الجمعة، أبريل 14، 2006

دية الذكر والأنثى والكافر والعبد


قينان الغامدي

بمناسبة نهاية الاختبارات للفصل الدراسي الأول تلقيت رسالة أنشرها اليوم مؤملاً أن يجد مسؤولو المناهج في وزارة التربية والتعليم وقتاً خلال إجازاتهم الطويلة التي بدأت بنهاية دوام أمس وتستمر نحو شهر، للتأمل فيها وفي أنفسهم وفي العصر الذي يعيشونه والعصر الذي يريدون الأولاد والبنات أن يعيشوه تقول الرسالة:
من (المنسدح الكبير سابقاً المعاصر حالياً) إلى الابن: قينان... أما بعد فإني تابعت باهتمام بالغ ما دار من نقاش حول المناهج الدراسية وخاصة ما أدخل فيها أو حذف منها... ولا شك أنني أشكر القائمين على هذه المسألة الهامة للوطن وبناته وأبنائه... ولأن الشكر متصل فقد تابعت باهتمام بالغ ما كانت ابنتي تقرأ من كتاب (الفقه) للصف الأول الثانوي طبعة 1425هـ استعداداً للامتحان فيه يوم الاثنين الماضي. وما أن انتهت من الامتحان حتى طلبت الاطلاع على بضع فقرات لفتت انتباهي.

فوجدت في ص 46 من الكتاب المشار إليه ما يلي-:

· دية الحر المسلم الذكر 100 من الإبل،
· دية المرأة المسلمة الحرة 50 من الإبل
· دية الكافر مطلقاً نصف دية المسلم 50 من الإبل
· دية الكافرة نصف دية الكافر 25 من الإبل
· دية الرقيق. فلأنه مال من الأموال يباع ويشترى. وليس له دية شرعاً وإنما يجب بالجناية عليه قيمته!!


هكذا وردت النصوص السابقة!! ولأني أرغب في توضيح بعض المسائل لك يابني علك منها تستفيد. فإني أشير إلى أن ابنتي سألتني قائلة من أين للقاتل كل هذه الجمال؟ فقلت لها إن ذلك ممكن إن ذهب إلى مراعيها ثم حملها حملاً أو سوقاً إلى أهل القتيل. ثم عادت لتسأل لما نصيب الكافر والكافرة من الجمال النصف والربع؟ فأجبتها إن الكفرة الذين على غير ديننا أقل منا شأنا وأدنى أهمية. لكنهم لا يأخذون الجمال بل يحصلون على ما يعادلها وزناً من الدولارات. وحمدت الله أنها سكتت عن السؤال عن (الدولار) فربما حسبته حيواناً أقل من الجمل مكانة وأصغر حجما.. لكنها أحرجتني بصراحة عندما سألت عن الرقيق وكيف أنه يباع ويشترى... قلت لها على ـ حد علمي ـ فإني أعرف أن استعباد الناس انتهى منذ مدة طويلة تقدر بأقل من نصف قرن. ولم يعدله وجود. لكنهم في كتاب الفقه يا بنيتي يعتبرونه جزءاً من حضارتنا وثقافتنا تجب المحافظة عليه. ونقل الثقافة من جيل إلى جيل مسؤولية عظيمة. وإلا كيف تعرفي وأمثالك هذه المسائل الهامة... عندي الكثير من الملاحظات على هذا الكتاب (المعدَّل) لكن اكتفي بهذا على أن أعود إليك مرة أخرى إن لزم الأمر.

صاحب الرسالة ذكرني بما تابعته منذ أسبوع عن قضية المساواة بين الذكر والأنثى في مسألة الدية وذلك خلال الندوة التي نظمها المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في قطر، وكان الدكتور يوسف القرضاوي أكبر العلماء المتحمسين لهذه المساواة مورداً الأدلة من القرآن والسنة، ومؤكداً أن المسألة محل اجتهاد، وليست من الثوابت والقطعيات، ولكن قبل أن نطالب باستبعاد ما هو محل خلاف من المناهج، لابد أن نسأل وزارة التربية والتعليم عن سر استمرار هذه العملة "الإبلية ـ نسبة إلى الإبل" في المناهج المطوَّرة؟

ليست هناك تعليقات: