سامي الاخرس
في إطار تناول العديد من الدراسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية ، لدور المرأة ، والتطرق لأزمات الأمة العربية عامة ، التي تعيش أزمان وأحداث وتطورات حضارية بعيداً الانتساب الكلي لها ، مما جعل سيطرة الأنماط والعادات القديمة أمراً طبيعياً. وتراكم العديد من المظاهر في المجتمعات العربية عبر وسائل وعلاقات تجسدت بالسيطرة الفردية والهيمنة ،وإخضاع الأغلبية ،أخضع المجتمعات العربية إلي إعلان الحجر السياسي والثقافي عليها ،وتفشي أمراض التخلف والتبعية والانحطاط الثقافي الذي تعمق بمظاهر ،وتجلي بإدارة هذه المجتمعات لصراعها مع مجمل الحضارات التي تحيط بها.
وعندما يتم طرح يتناول خصوصية المرأة العربية ، فهنا تتصادم الاطروحات مع جملة من العلاقات الاجتماعية الموروثة والمستقرة في ذاكرتها الاجتماعية ،كامتداد للعادات والتقاليد والأعراف التي تشكل جزءاً من التراث ، مما يجعل التصدي لكل هذه العلاقات قضية ترتبط بالتصدي لأزمات المجتمع بأبعادها السياسية والثقافية والاقتصادية ، فلا يمكن التطرق لخصوصية المرأة بمعزل عن الأزمة الشمولية للمجتمع العربي . فالتحرر الحقيقي للمرأة العربية ،هو محور الانطلاق من التحرر الاجتماعي والثقافي للمجتمع عامة، من موروثة الذي راكمته الأحداث والأزمات ،وعمقت من أزماته التخلف عن الحضارات ،وتحرره من ربق الاستعمار الفكري الذي سيطر وهيمن علي قدراته ،واندماجه في ركب التطور.
لابد من تحرر المرأة العربية أولاً من الاضطهاد الاجتماعي ،ومساواتها في الحقوق والواجبات ،واتخاذ القرارات في شتي الميادين والمستويات ،وإقحامها ومشاركتها في الأنشطة السياسية والثقافية والاجتماعية والأسرية ،وربطها بقضايا المصير الوطني والنهوض والتقدم الاجتماعي والتنمية والعدالة الاجتماعية ،وهي قضية تلقي علي كاهل المثقف العربي من الجنسين على حد سواء في مواجهة الأزمة ، وملاحقة الهيمنة الذكورية التاريخية في الاستفراد بمصادر التشريع وسن القوانين ،والنظرة الدنية للمرأة ، فلا يمكن النظر لمساواة المرأة مادياً ومعنوياً ، بدون تحررها اجتماعيا وسياسيا من فلك الاضطهاد ،وهيمنة الذكور في مصادر دخلها ، وحركتها الاجتماعية والثقافية.
ففي واقعنا العربي الراهن ارتبطت كلمة تحرر المرأة بعلاقة خاطئة تجسدت بتحررها جسدياً ،مما عرضها للاستغلال والاضطهاد ،وجعل منها صورة مشوهة ،ومخزون جنسي للشهوات ،وهذا نتاج مفاهيم خاطئة أنتجتها جملة ما ورثناه من ثقافة وعادات جسدت هذه المعتقدات وربطتها بالرغبات والشهوات ، وربما لعبت المرأة العربية دوراً في تجسيد هذه المفاهيم من خلال انسياقها لما أفرزته العولمة من تشوهات بمفاهيم التحرر والمساواة ، وما دعت إليه من تشوهات فكرية بإطلاق العنان لتصورات تخيليه تحولت بفعل الجهل لحقائق تمارس ، مما دفع المجتمعات العربية لفرض المزيد من الأغلال والقيود حول أي أفكار تنادي بحرية ومساواة المرأة .
ورغم ذلك ، ورغم تعدد المعوقات ، فهناك من النساء الطليعيات اللواتي ساهمن بدورهن في مسيرة الكفاح الوطني ،ومسيرة البناء الاجتماعي – الحضاري من أجل تخليصها من كامل الموروثات ،وتحريرها وخلاصها من كافة المعوقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.
فقد شاركت المرأة العربية بالعديد من القضايا المصيرية ،ولا زالت تشارك ،ومثال المرأة الفلسطينية والعراقية ، فهن يخوضن مسيرة كفاح جنباً إلي جنب مع الرجل ،وهناك العديد من الأمثلة النسوية في المجتمعات العربية يشاركن بعمليات البناء والترميم الاجتماعي والثقافي.
وفي هذا السياق ، ولكي تستطع المرأة العربية من التخلص من الموروثات الزمانية والتاريخية ،وتحقيق شعارات الحرية والمساواة ، فهي مطالبة بجسد نسوى يتمثل بحركة ديمقراطية اجتماعية ،كمطلب أساسي ورئيسي وانعكاس موضوعي يعبر عن مقاومتها للتراجع في دورها ومكانتها ،وتهميش التيارات الفكرية والحزبية والسياسية لدورها ، والحد من مطالبها الاجتماعية.
فالظروف الموضوعية التي تعيشها أمتنا العربية تشكل مناخاً وأرضية مناسبة في الزمان والمكان لتعيد المرأة العربية تنظيم كينونتها النسوية ، وترسيخ حيوية دورها وضرورات وجودها ، وتحررها من مظاهر الاضطهاد والقهر والفقر الذي مورس ضدها . ولن يتأتى ذلك لها بدون فهمها الموضوعي للحالة الاجتماعية ، ودراستها للموروثات الحضارية التي اكتسبتها مجتمعاتنا العربية من التاريخ والحضارة .
ومن عمق هذه الدراسات تتمكن المرأة العربية من نيل تحررها الثقافي والاجتماعي ، ومن ثم المطالبة بالتحرر الاقتصادي ، وتجسيد فعاليتها كجزء اجتماعي شريك يقاسم الهيمنة الذكورية بالقرار ،واقتسام مصادر الدخل الوطني .
سامي الأخرس
Fady947@hotmail.com
في إطار تناول العديد من الدراسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية ، لدور المرأة ، والتطرق لأزمات الأمة العربية عامة ، التي تعيش أزمان وأحداث وتطورات حضارية بعيداً الانتساب الكلي لها ، مما جعل سيطرة الأنماط والعادات القديمة أمراً طبيعياً. وتراكم العديد من المظاهر في المجتمعات العربية عبر وسائل وعلاقات تجسدت بالسيطرة الفردية والهيمنة ،وإخضاع الأغلبية ،أخضع المجتمعات العربية إلي إعلان الحجر السياسي والثقافي عليها ،وتفشي أمراض التخلف والتبعية والانحطاط الثقافي الذي تعمق بمظاهر ،وتجلي بإدارة هذه المجتمعات لصراعها مع مجمل الحضارات التي تحيط بها.
وعندما يتم طرح يتناول خصوصية المرأة العربية ، فهنا تتصادم الاطروحات مع جملة من العلاقات الاجتماعية الموروثة والمستقرة في ذاكرتها الاجتماعية ،كامتداد للعادات والتقاليد والأعراف التي تشكل جزءاً من التراث ، مما يجعل التصدي لكل هذه العلاقات قضية ترتبط بالتصدي لأزمات المجتمع بأبعادها السياسية والثقافية والاقتصادية ، فلا يمكن التطرق لخصوصية المرأة بمعزل عن الأزمة الشمولية للمجتمع العربي . فالتحرر الحقيقي للمرأة العربية ،هو محور الانطلاق من التحرر الاجتماعي والثقافي للمجتمع عامة، من موروثة الذي راكمته الأحداث والأزمات ،وعمقت من أزماته التخلف عن الحضارات ،وتحرره من ربق الاستعمار الفكري الذي سيطر وهيمن علي قدراته ،واندماجه في ركب التطور.
لابد من تحرر المرأة العربية أولاً من الاضطهاد الاجتماعي ،ومساواتها في الحقوق والواجبات ،واتخاذ القرارات في شتي الميادين والمستويات ،وإقحامها ومشاركتها في الأنشطة السياسية والثقافية والاجتماعية والأسرية ،وربطها بقضايا المصير الوطني والنهوض والتقدم الاجتماعي والتنمية والعدالة الاجتماعية ،وهي قضية تلقي علي كاهل المثقف العربي من الجنسين على حد سواء في مواجهة الأزمة ، وملاحقة الهيمنة الذكورية التاريخية في الاستفراد بمصادر التشريع وسن القوانين ،والنظرة الدنية للمرأة ، فلا يمكن النظر لمساواة المرأة مادياً ومعنوياً ، بدون تحررها اجتماعيا وسياسيا من فلك الاضطهاد ،وهيمنة الذكور في مصادر دخلها ، وحركتها الاجتماعية والثقافية.
ففي واقعنا العربي الراهن ارتبطت كلمة تحرر المرأة بعلاقة خاطئة تجسدت بتحررها جسدياً ،مما عرضها للاستغلال والاضطهاد ،وجعل منها صورة مشوهة ،ومخزون جنسي للشهوات ،وهذا نتاج مفاهيم خاطئة أنتجتها جملة ما ورثناه من ثقافة وعادات جسدت هذه المعتقدات وربطتها بالرغبات والشهوات ، وربما لعبت المرأة العربية دوراً في تجسيد هذه المفاهيم من خلال انسياقها لما أفرزته العولمة من تشوهات بمفاهيم التحرر والمساواة ، وما دعت إليه من تشوهات فكرية بإطلاق العنان لتصورات تخيليه تحولت بفعل الجهل لحقائق تمارس ، مما دفع المجتمعات العربية لفرض المزيد من الأغلال والقيود حول أي أفكار تنادي بحرية ومساواة المرأة .
ورغم ذلك ، ورغم تعدد المعوقات ، فهناك من النساء الطليعيات اللواتي ساهمن بدورهن في مسيرة الكفاح الوطني ،ومسيرة البناء الاجتماعي – الحضاري من أجل تخليصها من كامل الموروثات ،وتحريرها وخلاصها من كافة المعوقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.
فقد شاركت المرأة العربية بالعديد من القضايا المصيرية ،ولا زالت تشارك ،ومثال المرأة الفلسطينية والعراقية ، فهن يخوضن مسيرة كفاح جنباً إلي جنب مع الرجل ،وهناك العديد من الأمثلة النسوية في المجتمعات العربية يشاركن بعمليات البناء والترميم الاجتماعي والثقافي.
وفي هذا السياق ، ولكي تستطع المرأة العربية من التخلص من الموروثات الزمانية والتاريخية ،وتحقيق شعارات الحرية والمساواة ، فهي مطالبة بجسد نسوى يتمثل بحركة ديمقراطية اجتماعية ،كمطلب أساسي ورئيسي وانعكاس موضوعي يعبر عن مقاومتها للتراجع في دورها ومكانتها ،وتهميش التيارات الفكرية والحزبية والسياسية لدورها ، والحد من مطالبها الاجتماعية.
فالظروف الموضوعية التي تعيشها أمتنا العربية تشكل مناخاً وأرضية مناسبة في الزمان والمكان لتعيد المرأة العربية تنظيم كينونتها النسوية ، وترسيخ حيوية دورها وضرورات وجودها ، وتحررها من مظاهر الاضطهاد والقهر والفقر الذي مورس ضدها . ولن يتأتى ذلك لها بدون فهمها الموضوعي للحالة الاجتماعية ، ودراستها للموروثات الحضارية التي اكتسبتها مجتمعاتنا العربية من التاريخ والحضارة .
ومن عمق هذه الدراسات تتمكن المرأة العربية من نيل تحررها الثقافي والاجتماعي ، ومن ثم المطالبة بالتحرر الاقتصادي ، وتجسيد فعاليتها كجزء اجتماعي شريك يقاسم الهيمنة الذكورية بالقرار ،واقتسام مصادر الدخل الوطني .
سامي الأخرس
Fady947@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق