بقلم / يوسف صادق
لم يعد الطرب العربي كما كان سابقا أسلوباً لحياة البشر ورفع بعض المعاناة عنهم، كما كان أيام النكسة في العام 1967م، عندما توجهت الكلمات الغنائية لأم كلثوم مثلاً وعبد الحليم ومحمد عبد الوهاب وغيرهم من فناني الحقبة القديمة للشعوب العربية، كوسيلة لرفع الروح المعنوية بعد الهزيمة التي منيت بها جيوش العرب أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي.
لقد تأثر الغناء العربي سابقاً كما غيره بسياسة الدول، فكانت هناك أغاني تحث الأنظمة العربية على التآخي بينها وبين شقيقاتها، ولهذا كانت للأغنية معنى، وكانت تلقى آذان صاغية تدخل العقول وتريح النفس، حتى وإن لم تكن بالقدر المطلوب من شحذ الهمم العالية لمواجهة جديدة مع هذا المحتل، ولكنها تبقى في المحصلة ضمن إطار رص الصفوف، وفيما يبدو أن الأنظمة العربية كانت تبني مستقبل سياستها حسب شعبية هذا المطرب أو تلك.
ونعترف جميعا، إن أنظمتنا العربية المختلفة لم تلامس واقع شعوبها، ولا تشعر بما يشعرون من نكبات وهزائم مختلفة، فأتجه الغناء كما تحولت سياسة تلك الأنظمة إلى كلمات تعبر عن الطبيعة أو الحيوانات المختلفة أو الأزهار والبحار وسكون الليل، حتى يطير المفكر والإنسان العربي في فضاء الأحلام المختلفة.. فمن "بيع الجمل يا علي" إلى "ركبنا على الحصان"، كانت الحيوانات آنذاك لها قيمة اعتبارية على ما يبدو أكثر من الإنسان العربي ذاته، وما يحمل هذا الإنسان من ماسي ألقت بظلالها على واقعة ومستقبله بعد نكستنا الأخيرة.
رغم ذاك التوجه الهابط والمهزوم، وفي الجانب الآخر من تلك الحياة، علت أغاني وكلمات المقاومة خاصة بعد معركة الكرامة، وكان لها أثر كبير على المواطن العربي الحر، وحولته من مياهٍ راكضة إلى بحر هائج ضد المحتل، وسرعان ما لمسنا هذا الواقع على أراضي الطوق مع الاحتلال الإسرائيلي من المحيط إلى الخليج، لتجد عشرات بل مئات وآلاف المقاتلين مع الفلسطينيين في خندق واحد. وبات مارسيل خليفة "مطرب المقاومة" والكلمات الرائعة التي تخرج من فاه، عشقاً لتلك الروح التي عليت من جديد فكان الإنسان العربي "منتصب القامة يمشي"، حتى الحنين إلى العودة والديار التي طرد منها الفلسطيني العربي عندما "نحن إلى خبز أمي".. فكانت المقاومة أشرس من الجيوش العربية وأكثر تنظيما ودقة في ضرب الأهداف الإسرائيلية.
أما في زمننا هذا، فتغيرت الأحوال بعد الاتفاقات التي أبرمت بين أقطار عربية بما فيهم منظمة التحرير الفلسطينية وبين الجانب الإسرائيلي، وخلالها رأينا ما لم نكن نتوقعه من كلمات وأغاني باتت دفئً لغرائز الجيل الشاب من الفتيات والشباب، حتى يبتعد الجيل الصاعد عن التفكير الطبيعي والمنطقي نحو تحرير البلاد العربية من دنس الأعداء، ويصب جل تفكيره في متعة الحياة وملذاتها، ويلهو كما لهت تلك الأنظمة.
ومع كل كلمة تخرج من أشباه المطربين في الوقت هذا الزمن، يخجل المرء منا أن ينتمي لهذه الحقبة الزمنية التي أصبح فيها أشباه المطربين هم ذوي المجتمع الأول، يشار عليهم بالبنان. كأنهم حرروا القدس الشريف أو أرجعوا الجولان المحتل أو مزارع شبعا أو الجزر الثلاثة الإماراتية الواقعة تحت الاحتلال الإيراني أو أعادوا للعراق هيبته وحرروه من الأمريكان.
وعلى خجل، كانت لانتفاضة الأقصى تحولاً في كلمات بعض كتاب الأغاني، وصار "الحلم العربي" يعود من جديد ويتمناه كل إنسان عربي حر، وعادت "أولى القبلتين" تتصدر المكانة الطبيعية لها في رأس وهرم أولويات المواطن العربي مع مشاهدته لأطفال فلسطينيين يتصدون لآليات الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة، حتى صار محمد الدرة وإيمان حجو وفارس عوده هم الشهداء الشاهدين على ما يرتكبه هذا المحتل بحق الأطفال والنساء والآباء، وباتوا في مقدمة الأغاني التي تعيد في الأذهان ماضي الحروب مع الغاصب الإسرائيلي.
فهل للأنظمة العربية أن تعيد حساباتها من جديد، لتعيد لشعوبها رفع الهامة ومنتصب القامة...؟
لم يعد الطرب العربي كما كان سابقا أسلوباً لحياة البشر ورفع بعض المعاناة عنهم، كما كان أيام النكسة في العام 1967م، عندما توجهت الكلمات الغنائية لأم كلثوم مثلاً وعبد الحليم ومحمد عبد الوهاب وغيرهم من فناني الحقبة القديمة للشعوب العربية، كوسيلة لرفع الروح المعنوية بعد الهزيمة التي منيت بها جيوش العرب أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي.
لقد تأثر الغناء العربي سابقاً كما غيره بسياسة الدول، فكانت هناك أغاني تحث الأنظمة العربية على التآخي بينها وبين شقيقاتها، ولهذا كانت للأغنية معنى، وكانت تلقى آذان صاغية تدخل العقول وتريح النفس، حتى وإن لم تكن بالقدر المطلوب من شحذ الهمم العالية لمواجهة جديدة مع هذا المحتل، ولكنها تبقى في المحصلة ضمن إطار رص الصفوف، وفيما يبدو أن الأنظمة العربية كانت تبني مستقبل سياستها حسب شعبية هذا المطرب أو تلك.
ونعترف جميعا، إن أنظمتنا العربية المختلفة لم تلامس واقع شعوبها، ولا تشعر بما يشعرون من نكبات وهزائم مختلفة، فأتجه الغناء كما تحولت سياسة تلك الأنظمة إلى كلمات تعبر عن الطبيعة أو الحيوانات المختلفة أو الأزهار والبحار وسكون الليل، حتى يطير المفكر والإنسان العربي في فضاء الأحلام المختلفة.. فمن "بيع الجمل يا علي" إلى "ركبنا على الحصان"، كانت الحيوانات آنذاك لها قيمة اعتبارية على ما يبدو أكثر من الإنسان العربي ذاته، وما يحمل هذا الإنسان من ماسي ألقت بظلالها على واقعة ومستقبله بعد نكستنا الأخيرة.
رغم ذاك التوجه الهابط والمهزوم، وفي الجانب الآخر من تلك الحياة، علت أغاني وكلمات المقاومة خاصة بعد معركة الكرامة، وكان لها أثر كبير على المواطن العربي الحر، وحولته من مياهٍ راكضة إلى بحر هائج ضد المحتل، وسرعان ما لمسنا هذا الواقع على أراضي الطوق مع الاحتلال الإسرائيلي من المحيط إلى الخليج، لتجد عشرات بل مئات وآلاف المقاتلين مع الفلسطينيين في خندق واحد. وبات مارسيل خليفة "مطرب المقاومة" والكلمات الرائعة التي تخرج من فاه، عشقاً لتلك الروح التي عليت من جديد فكان الإنسان العربي "منتصب القامة يمشي"، حتى الحنين إلى العودة والديار التي طرد منها الفلسطيني العربي عندما "نحن إلى خبز أمي".. فكانت المقاومة أشرس من الجيوش العربية وأكثر تنظيما ودقة في ضرب الأهداف الإسرائيلية.
أما في زمننا هذا، فتغيرت الأحوال بعد الاتفاقات التي أبرمت بين أقطار عربية بما فيهم منظمة التحرير الفلسطينية وبين الجانب الإسرائيلي، وخلالها رأينا ما لم نكن نتوقعه من كلمات وأغاني باتت دفئً لغرائز الجيل الشاب من الفتيات والشباب، حتى يبتعد الجيل الصاعد عن التفكير الطبيعي والمنطقي نحو تحرير البلاد العربية من دنس الأعداء، ويصب جل تفكيره في متعة الحياة وملذاتها، ويلهو كما لهت تلك الأنظمة.
ومع كل كلمة تخرج من أشباه المطربين في الوقت هذا الزمن، يخجل المرء منا أن ينتمي لهذه الحقبة الزمنية التي أصبح فيها أشباه المطربين هم ذوي المجتمع الأول، يشار عليهم بالبنان. كأنهم حرروا القدس الشريف أو أرجعوا الجولان المحتل أو مزارع شبعا أو الجزر الثلاثة الإماراتية الواقعة تحت الاحتلال الإيراني أو أعادوا للعراق هيبته وحرروه من الأمريكان.
وعلى خجل، كانت لانتفاضة الأقصى تحولاً في كلمات بعض كتاب الأغاني، وصار "الحلم العربي" يعود من جديد ويتمناه كل إنسان عربي حر، وعادت "أولى القبلتين" تتصدر المكانة الطبيعية لها في رأس وهرم أولويات المواطن العربي مع مشاهدته لأطفال فلسطينيين يتصدون لآليات الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة، حتى صار محمد الدرة وإيمان حجو وفارس عوده هم الشهداء الشاهدين على ما يرتكبه هذا المحتل بحق الأطفال والنساء والآباء، وباتوا في مقدمة الأغاني التي تعيد في الأذهان ماضي الحروب مع الغاصب الإسرائيلي.
فهل للأنظمة العربية أن تعيد حساباتها من جديد، لتعيد لشعوبها رفع الهامة ومنتصب القامة...؟
هناك تعليق واحد:
الناس على دين ملوكهم . فكثير من مغنينا البواسل اصبحوا مطربين البلاط .
ينقص عالمنا العربي أدب المقاومة . حتى شعراء المقاومة ، وخاصة الفلسطينين ، لم يؤثرا عاى الواقع قيد أنمله . فهؤلاء الشعراء هم شعراء صالونات ، ومهرجانات ، وأصحاب تجارات ، ويخوت ، وسيارات فاخمة . شعراء المقاومةالأفرنسية على سبيل المثال ، شاركوا الأمة بنضالها ، وبمقاومتها.
لن يتأثر الشارع العربي بأي من هؤلاء من يسموا انفسهم شعراء مقاومهم . ولم تثير أية قصيدة حمية المواطنين ، . ولم نسمع بأي من الشعراء يحث الشعب على الثروة.
ألأستاذ محمد عبدالوهاب ، والسيدة أم كلثوم / والأستاذ عبد الحليم ، كانوا ملوك الطرب ، ولا يزالون ، أما أن ندعي بأن أغانيهم الثورية قد أثرت على الشغب ، فهدا كلام غير صحيح . هم أيضا كانوا مطربين البلاط ،ومطربين المناسبات
إرسال تعليق