الأربعاء، يوليو 18، 2007

تونس والعالم "تاريخ جديد يتشكل 1954-2006"



حسّان الباهي
الجزائر /

يعد هذا الكتاب لمؤلّفيه د. الهادي مهنّي ود. محمّد البشير حليّم مساهمة في أحياء محطتين هامتين في تاريخ تونس المعاصر هما الذكرى الخمسون للاستقلال التي تمّ الاحتفال بها في ربيع 2006 تليها الذكرى الخمسون لإعلان الجمهوريّة التي يحتفي بها الشعب التونسي في الخامس والعشرين من شهر يوليو 2007.
احتكم المؤلّفان في هذا الكتاب، الصّادر عن منشورات أوربيس، في 495 صفحة، إلى مدوّنة الخطاب السّياسيّ بكلّ زخمها وإلى مذكّرات الزعماء والمناضلين دون إغفال مؤلفات أبرز الكتاب والمفكرين الذين اهتموا بمنطقة المغرب العربي.
أمّا الهدف من تجميع المعطيات المتعلقة بتونس أو ببقية بلدان العالم فهو التعريف بصورة الوطن وإبراز مكانة تونس التي ظلت على الدوام بلدا يطيب العيش فيه رغم الظروف الصعبة التي واجهها في بعض الفترات والرجات السياسية والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والتقلبات المناخية التي هزت العالم.
خصص الجزء الأول من الكتاب للفترة التي امتدت من الحكم الذاتي سنة 1954 إلى تغيير السابع من نوفمبر 1987 بقيادة زين العابدين بن علي وهي تروي صفحات ناصعة خطها الشعب التونسي في النضال من أجل بناء الدولة الحديثة في حين يتناول الجزء الثاني الحراك متعدد الأبعاد الذي عرفته تونس انطلاقا من ذلك التّاريخ، تاريخ بداية "عهد جديد".
وقد حرص المؤلفان الهادي مهني ومحمد البشير حليّم على التوجه من خلال هذا الكتاب إلى قرّاء من غير العارفين بالشأن التونسي وخاصة الذين يوجهون اهتمامهم إلى تونس أو الذين ينتقدون أحيانا خياراتها الوطنية عن جهل بخصوصياتها الثقافية أو عن تجاهل متعمد ومتعسّف لها .
ما يميّز هذا الكتاب/ المرجع هو مدى انفتاح مؤلّفيه على العالم بحيث صيغت مادّته وفق منهج كوكتيليّ، جامع انصهرت فيه تونس مع عالمها تاريخا وسياسة وحضارة وثقافة وأحداثا فارقة وفي ذلك إقرار من المؤلّفين بمدى أهمّية تمكين تونس في فضائها الاتّصاليّ، المعولم، تجسيرا لتواصل لا بدّ منه بين القاصي والدّاني ، في شتى الأصعدة ومجالات الاهتمام ( سياسة ، تاريخ، علوم، آداب...)، بحيث التقى العالم ،على تنائي أطرافه وحسب منطق التبئير المعتمد ، بين دفّتي هذا الكتاب ليكون بانوراما عاكسة لتونس المتطلّعة إلى غدها بواقعيّة الآن وهنا وبحرص دائم من أبنائها على أن تكون لهم بصمات على الخارطة الكونيّة تخوّل لهم التواشج والتموقع من ثمّ مع "الآخر" أي مع العالم في بوتقة المصالح المشتركة.

ليست هناك تعليقات: