زياد جيوسي
هو الصباح ككل صباح يطل علينا جمالا وحبا وأملا، نسمات بحر يافا تداعب روحي وأنا أجول في شارع الإرسال في هذا الوقت المبكر، ترافقني روح طيفي الجميلة المشعة حبا وجمالا، متأملا هذا الشارع القديم في رام الله والذي تبدأ جماليته منذ مغادرة دوار المنارة "الذي كان جميلا"، قبل أن تشوهه الأسود الضخمة والخازوق المعدني البارد واليافطات التي تغلق ثلاثة من منافذه، وتشوهه تلك البيانات والملصقات و "الخربشات" بالطلاء في كل زواياه، فأحالته فصائل النضال بالورق والدهان الأحمر إلى بشاعة متميزة، يمكن أن تدخلنا موسوعة "غينس" للأرقام القياسية ولكن في تحطيم الجمال.
أسائل نفسي وأنا أجتاز ميدان المنارة باتجاه شارع الإرسال..الم يكن بالامكان إعادة بناء المنارة كما كانت قبل أن يزيلها الاحتلال.. فمنارتنا كانت أجمل وأروع، أما منارتهم فافتقدت الجمال وافتقدت الذوق والتاريخ الذي حملته منارتنا الجميلة.
أسير بشارع الإرسال وأتساءل..لماذا سمح لهذه البنايات الضخمة بتشويه الشارع، الم يكن بالامكان أن تعطى تسهيلات للبناء التجاري في المناطق الأبعد فننقل مركز المدينة إلى الأطراف، كما اقترح يوما صديقي الشاعر المرهف عبد السلام العطاري، لو تم ذلك لمنعنا الضغط عن قلب المدينة وتخلصنا من الازدحام الهائل، ولتمت عملية إحالة قلب المدينة من ميدان المغتربين إلى ميدان المنارة، إلى منطقة مشاة محافظة على روحها التاريخية، وعلى الأشجار التي أعدمت في شارع الإرسال وزرعت بدلا منها البنايات الإسمنتية البشعة.
أقف إلى زاويتي المفضلة بعد أن أجتاز المقاطعة والجنود المنتشرين حولها، ناظرا إلى الغرب حيث أطل على الساحل الفلسطيني من بعيد، حيث الهواء ونسمات يافا تصلني بدون عوائق وبدون حواجز، فتعود بي الذاكرة إلى ذلك اليوم بعد عودتي للوطن وقبل صدور فرمانات الاحتلال بمنعي لدواع يسمونها أمنية من الحصول على الهوية، وبالتالي أصبحت أسير مدينتي جسدا بعد أن كنت أسيرها الروحي، وفي ذلك الوقت حضرت زوجتي لزيارتي واقترح أحد أصدقائي أن نزور الداخل الفلسطيني الذي أغتصب عام 1948، حيث انطلقنا بسيارتي هو وزوجته وأنا وزوجتي، وكنت متوقعا إعادتنا من أول حاجز رغم هدوء الأوضاع في تلك الفترة، فقد كانت السلطة الفلسطينية جديدة العهد، وفي بداية انتشارها في المدن الفلسطينية التي جرى تصنيفها مناطق " أ "، قبل أن يخطط العدو للتخلص من اتفاق اوسلو رغم ضحالته وضآلته، ويزج بشارون وألفي شرطي وجندي إلى القدس فتتفجر الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
ربما لحسن حظنا أن الجندي الاحتلالي الواقف على الحاجز كان مشغول بالحديث مع مجندة احتلالية، فأشار لنا بالعبور ودخلنا لنجتاز من خلال مسافة أمتار عالمين، عالم وطن أغتصب في هزيمة حزيران عام 1967، وعالم الوطن الذي أغتصب في نكبة فلسطين في نهاية الحرب العالمية الثانية، لم أستطع حتى الآن أن أحدد المشاعر التي انتابتني بتلك اللحظة، فأنا أغادر جزءا من الوطن ما زال يحتفظ بالملامح العربية واللغة العربية في الشوارع وعلى اليافطات، إلى جزء آخر من الوطن جرى اغتصابه وتهويده، فتصطدم عيناي في كل زاوية بيافطات مكتوبة بلغة غريبة عن هذه الأرض المقدسة، وبالتالي لم يكن من السهل تحديد المشاعر بين فرح وغضب وألم فبقيت صامتا، طلبت أن نزور يافا بداية وهذا ما كان، فصديقي يعرف المنطقة جيدا فسبق له زيارتها أكثر من مرة، وصلنا يافا وبرتقال يافا وعبق يافا..آه يا يافا يا عروس البحر..تجولنا في السوق القديمة حيث ما زالت الملامح العربية في الأحياء العربية، أسماء المحلات بالعربية فشعرت بالراحة، وقفت إلى شاطئ العجمي ومسحت وجهي بمياه البحر السليب، ثم قرأت الفاتحة هناك على روح جدي الذي زرع يافا في ذهني منذ الطفولة، ومات قبل أن يتاح له أن يكحل عيناه بها من جديد، ومن هناك اتجهنا شمالا مرورا بتل الربيع التي حولوا اسمها إلى تل أبيب، مارين بالعديد من المناطق حتى وصلنا حيفا، كان المرور طوال الوقت عبر الطريق الساحلي المتجه للشمال، يثير في الروح التداعيات والذكريات التي تناقلت ووصلت لنا من أحاديث الآباء والأجداد، وكانت رائحة البحر تخترق مني مسام الروح والجسد، فبقيت ولم تفارقني حتى الآن، فلذا اشعر بها كل صباح ومساء وأنا أجول دروب رام الله وخاصة حين أجلس على ربوة الماصيون أو في زاويتي المفضلة في شارع الإرسال، في حيفا كان لنا جولة طيبة في الأحياء المختلفة وخاصة تلك التي ما زالت تحتفظ بطابعها العربي القديم، ومن ثم اتجهنا إلى عكا حارسة البحر التي لا تلين، فجلنا في حيها القديم ووقفت إلى البحر وأسوار عكا، نظرت النوارس فوق البحر فشعرت بها الأهل الغائبين في الشتات والمنافي، يعودون يوما إلى أرض سلبت منهم، تجولنا طويلا هناك بانتظار أصدقاء من سخنين اتصلنا بهم، وفي مطعم يحمل اسم الأندلس تناولنا طعام الغداء، وشددنا الرحال إلى سخنين حيث بيوت أصدقائنا الذين استضافونا بكل الحفاوة والكرم، ومن هناك إلى طبريا وضفاف بحيرتها الجميلة حتى منتصف الليل، ثم مرورا بالعديد من المدن والقرى حتى وصلنا أريحا واتجهنا صعودا إلى رام الله لنصلها في ساعة مبكرة من الفجر.
أعود من رحلة الذكريات إلى واقع يزداد مرارة، فها نحن قد قسمنا ما تبقى من الوطن إلى قطاعين آخرين، غزة والضفة الغربية، فيصبح الوطن من ثلاثة أجزاء، ولا نرى إلا فرسان الفضائيات يتبادلون الردح والشتم، والاحتلال يعمل أسنانه قضما في الأراضي الفلسطينية، بينما صراع القوى يزداد ويخلق أمرا واقعا جديدا من التقسيم والفرقة، ولا يريد أحدا أن يدرك أن الصراع ما هو إلا على سلطة بلا سيادة، وعلى كعكة مسمومة تحت الاحتلال قدمها لنا الاحتلال أيضا.
أعود من جولتي وأقرر المرور من ميدان الساعة لشارع النزهة أو شارع المكتبة كما جرى التعارف عليه، وقرب المكتبة أقرر النزول لشارع يافا عبر الدرج الموصل بين الشارعين، بجوار حضانة غسان كنفاني فتقفز إلى الذاكرة فورا ذكرى هذا الكاتب الشهيد ورائعته عائد إلى حيفا، وفي نهاية الدرج أفاجئ بجفاف وموت شجرة السرو الضخمة التي كانت تتوسط الدرج، أنظر إليها بحزن وأقول..الأشجار تموت واقفة، وأعتقد أن موت هذه الشجرة التاريخية ناتج عن عملية الحفر التي تمت في الدرج وإعادة سكب الاسمنت بدون مراعاة الحرص على ترك فوهة مناسبة حول الشجرة مما أدى لاختناقها وموتها، فالأشجار كالبشر تختنق أن لم تكن حرة، ولعل بلدية رام الله تنتبه للموضوع فتعيد زراعة شجرة أخرى في نفس الموقع، حتى لا يفقد هذا الدرج هذا المعلم الذي عرفناه منذ طفولتنا.
من شارع يافا أعود صعودا باتجاه دورا الساعة وميدان المغتربين، ما زال الدوار بدون ساعة حتى الآن، وما زال أولي الأمر والحكم يدفعوننا لنكون مغتربين في وطننا، أواصل السير حتى صومعتي فأتفقد أحواض الزهور والنعناع وأرويها ماءا، أصنع فنجان قهوة وأستمع وطيفي لفيروز تغني..
يا غريب الديار نسيم الجنوب ظل فيك المزار فبات الهبوب، أنت من بلادنا يا نسيم يا عبيرا يقطع المدى حاملا هموم أرض يهيم أهلها في الأرض شردا..
نحن من الأرض الخصيبة نحن من الدار السليبة، يا ترى بعد ليال نجيئها تلك الحبيبة، في البال تحيا دروبها السمر سطوحها الحمر في البال زهر التلال في البال.
صباحكم أجمل
هو الصباح ككل صباح يطل علينا جمالا وحبا وأملا، نسمات بحر يافا تداعب روحي وأنا أجول في شارع الإرسال في هذا الوقت المبكر، ترافقني روح طيفي الجميلة المشعة حبا وجمالا، متأملا هذا الشارع القديم في رام الله والذي تبدأ جماليته منذ مغادرة دوار المنارة "الذي كان جميلا"، قبل أن تشوهه الأسود الضخمة والخازوق المعدني البارد واليافطات التي تغلق ثلاثة من منافذه، وتشوهه تلك البيانات والملصقات و "الخربشات" بالطلاء في كل زواياه، فأحالته فصائل النضال بالورق والدهان الأحمر إلى بشاعة متميزة، يمكن أن تدخلنا موسوعة "غينس" للأرقام القياسية ولكن في تحطيم الجمال.
أسائل نفسي وأنا أجتاز ميدان المنارة باتجاه شارع الإرسال..الم يكن بالامكان إعادة بناء المنارة كما كانت قبل أن يزيلها الاحتلال.. فمنارتنا كانت أجمل وأروع، أما منارتهم فافتقدت الجمال وافتقدت الذوق والتاريخ الذي حملته منارتنا الجميلة.
أسير بشارع الإرسال وأتساءل..لماذا سمح لهذه البنايات الضخمة بتشويه الشارع، الم يكن بالامكان أن تعطى تسهيلات للبناء التجاري في المناطق الأبعد فننقل مركز المدينة إلى الأطراف، كما اقترح يوما صديقي الشاعر المرهف عبد السلام العطاري، لو تم ذلك لمنعنا الضغط عن قلب المدينة وتخلصنا من الازدحام الهائل، ولتمت عملية إحالة قلب المدينة من ميدان المغتربين إلى ميدان المنارة، إلى منطقة مشاة محافظة على روحها التاريخية، وعلى الأشجار التي أعدمت في شارع الإرسال وزرعت بدلا منها البنايات الإسمنتية البشعة.
أقف إلى زاويتي المفضلة بعد أن أجتاز المقاطعة والجنود المنتشرين حولها، ناظرا إلى الغرب حيث أطل على الساحل الفلسطيني من بعيد، حيث الهواء ونسمات يافا تصلني بدون عوائق وبدون حواجز، فتعود بي الذاكرة إلى ذلك اليوم بعد عودتي للوطن وقبل صدور فرمانات الاحتلال بمنعي لدواع يسمونها أمنية من الحصول على الهوية، وبالتالي أصبحت أسير مدينتي جسدا بعد أن كنت أسيرها الروحي، وفي ذلك الوقت حضرت زوجتي لزيارتي واقترح أحد أصدقائي أن نزور الداخل الفلسطيني الذي أغتصب عام 1948، حيث انطلقنا بسيارتي هو وزوجته وأنا وزوجتي، وكنت متوقعا إعادتنا من أول حاجز رغم هدوء الأوضاع في تلك الفترة، فقد كانت السلطة الفلسطينية جديدة العهد، وفي بداية انتشارها في المدن الفلسطينية التي جرى تصنيفها مناطق " أ "، قبل أن يخطط العدو للتخلص من اتفاق اوسلو رغم ضحالته وضآلته، ويزج بشارون وألفي شرطي وجندي إلى القدس فتتفجر الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
ربما لحسن حظنا أن الجندي الاحتلالي الواقف على الحاجز كان مشغول بالحديث مع مجندة احتلالية، فأشار لنا بالعبور ودخلنا لنجتاز من خلال مسافة أمتار عالمين، عالم وطن أغتصب في هزيمة حزيران عام 1967، وعالم الوطن الذي أغتصب في نكبة فلسطين في نهاية الحرب العالمية الثانية، لم أستطع حتى الآن أن أحدد المشاعر التي انتابتني بتلك اللحظة، فأنا أغادر جزءا من الوطن ما زال يحتفظ بالملامح العربية واللغة العربية في الشوارع وعلى اليافطات، إلى جزء آخر من الوطن جرى اغتصابه وتهويده، فتصطدم عيناي في كل زاوية بيافطات مكتوبة بلغة غريبة عن هذه الأرض المقدسة، وبالتالي لم يكن من السهل تحديد المشاعر بين فرح وغضب وألم فبقيت صامتا، طلبت أن نزور يافا بداية وهذا ما كان، فصديقي يعرف المنطقة جيدا فسبق له زيارتها أكثر من مرة، وصلنا يافا وبرتقال يافا وعبق يافا..آه يا يافا يا عروس البحر..تجولنا في السوق القديمة حيث ما زالت الملامح العربية في الأحياء العربية، أسماء المحلات بالعربية فشعرت بالراحة، وقفت إلى شاطئ العجمي ومسحت وجهي بمياه البحر السليب، ثم قرأت الفاتحة هناك على روح جدي الذي زرع يافا في ذهني منذ الطفولة، ومات قبل أن يتاح له أن يكحل عيناه بها من جديد، ومن هناك اتجهنا شمالا مرورا بتل الربيع التي حولوا اسمها إلى تل أبيب، مارين بالعديد من المناطق حتى وصلنا حيفا، كان المرور طوال الوقت عبر الطريق الساحلي المتجه للشمال، يثير في الروح التداعيات والذكريات التي تناقلت ووصلت لنا من أحاديث الآباء والأجداد، وكانت رائحة البحر تخترق مني مسام الروح والجسد، فبقيت ولم تفارقني حتى الآن، فلذا اشعر بها كل صباح ومساء وأنا أجول دروب رام الله وخاصة حين أجلس على ربوة الماصيون أو في زاويتي المفضلة في شارع الإرسال، في حيفا كان لنا جولة طيبة في الأحياء المختلفة وخاصة تلك التي ما زالت تحتفظ بطابعها العربي القديم، ومن ثم اتجهنا إلى عكا حارسة البحر التي لا تلين، فجلنا في حيها القديم ووقفت إلى البحر وأسوار عكا، نظرت النوارس فوق البحر فشعرت بها الأهل الغائبين في الشتات والمنافي، يعودون يوما إلى أرض سلبت منهم، تجولنا طويلا هناك بانتظار أصدقاء من سخنين اتصلنا بهم، وفي مطعم يحمل اسم الأندلس تناولنا طعام الغداء، وشددنا الرحال إلى سخنين حيث بيوت أصدقائنا الذين استضافونا بكل الحفاوة والكرم، ومن هناك إلى طبريا وضفاف بحيرتها الجميلة حتى منتصف الليل، ثم مرورا بالعديد من المدن والقرى حتى وصلنا أريحا واتجهنا صعودا إلى رام الله لنصلها في ساعة مبكرة من الفجر.
أعود من رحلة الذكريات إلى واقع يزداد مرارة، فها نحن قد قسمنا ما تبقى من الوطن إلى قطاعين آخرين، غزة والضفة الغربية، فيصبح الوطن من ثلاثة أجزاء، ولا نرى إلا فرسان الفضائيات يتبادلون الردح والشتم، والاحتلال يعمل أسنانه قضما في الأراضي الفلسطينية، بينما صراع القوى يزداد ويخلق أمرا واقعا جديدا من التقسيم والفرقة، ولا يريد أحدا أن يدرك أن الصراع ما هو إلا على سلطة بلا سيادة، وعلى كعكة مسمومة تحت الاحتلال قدمها لنا الاحتلال أيضا.
أعود من جولتي وأقرر المرور من ميدان الساعة لشارع النزهة أو شارع المكتبة كما جرى التعارف عليه، وقرب المكتبة أقرر النزول لشارع يافا عبر الدرج الموصل بين الشارعين، بجوار حضانة غسان كنفاني فتقفز إلى الذاكرة فورا ذكرى هذا الكاتب الشهيد ورائعته عائد إلى حيفا، وفي نهاية الدرج أفاجئ بجفاف وموت شجرة السرو الضخمة التي كانت تتوسط الدرج، أنظر إليها بحزن وأقول..الأشجار تموت واقفة، وأعتقد أن موت هذه الشجرة التاريخية ناتج عن عملية الحفر التي تمت في الدرج وإعادة سكب الاسمنت بدون مراعاة الحرص على ترك فوهة مناسبة حول الشجرة مما أدى لاختناقها وموتها، فالأشجار كالبشر تختنق أن لم تكن حرة، ولعل بلدية رام الله تنتبه للموضوع فتعيد زراعة شجرة أخرى في نفس الموقع، حتى لا يفقد هذا الدرج هذا المعلم الذي عرفناه منذ طفولتنا.
من شارع يافا أعود صعودا باتجاه دورا الساعة وميدان المغتربين، ما زال الدوار بدون ساعة حتى الآن، وما زال أولي الأمر والحكم يدفعوننا لنكون مغتربين في وطننا، أواصل السير حتى صومعتي فأتفقد أحواض الزهور والنعناع وأرويها ماءا، أصنع فنجان قهوة وأستمع وطيفي لفيروز تغني..
يا غريب الديار نسيم الجنوب ظل فيك المزار فبات الهبوب، أنت من بلادنا يا نسيم يا عبيرا يقطع المدى حاملا هموم أرض يهيم أهلها في الأرض شردا..
نحن من الأرض الخصيبة نحن من الدار السليبة، يا ترى بعد ليال نجيئها تلك الحبيبة، في البال تحيا دروبها السمر سطوحها الحمر في البال زهر التلال في البال.
صباحكم أجمل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق