الأربعاء، أبريل 12، 2006

غلاف كتاب (محمد) لصلاح ستيتية يثير أزمة




جاء في حديث لوزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت أنه تبلغ أمس من المديرية العامة للأمن العام اقتراحاً بمنع كتاب مهم جداً عن النبي محمد للكاتب والأديب اللبناني صلاح ستيتية. والسبب اعتراض مقدم من عدد من رجال الدين المسلمين احتجاجاً على صورة منشورة على الغلاف للنبي محمد. وقال فتفت: إذا كانت الصورة مسيئة برأي البعض، فلنغيّر الصورة، ولكن لا يجوز قمع الفكرة. وأنا سأتشاور مع رجال الدين الذين طلبوا المنع حول كيفية المعالجة من دون قمع حتى لا نكون محدودين بالمعنى الثقافي والفكري. وأشار فتفت الى أن المشكلة هي في النص الذي يحكم عمل الأمن العام في موضوع الرقابة، وكذلك في بعض العادات والتقاليد وليس في الصلاحيات، لأن الأمن يمارس النص كما هو حرفياً. وأضاف أنه سيطرح في جلسة مجلس الوزراء المقبلة هذه القضية، وهناك لجنة وزارية مهمتها إعادة النظر في أصول الرقابة ستتولى درس الأمر و<<آمل التوصل الى نتائج إيجابية>>. والكتاب المشار إليه، هو كتاب <<محمّد>> بالفرنسية للشاعر والباحث صلاح ستيتية، اللبناني المسلم والحائز الجائزة الفرنكوفونية، والذي يُعَد من الأصوات المهمة في الأدب المكتوب بالفرنسية اليوم. والكتاب منشور منذ العام 2001، وهو، كما ذكر السفير ستيتية في اتصال هاتفي معه، معروض في مكتبات الدول العربية والإسلامية الناطقة بالفرنسية منذ خمس سنوات، ولا يلقى سوى القبول، فهو كتاب مفعم بالاحترام للرسول وبالتحري والأمانة للمراجع العربية الإسلامية. أما الصورة فيقول ستيتية إنها من اختيار ناشر الكتاب <<البان ميشال>>، وهي منمنمة موجودة في المكتبة الوطنية في باريس. ويضيف ستيتية، وهو عالم بتاريخ التصوير الإسلامي وسبقت له دراسته على نحو واسع في كتابه <<الخمر الصوفي>> الذي تناول شعر المتصوف ابن الفارض، أن الصورة الموضوعة على غلاف كتابه هي من تحف الفن الإسلامي، وتعود الى القرن الخامس عشر، وهي من نتاج مدرسة حيرات في أفغانستان المشهورة بفنها والتزامها الديني. وقال إن ثمة تراثا تصويريا إسلاميا كبيرا يدور حول الإسراء والمعراج، والصور التي تشير الى الرسول فيها رمزية اصطلاحية لا تمثله ماديا أو جسديا، ولا تدل عليه بأي صفة خاصة، وإنما تشير الى الإنسان المطلق فيه. والفن الإسلامي لا يفرق بين شخص وشخص، ولا يجعل لأحد هيئة مخصوصة، وإنما يميز المقام الروحي بهالة حول رأسه مأخوذة من الفنين الهندي أو البيزنطي. واستخلاصاً، يرى ستيتية أن الصورة المشار إليها لا تمثل الرسول ولا تجسمه، وإنما هي رمز له، فضلاً عن أن الصورة نفسها صادرة عن عمق الحضارة الإسلامية.
السفير

ليست هناك تعليقات: