أسدل الستار على المشهد الأخير لحياة الرئيس الأسير صدام حسين في مشهد تُرثي له الإنسانية كلها . ثلاث سنوات من الاعتقال و الأسر و عشرات القضايا و المحاكمات و آلاف كانوا ضحايا لهذا الزعيم الذي شهد إعدامه على الفضائيات كل العالم سواء من اعتبروه زعيم قومي و الآن هو في نظرهم شهيد أو من اعتبروه سفاح دوليّ استعذب قتل حتى اقرب المقربين له .
و بغض النظر عن كل الاعتبارات ففي مشهد إعدامه و الذي كان لأول رئيس دولة عربي في تاريخ الإنسان ، انعدام لكل معاني الإنسانية فماذا كان سيفعل لو ظل صدام حياً ؟ .... ألم يُعدم الرئيس العراقي صدام حسين من قبل عندما هرب من دولته و سلطته و هو الزعيم الأقوى وسط هؤلاء الأمراء و الرؤساء ! ألم يُعدم عندما قبض عليه و أصبح أسير للاحتلال بعد أن كانت سجونه و معتقلاته مكتظة بالآلاف الأبرياء ! ألم يُعدم عندما شاهده العالم كله عبر وسائل الأعلام فور القبض عليه و هو يُفحص كالحيوانات الشاردة !
حقاً لم يكن هذا إعدامه الوحيد ، فلقد عدم معنوياً و نفسياً و جسدياً أكثر من مرة . و إعدامه هذه المرة لم يكن أكثر من إنهاء جسده المتهالك عن النبض و الحياة . و لكن بأي طريقة ؟ بطريقة تجعل التاريخ يُسجل بأنه بفجر يوم السبت الموافق الثلاثون من ديسمبر عام 2006 م طبع الاحتلال الأمريكي شعار لا للإنسان من الآن . طبع شعار لا لكل المعاني و القيم التي خلقها الله بداخلنا . لا للرحمـــة ، كما فعلت يُفعل بكَ ، فإن يغفر الله نحن لا نغفر .
فعل الرئيس المُنعدم صدام حسين الكثير حقاً و بنظري انه استحق أن يرى و يذوق ممن أذاقه لشعبه و لشعوب أخرى ، و لكن بأي منطق و دافع كان عليه أن يُعدم بهذا الشكل بعد أن تجرد من كل شيء حتى من إنسانيته !
أتساءل كيف كانت ساعاته الأخيرة ؟ ربما ظل ممسكناً بالقرآن الكريم يتلو آياته طالباً الصفح عن ما فعل بحياته ، و ربما كان يتلو آيات القرآن ليغفر الله لمن أساءوا إليه و لم يطلب الغفران لنفسه لإقناعه انه كان على صواب ، و ربما أيضاً كان يتذكر مجده الذي ضاع من بين يديه بعد ثلاثون عاماً من السلطة . و ربما يود أن يضم بناته الباقيين إلى صدره و يقول لهم سامحوني كانت نيتي شيئاً و ما فعلته شيئاً آخر و لم استطع إصلاحه حتى لا اضعف ، فالضعف ليس من شيم الرؤساء . و الاحتمال الذي يراودني انه ظل هادئاً عاجزاً عن التفكير يتلو آيات من القران تخرج منه بعفوية لا يُدركها ، ناظراً إلى أعلى كمن يطلب إيقاف الزمن . احتمالات كثيرة قد تصور الساعات الأخيرة في حياة هذا الزعيم المشنوق بحبل يمتد من العراق و يلتف على عنق العالم ليعود بطرفه الأخر إلى العراق .
و ماذا بعد إعدام صدام ؟ لم تكن نهايته مُشرفة ، لا للأمريكان و لا للعراق و لا للإنسانية حيث نحن باقون بدونها . إعدامه بهذه الطريقة على مرأى و مسمع الجميع من رؤساء و ملوك و أمراء و شيوخ و قضاة و سلطات دينية إسلامية و مسيحية لم يأخذوا تصريحاتهم و رفضهم للإعدام بعين الاعتبار معناه أن هناك حاكماً واحدا لهذا العالم يحكم بمنطق القوة . فلا مكان للتفكير أو الحوار أو السلام في هذا العالم
نحن على حافة الهاوية و إذا لم يستيقظ مَن بأيديهم سلطة و يجعلوا من صوتهم رنين يدق العالم كله لن ننجو من السقوط في هذه الهاوية .
هذا الرجل مضي إلى حيث لا نعرف ، و هذا العالم الباقي فيما لا ندرك و نحن ننظر إلى السماء نطلب من رب السماء العون ، فلا معين غيره على ما ابتلينا به في عالمنـــــا هذا . الذي أصبح عالــــم بلا كرامـــة . و بالنهاية نقول لنا الله يا شعب الله .
رشا أرنست – مصر
و بغض النظر عن كل الاعتبارات ففي مشهد إعدامه و الذي كان لأول رئيس دولة عربي في تاريخ الإنسان ، انعدام لكل معاني الإنسانية فماذا كان سيفعل لو ظل صدام حياً ؟ .... ألم يُعدم الرئيس العراقي صدام حسين من قبل عندما هرب من دولته و سلطته و هو الزعيم الأقوى وسط هؤلاء الأمراء و الرؤساء ! ألم يُعدم عندما قبض عليه و أصبح أسير للاحتلال بعد أن كانت سجونه و معتقلاته مكتظة بالآلاف الأبرياء ! ألم يُعدم عندما شاهده العالم كله عبر وسائل الأعلام فور القبض عليه و هو يُفحص كالحيوانات الشاردة !
حقاً لم يكن هذا إعدامه الوحيد ، فلقد عدم معنوياً و نفسياً و جسدياً أكثر من مرة . و إعدامه هذه المرة لم يكن أكثر من إنهاء جسده المتهالك عن النبض و الحياة . و لكن بأي طريقة ؟ بطريقة تجعل التاريخ يُسجل بأنه بفجر يوم السبت الموافق الثلاثون من ديسمبر عام 2006 م طبع الاحتلال الأمريكي شعار لا للإنسان من الآن . طبع شعار لا لكل المعاني و القيم التي خلقها الله بداخلنا . لا للرحمـــة ، كما فعلت يُفعل بكَ ، فإن يغفر الله نحن لا نغفر .
فعل الرئيس المُنعدم صدام حسين الكثير حقاً و بنظري انه استحق أن يرى و يذوق ممن أذاقه لشعبه و لشعوب أخرى ، و لكن بأي منطق و دافع كان عليه أن يُعدم بهذا الشكل بعد أن تجرد من كل شيء حتى من إنسانيته !
أتساءل كيف كانت ساعاته الأخيرة ؟ ربما ظل ممسكناً بالقرآن الكريم يتلو آياته طالباً الصفح عن ما فعل بحياته ، و ربما كان يتلو آيات القرآن ليغفر الله لمن أساءوا إليه و لم يطلب الغفران لنفسه لإقناعه انه كان على صواب ، و ربما أيضاً كان يتذكر مجده الذي ضاع من بين يديه بعد ثلاثون عاماً من السلطة . و ربما يود أن يضم بناته الباقيين إلى صدره و يقول لهم سامحوني كانت نيتي شيئاً و ما فعلته شيئاً آخر و لم استطع إصلاحه حتى لا اضعف ، فالضعف ليس من شيم الرؤساء . و الاحتمال الذي يراودني انه ظل هادئاً عاجزاً عن التفكير يتلو آيات من القران تخرج منه بعفوية لا يُدركها ، ناظراً إلى أعلى كمن يطلب إيقاف الزمن . احتمالات كثيرة قد تصور الساعات الأخيرة في حياة هذا الزعيم المشنوق بحبل يمتد من العراق و يلتف على عنق العالم ليعود بطرفه الأخر إلى العراق .
و ماذا بعد إعدام صدام ؟ لم تكن نهايته مُشرفة ، لا للأمريكان و لا للعراق و لا للإنسانية حيث نحن باقون بدونها . إعدامه بهذه الطريقة على مرأى و مسمع الجميع من رؤساء و ملوك و أمراء و شيوخ و قضاة و سلطات دينية إسلامية و مسيحية لم يأخذوا تصريحاتهم و رفضهم للإعدام بعين الاعتبار معناه أن هناك حاكماً واحدا لهذا العالم يحكم بمنطق القوة . فلا مكان للتفكير أو الحوار أو السلام في هذا العالم
نحن على حافة الهاوية و إذا لم يستيقظ مَن بأيديهم سلطة و يجعلوا من صوتهم رنين يدق العالم كله لن ننجو من السقوط في هذه الهاوية .
هذا الرجل مضي إلى حيث لا نعرف ، و هذا العالم الباقي فيما لا ندرك و نحن ننظر إلى السماء نطلب من رب السماء العون ، فلا معين غيره على ما ابتلينا به في عالمنـــــا هذا . الذي أصبح عالــــم بلا كرامـــة . و بالنهاية نقول لنا الله يا شعب الله .
رشا أرنست – مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق