الثلاثاء، ديسمبر 26، 2006

عاشق العشرة

الدكتور نوري الوائلي
مؤسسه الوائلي للعلوم
نيويورك
Noori786@yahoo.com

أسفي وحزني قد أهاجَ مواجعي=== والقلبُ في صدري يضيقُ تحسرا

دمعي يفحُّ على جروحي بالحمى == ما أكثر الآهات تعصرُ خاطرا

عجزتْ خطوطي ثم شعري قاصرا ً= عن وصف هم ٍ قد تجمّعَ قاهرا

هذي مشاعرُ لا يدوّن قدرُها == حرفا ً ولا قلما ً يوضّحُ معسرا

هذا ليومٌ قد تخلف راحلي === لحضورِ مكة َ والمدينةِ نافرا

أحببتُ قبرَك يا حبيبَ قلوبنا === يا رحمة ً للناس تشفع ُ حائرا

في روضك الزهراءُ ترقد روحُها== والكونُ يسطعُ منكما متنوّرا

في ذاكري تبقى قبابُك سيدي === طيفا ً أمامي يستفيضُ مشاعرا

سعدتْ بقبرك أرضُنا ونفوسُنا === وانسابَ عشقُ هيامِنا به انهرا

من بعد قبرك والبقيع ِ وجعفر ٍ === ورياض جناتٍ ببيتك للورى

مالتْ عيوني نحو واقعة ٍ بها === غدر ٌ بحمزة َ ,صدرُهُ قد اُنحرا

بعد المدينة قد حزمتُ حوائجي === وغسلتُ جسمي طاهرا متأزّرا

ونويتُ أن أمضي إلى خير القرى ===أرض بها بيتٌ يطافُ شعائرا

بيتٌ له أشتاقُ حتى تكتوي === روحي بنار الحب تحرقُ ساجرا

ما أن نظرت لبيتِ ربك, تستقيـ=== م بك الرؤى , تروي حياتك ناظرا

بيتٌ له تأتي على ولع ٍ بها ==== بشرٌ كأفواج الجراد تواترا

*************************************

الكعبة ُ السوداءُ حول جدارها == زمر ٌ تطوفُ تواليا ودوائرا

بنيتْ بأسم إلهنا رمزا له ==== حرم ٌ عظيم ٌ ضمّ يوما ً حيدرا

تصبو له شوقا ً رجال ٌ امنتْ === فرضا ً عليها أن تطوف وتنحرا

لبيك ربّي قلتها متتاليا === لبّيتها ألفا ً وألفا ً غافرا

حمدا ً وشكرا ً قلت عند ندائنا ===لبّت جوارحُنا فلبّت قاهرا

غُلقت بيوتُ الناس, بيتك ٌ دائما === أسوارُه للكون تحفظُ زائرا

وجلستُ أنظرُ في عيون ٍ لا ترى ===إلا جمالا ً قد تنوّرَ مبهرا

بللتُ من دمعي ومعدن ِ مقلتي === الكعبة َ الغراءَ أجهشُ حاسرا

صلّيتُ فيك صلاة َ عبدٍ تائب ٍ === وقرأتُ آيات الكتاب تبحرا

وقف الخليلُ وأبنهُ تشاورا ً === في رفع صخرات الجدار منائرا

يا قبلة َ الإسلام يا أرضَ الهدى === تتلألأ ُ الأنوارُ منك نوافرا

من حولك الرحمن أنزل شارعا ً=== فغدت قبابك للزمان منابرا

وعلى يمينك هاجرٌ قد هرولتْ === بين الصّفا (والمروه) تطلبُ ناصرا

ورميتُ من فجر ٍ حجارة َ جمرة ٍ == وفديتُ قربانا ً , نحرتُ مناحرا

وحلقتُ رأسي ثم سرتُُ بواديا === البيتُ قصدي ساعيا ً متبشرا

بعد الطواف نظرتُ للبيت الذي ===رمزٌ الهيّ ٌ حوى متكبّرا

فسألتُ صاحبه عطاءً مكرما === عمرا ً وعافية ً أعودُ مكبّرا

يا ساقيا ً من بئر زمزمَ أسقني === ماءً على جسمي يزيلُ توترا

***************************************

أهلا بأيام ٍ عظيم ٌ قدرُها === عشرٌ بها , تعلو الشعائر مأثرا

جمْع ٌ بها من كل فوج ٍ قد أتى ===ترك الديارَ وجاءَ يأملُ قادرا

اليوم قد ذهبَ الحجيجُ الى منى == للذكر , والدعوات تعشقُ غافرا

عرفات يا يومَ الحجيج معظما ً ===في أرضك الرحمن يسعدُ حائرا

فدعوتُ ربي عند رؤيةِ شهره === أن يقبل الصلوات , يقبل سائرا

مرحىً لذاك اليوم نأملُ لقيه === والقلبُ يحدوه اللقاءُ ليبحرا

تبا ً لدهر ٍ لم يساعدْ راحلي === فعجزتُ عن سفر ٍ, وصرتُ محيّرا

لو كان عندي ما يسدّ حوائجي == لحزمتُ أمري للمدينة طائرا

ما لي سوى أدعوكَ دعوة َ مؤمن ٍ = يحبو لبيتك ساجدا ً متفاخرا

أكتب حظوظي فائزا ً مستبشرا ً == عند انفضاض حجيج بيتك ظافرا

ورجعتُ أدعو والسرورُ يزفني== أملي عظيمٌ أن أعودَ وأطهرا

يا عشرة ً أنت المنى أنت الرجى== فيها يجاب دعاؤنا , لن يصغرا

تحوي زيارة مشعر والمصطفى ==تحوي مشاعر جمّة وتحاورا

العشرة ُ البيضاءُ جلُّ خلاصِنا === من كل ذنبٍ يستظلُ مقابرا

يا ذاهبا ً للبيت ابدء ْ ذاكرا ً === بالخير رحمكَ والمعارفَ صابرا

سفرٌ بدون سماحةٍ وتعاطف ٍ === لن يبتغي حجّا ً , سيصبحُ عاقرا

أن كنتَ ترجو من إلهك مكسبا ً == ارجعْ حقوق الناس تكسب وافرا

ليست هناك تعليقات: