السبت، ديسمبر 16، 2006

في الاتجاه المعاكس.. التجميل حرام


حسن عبد الرزاق
مالم تهمل العقول العفنة وتترك في محيطها الضيّق ، فان روائحها سوف تستمر بالانتشار حتى تلوث كل عقولنا العربية وتصيبها بداء التعفن.

الاهمال والتجاهل وعدم الاصغاء وصرف النظر هي العلاجات الوحيدة لكل راس صحراوي اسن فيه الزمن بعد توقفه في محطة القرون المظلمة.ولاداعي للترويج بقيمة هذه العقول ومدى تاثيرها لانها تخرجت من جامع أو جامعة ، فالجامع والجامع يخرجان المتنور الذكي الذي يفهم معنى الدين واهدافه وقيمته الحضارية ويخرجان المتخلف الدجال الذي ينطلق من المبدا الصبياني( خالف تعرف) من اجل دق ركائز وجوده الخاوية في الحياة الاجتماعية وايجاد قيمة مؤثرة له قسرا.

في يوم الثلاثاء الماضي طل علينا من خلال برنامج ( الاتجاه المعاكس) في قناة الجزيرة الفضائية رجل تسبق اسمه صفة (د.) ومعه دكتور آخر اخصائي بجراحة التجميل .. الأول سوف اهمل اسمه عن قصد أما الثاني فيستحق إن اذكره وهو الدكتور علاء غيته.

هذا ال(د.) صاحب الحركات الاستعراضية في اليدين والتي تشبه حركات مطربي السلطنة ، طفق يجادل بحماس وانفعال ضد موضوع التجميل وكيف إن جنابه افتى شخصيا بتحريمه بعد إن تجاهل فتاوى الازهر التي استند اليها اخصائي التجميل ولم يعترف بها.

ويا لابتلاء الاسلام بمثل هذا الرجل وسواه ، فقد لوى عنق اكثر من اية لصالحه لكي يثبت صحة موقفه فاتى بايات لاعلاقة لها بالتجميل من قريب ولامن بعيد ، وكان قصده من وراء ذلك حرمان الناس من الخلاص من بعض الملامح التي تسبب لهم عقدا أو الاما نفسية مدمرة.

لقد حاول ذلك ال(د.) إن يسوق تخلفه لنا من خلال موال ( الحرام والحلال) مع انه يعلم علم اليقين إن الأرض باسرها قد خضعت للتجميل منذ إن التقت بها عينا لانسان الأول ولحد الان ، فقد تحول الكهف إلى قصر بمنتهى الجمال ، والغابة الكثيفة إلى صفوف من الاشجار المشذبة والزهور المنسقة ، وبني المسجد وفق احدث الطرز وزيّن بالفسيفساء والكرستال والانوار ، واصبح الوجه البشري حليقا نظيفا معطرا بالذ العطور ،ووووووووووووووووو.

إن ذلك ال(د.) كان من حقه إن ينحاز إلى ارائه ويصفعنا بها على رؤوسنا وكنا ربما نتقبلها منه لو انه ظهر في البرنامج بثوب افغانستاني ولحية باكستانية وشارب شيشاني وعمة عربية حتى ينسجم ظاهره مع محتواه لكن المفارقة المضحكة انه ظهر وهو يحمل كل البدع في مظهره حيث كان لابسا بدلة اوربية ، وعلى راسه برنيطة روسية ، ولحيته غير مكرمة كما امر النبي وشاربه غير محفوف ، وظهر ايضا بعقل يمشي على حصانين .. حصان في الطريق الصحيح حيث انه يقبل تجميل المشوهين خلقيا ولايرى في ذلك بدعة ، وحصان لايقبل تجميل الوجوه غير المشوهة !!!!!!!!!!!!! ، مع انه يعلم تماما إن ارادة الله موجودة في الحالتين واما ان إن يكون الموضوع كله حرام أو إن يكون كله حلال.
دروب

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

أخي حسن
راقني مقالك جدا ، رغم انني لا اطيق حتى أن اسمع اسم محطة الجزيرة.ولكن جذبني مقالك جدا .
أن الله جميل ، والله يحب الجمال. ولحسن حظ شيخنا الوقور الذي بفتي كما يشاء ، ومتى يشاء ، ومن يدفع أكثر اينما شاء. وجهه جيد ، ولا يحتاج الى أي ترميم . غير أنني واثق بأن وجهه لو كان فيه بعض المنغصات ، لحلل عمليات التجميل.
كانت جدتي الف رحمة على روحها تستعمل هذا المثل كثيرا، "بحط أذن (الضمة على الهمزة في الألف) الجرة مثل ما هو بده " اليوم عرفت ما كانت المرحومة جدتي تعنيه. وأهلا بالأخ حسن في موقعنا المحبب "ليلى"