محيط
صدر كتاب"خيانات اللغة والصمت: تغريبتي في سجون المخابرات السورية" لفرج بيرقدار عن دار الجديد في بيروت، ويروي فيه يوميات في السجون السورية من خلال انتقاله وعلى امتداد 14 عاماً، وبأسماء متعددة حتى رست عليه الرقم 13، سجين رقم 13، هذا السجين السياسي، وهو شاعر وصحافي سوري من مواليد 1951، خرج تحت ضغط دوي من المؤسسات العالمية لحقوق الانسان.
صدر كتاب"خيانات اللغة والصمت: تغريبتي في سجون المخابرات السورية" لفرج بيرقدار عن دار الجديد في بيروت، ويروي فيه يوميات في السجون السورية من خلال انتقاله وعلى امتداد 14 عاماً، وبأسماء متعددة حتى رست عليه الرقم 13، سجين رقم 13، هذا السجين السياسي، وهو شاعر وصحافي سوري من مواليد 1951، خرج تحت ضغط دوي من المؤسسات العالمية لحقوق الانسان.
وهو هو، خارج السجون، وبعيداً عن سلطة المخابرات والجلادين يروي وبلغة ادبية وبايقاعات خصبة، ما عاناه هناك من قهر واعتداء وضرب وتجويع وقمع وإهانة وإذلال بأبشع الطرق وأكثرها ابتذالاً.ونشر مقدمة كتابه نصين من نصوصه يقول فيها - وفقا لجريدة المستقبل- :
لا أمس... ولا هناك؟! أيها الأصدقاء... ورداً وأجنحة وبعدما ستقرؤنه في هذا الكتاب، هو بعض أوراقي التي أترك لكم تقدير كيفية ومتاعب تهريبها من السجن، مكتوبة على ورق السجائر.في السنوات الأولى من الاعتقال، لم يكن لدينا أقلام ولا أوراق، ولهذا رحت أدرب ذاكرتي للكتابة عليها بشكل مباشر، أليست هي طريقة أجدادننا القدامى قبل انتشار الكتابة؟!بالطبع كان ذلك ممكناً بالنسبة إلى الشعر... ومع ذلك فإنني حين كثرت القصائد، وخفت ان تخونني ذاكرتي، لجأت إلى بعض الأصدقاء الذين حفظ كل منهم واحدة من تلك القصائد، فيما بعد ساعدني سجناء كثيرون في نسخ ونقاش وحماية وتهريب كل ما أكتب، إذن هو عمل جماعي على نحو ما، وان كان مؤسساً بصورة فردية.لم أستطع كتابة اسمي الصريح في هذه الأوراق، ولا أسماء الآخرين، كان لذلك مخاطره الأمنية من جهة، ومن جهة أخرى لم يكن ليغير كثيراً ذكر الأسماء، ما دامت التجربة واحدة، وما دام المهم هو عرضها أو توثيقها بطريقة ما.لا أدري.. ربما لم يخطر في بالي أصلا ذكر الأسماء، ذلك ان اسماءنا جميعاً كانت مصادرة، لقد أعطونا في البداية بدلاً من اسمائنا أرقاماً... وفي فترة لاحقة أعطونا ألقاباً مستمدة من اشكالنا أو ألوان ملابسنا: أبو البيجامة الكحلية.. أبو القميص البيج... أبو الكنزة الرمادية.. أسود الكلب... رأس الجحش... إلخ.
قبل الاعتقال كان "الأمس" بالنسبة الي ذكريات ملونة وراعشة ومتموجة كأجنحة الفراشات، وكان الـ "هناك" غموضاً مثيراً بأسراره وخيالاته وتوقعاته، حيث كل شيء يمكن ان يكون مغامرة مفتوحة على الدهشة، ومغلقة على جمالها المفارق الرهيف.بعد اطلاق السراح يصير "الأمس" كابوساً، والـ "هناك" لعنة، وأنت، من حيث تدري ولا تدري، تحاول أن تمضي بهما حثيثاً إلى ما يشبه النسيان.على كل حال ذهب الأمس ولو مؤقتاً، ولم يعد من هناك. لم يعد اسمي: السجين رقم 13، ولا أبو البيجامة البنية.أنا الآن فرج بيرقدار... شاعر وصحفي سوري من مواليد حمص 1951.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق