الأربعاء، يناير 18، 2006

شربل.. فارس الكلمات

شعر محفوض جروج ـ سوريا

شربل .. فارس الكلمات
يلعب بها حتى تصير أشجاراً وارفة .
هو الآتي على زغب النسائم ..
مد أعناق براعمه أزهاراً
تعطي من أفواه الزهر توهجاً
يستجلي المدى بقلب لا يعرف إلا نبضات الحرية .
يرتدي عالماً منسوجاً من غزل الندى ،
يخرج من أول الفجر نجماً ،
نسمةً رخيّة العبور ..
يعدو إلى حيث يهتز في جسده
ينبوعاً لا يرى
يبدأ ..
كما تبدأ الحياة صباحاً ،
يتأبطّ حلماً عزيزاً عليه
لـم يكن خائفاً ، متهيباً من مشقة النضال
من مفاوز الدروب ..
بل مارداً جباراً .. كبيرة أحلامه
يمد جسر العبور إلى الشفق
يتفتّح مزهواً ، مثلما يفعل كل العاشقين ..
يزرع على وجهه ابتسامة ،
يغني الفجر دوماً
يشق طريقاً لمن يولدون
يرصّعه بالنجوم ،
ينسج الريح شراعاً والأماني زورقاً ..
الشمس في قلبه وحنجرته ..
يبدد الظلام .. يفتح الأبواب السحرية
تحدوه رغبة عارمة إلى غاية واضحة
شدت يداه خيوط ( ليلى )
يجدّ السير ليجتاز الغدَ
مسرعاً بها في طرقات العمر ..
زرع اسمها نخلة في تربة الأدب
شيّد لها معقلاً في الأعالي
ارتفعت دوحة وارفة
مدت لنا بالثمار
تفتحت وردة حمراء نديّة في واحة خضراء
نبعاً رائقاً وسط الصحراء
تجذب أسراب الفراشات الملونة
غيمةً ماطرة في كبد السماء
تبش وتبتسم
تسيح حين يعطش التراب بوافر العطاء
لن تجف الينابيع
ما دامت هناك للشتاء فصول
ها هي ما نسجته يداك تكبر
حتى لكأنها تبدو تهم بالركض
تحمل غيماً من الكلمات
تسكبها .. فتجري فوق القلوب الصلدة
كحركة النسغ في عروق الشجرة
فتخضرّ القلوب فرحةً
وتتفتق سنابل جذوتها
حقل من أقحوان
( ليلى ) وردة في يديه
قبّلها في الخد ألف مرّة فما اكتفى
أحبّها حتى بلغت منازل العشّاق
نجمة تتلألأ في الظلمات
منزلاً من خيوط الضياء
قنديلاً يجلس الناس في ضوئه
تفتحت شوارع روحي لها ..
أخي شربل ..
أعمالك حقول من الزهر
تلمع تحت الشمس
مكانك في قلبي دفقة من نبع الحب
وصداقة حميمة تشدني إليك من سنين
يا ساحب الحرف من مقل الكلمات
فلا البريد ولا التلغراف
يقدران على إغاثة تحيّة الشوق لك
... يا شربل بعيني .

ليست هناك تعليقات: