رشا أرنست
هلت علينا الأعياد وها هو عام 2006 يلملم أوراقه الأخيرة مستعدا ليُسجل بالتاريخ ويمضي . و مع استعدادي لاستقبال عيد الميلاد و العام الجديد ، جلست أمس أتأمل في هذا الإله الذي تجسد وتجسده يفوق عقولنا البشرية . و كان 25 ديسمبر موافق عيد الميلاد حسب الطقس الغربي للكاثوليك ولأني كاثوليكية كان من المفروض أن أكون في هذا اليوم داخل أجواء العيد و لكن للأسف لأني أعيش بالصعيد فانا مضطرة آسفة أن أعيد في السابع من يناير نظراً لان الكنيسة بالصعيد هي أيضاً تضطر للاحتفال بالعيد في السابع من يناير حتى يكون الجميع في نفس الوقت الكاثوليك والأرثوذكس معاً . علماً أن الكاثوليكية في القاهرة والإسكندرية تحتفل بعيد الميلاد يوم 25 ديسمبر كباقي البشر في كل العالم . و لأن الحياة في وجه بحري بمصر تختلف عن حياتنا نحن في الوجه القبلي ، فنحن مازلنا هنا في الصعيد أكثر ارتباطاً من الناحية الاجتماعية و أيضاً أكثر ثرثرة في أمور الطقوس الكنسية . فالاضطرار يعد واجباً و عملاً قوميا من مسيحيين لمسيحيين .
مقدمتي هذه فقط حتى يعلم ما لا يعلمون لماذا نصف الكاثوليك بمصر يحتفلون بعيد الميلاد في يوم 25 ديسمبر والنصف الآخر سابعة يناير للعام الجديد . و لكن لنضع هذا جانباً الآن ...... فأنا في صدد موضوع هام أود طرحه الآن ، ففي دقائق من وقتي الذي خصصته للاستعداد للميلاد جلست أشاهد قناة النور سات و تلي لوميور الفضائية اللبنانية تلك القناة التي هي حقاً أبداع الكنيسة الكاثوليكية للعرب في هذا القرن . جلست أشاهد و سرقني الوقت كالعادة و أنا أشاهد برنامج " الو ريتا " و هو مخصص للأطفال ، فأنا اعتدت على مشاهدته لحنيني الشديد للأطفال . و أدهشني هذا الحب و السلام الذي يملأ القلوب الصغيرة التي تتصل للمشاركة مع تلك المذيعة الرقيقة ريتا عوده . و سمعتها تقول رداً على احد الصغار المتصلين بها ( أنت بتصلي للسلام ، نحنا كنا صغار و كنا نصلي للسلام و كبرنا و بنضل نصلي للسلام ، لكن بقلوبنا لسه باقي عنا رجاء أن الله ما بيتخلى عنا و انه راح يجي السلام ) تأملتُ وجهها و هي تناشد بكلماتها قلب هذا الصغير المنتظر على الهاتف ، كم كان هادئاً و ثابتاً ، وددت وقتها لو استطيع مكالمتها مثل هؤلاء الصغار لأقول لها أن لبنان سيبقى و السلام سيظل رجاؤنا كلنا ، و لتظل هذه الابتسامة المليئة بالثقة في الله دائمة على وجهك و على وجه كل اللبنانيين الذين تمتلئ أفئدتهم من الحب و تمتلئ إرادتهم بالقوة و حياتهم بالإيمان و الثقة في الله .
انتهى البرنامج و أنا مازلت بنفس الحالة ، حالة الهدوء و الاندهاش عائدة لحالة الانتظار ، انتظار مجيء يسوع . اعرف انه بيننا ، و أن تجسده كان منذ أكثر من ألفين عام و لكن ينتابني دائماً تفكير و شعور في مجيئه يوماً يُحدثني و آراه وجهاً لوجه . و لكن هذه المرة تمنيت أن يأتي و لكن ليس لي ، تمنيت أن يأتي و يطل علينا من النور سات تلك القناة المشعة لنوره منذ سنوات قليلة . ربما يأتي و تكون هذه مفاجأته للعالم في عيد ميلاده و بداية العام الجديد . ربما يأتي ليقول لنا و للبنان على وجه الخصوص انتم عرفتموني و ها أنا في وسطكم كل الأيام ، اخترتكم أولاً و ظلت قلوبكم قابلة الاختيار . عرفتم كيف تعيشون السلام الذي تركته لكم رغم ما بحال بلادكم .
الانتظار علامة رجاء ، و الرجاء نعمة الله للإنسان ، قلبي تغمره السعادة لأنه مازال يحتفظ بهذا الرجاء رغم كل شيء . و لست وحدي فكثيراً مثل ريتا و هؤلاء الأطفال ما زالوا يؤمنون و ما زالوا ينتظرون و مازال الرجاء يفيض منهم ليَعّبر من خلال تلي لوميور إلى كل العالم ليصرخ في وجه الجميع الله هنا رغماً عنكم ، إيمانُنا به باقِ مهما فعلتم و قلوبنا ممتلئة رجاء بأن الأفضل لنا سيظل لنا مهما حدث و مهما فعلتم بنا و إلى الأبد .
أطلب من يسوع المتجسد بقلوبنا في كل وقت أن يُهدي الرجاء و السلام للجميع ، و يكونا هما هديته لنا في عيده المجيد .
مقدمتي هذه فقط حتى يعلم ما لا يعلمون لماذا نصف الكاثوليك بمصر يحتفلون بعيد الميلاد في يوم 25 ديسمبر والنصف الآخر سابعة يناير للعام الجديد . و لكن لنضع هذا جانباً الآن ...... فأنا في صدد موضوع هام أود طرحه الآن ، ففي دقائق من وقتي الذي خصصته للاستعداد للميلاد جلست أشاهد قناة النور سات و تلي لوميور الفضائية اللبنانية تلك القناة التي هي حقاً أبداع الكنيسة الكاثوليكية للعرب في هذا القرن . جلست أشاهد و سرقني الوقت كالعادة و أنا أشاهد برنامج " الو ريتا " و هو مخصص للأطفال ، فأنا اعتدت على مشاهدته لحنيني الشديد للأطفال . و أدهشني هذا الحب و السلام الذي يملأ القلوب الصغيرة التي تتصل للمشاركة مع تلك المذيعة الرقيقة ريتا عوده . و سمعتها تقول رداً على احد الصغار المتصلين بها ( أنت بتصلي للسلام ، نحنا كنا صغار و كنا نصلي للسلام و كبرنا و بنضل نصلي للسلام ، لكن بقلوبنا لسه باقي عنا رجاء أن الله ما بيتخلى عنا و انه راح يجي السلام ) تأملتُ وجهها و هي تناشد بكلماتها قلب هذا الصغير المنتظر على الهاتف ، كم كان هادئاً و ثابتاً ، وددت وقتها لو استطيع مكالمتها مثل هؤلاء الصغار لأقول لها أن لبنان سيبقى و السلام سيظل رجاؤنا كلنا ، و لتظل هذه الابتسامة المليئة بالثقة في الله دائمة على وجهك و على وجه كل اللبنانيين الذين تمتلئ أفئدتهم من الحب و تمتلئ إرادتهم بالقوة و حياتهم بالإيمان و الثقة في الله .
انتهى البرنامج و أنا مازلت بنفس الحالة ، حالة الهدوء و الاندهاش عائدة لحالة الانتظار ، انتظار مجيء يسوع . اعرف انه بيننا ، و أن تجسده كان منذ أكثر من ألفين عام و لكن ينتابني دائماً تفكير و شعور في مجيئه يوماً يُحدثني و آراه وجهاً لوجه . و لكن هذه المرة تمنيت أن يأتي و لكن ليس لي ، تمنيت أن يأتي و يطل علينا من النور سات تلك القناة المشعة لنوره منذ سنوات قليلة . ربما يأتي و تكون هذه مفاجأته للعالم في عيد ميلاده و بداية العام الجديد . ربما يأتي ليقول لنا و للبنان على وجه الخصوص انتم عرفتموني و ها أنا في وسطكم كل الأيام ، اخترتكم أولاً و ظلت قلوبكم قابلة الاختيار . عرفتم كيف تعيشون السلام الذي تركته لكم رغم ما بحال بلادكم .
الانتظار علامة رجاء ، و الرجاء نعمة الله للإنسان ، قلبي تغمره السعادة لأنه مازال يحتفظ بهذا الرجاء رغم كل شيء . و لست وحدي فكثيراً مثل ريتا و هؤلاء الأطفال ما زالوا يؤمنون و ما زالوا ينتظرون و مازال الرجاء يفيض منهم ليَعّبر من خلال تلي لوميور إلى كل العالم ليصرخ في وجه الجميع الله هنا رغماً عنكم ، إيمانُنا به باقِ مهما فعلتم و قلوبنا ممتلئة رجاء بأن الأفضل لنا سيظل لنا مهما حدث و مهما فعلتم بنا و إلى الأبد .
أطلب من يسوع المتجسد بقلوبنا في كل وقت أن يُهدي الرجاء و السلام للجميع ، و يكونا هما هديته لنا في عيده المجيد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق