدقُ تلك البابَ من أهوالي
أسعى بدرب كالشتاء ربيعه = وأسيرُ في طين مع الأحمال
أقفو لساعات بباب غوافل = بالعسر أشدو ناظرا لدلالي
عِلماً دلالي كالمناحل خيرها = لكنها ضاعت مع الأدغال
هذا يجرُ مؤملا في كبره = والأخر الموعود في الأقوال
كلت من الطرق السواعدُ إنّما = طرقي الى أذن ٍ بلا إرسال
نسيتْ بأنّ عطاءها من نعمةٍ = رزقتْ بها كالصدر للأطفال
أسعى اليهم والكلاب ُ كرامهمْ = نبحتْ على المحتاج والمحتال
أسعى لأيد لن تأمّل سائلاً = لكنها حججٌ على الجهّال
أسعى لأبواب وإني واثقٌ = بخلاء خلف الباب في أغلال
هذي معاشر ما خلقت عطاءها = منٌّ وإن وعدت بلا أفعال
خجلي يؤرقني ويدمعُ مقلتي = ويزيدُ في همي وفي أكبالي
من قبل أن أدنو لباب طارقاً = العينُ ترفعُ للسما بسؤالي
انّي أتيتك يا ألهي مثقلا = خجلان من طلبي ومن آمالي
كم باب غيرك قد طرقت منادياً = لكنها لحمتْ مع الأقفال
ما أكثر المرات أرجعُ خائباً = من باب غيرك والأسى بسلال
والله لم أذهبْ لغيرك رغبة = أو أن ألوذ بصاحب الأموال
لكنها الأسبابُ نأخذُ بعضها = كسلالم ترجى مع الأعمال
فضلا إلهي إنّ بابك واسع = من دون طرق أو رجاء هزال
لم يُعط من نادى بأني محسنٌ = إلا بأذن موسّع متعال
أسعى وعلمي لا عطاء موصلا = من غير توفيق وطول نزال
إن كان طرقي مجلباً لمغانم = فهو العطاء لصاحب الإجلال
هذا الزمان الى الرذيل منوّر = حجب على البدرالعلا بليال
أرزاقنا كثرٌ وربك واهب = يعطي على قدر وبالمكيال

سحبٌ لديّ مع البحور مدادها = لكنها روحٌ بلا أشكال
هذي المزايا والشواخص إنما = هبة الجواد ومالك الأفضال
أسعى وإن حظي ينام بعاثر = أو كان رزقي كالنوى برمال
ولتعلم الفيران أني جارح = صيدي كبحر في الفلا وجبال

ليست هناك تعليقات: