رشا أرنست – مصر
يتهمونني كثيراً أنني لا اهتم بأشياء كان لابد أن تكون لها مكانة واهتمام اكبر منى ، فعندما اعلم بان فلانا مات أو فلانا أصابته أزمة قلبية . يكون وقع الخبر بسمعي عاديا .
وعندما أقرا خبرا عاجلا عن الغلاء وارتفاع الأسعار يكون شيئا عاديا. و عندما علمت أن هناك فرسانا سيطروا على جامعة القاهرة لدقائق قليلة بملابس غريبة ونداءات أغرب وقدموا عرضاً عسكرياً ولم يجدوا من يسألهم ماذا تفعلون ، أيضاً هذا عادي .
حتى عندما يُصارحني شاب بأنه يشعر اتجاهي بشيء من الحب و أن ظهوري بحياته غيرها تماماً أقول له: عادي .
يستغربون كلمتي: عادي .. و ماذا أصبح بحياتنا لا يكون عاديا؟ فكل ما سبق هو عادي سواء كان بحكم الحياة و الطبيعة كالموت و الحياة و المرض أو بحكم البشر كارتفاع الأسعار و عروض الأخوان المسلمين التي يُقدمونها يومياً في مجلس الشعب و الفضائيات أو أخوانهم الذين تشعبوا بكل مكان .
و أن كان على الحب فهو أيضاً أصبح عاديا جداً ، اليوم أنت تحب و غداً كأن شيئاً لم يكن ، فالتغيير الذي يرددونه الشباب عن انه نتيجة للحبّ هو تغيير مؤقت وقته معلوم لا أكثر و لا أقل ، هذا ليس لأنه ليس حبّا و إنما لأن كل شيء بحياتنا أخذ مبدأ السرعة . كل شيء نقوم به يبدو سريعاً جداً.. بريقه لا يكاد يلمع حتى ينطفئ . نأكل بسرعة ، نمشي بسرعة ، ننام و نصحو بسرعة ، نقتل و ندمر و تقوم الحروب أيضاً بسرعة . فلماذا لا يكون الحبّ هو أيضاً بغاية السرعة ؟
كنت أسمع و أنا صغيرة بأفلامنا المصرية عن الحب من أول نظرة . فالنظرة تستطيع أن تمتلئ بالكثير ، إحساس و نبض و نظرة عميقة ، خاصة لمن وهبهم الله بالبصيرة حتى يعرفوا صدق من ينظرون له و يستطيعوا أن يدركوا اتجاه مشاعرهم . و كنت أقول كيف استطيع أن أحب بنظرة عين ؟ هذا شبه مستحيل كيف تدركني هذه النظرة ؟ ، كيف تعرفني و تحبني بهذه السرعة ؟. و الآن الحب ليس بنظرة أصبح بطرفة عين ، بكلمة من خلال الهاتف و ربما من خلال وسائل العصر الحديثة ألا و هي الانترنت .
و يقولون لي كل شيء عندك أصبح عاديا . لا لم يُصبح كل شيء بنظري عاديا.. فالعادي يكون عاديا لإنسان فارغ . و أنا لم أكن أبداً يوماً ما فارغة . كيف أكون ذلك و أنا نضجتُ بالألم ، عبرت من الطفولة إلي الشباب و أنا على سرير الموت . كيف يكون كل شيء عاديا و أنا فتاة غير عادية .
ليس معنى أنني أردد كلمة تعبيراً عما أراه و أسمعه و أعيشه يومياً أن هذه الكلمة أصبحت نهج حياتي . لم أقبل يوماً أن أكون عادية ، لم أقبلها عندما علمت أنني لن استطيع الذهاب للجامعة التي أدرس فيها لأنها غير مجهزة لأمثالي المقعدين على كراسي تتحرك بهم و أكملت دراستي .
لم أقبلها عندما علمت بعد سنوات تخرجي ، سنوات أدرك كيف كانت بالنسبة لفتاة في عمر العشرين مثلي أنها لن تٌقبل بعمل هي ترغبه أو لا ترغبه لأنها فقط مُقعدة . و ظلت بداخلي الرغبة و التحدي جعلتني ابحث في كل مكان حتى استطعت أن أعمل مُدرسة بأحدى المدارس الخاصة .
لم أقبلها عندما قررت أن أتحدى خوف أهلي و أقود سيارة وسط هذا الكم من السيارات و وسط طرق السواقة الحديثة في بلدنا و التي أقل ما يُسمى عنها أنها غير أخلاقية . لم أقبلها عندما مسكت بالقلم مرات كثيرة و أنا اخطط لأحلامي الجديدة كل يوم . كيف أكون عادية و أنا أملك قوة غير عادية من إله غير عادي .
الحياة هي مَن أصبحت عادية و ليس أنا . فكل شيء أصبح عادي و أقل من العادي . قتل أطفال أبرياء أصبح عاديا ، الأسر و القتل و الذل و القهر و الجوع أصبح عاديا . الحرب و الدمار و الطائفية و التعصب أصبح عاديا . الهجوم على دولة لأي سبب أيضاً عادي . أن تُشاهد الدماء متناثرة بكل ركن في هذا العالم أصبح عاديا .
القليلون فقط هم الغير عاديين ، القليلون فقط هم مَن ما زالوا يؤمنون . أرسل نظرتي إلى بعيد إلى حيث تشرق الشمس ربما هي أيضاً ستشرق يوماً بشكل غير عادي على بشر ربما يرون مستقبلا أفضل يكون غير ما نحن اليوم نعيشه .. مستقبلا يملأ عيون الأطفال بابتسامة آمان.. مستقبلا يُعيد البراءة و الأمل للشباب .. مستقبلا ينشر الحب و السلام .. مستقبلا يحتوي الجميع . و لكن لن يكون هناك مستقبل مثل هذا إلا إذا كانت البداية من الآن . بداية نزرع فيها الحب ، بداية نتغاضى فيها عن الاختلافات ، بداية تجعلنا نرى أنفسنا و الآخرين بنظرة جديدة و ليست سريعة ، بداية عهد مع رب هو للكل ، حبه للكل ، أرضه للكل ، عطاؤه للكل . بداية تجعلنا ننظر لأبعد من نظرة عين . بداية تجعلنا نرى أنفسنا جميعاً أننا عاديون لأننا أصبحنا متشابهين بالحب و الأمل و العمل .
يتهمونني كثيراً أنني لا اهتم بأشياء كان لابد أن تكون لها مكانة واهتمام اكبر منى ، فعندما اعلم بان فلانا مات أو فلانا أصابته أزمة قلبية . يكون وقع الخبر بسمعي عاديا .
وعندما أقرا خبرا عاجلا عن الغلاء وارتفاع الأسعار يكون شيئا عاديا. و عندما علمت أن هناك فرسانا سيطروا على جامعة القاهرة لدقائق قليلة بملابس غريبة ونداءات أغرب وقدموا عرضاً عسكرياً ولم يجدوا من يسألهم ماذا تفعلون ، أيضاً هذا عادي .
حتى عندما يُصارحني شاب بأنه يشعر اتجاهي بشيء من الحب و أن ظهوري بحياته غيرها تماماً أقول له: عادي .
يستغربون كلمتي: عادي .. و ماذا أصبح بحياتنا لا يكون عاديا؟ فكل ما سبق هو عادي سواء كان بحكم الحياة و الطبيعة كالموت و الحياة و المرض أو بحكم البشر كارتفاع الأسعار و عروض الأخوان المسلمين التي يُقدمونها يومياً في مجلس الشعب و الفضائيات أو أخوانهم الذين تشعبوا بكل مكان .
و أن كان على الحب فهو أيضاً أصبح عاديا جداً ، اليوم أنت تحب و غداً كأن شيئاً لم يكن ، فالتغيير الذي يرددونه الشباب عن انه نتيجة للحبّ هو تغيير مؤقت وقته معلوم لا أكثر و لا أقل ، هذا ليس لأنه ليس حبّا و إنما لأن كل شيء بحياتنا أخذ مبدأ السرعة . كل شيء نقوم به يبدو سريعاً جداً.. بريقه لا يكاد يلمع حتى ينطفئ . نأكل بسرعة ، نمشي بسرعة ، ننام و نصحو بسرعة ، نقتل و ندمر و تقوم الحروب أيضاً بسرعة . فلماذا لا يكون الحبّ هو أيضاً بغاية السرعة ؟
كنت أسمع و أنا صغيرة بأفلامنا المصرية عن الحب من أول نظرة . فالنظرة تستطيع أن تمتلئ بالكثير ، إحساس و نبض و نظرة عميقة ، خاصة لمن وهبهم الله بالبصيرة حتى يعرفوا صدق من ينظرون له و يستطيعوا أن يدركوا اتجاه مشاعرهم . و كنت أقول كيف استطيع أن أحب بنظرة عين ؟ هذا شبه مستحيل كيف تدركني هذه النظرة ؟ ، كيف تعرفني و تحبني بهذه السرعة ؟. و الآن الحب ليس بنظرة أصبح بطرفة عين ، بكلمة من خلال الهاتف و ربما من خلال وسائل العصر الحديثة ألا و هي الانترنت .
و يقولون لي كل شيء عندك أصبح عاديا . لا لم يُصبح كل شيء بنظري عاديا.. فالعادي يكون عاديا لإنسان فارغ . و أنا لم أكن أبداً يوماً ما فارغة . كيف أكون ذلك و أنا نضجتُ بالألم ، عبرت من الطفولة إلي الشباب و أنا على سرير الموت . كيف يكون كل شيء عاديا و أنا فتاة غير عادية .
ليس معنى أنني أردد كلمة تعبيراً عما أراه و أسمعه و أعيشه يومياً أن هذه الكلمة أصبحت نهج حياتي . لم أقبل يوماً أن أكون عادية ، لم أقبلها عندما علمت أنني لن استطيع الذهاب للجامعة التي أدرس فيها لأنها غير مجهزة لأمثالي المقعدين على كراسي تتحرك بهم و أكملت دراستي .
لم أقبلها عندما علمت بعد سنوات تخرجي ، سنوات أدرك كيف كانت بالنسبة لفتاة في عمر العشرين مثلي أنها لن تٌقبل بعمل هي ترغبه أو لا ترغبه لأنها فقط مُقعدة . و ظلت بداخلي الرغبة و التحدي جعلتني ابحث في كل مكان حتى استطعت أن أعمل مُدرسة بأحدى المدارس الخاصة .
لم أقبلها عندما قررت أن أتحدى خوف أهلي و أقود سيارة وسط هذا الكم من السيارات و وسط طرق السواقة الحديثة في بلدنا و التي أقل ما يُسمى عنها أنها غير أخلاقية . لم أقبلها عندما مسكت بالقلم مرات كثيرة و أنا اخطط لأحلامي الجديدة كل يوم . كيف أكون عادية و أنا أملك قوة غير عادية من إله غير عادي .
الحياة هي مَن أصبحت عادية و ليس أنا . فكل شيء أصبح عادي و أقل من العادي . قتل أطفال أبرياء أصبح عاديا ، الأسر و القتل و الذل و القهر و الجوع أصبح عاديا . الحرب و الدمار و الطائفية و التعصب أصبح عاديا . الهجوم على دولة لأي سبب أيضاً عادي . أن تُشاهد الدماء متناثرة بكل ركن في هذا العالم أصبح عاديا .
القليلون فقط هم الغير عاديين ، القليلون فقط هم مَن ما زالوا يؤمنون . أرسل نظرتي إلى بعيد إلى حيث تشرق الشمس ربما هي أيضاً ستشرق يوماً بشكل غير عادي على بشر ربما يرون مستقبلا أفضل يكون غير ما نحن اليوم نعيشه .. مستقبلا يملأ عيون الأطفال بابتسامة آمان.. مستقبلا يُعيد البراءة و الأمل للشباب .. مستقبلا ينشر الحب و السلام .. مستقبلا يحتوي الجميع . و لكن لن يكون هناك مستقبل مثل هذا إلا إذا كانت البداية من الآن . بداية نزرع فيها الحب ، بداية نتغاضى فيها عن الاختلافات ، بداية تجعلنا نرى أنفسنا و الآخرين بنظرة جديدة و ليست سريعة ، بداية عهد مع رب هو للكل ، حبه للكل ، أرضه للكل ، عطاؤه للكل . بداية تجعلنا ننظر لأبعد من نظرة عين . بداية تجعلنا نرى أنفسنا جميعاً أننا عاديون لأننا أصبحنا متشابهين بالحب و الأمل و العمل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق