عمرو عبد الحميد
بي. بي. سي - القاهرة
لم يكن الإتفاق على اللقاء مع بسنت رشاد سهلا، فالكاتبة الشابة تركت منزلها الكائن بأحد الأحياء الشعبية في الإسكندرية وقصدت القاهرة عقب تلقيها تهديدات بالقتل بسبب كتابها (الحب والجنس في حياة النبي).
ترددت بسنت قبل الموافقة على إجراء أول حوار مع وسائل الإعلام، لكنها رأت في النهاية ضرورة إيضاح وجهة نظرها.
هي شابة في أواخر العشرينيات، تخفي شعرها بما إصطلح على تسميته (حجابا عصريا) زاهي الألوان، كذلك الذي يكاد أن يصبح زيا رسميا لغالبية الفتيات المسلمات في مصر.
عبر الهاتف، بدأتني بسنت بالسلام، فأخرجتني من التفكير في العديد من الأسئلة التي جالت لحظتها برأسي. ولكني آثرت أن تكون البداية منطقية، بقدر الإمكان، حتى لو جاءت تقليدية.
لماذا الحياة الجنسية للنبي؟ هل ندرت الموضوعات لتدخلي عالم الكتابة من هذا الباب؟
تجيب بسنت: "أعترف بأن اللغة التي إستخدمتها شكلت صدمة للقراء في العالم العربي، وأعذرهم في ذلك ! لكن حياة النبي الكريم ملك لنا جميعا. لابد أن نقترب منه ولا نصل به إلى مرحلة التقديس. إنه بشر. إنني أيضا أؤيد فكرة رفع الحظر المفروض على شخصية النبي الكريم في السينما، كي تتعرف عليه المجتمعات الأخرى التي تجهله."
تضيف بسنت مشيرة إلى ما تعتبره "عددا هائلا من الأحاديث المشكوك في صحتها، التي تظهر النبي وكأنه ذو قدرات جنسية خارقة".
وفي هذا الخصوص تتحدث الكاتبة عن شخصية الإمام البخاري، وتصر على أنه (شعوبي، مجوسي) لم تكن له مصلحة في إظهار النبي بصورة نقية.
أقاطعها: "أنت لا تكتفين بمهاجمة الإمام البخاري فقط ، بل تعرضين بصورة غير معهودة بشخصية السيدة عائشة، وتصفينها بأنها كانت (مدللة وشقية في مراهقتها)، ألا يعد ذلك إساءة لمشاعر المسلمين؟"
"إطلاقا"، تقول بسنت، وتضيف: "لقد نقلت فقط عن الدكتورة عائشة عبد الرحمن التي ذكرت هذا الكلام في كتابها (نساء النبي) ، كي أوضح أن السيدة عائشة أم المؤمنين كانت الأقرب إلى قلب النبي، لأنها عاشت معه فترتي طفولتها ومراهقتها، ولم أقصد الإستخفاف بها. وليس استخدامي تعبيرات بعينها، أني متفقة معها". - قناة الحكمة الفضائية
ورغم أن الكتاب طرح في الأسواق منذ عدة أشهر، إلا أن مسألة إهدار دم صاحبته، جاءت بعد حملة نظمتها قناة الحكمة الفضائية ذات التوجه الديني، حتى أن مجرد كتابة إسم (بسنت رشاد) على مواقع البحث في الإنترنت، يظهر مدى الغضب الذي يملأ صدور كثيرين.
من هؤلاء الشيخ محمد عبد العال، إمام مسجد السلام بالقاهرة، الذي يقول "إنه يتعين على بسنت التوبة، كما يورد الفقهاء، لأنها أتت بما ينتقص من قدر النبي الكريم. وإن لم تستتب، تقتل في غروب اليوم الثالث على إستتابتها. لكن بتنفيذ من الحاكم، وليس من قبل شخص آخر، حتى لا تستباح الدماء."
في المقابل، يدافع الداعية الإسلامي جمال البنا عما يعتبره حق تناول أي جانب من حياة النبي، ويضيف: "تكفير فرد ما، والحكم عليه بالإعدام، أمر خطير. نحن لا نمسك بمفاتيح الجنة والنار، والنبي نفسه يقول: هل كنت إلا بشرا رسولا ؟ والإسلام ندد بالذين اتخذوا أحبارهم آلهة، وليس في ديننا حساسية لتناول الجنس والعلاقة الجنسية." حوادث سابقة
القضية، من حيث نوعها، ليست الأولى التي تثار في مصر. فقد تعرض سابقا مفكرون وأدباء وصحفيون لمتاعب جمة نتيجة آراء وكتابات، منهم من قضى قتلا مثل فرج فودة ومنهم من أصيب كنجيب محفوظ ومكرم محمد أحمد. أما البعض مثل الدكتور نصر حامد أبوزيد، فقد آثر الرحيل عن البلاد.
اللافت أن الضجة حول كتاب بسنت رشاد، تتزامن مع عودة أزمة الرسوم الكاريكاتورية في الدنمارك. عن ذلك ثمة من يقول: مجرد مصادفة؟ وثمة من يطرح أسئلة من قبيل: ما الحكمة في شغل الرأي العام المصري بقضايا من هذا النوع، والآن بالذات ؟
لم يكن الإتفاق على اللقاء مع بسنت رشاد سهلا، فالكاتبة الشابة تركت منزلها الكائن بأحد الأحياء الشعبية في الإسكندرية وقصدت القاهرة عقب تلقيها تهديدات بالقتل بسبب كتابها (الحب والجنس في حياة النبي).
ترددت بسنت قبل الموافقة على إجراء أول حوار مع وسائل الإعلام، لكنها رأت في النهاية ضرورة إيضاح وجهة نظرها.
هي شابة في أواخر العشرينيات، تخفي شعرها بما إصطلح على تسميته (حجابا عصريا) زاهي الألوان، كذلك الذي يكاد أن يصبح زيا رسميا لغالبية الفتيات المسلمات في مصر.
عبر الهاتف، بدأتني بسنت بالسلام، فأخرجتني من التفكير في العديد من الأسئلة التي جالت لحظتها برأسي. ولكني آثرت أن تكون البداية منطقية، بقدر الإمكان، حتى لو جاءت تقليدية.
لماذا الحياة الجنسية للنبي؟ هل ندرت الموضوعات لتدخلي عالم الكتابة من هذا الباب؟
تجيب بسنت: "أعترف بأن اللغة التي إستخدمتها شكلت صدمة للقراء في العالم العربي، وأعذرهم في ذلك ! لكن حياة النبي الكريم ملك لنا جميعا. لابد أن نقترب منه ولا نصل به إلى مرحلة التقديس. إنه بشر. إنني أيضا أؤيد فكرة رفع الحظر المفروض على شخصية النبي الكريم في السينما، كي تتعرف عليه المجتمعات الأخرى التي تجهله."
تضيف بسنت مشيرة إلى ما تعتبره "عددا هائلا من الأحاديث المشكوك في صحتها، التي تظهر النبي وكأنه ذو قدرات جنسية خارقة".
وفي هذا الخصوص تتحدث الكاتبة عن شخصية الإمام البخاري، وتصر على أنه (شعوبي، مجوسي) لم تكن له مصلحة في إظهار النبي بصورة نقية.
أقاطعها: "أنت لا تكتفين بمهاجمة الإمام البخاري فقط ، بل تعرضين بصورة غير معهودة بشخصية السيدة عائشة، وتصفينها بأنها كانت (مدللة وشقية في مراهقتها)، ألا يعد ذلك إساءة لمشاعر المسلمين؟"
"إطلاقا"، تقول بسنت، وتضيف: "لقد نقلت فقط عن الدكتورة عائشة عبد الرحمن التي ذكرت هذا الكلام في كتابها (نساء النبي) ، كي أوضح أن السيدة عائشة أم المؤمنين كانت الأقرب إلى قلب النبي، لأنها عاشت معه فترتي طفولتها ومراهقتها، ولم أقصد الإستخفاف بها. وليس استخدامي تعبيرات بعينها، أني متفقة معها". - قناة الحكمة الفضائية
ورغم أن الكتاب طرح في الأسواق منذ عدة أشهر، إلا أن مسألة إهدار دم صاحبته، جاءت بعد حملة نظمتها قناة الحكمة الفضائية ذات التوجه الديني، حتى أن مجرد كتابة إسم (بسنت رشاد) على مواقع البحث في الإنترنت، يظهر مدى الغضب الذي يملأ صدور كثيرين.
من هؤلاء الشيخ محمد عبد العال، إمام مسجد السلام بالقاهرة، الذي يقول "إنه يتعين على بسنت التوبة، كما يورد الفقهاء، لأنها أتت بما ينتقص من قدر النبي الكريم. وإن لم تستتب، تقتل في غروب اليوم الثالث على إستتابتها. لكن بتنفيذ من الحاكم، وليس من قبل شخص آخر، حتى لا تستباح الدماء."
في المقابل، يدافع الداعية الإسلامي جمال البنا عما يعتبره حق تناول أي جانب من حياة النبي، ويضيف: "تكفير فرد ما، والحكم عليه بالإعدام، أمر خطير. نحن لا نمسك بمفاتيح الجنة والنار، والنبي نفسه يقول: هل كنت إلا بشرا رسولا ؟ والإسلام ندد بالذين اتخذوا أحبارهم آلهة، وليس في ديننا حساسية لتناول الجنس والعلاقة الجنسية." حوادث سابقة
القضية، من حيث نوعها، ليست الأولى التي تثار في مصر. فقد تعرض سابقا مفكرون وأدباء وصحفيون لمتاعب جمة نتيجة آراء وكتابات، منهم من قضى قتلا مثل فرج فودة ومنهم من أصيب كنجيب محفوظ ومكرم محمد أحمد. أما البعض مثل الدكتور نصر حامد أبوزيد، فقد آثر الرحيل عن البلاد.
اللافت أن الضجة حول كتاب بسنت رشاد، تتزامن مع عودة أزمة الرسوم الكاريكاتورية في الدنمارك. عن ذلك ثمة من يقول: مجرد مصادفة؟ وثمة من يطرح أسئلة من قبيل: ما الحكمة في شغل الرأي العام المصري بقضايا من هذا النوع، والآن بالذات ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق