فادي الشاماتي
حين استمع الى مسؤولي طلاب التيارات والأحزاب في حواراتهم المتلفزة أو خطاباتهم الجامعية، يعتريني خوف وأسف. خوف على مستقبلٍ هم بناؤوه، واسف عل ماضٍ كان يُفترض أن يكون تجربة للجميع، وخلاصة..لهم.
من يسمعهم يتكلمون وينظّرون لأحزابهم، لا يرى طلاباً مثقفين، متلمّسين خلاصات التجارب.. والحرب، بل يخالهم خناجر مشحوذة في ايادي زعماء وتجّار سياسة،لتُعيد تلك الخناجر حكاية الذبح والتناحر والقتل على الهوية، لا الطائفية وحسب بل الحزبية أيضاً.
من يسمعهم يتحاورون- ونِعمَ الحوار- عفواً يصرخون في وجه بعضهم البعض، لا يرى طلاباً متحررين ومناقبيين، بل يتأكد له، انهم غارقون في بحر التبعية والإستزلام الأعمى،يخالون الوقاحة جرأة، والصراخ حقّ، والإستهزاء تفوّق. جرأتهم وحضورهم يتأتيان من إنتمائهم الحزبي وليس من إبداع شخصيتهم وفكرهم. ببغائيين، يرددون اقوال زعمائهم دون أي توقّف لبرهة تفكير وتمحيص وإكتشاف صواب، ُأسِروا في دور الصدى لهذا الزعيم أو ذاك.سجناء أغاني التأليه والوهم والاسطورة الكاذبة، تماهوا ذوباناً في شعارات الماضي وأحداثه المحرّفة، فتعاظم الخوف على المستقبل منهم.لأن التبعيين غير قادرين على بناءه.
من يراقبهم بعين التجربة، في تعاملهم بعضهم مع بعض، يكتشف انه أمام جيل يطغى عليه الكذبة والفريسيين المتملّقين، يقولون غير ما يُضمرون، كلامهم أمام الشاشات البرّاقة غيره بين أخصائهم. ان سلّحتهم اليوم سيعودون بلمح البصر الى بوسطة أخرى في نسيان آخر، الى النحر والقتل والنهب، الى حروب إلغاء جديدة، الى تدمير الذّات والآخرين.. والوطن.
من يسمعهم، يتساءل بغصّة وألم، لماذا مات من مات؟ واستشهد من استشهد؟ لماذا تكلّفنا كل الدمار الذي أصاب لبنان؟ لماذا لم ننسى شيئاً، والأدهى لم نتعلّم شيئاً؟ نُعيد تكرار التجارب، كأن قدرنا أن نولد ونموت لتكرار الأحداث والأخطاء وإستيلاد ذرية الزعامات.. ودفع الأثمان الباهظة.
من يتفرّس بحالهم، يخالهم وقوداً لمصالح شخصية، تختبىء خلف المبادىء والشعارات المثالية التي تبقى حبراً على ورق المؤتمرات والخلوات الحزبية، بدلاً من أن يكونوا منارات ومشاعل يُهتدى بها نحو الحرية والمستقبل، يتوهمون أنهم آداة التغيير، بينما في الواقع هم أدوات في يد تقليد وإقطاع، تفنّن في استيهام عقولهم وقلوبهم وبالتالي حرقهم في مشاريع ديمومته.
آفاقهم ليست أبعد من زاروب، ومقعداً في هيئة طلابية او مركز حزبي، وساحة يقصدونها لإحتكارها بدلاً من مشاركة. بعيدون هم عن آفاق الوطن الجامع الواحد بُعد الأرض عن السماء، ربّهم الزعيم، دينهم الحزب، شعارهم التبعّية.
لا تقع المسؤولية كاملة عليهم، ولكن البعض الذي لهم منها، هو في تعاميهم عن دروب الحرية الحقّة، المتمثلة بإكتساب المعرفة، بالبحث عن الحق، بإحترام الإختلاف والآخر، بالسعي الى تحقيق الذات المتحررة من الأعراف والمفاهيم التي قضت على نصف اللبنانيين، بالإيمان بوطن لا تحدّه جغرافيا الشوارع،بل قادراً على إستيعاب جميع أبناءه، بالسير مع كل طلعة شمس نحو الحرية، فالمسيح أتى وحررنا لكي نبقى أحراراً.
بربّكم أحترموا ماضينا باوجاعه وضحاياه بكل أثمانه، التي سدّدناها بالدم حسبنا نبني المستقبل الموعود لنا ولكم.. وفشلنا.
بربكم إتعظوا من تجاربنا ولا تستعيدوها، بدموعها وشهدائها من كل لبنان، بدمارها وخطاياها،
بربكم لا تعيدوا ولادة التاريخ ليصير هو الحاضر والمستقبل .
حين استمع الى مسؤولي طلاب التيارات والأحزاب في حواراتهم المتلفزة أو خطاباتهم الجامعية، يعتريني خوف وأسف. خوف على مستقبلٍ هم بناؤوه، واسف عل ماضٍ كان يُفترض أن يكون تجربة للجميع، وخلاصة..لهم.
من يسمعهم يتكلمون وينظّرون لأحزابهم، لا يرى طلاباً مثقفين، متلمّسين خلاصات التجارب.. والحرب، بل يخالهم خناجر مشحوذة في ايادي زعماء وتجّار سياسة،لتُعيد تلك الخناجر حكاية الذبح والتناحر والقتل على الهوية، لا الطائفية وحسب بل الحزبية أيضاً.
من يسمعهم يتحاورون- ونِعمَ الحوار- عفواً يصرخون في وجه بعضهم البعض، لا يرى طلاباً متحررين ومناقبيين، بل يتأكد له، انهم غارقون في بحر التبعية والإستزلام الأعمى،يخالون الوقاحة جرأة، والصراخ حقّ، والإستهزاء تفوّق. جرأتهم وحضورهم يتأتيان من إنتمائهم الحزبي وليس من إبداع شخصيتهم وفكرهم. ببغائيين، يرددون اقوال زعمائهم دون أي توقّف لبرهة تفكير وتمحيص وإكتشاف صواب، ُأسِروا في دور الصدى لهذا الزعيم أو ذاك.سجناء أغاني التأليه والوهم والاسطورة الكاذبة، تماهوا ذوباناً في شعارات الماضي وأحداثه المحرّفة، فتعاظم الخوف على المستقبل منهم.لأن التبعيين غير قادرين على بناءه.
من يراقبهم بعين التجربة، في تعاملهم بعضهم مع بعض، يكتشف انه أمام جيل يطغى عليه الكذبة والفريسيين المتملّقين، يقولون غير ما يُضمرون، كلامهم أمام الشاشات البرّاقة غيره بين أخصائهم. ان سلّحتهم اليوم سيعودون بلمح البصر الى بوسطة أخرى في نسيان آخر، الى النحر والقتل والنهب، الى حروب إلغاء جديدة، الى تدمير الذّات والآخرين.. والوطن.
من يسمعهم، يتساءل بغصّة وألم، لماذا مات من مات؟ واستشهد من استشهد؟ لماذا تكلّفنا كل الدمار الذي أصاب لبنان؟ لماذا لم ننسى شيئاً، والأدهى لم نتعلّم شيئاً؟ نُعيد تكرار التجارب، كأن قدرنا أن نولد ونموت لتكرار الأحداث والأخطاء وإستيلاد ذرية الزعامات.. ودفع الأثمان الباهظة.
من يتفرّس بحالهم، يخالهم وقوداً لمصالح شخصية، تختبىء خلف المبادىء والشعارات المثالية التي تبقى حبراً على ورق المؤتمرات والخلوات الحزبية، بدلاً من أن يكونوا منارات ومشاعل يُهتدى بها نحو الحرية والمستقبل، يتوهمون أنهم آداة التغيير، بينما في الواقع هم أدوات في يد تقليد وإقطاع، تفنّن في استيهام عقولهم وقلوبهم وبالتالي حرقهم في مشاريع ديمومته.
آفاقهم ليست أبعد من زاروب، ومقعداً في هيئة طلابية او مركز حزبي، وساحة يقصدونها لإحتكارها بدلاً من مشاركة. بعيدون هم عن آفاق الوطن الجامع الواحد بُعد الأرض عن السماء، ربّهم الزعيم، دينهم الحزب، شعارهم التبعّية.
لا تقع المسؤولية كاملة عليهم، ولكن البعض الذي لهم منها، هو في تعاميهم عن دروب الحرية الحقّة، المتمثلة بإكتساب المعرفة، بالبحث عن الحق، بإحترام الإختلاف والآخر، بالسعي الى تحقيق الذات المتحررة من الأعراف والمفاهيم التي قضت على نصف اللبنانيين، بالإيمان بوطن لا تحدّه جغرافيا الشوارع،بل قادراً على إستيعاب جميع أبناءه، بالسير مع كل طلعة شمس نحو الحرية، فالمسيح أتى وحررنا لكي نبقى أحراراً.
بربّكم أحترموا ماضينا باوجاعه وضحاياه بكل أثمانه، التي سدّدناها بالدم حسبنا نبني المستقبل الموعود لنا ولكم.. وفشلنا.
بربكم إتعظوا من تجاربنا ولا تستعيدوها، بدموعها وشهدائها من كل لبنان، بدمارها وخطاياها،
بربكم لا تعيدوا ولادة التاريخ ليصير هو الحاضر والمستقبل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق