الثلاثاء، يوليو 10، 2007

جيلان حمزة فى حوار جديد لمجلة ليلى


حوار: اشرف عزت

القاهرة

شخصياتي على الورق لا تموت
نصيحتى لكل اديب اكتب بقلبك لا بقلمك


انها اعلامية واديبة وكاتبة مصرية ما زالت نهرا للعطاء الادبي والثقافي تنتقل من قصة لاخري ومن رواية الى اخري برشاقة مثل الكروان المغرد الذى يخط بحنجرتة الذهبية احلى الكلمات احدث قصصها علاقة مستحيلة اثارت ضجة فى الوسط الادبي وحققت نجاحا مستحيلا وفائقا د جيلان حمزة فى استضافة مجلة ليلي بحوار شيق جدا

باعتبارك مثقفة عظيمة واديبة واعلامية اسالك هل أخذت المرأة دورها الطبيعي، أم أنها ما زالت تعيش فوق جبال من التخلف؟
لنقل أنها في طريقها إلى الوصول، فأن نقول إنها أخذت دورها الطبيعي، ليس بأمر منطقي ونحن نرى على أرض الواقع ما ينافي ذلك، هناك تيارات تسير بالمرأة نحو زمن الرقيق الأبيض دون هوادة، وهذا الشيء المتعمد للمرأة ينحرف بمسارها بسرعة صاروخية نحو الحضيض.ومن جهة أخرى ترى تياراً آخر ينهض بسرعة ليتخذ مكانا ملائما، وبرؤية لا تعاني من الانحراف. ما زالت المرأة تسعى، وأظنها تقترب من اتخاذ مكان ملائم لوجودها الإنساني يدا بيد إلى جانب الرجل دون إسفاف بإنسانيتها وكرامتها ووجودها، لكن على الصعيد الآخر، هناك نساء تربعن عرش الحضيض بامتياز، إن جاز التعبير في تجاوبهن المدهش مع إعلام الرق الأبيض.عندما نرى هؤلاء تحديدا ينتشرن على طول القنوات الفضائية وعرضها، في زمن باتت فيه الثقافة البصرية من أهم أطباق الثقافة المقدمة للمواطن العربي الذي لم يعد يقرأ، تدرك أن تيار الانحدار بات مرئيا أكثر بكثير من ذلك التيار الذي يعمل بإخلاص للوصول إلى مكانته الإنسانية الراقية.والمضحك أن رائدات الرقيق الأبيض ذهبن إلى هناك طوعا وبشعور مخادع بالفخر، وكأن عيونهن توقفت عن الرؤية إلا من زاوية واحدة، زاوية منحرفة تماما.
هل تعيش شخصيات قصصك معك دائما أم تموت مجرد الانتهاء من كتابة القصة؟
لا .. باستطاعتي تماما أن أفصل بين عالمي الورقي وعالمي الواقعي, فأنا من الأشخاص الذين يستخدمون نصفي دماغهم اليميني واليساري بطريقة متوزانة، أعني أن هناك وقتا للخيال، وآخر للواقع. لكنها – أقصد شخصيات القصص وأحداثها - تبقى في عقلي عدة أيام بعد كتابة القصة، لذلك بعد انتهائي من كتابة أي نص، أتركه وأعود إليه بعد ساعة مثلا، ثم في اليوم التالي، عدة مرات حتى أشعر بالارتياح الكامل لما كتبت.
لو لم تكوني كاتبة, ماذا كنت تحبي أن تكوني؟
كاتبة طبعاً, وفقط كاتبه. واعلامية مثلما اعمل الان استاذة فى كلية الاعلام لانقل خبراتى واحاسيسي للتلاميذ
كم ساعة تكتبد جيلان حمزة في اليوم؟
اكتب 24 ساعة في 24 ساعة, لا أنام, وإن نمت دون أن أفرغ ما بجعبتي أقلق, وأحب هذا القلق الكتابي كثيراً فبدونه لا أستطيع إنجاب الإبداع, فالعطاء يشبه الولادة العسيرة, أرتاح عندما ألد مولودي وأضعه على الورق.
هل حسب رأيكِ يوجد أدب نسوي؟
دينا: انا ضد تمييز الادب ان هذا رجالى وهذا نسوي ولكن مع اعتراضي على التسمية فنعم, الأدب النسوي الآن بتقدم مستمر, لقد وصلتني مؤخراً عشرات المؤلفات لنساء أديبات في العالم العربي والغربي, لم تعد المرأة تكتب عن أحاسيسها الجياشة نحو الرجل, ولم تعد رهينة كلمات تكشف عن أسرار مكنوناتها, بل أصبحت أنضج مما يتوقعه الرجل, واقعية تحكم العالم بواقعيتها, جريئة وليست صريحة, حالمة ومتحكمة.
نصيحتكِ لكل كاتبة مبتدىء
أقول لكل كاتب، أكتب بقلبكَ ولا تكتب بقلمكَ, ثم أهم شىء هو القراءة المتنوعة, فالكتابة مسؤولية كبيرة, والمبدع الحقيقي يجب أن يعمل من أجل الكلمة الصادقة, الكتابة جرأة وتفكير، هي الولوج الى المكنونات وتجريدها من ذاتها, على الكاتب المسؤول أن يكون لديه موقف ورأي, فرسالة الكاتب هامة جداً في تطوير الحياة والبشرية. ثم أقول للكاتب, إن أردتَ أن تختار هذا الطريق, فهو صعب جدا, وإن قررت بالفعل المشي في طرقاته الصعبة يجب عليكَ المثابره والصمود, الوقوف في وجه الريح, وإشهار مسدس الحقيقة أمام الوجود. الكاتب الحقيقي لا أقنعة له, لا زيف, لأن الكلمة الصادقة تساوي الملايين
لماذا يكتب الكاتب؟
لا اعتقد ان هناك سبباً واحداً ولعل الرغبة او الحاجة للكتابة ذات مستويات عدّة. أظن أحياناً ان الهدف أناني. كما نحاول كآباء وامهات تخليد جيناتنا الطبيعية عن طريق اطفالنا لعل الكاتب يحاول من دون ان يعي ذلك تماماً تخليد جيناته الفكرية عن طريق الآثار التي يتركها لمن بعده. لكن هذه نظرية. حولنا معاناة ومآسي وظلم وفقر وتشريد وحب ولي رأي فيها أريد ان تُتاح لي الفرصة للادلاء به. مهمتي تنتهي بتقديم ما عندي الا ان الحكم النهائي هو القارئ. وربما رأيتَ أنه ليس هناك نشاط في الدنيا اكثر ديمقراطية من الكتابة. الكاتب، لحسن الحظ، لا يستطيع فرض كتابه على الناس. هم فقط يقررون قبوله او رفضه فإما ان ينتهي الكتاب في عقول الناس وقلوبهم واما ان ينتهي وراء الباب مصداً للريح

ليست هناك تعليقات: