شوقي مسلماني
أستطيع وبكلّ صدق وجرأة أن أقول أنّ المذيعة اللبنانيّة ميّ شدياق كانت قليلة الشعبيّة ـ في محيطي على الأقل ـ قبل محاولة إغتيالها الآثمة وذلك لأكثر من سبب رغم جرأتها النادرة وسعة إطّلاعها على الأحداث المحليّة اللبنانيّة والعربيّة والدوليّة.
أستطيع وبكلّ صدق وجرأة أن أقول أنّ المذيعة اللبنانيّة ميّ شدياق كانت قليلة الشعبيّة ـ في محيطي على الأقل ـ قبل محاولة إغتيالها الآثمة وذلك لأكثر من سبب رغم جرأتها النادرة وسعة إطّلاعها على الأحداث المحليّة اللبنانيّة والعربيّة والدوليّة.
ومن أسباب قلّة شعبيّتها (أكرِّر وأقول: في محيطي الذي ينظر إلى الأمور من زاوية مختلفة) أنّها كانت تحاور ذاتها إذا كان ضيفها على هواها وتتجنّب توجيه أي سؤال حقيقي، فيما المشاهد القلِق والحذِر يريد من المذيع أو المذيعة إلقاء الأسئلة التي يريد هو أجوبة عليها.
كما من أسباب عدم شعبيّتها التضييق على الضيف الذي لا يناسبها حتى شاع أنّه إذا سُئلَ الضيف المختلف عن مواعيده غداً أجاب أنّه هو سيجري حواراً مع ميّ شدياق في برنامج "نهاركم سعيد" كإشارة إلى أنّ الوقت المخصّص للبرنامج ستستهلكه ميّ وهو الذي سيوجّه الأسئلة، بالإضافة طبعاً إلى تحويلها البرنامج إلى منبر دعائي سياسي لفريق على رغم معرفتها، وهي المدرّسة الجامعيّة لمادّة الإعلام، أنّ مهمّة الإعلامي هي أوّلاً وأخيراً الكشف (أتجرّأ وأقول أخيراً) عن حقائق أخرى، وأحد لا يستطيع أنّ يدّعي أنّه يملكها وحده.
ومهما يكن، فبعد محاولة اغتيالها البشعة والحقيرة لاحظتُ أمراً وهو أنّ كلّ المتضايقين سابقاً من ميّ وفور سماعهم لنبأ محاولة إغتيالها شعروا بالحرج الشديد ثمّ القرف وشتموا الفاعلين بأقذع الشتائم وأقرّوا أنّهم وإن كانوا يعارضونها في مجالات شتّى غير أنّهم في العمق كانوا يقدِّرون مواهبها وقوّة شخصيّتها ونجاحها الباهر في الترويج لما تؤمن به (إذا يحقّ لنا استخدام كلمة ترويج).
وفي الساعة العاشرة والربع من ليل ثلاثاء 4 تمّوز الجاري التقت فضائيّة "أل بي سي" ممثّلةً بالمذيعة المرموقة شذى عمر في باريس بالشهيدة الحيّة ميّ شدياق، وكان حوار مطوّل ومؤثِّر في آنٍ معاً فيه برزت مي كإمرأة حديديّة حقّاً، مقدامة، ذكيّة، واضحة، حاضرة الذهن ولمّاحة. لم تتورّط في تسمية جهة معيّنة حاولتْ إغتيالها كما يتسرّع كثيرون سياسيّون وإعلاميّون نصّبوا أنفسهم على حين غرّة قضاةً ومحقّقين ومحامين وجلاّدين.
ومهما يكن، فبعد محاولة اغتيالها البشعة والحقيرة لاحظتُ أمراً وهو أنّ كلّ المتضايقين سابقاً من ميّ وفور سماعهم لنبأ محاولة إغتيالها شعروا بالحرج الشديد ثمّ القرف وشتموا الفاعلين بأقذع الشتائم وأقرّوا أنّهم وإن كانوا يعارضونها في مجالات شتّى غير أنّهم في العمق كانوا يقدِّرون مواهبها وقوّة شخصيّتها ونجاحها الباهر في الترويج لما تؤمن به (إذا يحقّ لنا استخدام كلمة ترويج).
وفي الساعة العاشرة والربع من ليل ثلاثاء 4 تمّوز الجاري التقت فضائيّة "أل بي سي" ممثّلةً بالمذيعة المرموقة شذى عمر في باريس بالشهيدة الحيّة ميّ شدياق، وكان حوار مطوّل ومؤثِّر في آنٍ معاً فيه برزت مي كإمرأة حديديّة حقّاً، مقدامة، ذكيّة، واضحة، حاضرة الذهن ولمّاحة. لم تتورّط في تسمية جهة معيّنة حاولتْ إغتيالها كما يتسرّع كثيرون سياسيّون وإعلاميّون نصّبوا أنفسهم على حين غرّة قضاةً ومحقّقين ومحامين وجلاّدين.
أيضاً أعادت تأكيدها أنّها لا يضيرها أن تكون متعاطفة (وهذا حقّها المقدّس) مع طرف سياسي محدّد لم تذكره بالإسم وإن كان الجميع يعرف من هو هذا الطرف.
وأيضاً وجّهتْ نقداً لاذعاً لسلطة قوى 14 آذار، وهي السلطة التي تنتصر لها ميّ "لتقاعسها" في فتح ملفّ مَنْ حاول اغتيالها. ووجّهت نقداً أكثر شراسة للسلطة ذاتها في تعاطيها مع ملفّ الشهيد جبران التويني متسائلةً عن عدد المرّات التي يجب أن "ندفن بها جبران" بسبب التقاعس في مسح مكان الجريمة. وتساءلتْ ضمنيّاً عن أسباب تراجع قوى 14 آذار أمام هجوم القوى الأخرى التي من المفترض أن تكون هي التي تتراجع. ووعدت الجمهور بثقة نادرة أنّها راجعة إلى ميدانها الإعلامي من خلال برنامج سياسي أيضاً بامتياز.
لكن أكثر ما لفتَ في اللقاء هو قدرة ميّ الساحرة حقّاً على الإبتسام وحتى الضحك كطفلة على رغم محنتها التي تنوء بآلامها الجبال. ووجّهت شكرها للجميع على المحبّة التي أحاطوها بها وخصوصاً والدتها والأمير الوليد بن طلال. ولكن أكثر ما أثارني شخصيّاً وجعل الدمعة تطفر من عيني ليس الريبورتاج عن تكريمها ومسارعة طفلة ليبيّة (أي من المقلب الآخر من العالم العربي) لتقترب منها في باريس وتقول لها "أنا أحبّك" وحسب بل أيضاً ذلك الإصرار لدى ميّ على أن تعيش كريمة حرّة، وساعة يد وخاتم كبير كبير كبير في يدها اليسرى.
Shawki46@hotmail.com
لكن أكثر ما لفتَ في اللقاء هو قدرة ميّ الساحرة حقّاً على الإبتسام وحتى الضحك كطفلة على رغم محنتها التي تنوء بآلامها الجبال. ووجّهت شكرها للجميع على المحبّة التي أحاطوها بها وخصوصاً والدتها والأمير الوليد بن طلال. ولكن أكثر ما أثارني شخصيّاً وجعل الدمعة تطفر من عيني ليس الريبورتاج عن تكريمها ومسارعة طفلة ليبيّة (أي من المقلب الآخر من العالم العربي) لتقترب منها في باريس وتقول لها "أنا أحبّك" وحسب بل أيضاً ذلك الإصرار لدى ميّ على أن تعيش كريمة حرّة، وساعة يد وخاتم كبير كبير كبير في يدها اليسرى.
Shawki46@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق