الأربعاء، يوليو 05، 2006

الى سلوى الاسطواني


مازن درويش
ها هي قد رحلت ..
وحسنا فعلت ...
لا مكان لك بيننا في زمن رحيل الكبار .
ها هي قد رحلت لتترك ظلها كزنزانة بيضاء
يحاصرنا في كل مرة نمسك فيها قلما ...
في كل مرة ندعي فيها اننا دفعنا ثمنا ...
في كل مرة نمارس فيها الصحافة ترفا ما زال صوتها ينساب من ذاكرتي "سلوى الاسطواني ..
دمشق " يفوح بعبق الياسمين الدمشقي ينثر شذاه على مساحة الحلم المستحيل كفارس أقسم على اللاعودة .
اشرعت قلمها في وجه الريح لم تثنها عن عشقها للصحافة رصاصة الثوار الطائشة
ولا المحاكم العسكرية
و لاحتى سحب بطاقتها الصحفية
لم يكسرها موت ابنتها
كانت اما للجميع
أوجعها رحيل الاصدقاء
آلمها تهافت الزملاء
أحزنها جحود المؤسسات
لكن قامتها لم تكن معدة للانحناء
- " ادعو لك بكل خطوة سلامة "
قالتها وصوتها يتهدج كأم تودع طفلها الذي قرر الرحيل
مازحتها : الم تتعبي من الدعاء لي ها قد عدت ولم تبتلعني الغربة كما كنت تظنين
"ستحتاج الى الدعاء هنا اكثر "
وأسرعت الى انهاء الحديث .
أحسست بثقل الكلمات و مشقتها
ودعتها حتى لا اثقل عليها
لكني لم اعلم انها هذه المرة هي من قرر الرحيل
اطلت من شرفتها على الوطن
اطفأت لفافتها الاخيرة
اسدلت ستائر نافذتها
و قررت ان تأخذ اجازتها الأولى منذ أربعين عام
بعض أيام في سبات عميق قبل الرحيل
كانت تقول و لا تقول :
( تعبت يا احفادي الصغارمني من البحارهاتوا لي الكرسي )

ليست هناك تعليقات: