الاثنين، فبراير 11، 2008

اسئلة الى حبيبتي

عيسى القنصل
لا ادرى يا حبيبتى لماذا كلما رايت وجها هنا ..تذكرت وجها هناك ..وكلما سمعت صوتا يتحدث معى او لاحد ٍ فى جانبى تذكرت ُ صوتك تتحدثين معى ؟؟او لاحد كان يجلس معنا فى جلسة ما ..وتذكرت فى عنف ٍ واشتياق صوتك الساحر الذى كان يشدنى مجنونا دائما الى دنيا الدهشه ؟ وعالم الانسانية التى كنت انت حاكمة له فى سحر ومهارة وذكاء .
لا ادرى لماذا يا حبيبتى كلما امطرت الدنيا هنا ..واشتدت الريح فى غضبها والرعود فى ضجيجها والعواصف فى هديرها .. وسمعت حبات المطر تتساقط فى عنف فوق سقف بيتى الخشبى او على نافذة سيارتى وانا فى طريقى الى العمل ..لا ادرى لماذا اتصور ان هذه الغيوم سوف تذهب دائما اليك .. لتبلل شعرك المنسوج من سنابل حنطة بلادى وتغسل وجهك الناصع المشع بضؤ ونور الحب والطمأنينه ..وكاننى اشعر فى لسعة البرد التى تلسعك هناك تلسعنى هنا ..
لا ادرى لماذا يا حبيبتى كلما تحدثت عنك لمن حولى ,,اشعر فى كبرياء رجولتى والارتقاء الدائم افتخارا بك ..وكم احاول دائما ان اقارن بين ما يحدث لى هنا وما كان يحدث لى هناك بين يديك ..احاول ان اقارن بين من احاول ان اتجامل معه هنا وبين اصدقاء العمر هناك ..والاهل لديك فاشعر فى خجل غريب من محاولتى لانك الاقوى دائما والاثبت وجودا .
لا ادرى لماذا يا حبيبتى كلما سمعت بحادثة ما هنا ..او طالعت حكاية طريفة او غريبة او رايت شيئا جديدا وغريبا هنا لا اشعر فى اكتمال او نشوة السرور او قناعة تامه الا بعد ان احاول ان احكى لك عن ما رايت وماشاهدت وما تعلمت ..كاننى لا زلت طفلا صغيرا فى مراحله الابتدائيه يود مفتخرا ان يروى لاستاذه كل حكاياته وقصصه .

لا ادرى لماذا يا حبيبتى لا زلت اشعر اننى صبيا صغيرا لم يكبر يوما واحدا منذ اغترابه عن عينيك ..ولا زلت ذلك الانسان الذى يركض الى درجة الارهاق من اجل بسمة من شفاه الاخرين قناعة وصداقه ..لم تجرنى الاموال الى دنيا لا احبها من اجل ان احصل عليها ..لم ابدل اسمى وعنوانى او هويتى فى سجن الغربه هذه كما يفعل الكثير هنا ..فلا زلت اعشق كأس الشاى فى المساء واغنياتى العربيه القديمه فما تعلمت حتى اليوم اغنية من هنا ..ولا اسرعت يوما الى احضان الشوارع انظر الى مهرجان او اشاهد احداث هذه المدينة التى لا تنام .
لا ادرى لماذا يا حبيبتى عندما افتح جريدة الصباح هنا ابحث عن اخبارك فيها قبل ان ابحث عن اخبار هذه المدينة التى اعيش فيها ..ابحث عن اخبار فصل الشتاء والصيف عندك انت وحين يقلقنى خبر ما او حادثة ما ..ترفض عواطفى ان تنام هادئة حتى اسمع اخبارك من ثغر زميل عبر هاتف او اطالع اخبارك من بطاقه صديقة او صديق يعيش هانئا بين ذراعيك .
تركت يا حبيبى قبل عشرات السنين ولا زلت اشعر برائحة مطبخنا فى بيتنا الترتبى القديم ؟وانام تحت مزاريب حارتنا القديمه ..ولا زلت احلم فى صحن العنب الصافى فى صباح الصيف مع حبات من التين فوقه ..وكلما عدت الى ذراعيك ذات عام ابحث فى تعب عن حبة تين وقطف عنب وصحن كنافة واغنية قديمة بصوت نجاة ..
هل تعلمين لماذا كل هذا يا حبيبتى ؟؟ لانك يا (مادبا ) انت الامس الجميل الذى حملته معى حين ارتحلت مقهورا وحزينا وعاريا من حب حبيبتى التى احببت ..ذلك الامس لا يزال معى ..لم اقتله لم اهجره لم اتركه ليصبح رمادا ..ولم ارميه فى سلة القمامه بل وضعته جفنا فوق عينى وشعرة فى مسامات جسدى ووضعته فى هيكل مقدس فى زاويه من زوايا قلبى وبيتى واصبحت اعود اليه كل يوم وكل لحظة ذكرى اطعمه واسقيه من الذكريات بعض القطرات ..فلا حبك قويا حيا وخالدا .
نعم يا (مادبا ) انا ادرى م هو السبب ..انا مومن به وقانع كل القناعة فى قوته فى عمق ولائى له .. فى طهارة رونق الثمر الذى ياتى من اغصان شجرة العطاء فيه ..فما عدت اليك يوما الا وزدت قناعة بانك اعظم من عرفت ..واجمل من احببت فما اعظمك يا حبيبتى اواه ما ارقاك يا (مادبا )

ليست هناك تعليقات: