الاثنين، يناير 23، 2006

حكاية المغترب حنا الشالوحي

مجلة ليلى:
سنة 1970 ودع قريّته داربعشتار ـ الكورة ، بوّس ترابها ، ومرمغ وجهه على مروجها الخضراء .. وهاجر إلى أستراليا وإلى سيدني بالذات .
منذ صغره ، والشعر رفيقه ، يقرأه .. يتحسس صوره ويحفظها ، إلى أن انبثق الشاعر منه وأصدر أول ديوان شعري له بعنوان ( روائع ) .. حمّله تعب غربته ، ونشره في سيدني ليشهد على اغترابه وحبه لوطنه .
في الحفلات .. تراه السيّد في التقديم .. يطعّم الوصلات الفنيّة بأبياته الشعريّة ، ويرخي على المكان جواً ولا أجمل إذ ينقل المغتربين إلى ربوعهم الأم على أجنحة الشعر والكلمة الهادفة .
هوايته القيام برحلات بحرية ، لأن البحر واسع كمخيلة شاعر ، ولأن الشعر بحور وأمواج .. كما يهوى جمع الأصدقاء ، تماماً كالتحف النادرة ، لأن الصداقة تواصل ووجود وازدهار ، ولهذا يقرّ أن الثروة الحقيقية هي الصداقة .
تنقّل بين مدرسة راهبات سان تريز الإبتدائية ، ومدرسة أميون التكميلية ، وثانوية غزير الكسروانية ، بغية حصد العلم والثقافة ليخدم الموهبة الشعرية التي وهبها اللـه له .
مدير مدرسته ، آنذاك ، الأستاذ مجيد حاتـم كان يحب الشعر كثيراً ، وكان معجباً بشعر حنا ، فطلب منه وصف إحدى الرفيقات الجميلات .. فقال :
لو الحل تعقّد معنا
ومعقّد ضلّ
وبعينيكي تطلّعنا
منلاقي الحل
كما طلب منه وصف فتاة إسمها يولا ، فقال :
مع احترامي لكل رفقاتي البنات
لو كان روميو بعصرنا وع الصف فات
وتطلّع بعينين يولاّ الساحره
كان جنّ فيها و( أكّس ) على جوليات
حنا الشالوحي .. شاعر من بلادي ، زرع وزناته الشعرية والعائلية والإجتماعية في أرض سيدني .. علّها تنمو وتتكاثر وتصل إلى الوطن الذي أحب لبنان ، والى داربعشتار الشمالية المعطرة برائحة زيتون الكورة الأخضر ، التي يناجيها كلما اختلى بنفسه ، ويمنن النفس بالرجوع إليها .

ليست هناك تعليقات: