الجمعة، فبراير 22، 2008

كبرنا الف عام..

مريم الراوي
رأيت أحلامي تقف تباعاً عند حافة المقصلة..
"إنهم يحاولون قتلي لاني احلم بسماء اشد زرقة وزهور اجمل"
هكذا صرخت روحي هناك بين الالاف الجموع..
فتلقفت صرختها روح اخرى وقالت:
"إنهم لايرغبون بقتلي فقط , بل ويريدون حرق بيارات افكاري,
ويفكرون كثيراً بتمزيق اوراقي ودفاتري السرية"..
ألم يفهموا بعد؟ إني كبرت الف عام
الف عام,,"تمتم قديس الجرح بحزن"
والف زورق يموج في خاطري
وغربة الروح,منها ياويلتي
تنتزع بريق الحلم وتذبحني
فقد,,كبرت الف عام
هاهي باقات يقيني,
تدوسها المسافات الطويلة
تقتلعها الكائنات الكسيحة
تعلقهاالمشانق في قسوة غريبة
فماعاد كل شئ كما الفته ..
فقد,,كبرت الف عام
لوح الختيار الأعمى بعصاه الخشبية بوجه الريح قائلاً:
رؤياي الآن أشد خطورة عليهم من قطار هائج,
بسرعة حمقاء وسائق مخمور..
فبصيرة العقل لاتخطئ ابداً..
أيخطئ نور الله دربه, المدفون فينا؟!
نعم,,يقيني الان اشرس من ان يروض,
ويربت على افكاره,بجمل مزركشة,
ليهدأ الوجدان الثائر وجعا..
فقد,, كبرت الف عام
تنحت الصبية عن ظلها المرسوم ,
على حافة الجدار الحجري وصاحت بألم:
الشباك الحزين يلتقط دموعي ويهديها للطيور
وما أن تنام حتى يغافلها ويرميها للمطر
وانا لاازال انتظر
ان تعود لي دموعي ويتركني المطر
لاالدموع عادت ولاتوقف المطر!
فقد,,كبرت الف عام
ذاكرتي تتشظى امام ابواب المحطات
"جاء صوتها من بين النخيل الراقد على جدائل الشمس":
وماان ارى باباً حتى تستصرخ الروح العيون ان تغلق نوافذ البصر
لكن لاجدوى,فالجراح عيون,والألم درب لايغلق ولايختصر ...
إذاً,لافرار أيتها الأحزان..
فقد,,كبرت الف عام..

جميعنا كبرنا الف عام..
جميع من فكر بالغد,
طريقاً للياسمين المعلق على ابواب النجوم..
كبر الف عام..
جميع من غدى صرخة في فم الموانئ,
وهي تنتظر البحر ان يلقي بين اذرعها خبر العودة..
كبر الف عام...
جميعنا حزانى,أيها الليل..
والالف عام غداً عند بواكير الذكريات ستلد الف عام أُخر..
لنكبر ونكبر ونكبر ونضحى تواريخ مصلوبة برسم الاحتضار..
وكأننا لانفارق أجسادنا الا حين نموت,
وكأننا احياء مادمنا نسعى وقوفاً في ميادين الإنتظار..

ليست هناك تعليقات: