لقراءة جميع مقالات الكاتب انقروا على اسمه الموجود في أسفل هذه الصفحة على الجهة اليسرى:
الاثنين، يوليو 31، 2006
صفحة عبدالله علي الأقزم
لقراءة جميع مقالات الكاتب انقروا على اسمه الموجود في أسفل هذه الصفحة على الجهة اليسرى:
الاسم/ عبدالله علي الأقزم
1ـ نائب رئيس منتدى الكوثر الأدبي
2ـ أشرف على العديد من المنتديات الأدبيَّة كمنتدى الساحل الشرقي.
3ـ حصل على المركز الثالث من بين ثلاثين شاعر في مدينة القطيف في سنة 1422هـ تقريباً
4ـ نال الكثير من الجوائز و الدروع و شهادات التقدير و الأوسمة على الصعيد الأدبي
5ـ نشر ديوانين هما من أمطار العشق و خذني إلى معنى الهوى
و له ستة دواوين تنتظر الطبع
ديوانان ولائيان الطريق إلى الجنة و ديوان خطوات لا تـُزيلُهـا العواصفُ و الديوان الخامس إلى أين يتجه النيزك؟ و السادس خمس دقائق قبل وصول العاصفة و الديوان السابع و للحبِّ رياحٌ شماليَّة و الديوان الثامن ستبقى حبِّيَ الأوَّل
6ـ اختارته مجلة حيكواتي العربيِّة ضمن الشخصيات العربيِّة الأدبيِّة في العصر الحديث مع أسماء شعراء لامعين كمظفر النواب..إلخ
7ـ أحد أعضاء الجمعيَّة الدولية للمترجمين و اللغويين العرب
8ـ أحد كتاب مركز النور في السويد
9ـ أحد كتاب مركز نور الدجى العراقي
10ـ أحد كتاب صحيفة الحقائق الدوليَّة الصادرة من بريطانيا
11ـ أحد شعراء ديوان العرب
12ـ أحد كتاب مجلَّة ليلى الإلكترونيَّة الصادرة من أستراليا
13ـ أحد كتاب مجلة الفوانيس الصادرة من هولندا
14ـ أحد كتاب جريدة الاتجاه الديمقراطية الإلكترونيَّة الفلسطينيَّة
15ـ أحد كتاب مركز الحارس للدراسات و الإعلام الفلسطيني.
16ـ أحد كتاب النخلة و الجيران الأدبي
17ـ أحد كتاب التجديد العربي.
18ـ أحد كتاب مجلَّة أقلام الثقافيِّة.
19ـ أحد كتاب مجلَّة طنجة الأدبيِّة المغربيِّة.
20ـ أحد كتاب مجلَّة حيفا الأدبيَّة الفكريَّة الثقافية الشهريَّة
21ـ أحد كتاب تلسقف الآشوري الكلداني العراق
22ـ أحد كتاب مجلَّة أوتاد الأدبيِّة.
23ـ أحد كتاب قضايا عربيِّة.
24ـ أحد شعراء دار الندوة العربيَّة في هونج كونج
25ـ أحد كتاب جريدة الاتجاه الديمقراطية الإلكترونيَّة الفلسطينيَّة
26ـ أحد كتاب دروب الثقافيِّة
27ـ أحد كتاب كوردستان الإلكترونيِّة
28ـ أحد كتاب عراق الكلمة
29ـ أحد شعراء ديوان و وكالة أنباء شعراء الأردن.
30ـ أحد الشخصيات العربيَّة في الشعر الحديث في مجلَّة حيكواتي العربيَّة.
31ـ أحد شعراء المبدعين العرب في موقع المبدعون العرب
32ـ أحد كتاب مجلة صوت العروبة الصادرة من الولايات المتحدة الإمريكيَّة.
33ـ أحد كتاب جماليا للثقافة و الفنون
34ـ أحد أعضاء رابطة أدباء و كتاب العرب
35ـ أحد كتاب بيتنا الفلسطيني
36ـ أحد كتاب جليانه الأدبيِّة
37ـ أحد كتاب مجلَّة الندوة الثقافيِّة
38ـ أحد كتاب مجلَّة مسارات
39ـ أحد كتاب بوَّابة المغرب الثقافيِّة
40ـ أحد كتاب المركز الإعلامي العراقي
41ـ أحد كتاب كلكامش للدراسات و البحوث الكورديِّة
42ـ أحد كتاب مجلَّة انكيدو الثقافيِّة الحرَّة
43ـ أحد كتاب مركز الإعلام العراقي.
44ـ أحد أعضاء بيت الكاتب العربي
45ـ أحد كتاب جريدة بابل العراقيِّة الإلكترونيِّة
46ـ أحد كتاب صحيفة البلاد العراقيِّة المستقلَّة
47ـ أطلقت عليه الشاعرة الإماراتية حصة هلال الكاتبة في جريدة الحياة لقب شاعر العرب.
48ـ شهدتْ له نائبة رئيس جمعية واتا الدوليِّة للمترجمين و اللغويين
العرب بأنه من أشعر شعراء الجمعيِّة الدوليِّة.
49ـ رشَّحته جريدة الحياة بنسختها السعوديَّة للمنافسة على لقب أمير الشعراء إلا أنه لم يشارك بسبب تحفظاته على المسابقة
50ـ أحد شعراء حركة شعراء العالم
51ـ نشر أكثر من 1225 نشراً أدبياً في وسائل الإعلام المختلفة في سبعة أشهر تقريباً لعام 2007م
52ـ نشر في شتى أنحاء العالم من شرقه إلى غربه و من شماله إلى جنوبه.
1ـ نائب رئيس منتدى الكوثر الأدبي
2ـ أشرف على العديد من المنتديات الأدبيَّة كمنتدى الساحل الشرقي.
3ـ حصل على المركز الثالث من بين ثلاثين شاعر في مدينة القطيف في سنة 1422هـ تقريباً
4ـ نال الكثير من الجوائز و الدروع و شهادات التقدير و الأوسمة على الصعيد الأدبي
5ـ نشر ديوانين هما من أمطار العشق و خذني إلى معنى الهوى
و له ستة دواوين تنتظر الطبع
ديوانان ولائيان الطريق إلى الجنة و ديوان خطوات لا تـُزيلُهـا العواصفُ و الديوان الخامس إلى أين يتجه النيزك؟ و السادس خمس دقائق قبل وصول العاصفة و الديوان السابع و للحبِّ رياحٌ شماليَّة و الديوان الثامن ستبقى حبِّيَ الأوَّل
6ـ اختارته مجلة حيكواتي العربيِّة ضمن الشخصيات العربيِّة الأدبيِّة في العصر الحديث مع أسماء شعراء لامعين كمظفر النواب..إلخ
7ـ أحد أعضاء الجمعيَّة الدولية للمترجمين و اللغويين العرب
8ـ أحد كتاب مركز النور في السويد
9ـ أحد كتاب مركز نور الدجى العراقي
10ـ أحد كتاب صحيفة الحقائق الدوليَّة الصادرة من بريطانيا
11ـ أحد شعراء ديوان العرب
12ـ أحد كتاب مجلَّة ليلى الإلكترونيَّة الصادرة من أستراليا
13ـ أحد كتاب مجلة الفوانيس الصادرة من هولندا
14ـ أحد كتاب جريدة الاتجاه الديمقراطية الإلكترونيَّة الفلسطينيَّة
15ـ أحد كتاب مركز الحارس للدراسات و الإعلام الفلسطيني.
16ـ أحد كتاب النخلة و الجيران الأدبي
17ـ أحد كتاب التجديد العربي.
18ـ أحد كتاب مجلَّة أقلام الثقافيِّة.
19ـ أحد كتاب مجلَّة طنجة الأدبيِّة المغربيِّة.
20ـ أحد كتاب مجلَّة حيفا الأدبيَّة الفكريَّة الثقافية الشهريَّة
21ـ أحد كتاب تلسقف الآشوري الكلداني العراق
22ـ أحد كتاب مجلَّة أوتاد الأدبيِّة.
23ـ أحد كتاب قضايا عربيِّة.
24ـ أحد شعراء دار الندوة العربيَّة في هونج كونج
25ـ أحد كتاب جريدة الاتجاه الديمقراطية الإلكترونيَّة الفلسطينيَّة
26ـ أحد كتاب دروب الثقافيِّة
27ـ أحد كتاب كوردستان الإلكترونيِّة
28ـ أحد كتاب عراق الكلمة
29ـ أحد شعراء ديوان و وكالة أنباء شعراء الأردن.
30ـ أحد الشخصيات العربيَّة في الشعر الحديث في مجلَّة حيكواتي العربيَّة.
31ـ أحد شعراء المبدعين العرب في موقع المبدعون العرب
32ـ أحد كتاب مجلة صوت العروبة الصادرة من الولايات المتحدة الإمريكيَّة.
33ـ أحد كتاب جماليا للثقافة و الفنون
34ـ أحد أعضاء رابطة أدباء و كتاب العرب
35ـ أحد كتاب بيتنا الفلسطيني
36ـ أحد كتاب جليانه الأدبيِّة
37ـ أحد كتاب مجلَّة الندوة الثقافيِّة
38ـ أحد كتاب مجلَّة مسارات
39ـ أحد كتاب بوَّابة المغرب الثقافيِّة
40ـ أحد كتاب المركز الإعلامي العراقي
41ـ أحد كتاب كلكامش للدراسات و البحوث الكورديِّة
42ـ أحد كتاب مجلَّة انكيدو الثقافيِّة الحرَّة
43ـ أحد كتاب مركز الإعلام العراقي.
44ـ أحد أعضاء بيت الكاتب العربي
45ـ أحد كتاب جريدة بابل العراقيِّة الإلكترونيِّة
46ـ أحد كتاب صحيفة البلاد العراقيِّة المستقلَّة
47ـ أطلقت عليه الشاعرة الإماراتية حصة هلال الكاتبة في جريدة الحياة لقب شاعر العرب.
48ـ شهدتْ له نائبة رئيس جمعية واتا الدوليِّة للمترجمين و اللغويين
العرب بأنه من أشعر شعراء الجمعيِّة الدوليِّة.
49ـ رشَّحته جريدة الحياة بنسختها السعوديَّة للمنافسة على لقب أمير الشعراء إلا أنه لم يشارك بسبب تحفظاته على المسابقة
50ـ أحد شعراء حركة شعراء العالم
51ـ نشر أكثر من 1225 نشراً أدبياً في وسائل الإعلام المختلفة في سبعة أشهر تقريباً لعام 2007م
52ـ نشر في شتى أنحاء العالم من شرقه إلى غربه و من شماله إلى جنوبه.
Labels:
عبدالله علي الأقزم
مأساة قانا
مأساة قانا هي محفز جديد لحل دولي جذري وعاجل لحال الفوضى
الميليشياوية والأصولية في لبنان
تتقدم المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية بأحر التعازي القلبية من ذوي اللبنانيين الجنوبيين المدنيين الذين فجعوا أمس الأحد بفقدان أعزاء عليهم في بلدة قانا من جراء أعمال العنف المتتابعة فصولاً دامية منذ ثلاثة أسابيع، وتتضرع إلى الله سبحانه تعالى أن يسكن أرواح الضحايا الأبرياء فسيح جناته ويلهم عائلاتهم وأقربائهم الصبر والسلوان.
تستنكر المنسقية الحادث المؤلم وتحث الأمم المتحدة التي لها قوات حفظ سلام في الجنوب اللبناني على تشكل لجنة تحقيق دولية ذات اختصاص لإجراء التحقيقات اللازمة في كل تفاصيل الحادث وتحديد أسبابه والمسؤوليات.
تنتهز المنسقية هذه السانحة المؤلمة لتجدد دعوتها كل الدول المعنية في الأزمنة اللبنانية الإسرائيلية الحالية إلى ضرورة العمل الجاد والسريع على إيجاد حل شامل وكامل لها في إطار القرار الدولي رقم 1559 وما تلاه من قرارات، وتنفيذ ما تبقى من بنودها بواسطة قوات دولية فارضة للسلام يتم إرسالها فوراً إلى لبنان تحت مظلة الأمم المتحدة، على أن يشمل انتشارها أيضاً الحدود السورية اللبنانية.
إن مأساة الأمس ورغم كل الحزن والأسى واللوعة الذين سببتهم ما هي إلا عارضاً من أعراض المرض الأساسي الذي بلي به لبنان منذ سنين طويلة وهو مرض غياب وتغييب السلطة الشرعية اللبنانية بسبب وجود مليشيات مسلحة لبنانية وفلسطينية مذهبية وعقائدية في مقدمها حزب الله التابع كلياً للحكم الأصولي الإيراني فكراً وتمويلاً، أهدافاً وتسليحاً وقراراً، وهو الفريق المسؤول ليس فقط عن التسبب بجريمة قانا أمس، بل أيضاً إشعال فتيل الحرب الحالية بقرار أحادي خدمة لمخططات وأطماع أسياده في دمشق وطهران.
لقد أقام حزب الله والميليشيات الفلسطينية بالقوة وبدعم مباشر من سوريا وإيران دويلات ومربعات أمنية لهم داخل لبنان مصادرين بقوة ليس فقط قرار وسلطة ومؤسسات الدولة، بل أيضاً حرية وقرار شرائح الشعب اللبناني كافة، متحدين في الوقت عينه الشرعية الدولية وكل قراراتها ومعرضين السلام في الشرق الأوسط والعالم للخطر الشديد.
هذا وتطالب المنسقية مجلس الأمن الدولي الذي يعمل جاهداً لإصدار قرار جديد حول المأساة اللبنانية أن يشمل قراره هذا بنداً ملزماً للحكومة اللبنانية يكفل عودة كل المهجرين بنتيجة الأحداث الحالية إلى منازلهم وبلداتهم، وأيضاً عودة الذين هجروا من الجنوب إلى إسرائيل في أيار سنة 2000 وذلك بحرية تامة دون أية ملاحقات قانونية والتعويض المادي والمعنوي على كل ما أصابهم من ظلم وافتراءات وخسائر.
كما تطالب المنسقية أن يشمل القرار الدولي الجديد بنداً ثانياً ملزماً للسلطات السورية للإفراج فوراً عن مئات المعتقلين من اللبنانيين اعتباطاً في سجونها منذ سنين طويلة دون أي مبرر قانوني، وذلك في إطار الحل الذي سيتم التوافق بشأنه حول الرهائن والمساجين بين إسرائيل وحزب الله.
الأمين العام للمنسقية/الياس بجاني
المنسقق العام للمنسقية/طوني مونس
النوادي والمؤسسات الكندية اللبنانية المنضوية تحت مظلة المنسقية كما هو مبين في أسفل هي تجمعات غير نفعية مسجلة في الدوائر الكندية الرسمية ذات الاختصاص وتعمل ضمن رخص ممنوحة لها، وهي غير مرتبطة سياسياً بأي مجموعات أو أحزاب غير كندية، وهي: الاتحاد اللبناني الكندي لحقوق الانسان، النادي الكندي الفنيقي، نادي ماسيسوكا الفنيقي، نادي التيار الوطني الحر الكندي اللبناني، أف بي أم كندا، الجامعة اللبنانية الثقافية الحرة في كندا، النادي الكندي اللبناني المسيحي للتراث.
الميليشياوية والأصولية في لبنان
تتقدم المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية بأحر التعازي القلبية من ذوي اللبنانيين الجنوبيين المدنيين الذين فجعوا أمس الأحد بفقدان أعزاء عليهم في بلدة قانا من جراء أعمال العنف المتتابعة فصولاً دامية منذ ثلاثة أسابيع، وتتضرع إلى الله سبحانه تعالى أن يسكن أرواح الضحايا الأبرياء فسيح جناته ويلهم عائلاتهم وأقربائهم الصبر والسلوان.
تستنكر المنسقية الحادث المؤلم وتحث الأمم المتحدة التي لها قوات حفظ سلام في الجنوب اللبناني على تشكل لجنة تحقيق دولية ذات اختصاص لإجراء التحقيقات اللازمة في كل تفاصيل الحادث وتحديد أسبابه والمسؤوليات.
تنتهز المنسقية هذه السانحة المؤلمة لتجدد دعوتها كل الدول المعنية في الأزمنة اللبنانية الإسرائيلية الحالية إلى ضرورة العمل الجاد والسريع على إيجاد حل شامل وكامل لها في إطار القرار الدولي رقم 1559 وما تلاه من قرارات، وتنفيذ ما تبقى من بنودها بواسطة قوات دولية فارضة للسلام يتم إرسالها فوراً إلى لبنان تحت مظلة الأمم المتحدة، على أن يشمل انتشارها أيضاً الحدود السورية اللبنانية.
إن مأساة الأمس ورغم كل الحزن والأسى واللوعة الذين سببتهم ما هي إلا عارضاً من أعراض المرض الأساسي الذي بلي به لبنان منذ سنين طويلة وهو مرض غياب وتغييب السلطة الشرعية اللبنانية بسبب وجود مليشيات مسلحة لبنانية وفلسطينية مذهبية وعقائدية في مقدمها حزب الله التابع كلياً للحكم الأصولي الإيراني فكراً وتمويلاً، أهدافاً وتسليحاً وقراراً، وهو الفريق المسؤول ليس فقط عن التسبب بجريمة قانا أمس، بل أيضاً إشعال فتيل الحرب الحالية بقرار أحادي خدمة لمخططات وأطماع أسياده في دمشق وطهران.
لقد أقام حزب الله والميليشيات الفلسطينية بالقوة وبدعم مباشر من سوريا وإيران دويلات ومربعات أمنية لهم داخل لبنان مصادرين بقوة ليس فقط قرار وسلطة ومؤسسات الدولة، بل أيضاً حرية وقرار شرائح الشعب اللبناني كافة، متحدين في الوقت عينه الشرعية الدولية وكل قراراتها ومعرضين السلام في الشرق الأوسط والعالم للخطر الشديد.
هذا وتطالب المنسقية مجلس الأمن الدولي الذي يعمل جاهداً لإصدار قرار جديد حول المأساة اللبنانية أن يشمل قراره هذا بنداً ملزماً للحكومة اللبنانية يكفل عودة كل المهجرين بنتيجة الأحداث الحالية إلى منازلهم وبلداتهم، وأيضاً عودة الذين هجروا من الجنوب إلى إسرائيل في أيار سنة 2000 وذلك بحرية تامة دون أية ملاحقات قانونية والتعويض المادي والمعنوي على كل ما أصابهم من ظلم وافتراءات وخسائر.
كما تطالب المنسقية أن يشمل القرار الدولي الجديد بنداً ثانياً ملزماً للسلطات السورية للإفراج فوراً عن مئات المعتقلين من اللبنانيين اعتباطاً في سجونها منذ سنين طويلة دون أي مبرر قانوني، وذلك في إطار الحل الذي سيتم التوافق بشأنه حول الرهائن والمساجين بين إسرائيل وحزب الله.
الأمين العام للمنسقية/الياس بجاني
المنسقق العام للمنسقية/طوني مونس
النوادي والمؤسسات الكندية اللبنانية المنضوية تحت مظلة المنسقية كما هو مبين في أسفل هي تجمعات غير نفعية مسجلة في الدوائر الكندية الرسمية ذات الاختصاص وتعمل ضمن رخص ممنوحة لها، وهي غير مرتبطة سياسياً بأي مجموعات أو أحزاب غير كندية، وهي: الاتحاد اللبناني الكندي لحقوق الانسان، النادي الكندي الفنيقي، نادي ماسيسوكا الفنيقي، نادي التيار الوطني الحر الكندي اللبناني، أف بي أم كندا، الجامعة اللبنانية الثقافية الحرة في كندا، النادي الكندي اللبناني المسيحي للتراث.
السبت، يوليو 29، 2006
لنا حق في القطاع المصرفي
خليل زينل
يزخر القطاع المصرفي وفي ظل النسبة العالية من البحرنة على العديد من الكوادر والكفاءات البحرينية والتي تحمل العديد من القناعات الاجتماعية والسياسية التي تمثل حديقة البحرين المتنوعة وفي ظل الانفتاح الحضاري نجد المشاركة النسائية بارزة ولكن للأسف غير مستفاد منها عدا السكرتاريا وفي صورة معاكسة لما نتمنى ومعاكسة لأرقام وسجلات قائمة الشرف السنوية وغيرها.
المتتبع لحالة التنمية الأقتصادية يلاحظ التوسع الكبير في قطاع البنوك والتأمين، حيث يشير المسح السنوي لأدارة الاستقرار المالي بمؤسسة نقد البحرين بأن عدد المصارف والمؤسسات المالية المرخصة من قبل مؤسسة نقد البحرين نهاية 2005م قد بلغت 365 مؤسسة بين مصارف وتأمين وتحويل اموال ووسطاء تأمين وماليين وان عدد العاملين في هذا القطاع الخدماتي الحيوي والمهم قد زاد ليصل الى 8219 بنسبة زيادة بلغت 9%عن العام السابق، جل هذه الزيادة تكمن في البنوك الاسلامية من حيث عدد العاملين او المؤسسات او حتى الموجودات والسيولة النقدية والمشاريع الاستثمارية غير الصناعية المليونية و المليارية، والى هنا لا خلاف في ذلك.
ففي الثلاثة عقود الماضية لم تتغير خارطة البنوك التجارية، الوطنية منها والاجنبية بل كلها بلا استثناء مراعاة لأجواء الصحوة الاسلامية والمنافسة التجارية اسست وحدات ااسلامية حيث المعاملات المصرفية بغطاء او تخريجة شرعية ولم يكتب لاي منهم النجاح الباهر وتم التعاطي مع ظاهرة الصحوة الاسلامية بكثير من المرونة والتنازل عن قيم العمل الاجتماعي حيث دخلت مفردات الحشمة والطهارة والحلال والحرام في صياغة تلك السياسات والخطوات التنفيذية خاصة في طريقة التعامل مع وبين الموظفين ولولا هامش المنافسة التجارية مع البنوك الاخرى وبلدان الجوار المنطلقة بقوة والمناورة السياسية في الاستفادة من تعدد الاجتهادات الفقهية ضمن الدين والطائفة والمذهب الواحد، لما امكن صد هذه الموجة.. ولولا تخريجات ومكافأة ومساعدات سنوية ودورية للجمعيات والصناديق الخيرية- الذراع الاجتماعي والمالي للجمعيات الدينية الاسلامية تحديداً – ولما امكن التعاطي بأيجابية في صد هذه الموجة، ولكن هل انتهت اللعبة بين اطراف الصراع الاجتماعي نحو التقدم والانفتاح الاجتماعي؟ لننظر الى الجانب الآخر من اللوحة المالية وتنافسها الشرس ، فمع قدوم الرساميل الخليجية والسماح لها بألاستثمار كبنوك اسلامية ((اسلامياً)) فقد تأطرت بضوابط بلدان الام وانظمة المركز الرئيسي لتلك البنوك الواقعة شرق الخليج وغربها، كل يبكي على ليلاه بطريقته وكل يبحث عن ليلاه بطريقته الفقهية والطائفية في صورة فاضحة للتمييز ضد المرأة، فبعد تثبيت اركان الدولة الاسلامية ودستورها الطائفي بدأت الضغوطات والممارسات التمييزية ضد النساء غير المحجبات ومن يود البقاء في وظيفتها عليها بالحجاب، في صورة تعكس ضعف مؤسسة نقد البحرين في ظل انعدام الديمقراطية وحرية التعبير ومؤسسات المجتمع المدني آنذاك فألي اين المصير؟ البعض تقاعد قسرياً بدون مزايا والآخر اندمج في البنوك التجارية ضمن حالة التنوع الاجتماعي في بنوك البحرين. وعندما يأتي القرار قسرياً فرضياً بشروط قوى السوق وبرواتب اقل رغم ان البنكين التابعين للقطاع الخاص والعام للدولة الاسلامية الجارة تعمل في البحرين وفق قوانين دولة – مملكة البحرين و تحت خانة البنوك التجارية وليست الاسلامية وحتى في مرحلة الانتقال الى الدمج الكلي والتحول الى مصرف وطني، ظل هاجس التمييز ضد المرأة واضح ليس في التوظيف فقط بل حتى في تدريب الجامعيات ان وجدن حيث يتم اختبارهن وفق مواصفات الانتماء الى هوية ثقافية وطائفية محددة وبالضرورة بالحجاب الشرعي وهذا غير مكتوب وموثق في عقود العمل ولكن مثبت عرفاً ويفرض شفاهة، وللتأكيد اكثر في المقارنة بين الصورة والاصل يطلب حضور المتدربة بثيابها الشرعية للمقابلة قبل بدء التدريب الرسمي واللبيب بالاشارة يفهم واللغة العربية آخر اللغات المستعملة، والسؤال هو هل دور مؤسسة نقد البحرين الرقابي تكمن في تدقيق صحة العمليات والقيود والأرقام فقط؟ ماذا عن قوانين المملكة، ودستورها ميثاقها، قانونها التجاري، قانون مؤسسة نقد البحرين وقانون التنوع الثقافي والاثني والطائفي والجنسي في مجتمعنا المتحضر؟ فأين هي المؤسسات التشريعية- البرلمان الغارق في مشاحناته الجانبية – من ذلك واين دور وتأثير مؤسسات المجتمع المدني والنقابات والجمعيات النسائية المعنية بذلك؟
تلك الاسئلة المحيرة تنطلق الى الصفة الاخرى من بنوك الخليج الاسلامية فهي القناة التي كانت توصل المعونات المالية لقواعد الارهاب حيث تم رصدها، حيث تتداخل مالياً تصدير الرز البسمتي الباكستاني بالخشخاش الافغاني زمن حكومة طالبان المدحورة، فقامت كل بلدان العالم وبضغوط خارجية بوضع بعض الضوابط من قبيل تغير اللغة الى الانجليزية في الارقام والمرادفة بالعربية في المخاطبة والمكاتبة وتغيير السنة المالية الى ميلادية بما يتوافق وجميع الاسواق واللغات والثقافات العالمية، فالمذكرة التفسيرية لتعديلات دستور مملكة البحرين الصادر سنة 2002م ينص تفسيره للشؤون المالية صـ69 على " ولما كان الميثاق قد وجه الى مسايرة الاتجاهات العالمية، حرصت التعديلات الدستورية على مسايرة ما يتفق من هذه الاتجاهات مع الظروف الخاصة بمملكة البحرين!؟
البنوك الأسلامية تتمدد مالياً وذكورياً ولا وجود للمرأة واذا وجدت اما في اقسام النساء الخاصة في عزل غريب عن تنوع المجتمع او على اصابع اليد وبشروط المؤسسة الدينية والفقهية وليس المؤسسة المالية في الكفاءة كمعيار حيث تنص المادة 18 من دستور مملكة البحرين على " الناس سواسوية في الكرامة الانسانية، ويتساوي المواطنون في الحقوق والواجبات العامة، لا تميز بينهم في ذلك بسبب الجنس او الاصل او اللغة او الدين او العقيدة " كذلك الفقرة الاخيرة والعامة من المادة الرابعة الباب الثاني للدستور في المقومات الاساسية للمجتمع " تكافؤ الفرص بين المواطنين دعامات للمجتمع تكفلها الدولة" فأين الدولة ومؤسسة نقد البحرين من ممارسات البنوك المسماة الاسلامية والتي تفرض التمييز ضد النساء.. ضد نصف المجتمع.. ضد دستور المجتمع المكتوب والمعدل في 2002م وضد دستورنا الحضاري والذي ارتضيناه تنوعاً وتقدماً منذ عقود بل عصور الحضارات الدلمونية التليدة ام نحن الى كهوف التشدد والتمييز ذاهبون؟ لماذا البنوك التجارية – وطنية واجنبية تقبل كل التنوع بدون تمييز والبنوك المسماة اسلامية تفرض علينا وعلى نسائنا التمييز دون تنوع؟ فهل بهكذا تفكير وممارسات نبني البروج والحضارات؟
المتتبع لحالة التنمية الأقتصادية يلاحظ التوسع الكبير في قطاع البنوك والتأمين، حيث يشير المسح السنوي لأدارة الاستقرار المالي بمؤسسة نقد البحرين بأن عدد المصارف والمؤسسات المالية المرخصة من قبل مؤسسة نقد البحرين نهاية 2005م قد بلغت 365 مؤسسة بين مصارف وتأمين وتحويل اموال ووسطاء تأمين وماليين وان عدد العاملين في هذا القطاع الخدماتي الحيوي والمهم قد زاد ليصل الى 8219 بنسبة زيادة بلغت 9%عن العام السابق، جل هذه الزيادة تكمن في البنوك الاسلامية من حيث عدد العاملين او المؤسسات او حتى الموجودات والسيولة النقدية والمشاريع الاستثمارية غير الصناعية المليونية و المليارية، والى هنا لا خلاف في ذلك.
ففي الثلاثة عقود الماضية لم تتغير خارطة البنوك التجارية، الوطنية منها والاجنبية بل كلها بلا استثناء مراعاة لأجواء الصحوة الاسلامية والمنافسة التجارية اسست وحدات ااسلامية حيث المعاملات المصرفية بغطاء او تخريجة شرعية ولم يكتب لاي منهم النجاح الباهر وتم التعاطي مع ظاهرة الصحوة الاسلامية بكثير من المرونة والتنازل عن قيم العمل الاجتماعي حيث دخلت مفردات الحشمة والطهارة والحلال والحرام في صياغة تلك السياسات والخطوات التنفيذية خاصة في طريقة التعامل مع وبين الموظفين ولولا هامش المنافسة التجارية مع البنوك الاخرى وبلدان الجوار المنطلقة بقوة والمناورة السياسية في الاستفادة من تعدد الاجتهادات الفقهية ضمن الدين والطائفة والمذهب الواحد، لما امكن صد هذه الموجة.. ولولا تخريجات ومكافأة ومساعدات سنوية ودورية للجمعيات والصناديق الخيرية- الذراع الاجتماعي والمالي للجمعيات الدينية الاسلامية تحديداً – ولما امكن التعاطي بأيجابية في صد هذه الموجة، ولكن هل انتهت اللعبة بين اطراف الصراع الاجتماعي نحو التقدم والانفتاح الاجتماعي؟ لننظر الى الجانب الآخر من اللوحة المالية وتنافسها الشرس ، فمع قدوم الرساميل الخليجية والسماح لها بألاستثمار كبنوك اسلامية ((اسلامياً)) فقد تأطرت بضوابط بلدان الام وانظمة المركز الرئيسي لتلك البنوك الواقعة شرق الخليج وغربها، كل يبكي على ليلاه بطريقته وكل يبحث عن ليلاه بطريقته الفقهية والطائفية في صورة فاضحة للتمييز ضد المرأة، فبعد تثبيت اركان الدولة الاسلامية ودستورها الطائفي بدأت الضغوطات والممارسات التمييزية ضد النساء غير المحجبات ومن يود البقاء في وظيفتها عليها بالحجاب، في صورة تعكس ضعف مؤسسة نقد البحرين في ظل انعدام الديمقراطية وحرية التعبير ومؤسسات المجتمع المدني آنذاك فألي اين المصير؟ البعض تقاعد قسرياً بدون مزايا والآخر اندمج في البنوك التجارية ضمن حالة التنوع الاجتماعي في بنوك البحرين. وعندما يأتي القرار قسرياً فرضياً بشروط قوى السوق وبرواتب اقل رغم ان البنكين التابعين للقطاع الخاص والعام للدولة الاسلامية الجارة تعمل في البحرين وفق قوانين دولة – مملكة البحرين و تحت خانة البنوك التجارية وليست الاسلامية وحتى في مرحلة الانتقال الى الدمج الكلي والتحول الى مصرف وطني، ظل هاجس التمييز ضد المرأة واضح ليس في التوظيف فقط بل حتى في تدريب الجامعيات ان وجدن حيث يتم اختبارهن وفق مواصفات الانتماء الى هوية ثقافية وطائفية محددة وبالضرورة بالحجاب الشرعي وهذا غير مكتوب وموثق في عقود العمل ولكن مثبت عرفاً ويفرض شفاهة، وللتأكيد اكثر في المقارنة بين الصورة والاصل يطلب حضور المتدربة بثيابها الشرعية للمقابلة قبل بدء التدريب الرسمي واللبيب بالاشارة يفهم واللغة العربية آخر اللغات المستعملة، والسؤال هو هل دور مؤسسة نقد البحرين الرقابي تكمن في تدقيق صحة العمليات والقيود والأرقام فقط؟ ماذا عن قوانين المملكة، ودستورها ميثاقها، قانونها التجاري، قانون مؤسسة نقد البحرين وقانون التنوع الثقافي والاثني والطائفي والجنسي في مجتمعنا المتحضر؟ فأين هي المؤسسات التشريعية- البرلمان الغارق في مشاحناته الجانبية – من ذلك واين دور وتأثير مؤسسات المجتمع المدني والنقابات والجمعيات النسائية المعنية بذلك؟
تلك الاسئلة المحيرة تنطلق الى الصفة الاخرى من بنوك الخليج الاسلامية فهي القناة التي كانت توصل المعونات المالية لقواعد الارهاب حيث تم رصدها، حيث تتداخل مالياً تصدير الرز البسمتي الباكستاني بالخشخاش الافغاني زمن حكومة طالبان المدحورة، فقامت كل بلدان العالم وبضغوط خارجية بوضع بعض الضوابط من قبيل تغير اللغة الى الانجليزية في الارقام والمرادفة بالعربية في المخاطبة والمكاتبة وتغيير السنة المالية الى ميلادية بما يتوافق وجميع الاسواق واللغات والثقافات العالمية، فالمذكرة التفسيرية لتعديلات دستور مملكة البحرين الصادر سنة 2002م ينص تفسيره للشؤون المالية صـ69 على " ولما كان الميثاق قد وجه الى مسايرة الاتجاهات العالمية، حرصت التعديلات الدستورية على مسايرة ما يتفق من هذه الاتجاهات مع الظروف الخاصة بمملكة البحرين!؟
البنوك الأسلامية تتمدد مالياً وذكورياً ولا وجود للمرأة واذا وجدت اما في اقسام النساء الخاصة في عزل غريب عن تنوع المجتمع او على اصابع اليد وبشروط المؤسسة الدينية والفقهية وليس المؤسسة المالية في الكفاءة كمعيار حيث تنص المادة 18 من دستور مملكة البحرين على " الناس سواسوية في الكرامة الانسانية، ويتساوي المواطنون في الحقوق والواجبات العامة، لا تميز بينهم في ذلك بسبب الجنس او الاصل او اللغة او الدين او العقيدة " كذلك الفقرة الاخيرة والعامة من المادة الرابعة الباب الثاني للدستور في المقومات الاساسية للمجتمع " تكافؤ الفرص بين المواطنين دعامات للمجتمع تكفلها الدولة" فأين الدولة ومؤسسة نقد البحرين من ممارسات البنوك المسماة الاسلامية والتي تفرض التمييز ضد النساء.. ضد نصف المجتمع.. ضد دستور المجتمع المكتوب والمعدل في 2002م وضد دستورنا الحضاري والذي ارتضيناه تنوعاً وتقدماً منذ عقود بل عصور الحضارات الدلمونية التليدة ام نحن الى كهوف التشدد والتمييز ذاهبون؟ لماذا البنوك التجارية – وطنية واجنبية تقبل كل التنوع بدون تمييز والبنوك المسماة اسلامية تفرض علينا وعلى نسائنا التمييز دون تنوع؟ فهل بهكذا تفكير وممارسات نبني البروج والحضارات؟
الجمعة، يوليو 28، 2006
مقاومة الإرهاب هي المقاومة ... حقا ً
الدكتور عصام عباس
قلت في مقالتي السابقة أنّ.. "الإرهابَ دينٌ مشترك بين الصهاينة والتكفيريين " .. ولما كان هو هكذا ... فيحق للمجتمع أن يقاوم هذا الداء الوخيم بما أوتيَ من قوة ممتثلا لقوله تعالى
((قاتلوهم يُعذبهم الله بأيديكم ويُخْز ِهم وينصركم عليهم ويُشف ِصدورَ قوم ٍمؤمنين))...
نعم ... الفكر الصهيوني منذ نشأته وتغلغله في منطقتنا كان إرهاباً منظما مارس كل أنواع الإرهاب الفكري والسياسي والعسكري بالإضافة للتدمير والقتل ليس على شعب معين بل على شعوب المنطقة كلها..
فهذا الفكر الإرهابي كان ولا زال مدعوما من قوى عظمى لا تخشى إرادة الله ولا تتورع بمعرفة الله... أخذتها العزة بالحال والعنجهية والغطرسة بما امتلكت من تكنولوجيا متطورة وأسلحة فتاكة اغلبها محرمة دولياً لا يردعها رادع ولا تواجهها قوة لغياب قوى المواجهة ، وخنوع أغلب حكومات المنطقة وانصياعها وخذلانها وتقهقرها أمام هذه العنجهية والغطرسة ، وظنا منها أن هذه الحكومات ستكون سياطا ضاربة لإرادة الشعوب المجردة وآلة طيعة بيدها في ضرب هذه الشعوب وقهرها ... متناسية إرادة هذه الشعوب التي تتلمذت في مدرسة الحسين التي علمت الناس دروسا سباقة في طاعة الله ورضاه ، وأخذت جُملا وعبارات في معرفة الحق وتذوقه ...
(( ألسنا على حق ؟؟ فان وقع الموت علينا أم وقعنا عليه فلا نبالي ))...
فخرج من هذه المدرسة جنود أشداء بقوة الله أقوياء بمدد الله لا تأخذهم في الله لومة لائم مؤمنين بالنصر الموعود الذي سيشفي به الله تعالى صدور قوم مؤمنين انتظرَتهمْ طويلا بعد ما خذلتهم حكومات الذل والعار والمهانة من قمع لا رادتهم ومصادرة لهويتهم ...
فقامت المقاومة الشريفة في وجه العدو الصهيوني في جنوب لبنان الأشم لتواجه بمفردها هذا الجيش الكبير والعتاد المتطور.. واجهته بإرادة قوية وإيمان راسخ بقوة الله ومدده ونصره متمتعة بيقين ثابت (( إن ينصركم الله فلا غالب لكم )) ...
وسطرت بعون الله ملاحم العز والإباء وأعطت للقاموس العربي المعنى الحقيقي للمقاومة ، وقلنا لها نعم .. إن مقاومة الإرهاب هي المقاومة حقا..
المقاومة التي دكت المواقع الصهيونية برزم من صواريخ العز والمجد والفخار في عمق العدو...
لا فعل الأذلاء الجبناء الذين ليس بمقدورهم مواجهة الغطرسة والعنجهية والاحتلال وهم أمامه صغار لا قيمة لهم ولا اعتبار.. إنهم قتلة الشعوب بفكرهم الإرهابي التكفيري الذي لم يجد المرء تفسيرا لمعنى قتلهم الأبرياء!! وما معنى تهجيرهم الناس من أوطانهم!! وما معنى صواريخهم التي تضرب المناطق الآمنة في أسواق بغداد ومنازلها وشوارعها الجميلة !!! ... هذه السياسة الرعناء تعلموها واستورثوها من فكر الطغاة الذين حكموا بلادنا أربعة عقود من الزمن ظلما وقتلا وعهرا وطغيانا وتهجيرا ، وهؤلاء التكفيريون كانوا خدمة وجنوداً وأزلاما لذاك النظام المقبور ..
ولكن أين أصبحوا اليوم؟ إنهم في مزبلة التاريخ كأسلافهم الذين واجهتهم شريكة الحسين (زينب المقدسة) ببيانها الساطع وبلاغها الجامع ...
(( إني لأستصغر شأنك، وأستعظم تقريعك، وأستكثر توبيخك.. وما أيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد ورأيك إلا فند))
ونحن طلاب مدرسة الحسين وزينب .. نستصغر شأنهم ونستكثر توبيخهم ونقول لهم ما أيام ظلمكم إلا عدد وما جمعكم إلا بدد وما رأيكم إلا فند...
نعم انه الفكر التكفيري وريث النظام العفلقي الصدامي السيئ الذكر الذي يجب على شعب العراق، تلامذة مدرسة الحسين وزينب مواجهته ومقاومته بإرادة وصلابة وقوة إيمان.. لأنه بالإرادة والتصميم وقوة الإيمان سنصنع مقاومة حقيقية يتباهى بها شعب العراق الأبي في مواجهة الفكر التكفيري الإرهابي الذي انقض على شعبنا بدعم سافر من الصهيونية العالمية وذوي النفوس الرخيصة التي تُباع وتشترى لأنها ابتعدت كل البعد عن شرائع الله وقوانينه السماوية فأصبحت عميلة ذليلة رخيصة لا يهمها إلا استمرارها وبقائها مهيمنة على إرادة الشعب بالقهر والظلم وكم الأفواه ، وأصبحت واجهة للإرهابيين الانتحاريين وغطاء لأعمالهم الرديئة ...
فلنعلنها مدوية مقاومة الإرهاب هي المقاومة ... حقا ً وغيرها فلا ...
ومن هذا نعطي للعالم كله : تعريفا حقيقيا للمقاومة ...
فما هي إلا الإصرار والتصميم على إحقاق الحق وتثبيته وإزهاق الباطل ودحره مهما كان الثمن ومهما بلغت التضحيات...
فدمائنا ليست أغلى من دم الحسين الذي أريق من اجل إصلاح الاعوجاج والانحراف والتردي.. فكان الشعلة الوضاءة على مر الدهور لكل حركة تحرر ، والحجر الأساس لكل نهضة حضارية بنّاءة ...
((فلمْ تقتلوهم ولكنّ الله قتلهم، وما رميتَ إذ رميتَ ولكنّ اللهَ رمى، وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا... ))
صدق الله العلي العظيم
مدير موقع بيت النجمة المحمدية –
قلت في مقالتي السابقة أنّ.. "الإرهابَ دينٌ مشترك بين الصهاينة والتكفيريين " .. ولما كان هو هكذا ... فيحق للمجتمع أن يقاوم هذا الداء الوخيم بما أوتيَ من قوة ممتثلا لقوله تعالى
((قاتلوهم يُعذبهم الله بأيديكم ويُخْز ِهم وينصركم عليهم ويُشف ِصدورَ قوم ٍمؤمنين))...
نعم ... الفكر الصهيوني منذ نشأته وتغلغله في منطقتنا كان إرهاباً منظما مارس كل أنواع الإرهاب الفكري والسياسي والعسكري بالإضافة للتدمير والقتل ليس على شعب معين بل على شعوب المنطقة كلها..
فهذا الفكر الإرهابي كان ولا زال مدعوما من قوى عظمى لا تخشى إرادة الله ولا تتورع بمعرفة الله... أخذتها العزة بالحال والعنجهية والغطرسة بما امتلكت من تكنولوجيا متطورة وأسلحة فتاكة اغلبها محرمة دولياً لا يردعها رادع ولا تواجهها قوة لغياب قوى المواجهة ، وخنوع أغلب حكومات المنطقة وانصياعها وخذلانها وتقهقرها أمام هذه العنجهية والغطرسة ، وظنا منها أن هذه الحكومات ستكون سياطا ضاربة لإرادة الشعوب المجردة وآلة طيعة بيدها في ضرب هذه الشعوب وقهرها ... متناسية إرادة هذه الشعوب التي تتلمذت في مدرسة الحسين التي علمت الناس دروسا سباقة في طاعة الله ورضاه ، وأخذت جُملا وعبارات في معرفة الحق وتذوقه ...
(( ألسنا على حق ؟؟ فان وقع الموت علينا أم وقعنا عليه فلا نبالي ))...
فخرج من هذه المدرسة جنود أشداء بقوة الله أقوياء بمدد الله لا تأخذهم في الله لومة لائم مؤمنين بالنصر الموعود الذي سيشفي به الله تعالى صدور قوم مؤمنين انتظرَتهمْ طويلا بعد ما خذلتهم حكومات الذل والعار والمهانة من قمع لا رادتهم ومصادرة لهويتهم ...
فقامت المقاومة الشريفة في وجه العدو الصهيوني في جنوب لبنان الأشم لتواجه بمفردها هذا الجيش الكبير والعتاد المتطور.. واجهته بإرادة قوية وإيمان راسخ بقوة الله ومدده ونصره متمتعة بيقين ثابت (( إن ينصركم الله فلا غالب لكم )) ...
وسطرت بعون الله ملاحم العز والإباء وأعطت للقاموس العربي المعنى الحقيقي للمقاومة ، وقلنا لها نعم .. إن مقاومة الإرهاب هي المقاومة حقا..
المقاومة التي دكت المواقع الصهيونية برزم من صواريخ العز والمجد والفخار في عمق العدو...
لا فعل الأذلاء الجبناء الذين ليس بمقدورهم مواجهة الغطرسة والعنجهية والاحتلال وهم أمامه صغار لا قيمة لهم ولا اعتبار.. إنهم قتلة الشعوب بفكرهم الإرهابي التكفيري الذي لم يجد المرء تفسيرا لمعنى قتلهم الأبرياء!! وما معنى تهجيرهم الناس من أوطانهم!! وما معنى صواريخهم التي تضرب المناطق الآمنة في أسواق بغداد ومنازلها وشوارعها الجميلة !!! ... هذه السياسة الرعناء تعلموها واستورثوها من فكر الطغاة الذين حكموا بلادنا أربعة عقود من الزمن ظلما وقتلا وعهرا وطغيانا وتهجيرا ، وهؤلاء التكفيريون كانوا خدمة وجنوداً وأزلاما لذاك النظام المقبور ..
ولكن أين أصبحوا اليوم؟ إنهم في مزبلة التاريخ كأسلافهم الذين واجهتهم شريكة الحسين (زينب المقدسة) ببيانها الساطع وبلاغها الجامع ...
(( إني لأستصغر شأنك، وأستعظم تقريعك، وأستكثر توبيخك.. وما أيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد ورأيك إلا فند))
ونحن طلاب مدرسة الحسين وزينب .. نستصغر شأنهم ونستكثر توبيخهم ونقول لهم ما أيام ظلمكم إلا عدد وما جمعكم إلا بدد وما رأيكم إلا فند...
نعم انه الفكر التكفيري وريث النظام العفلقي الصدامي السيئ الذكر الذي يجب على شعب العراق، تلامذة مدرسة الحسين وزينب مواجهته ومقاومته بإرادة وصلابة وقوة إيمان.. لأنه بالإرادة والتصميم وقوة الإيمان سنصنع مقاومة حقيقية يتباهى بها شعب العراق الأبي في مواجهة الفكر التكفيري الإرهابي الذي انقض على شعبنا بدعم سافر من الصهيونية العالمية وذوي النفوس الرخيصة التي تُباع وتشترى لأنها ابتعدت كل البعد عن شرائع الله وقوانينه السماوية فأصبحت عميلة ذليلة رخيصة لا يهمها إلا استمرارها وبقائها مهيمنة على إرادة الشعب بالقهر والظلم وكم الأفواه ، وأصبحت واجهة للإرهابيين الانتحاريين وغطاء لأعمالهم الرديئة ...
فلنعلنها مدوية مقاومة الإرهاب هي المقاومة ... حقا ً وغيرها فلا ...
ومن هذا نعطي للعالم كله : تعريفا حقيقيا للمقاومة ...
فما هي إلا الإصرار والتصميم على إحقاق الحق وتثبيته وإزهاق الباطل ودحره مهما كان الثمن ومهما بلغت التضحيات...
فدمائنا ليست أغلى من دم الحسين الذي أريق من اجل إصلاح الاعوجاج والانحراف والتردي.. فكان الشعلة الوضاءة على مر الدهور لكل حركة تحرر ، والحجر الأساس لكل نهضة حضارية بنّاءة ...
((فلمْ تقتلوهم ولكنّ الله قتلهم، وما رميتَ إذ رميتَ ولكنّ اللهَ رمى، وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا... ))
صدق الله العلي العظيم
مدير موقع بيت النجمة المحمدية –
الأربعاء، يوليو 26، 2006
ارض خصبة
الأب/سيمون عسَّاف
لن ننحو باللائمة على دول شرق ولا غرب، أن الخطأ الأول وليس الأخير هو من فعل الغباء اللبناني في الفرادى والجموع، وهو بالتالي ابن أنانية وطائفية رخيصتين قادتا إلى تدمير كل أضغاث الحالمين.
علامة استفهام ترسمها الصراحة المطلقة:
هل تركيبة لبنان السياسية صحيحة في الأساس؟
وهل كانت لتُُكتب لها الحياة إلى أمد مُسرمد؟
هل عانق العقل النير يوما بين دين ودين ومحى المساحات المدموغة على صخور التباعد والحذر بين اللبنانيين؟
كي لا نضحك على بعصنا ونكون منطقيين نقول بان هناك هوة عميقة حفرها الذهن الموروث في وطن الأديان والمذاهب ولم يردمها الوجدان المتمادي في العمه والعمى؟
كانت الحروب وما زالت تجد ارضها الخصبة في الرقعة الصغيرة عندنا بسبب التناحر للاستئثار على مفاصل الدولة بالقدر الممكن.
هل الطمع بمكاسب بعض الشرائح في القبض على مفاصل حيوية يبني الكيان الوطني ويقيم العمران؟.
لقد سُمّي لبنان عن قصد أو عن غير قصد ملتقى المدنية والحضارات.
وأية حضارات تبشر بثقافة قتل الإنسان وإبادة الآخر؟
أيجوز الحذف والافتراء بهذا الشكل المرذول؟ متى فكَّر العرب بلبنان مرآة إشعاع وسفينة خلاص وهم يجعلون منه مكبَّا لنفاياتهم ومحطة لمآربهم وماخورا لغرائزهم والرغبات.
لماذا لم يعرف هذا البلد استقرارا وكأنه منذور للخضوع إلى آيات الكتب وفرائض النعرات.
لماذا المداخلات الهدامة لقيادات من قيادات أخرى تضاهيها تمثيلا وقدرة ونضجا ونظافة وقراءة ورؤية؟
هل كان مسموحا التراخي والالتهاء بالقشور واللجوء إلى ذرائع وحجج او هي من خيوط العنكبوت؟
وحده التعالي عن المحسوبية والارتقاء إلى مستوى المصالح الوطنية كان يدفع بعجلة الحُكم ويجنب السقوط في منزلقات الأغلاط والخطر لو قُدِّر لمسؤولين محترمين إدارة الدفة.
كيف والوضع هشّ يتداعى العمار لدن هبة ريح، يرضى المولجون ببقاء واحد مقتدر له وزن وثقل خارج آلية المسؤولية في الخطب الجلل؟
أما كان من المفروض أن ينخرط داخل دائرة القرار كل الذين حازوا على ثقة الشعب من دون استثناء؟
في يقيني أن لا مجال للحسابات المغرضة في الظروف الحاسمة والمصير معلق بخيط مسلول على قرن عفريت.
كان على الجميع المشاركة بالتبعات ليتسنى مطالبة الجميع بالنتائج.
لكن في التغييب والاستبعاد تبدأ السقطة، والدليل مُفحم عما حل من نسف للبنى التحتية المرمدة؟ يفتقد اللبنانيون إلى الوعي الثاقب وتغيير القناعات وإلا تشهد خلاصة المرحلة على قصر نظر الماسكين بمفاتيح الحل المبهم والربط الموهوم.
شمل الخراب البلاد وتشرد الناس وتفاقمت المآسي والعاهات على مجتمعنا التاعس المنكوب. للمرة الألف نردد بان هذا الغضب حصيلة الخداع الناشب مخالبه في نفسيات السياسيين، وانعدام الصدق والاتفاق والتكافؤ والائتلاف.
من يتحمل أوزار الكوارث إلا أولئك المتعجرفون بإعدادهم العاجزة عن إتيان الأعاجيب واجتراع المعجزات.
وقعوا في خطيئة الكبرياء فاوقعوا معهم مليون مواطن في الفقر والقهر والخواء، ناهيكم عما جرّ هذا التفرد بالأمر من هفوات تخجل بها جبهة التاريخ ويندى لها جبين الأجيال.
كيف يعلو بنيان وطن والمراهقة الصبيانية والتكاذب والنفاق ملجأ لأهل الحكم؟
أساليب غريبة عن السلوك المرعي اعتمده المسلطون على رقاب العباد فكان هذا الكابوس الناري الحارق الأعناق والأرزاق؟
جلس المتحاورون على طاولة الحوار فكانوا بعد مخاض عسير يلهثون وراء الوقت الضائع في عملية هروب إلى الأمام.
لم تثمر اللقاءات الفارغة ولا الإرادات الواهنة إلا العبث لان النيات كانت تسعى إلى الاحتفاظ بتشبثها ضاربة عرض الحائط بمصلحة الشعب المعذب المستسلم المسكين.
ها نحن الآن نخبط كالناقة خبط عشواء في رمال لا ركون لها ولا ثبات.
حصادنا حرب شعواء شنها اليهود ضد حزب الله فكانت مجلبةً للخيبات والاندحار.
ورغم حدوث ما حدث لا ضير طالما يطرح السؤال ذاته عما سيلاقي اللبنانيون بعد استكان الحال ولجم أزيز الرصاص وخنق حقد المدافع؟
إلى أين سيذهب البلد وحزب الله سيحاسب من وشى به وعمل ضده ونكر عليه علمه وعمله مقاومة ًوتحريرا مزيفََين؟
إننا فعلاً في مغطس وحل وما سوى كف الله تنقذنا من البلايا والأهوال والموت والويلات. نخاف من مذابح وارتكاب جرائم واقتراف مآثم لا سيما متى ما أُعلن عن هدنة ووقف إطلاق نار هذا إذا وقف النار ولم يغمر الشرق والعالم.
أجل سيرتد إلى فتنة ما لم يتدارك أولوا الشأن الهنيهات الدقيقة ويبرروا بالحُسنى مواقفهم لرأب صدع وجبر شرخ ولغة ألفة. يجوز أن يسلم حزب الله سلاحه وبالتأكيد سيسلم، وإنما لن يسلم كرامته والشموخ ومعنوياته والعنفوان إلى نقيض له يتحرك أمامه على الساحة كالديك الهندي من دون منازع! ومتى كان المتراس يشبه الأريكة حتى تنتهي القضية بتقبيل اللحى؟
وصايا الأئمة تنسرب من الرعيل إلى السليل، فمن ناصر الله يُدعى نصرا لله في قاموس التشيُّع، ومن حازب الله كان مجاهدا في حزب الله وفي ناموسه.
وهل من فرق بين السبطين وبين هذا الحسن؟ لا أُغالي إذا قلت لا، لأن للرجل نحبه أو نكرهه إطلالة القائد لأمته.
إن الأبواب مفتوحة كالحرب المفتوحة على احتمالات لا حد لها ولا عد بخصوص السلاح وانتزاعه وتطبيق القرار1559 على أمل الخلاص من هذا البركان الجارف نصلي إلى الرب ليرفق بنا ويرمق بعطفه شملنا وينقذنا في زمن التخلي الذي قد يطاول مشارف الأبد.
لن ننحو باللائمة على دول شرق ولا غرب، أن الخطأ الأول وليس الأخير هو من فعل الغباء اللبناني في الفرادى والجموع، وهو بالتالي ابن أنانية وطائفية رخيصتين قادتا إلى تدمير كل أضغاث الحالمين.
علامة استفهام ترسمها الصراحة المطلقة:
هل تركيبة لبنان السياسية صحيحة في الأساس؟
وهل كانت لتُُكتب لها الحياة إلى أمد مُسرمد؟
هل عانق العقل النير يوما بين دين ودين ومحى المساحات المدموغة على صخور التباعد والحذر بين اللبنانيين؟
كي لا نضحك على بعصنا ونكون منطقيين نقول بان هناك هوة عميقة حفرها الذهن الموروث في وطن الأديان والمذاهب ولم يردمها الوجدان المتمادي في العمه والعمى؟
كانت الحروب وما زالت تجد ارضها الخصبة في الرقعة الصغيرة عندنا بسبب التناحر للاستئثار على مفاصل الدولة بالقدر الممكن.
هل الطمع بمكاسب بعض الشرائح في القبض على مفاصل حيوية يبني الكيان الوطني ويقيم العمران؟.
لقد سُمّي لبنان عن قصد أو عن غير قصد ملتقى المدنية والحضارات.
وأية حضارات تبشر بثقافة قتل الإنسان وإبادة الآخر؟
أيجوز الحذف والافتراء بهذا الشكل المرذول؟ متى فكَّر العرب بلبنان مرآة إشعاع وسفينة خلاص وهم يجعلون منه مكبَّا لنفاياتهم ومحطة لمآربهم وماخورا لغرائزهم والرغبات.
لماذا لم يعرف هذا البلد استقرارا وكأنه منذور للخضوع إلى آيات الكتب وفرائض النعرات.
لماذا المداخلات الهدامة لقيادات من قيادات أخرى تضاهيها تمثيلا وقدرة ونضجا ونظافة وقراءة ورؤية؟
هل كان مسموحا التراخي والالتهاء بالقشور واللجوء إلى ذرائع وحجج او هي من خيوط العنكبوت؟
وحده التعالي عن المحسوبية والارتقاء إلى مستوى المصالح الوطنية كان يدفع بعجلة الحُكم ويجنب السقوط في منزلقات الأغلاط والخطر لو قُدِّر لمسؤولين محترمين إدارة الدفة.
كيف والوضع هشّ يتداعى العمار لدن هبة ريح، يرضى المولجون ببقاء واحد مقتدر له وزن وثقل خارج آلية المسؤولية في الخطب الجلل؟
أما كان من المفروض أن ينخرط داخل دائرة القرار كل الذين حازوا على ثقة الشعب من دون استثناء؟
في يقيني أن لا مجال للحسابات المغرضة في الظروف الحاسمة والمصير معلق بخيط مسلول على قرن عفريت.
كان على الجميع المشاركة بالتبعات ليتسنى مطالبة الجميع بالنتائج.
لكن في التغييب والاستبعاد تبدأ السقطة، والدليل مُفحم عما حل من نسف للبنى التحتية المرمدة؟ يفتقد اللبنانيون إلى الوعي الثاقب وتغيير القناعات وإلا تشهد خلاصة المرحلة على قصر نظر الماسكين بمفاتيح الحل المبهم والربط الموهوم.
شمل الخراب البلاد وتشرد الناس وتفاقمت المآسي والعاهات على مجتمعنا التاعس المنكوب. للمرة الألف نردد بان هذا الغضب حصيلة الخداع الناشب مخالبه في نفسيات السياسيين، وانعدام الصدق والاتفاق والتكافؤ والائتلاف.
من يتحمل أوزار الكوارث إلا أولئك المتعجرفون بإعدادهم العاجزة عن إتيان الأعاجيب واجتراع المعجزات.
وقعوا في خطيئة الكبرياء فاوقعوا معهم مليون مواطن في الفقر والقهر والخواء، ناهيكم عما جرّ هذا التفرد بالأمر من هفوات تخجل بها جبهة التاريخ ويندى لها جبين الأجيال.
كيف يعلو بنيان وطن والمراهقة الصبيانية والتكاذب والنفاق ملجأ لأهل الحكم؟
أساليب غريبة عن السلوك المرعي اعتمده المسلطون على رقاب العباد فكان هذا الكابوس الناري الحارق الأعناق والأرزاق؟
جلس المتحاورون على طاولة الحوار فكانوا بعد مخاض عسير يلهثون وراء الوقت الضائع في عملية هروب إلى الأمام.
لم تثمر اللقاءات الفارغة ولا الإرادات الواهنة إلا العبث لان النيات كانت تسعى إلى الاحتفاظ بتشبثها ضاربة عرض الحائط بمصلحة الشعب المعذب المستسلم المسكين.
ها نحن الآن نخبط كالناقة خبط عشواء في رمال لا ركون لها ولا ثبات.
حصادنا حرب شعواء شنها اليهود ضد حزب الله فكانت مجلبةً للخيبات والاندحار.
ورغم حدوث ما حدث لا ضير طالما يطرح السؤال ذاته عما سيلاقي اللبنانيون بعد استكان الحال ولجم أزيز الرصاص وخنق حقد المدافع؟
إلى أين سيذهب البلد وحزب الله سيحاسب من وشى به وعمل ضده ونكر عليه علمه وعمله مقاومة ًوتحريرا مزيفََين؟
إننا فعلاً في مغطس وحل وما سوى كف الله تنقذنا من البلايا والأهوال والموت والويلات. نخاف من مذابح وارتكاب جرائم واقتراف مآثم لا سيما متى ما أُعلن عن هدنة ووقف إطلاق نار هذا إذا وقف النار ولم يغمر الشرق والعالم.
أجل سيرتد إلى فتنة ما لم يتدارك أولوا الشأن الهنيهات الدقيقة ويبرروا بالحُسنى مواقفهم لرأب صدع وجبر شرخ ولغة ألفة. يجوز أن يسلم حزب الله سلاحه وبالتأكيد سيسلم، وإنما لن يسلم كرامته والشموخ ومعنوياته والعنفوان إلى نقيض له يتحرك أمامه على الساحة كالديك الهندي من دون منازع! ومتى كان المتراس يشبه الأريكة حتى تنتهي القضية بتقبيل اللحى؟
وصايا الأئمة تنسرب من الرعيل إلى السليل، فمن ناصر الله يُدعى نصرا لله في قاموس التشيُّع، ومن حازب الله كان مجاهدا في حزب الله وفي ناموسه.
وهل من فرق بين السبطين وبين هذا الحسن؟ لا أُغالي إذا قلت لا، لأن للرجل نحبه أو نكرهه إطلالة القائد لأمته.
إن الأبواب مفتوحة كالحرب المفتوحة على احتمالات لا حد لها ولا عد بخصوص السلاح وانتزاعه وتطبيق القرار1559 على أمل الخلاص من هذا البركان الجارف نصلي إلى الرب ليرفق بنا ويرمق بعطفه شملنا وينقذنا في زمن التخلي الذي قد يطاول مشارف الأبد.
هذه الحرب الرهيبة
بقلم المطران جورج خضر
(مطران الروم الارثوذكس في جبل لبنان)
دعوتي الى الله منذ بدء المحنة ان يأخذ لبنان بعطفه وكرمه. ومن كرمه ان تقف هذه الحرب التي شنتها اسرائيل حاقدة. موت عبثي، شرير، رهيب يحل بنا مع ما يرافقه من تدمير وتمزيق وقطع اوصال البلد. استلذاذ العدو بموتنا ونحن شعب بريء بكل اطيافه مهما تعددت آراؤنا بحكمة هذه الفئة او تلك.
لا يذهلني ان تتصرف اسرائيل كما تصرفت، فهذا في آداب آبائها الذين امروا بابادة الكنعانيين اي نحن. هذا قديم وسابق للنصوص التأسيسية للصهيونية التي تقيم دولة يهودية لا تختلط اساساً بالعناصر الاخرى. هذا موقف اقصائي في تأسيس الدول المعاصرة.
لا يذهلني هذا ولكن يذهلني اصطفاف الاميركيين والاوروبيين بعامة وراء الدولة العبرية وقول الولايات المتحدة ان اسرائيل تدافع عن نفسها. من اعتدى عليها؟ اذا كان المعنى الذي اراده السيد بوش انه خطف لها جنديان فهل هذا يقابله كل هذه المجازر والدمار والهلع والتجويع للشعب اللبناني؟ هل احراق لبنان ضروري لاعادة هذين الجنديين؟
ليس بين هذا الخطف والحرب الشاملة علاقة سبب ومسبب. ثم من يصدق ان عملية حربية بهذاالحجم لم تستلزم اشهراً من الاستعداد في اطار عملية تأديبية ضخمة جداً للبنان هي جزء من مشروع سياسي عالمي يحدث هزة كبيرة في المنطقة كلها؟ الاكذوبة الكبرى بعد اخفاق الاميركيين في العراق انهم يرون لبنان مهيئا ليصبح نموذجاً للدولة الديموقراطية الحرة بين العرب ثم يباركون او لا يمنعون الاعتداء عليه. هل من ديموقراطية ممكنة في بلد لا قوة فيه؟ بعد سياسة الارض المحروقة التي يمعن الاسرائيليون في التماسها او تطبيقها من أين لاحد ان يقيم دولة ديموقراطية، راقية، توحي الحرية لكل العالم العربي؟
الذين يظنون ان خطف الجنديين الاسرائيليين كان عمل غباوة من حزب الله (وأنا ما قلت إني أبرره) انما هو سبب مباشر لتعطيل الحوار الوطني الجاري مع هذا الحزب والذي كان من شأنه ان يحاول صيغة تفاهم بينه وبين الفئات الأخرى. ان سجالاً مقولاً أو صمتاً مع حزب الله في الوقت الحاضر من شأنه فقط ان يدعم اسرائيل والدول التي ساندتها. مهما يكن من أمر فسوف تقوي هذه الحرب لبنانية حزب الله من حيث ان حلفاءه في الخارج أو الذين يمدونه بالمعونة المالية لن يقفوا على رأيه ليصلوا الى تفاهم مع الأميركيين. ان ربح المقاومة لهذه الحرب يقوي لبنان وستخرج من المحنة أكثر توحداً مع كل اللبنانيين بلا مساءلة عن لبنانيتها.
دعوتي الى الله منذ بدء المحنة ان يأخذ لبنان بعطفه وكرمه. ومن كرمه ان تقف هذه الحرب التي شنتها اسرائيل حاقدة. موت عبثي، شرير، رهيب يحل بنا مع ما يرافقه من تدمير وتمزيق وقطع اوصال البلد. استلذاذ العدو بموتنا ونحن شعب بريء بكل اطيافه مهما تعددت آراؤنا بحكمة هذه الفئة او تلك.
لا يذهلني ان تتصرف اسرائيل كما تصرفت، فهذا في آداب آبائها الذين امروا بابادة الكنعانيين اي نحن. هذا قديم وسابق للنصوص التأسيسية للصهيونية التي تقيم دولة يهودية لا تختلط اساساً بالعناصر الاخرى. هذا موقف اقصائي في تأسيس الدول المعاصرة.
لا يذهلني هذا ولكن يذهلني اصطفاف الاميركيين والاوروبيين بعامة وراء الدولة العبرية وقول الولايات المتحدة ان اسرائيل تدافع عن نفسها. من اعتدى عليها؟ اذا كان المعنى الذي اراده السيد بوش انه خطف لها جنديان فهل هذا يقابله كل هذه المجازر والدمار والهلع والتجويع للشعب اللبناني؟ هل احراق لبنان ضروري لاعادة هذين الجنديين؟
ليس بين هذا الخطف والحرب الشاملة علاقة سبب ومسبب. ثم من يصدق ان عملية حربية بهذاالحجم لم تستلزم اشهراً من الاستعداد في اطار عملية تأديبية ضخمة جداً للبنان هي جزء من مشروع سياسي عالمي يحدث هزة كبيرة في المنطقة كلها؟ الاكذوبة الكبرى بعد اخفاق الاميركيين في العراق انهم يرون لبنان مهيئا ليصبح نموذجاً للدولة الديموقراطية الحرة بين العرب ثم يباركون او لا يمنعون الاعتداء عليه. هل من ديموقراطية ممكنة في بلد لا قوة فيه؟ بعد سياسة الارض المحروقة التي يمعن الاسرائيليون في التماسها او تطبيقها من أين لاحد ان يقيم دولة ديموقراطية، راقية، توحي الحرية لكل العالم العربي؟
الذين يظنون ان خطف الجنديين الاسرائيليين كان عمل غباوة من حزب الله (وأنا ما قلت إني أبرره) انما هو سبب مباشر لتعطيل الحوار الوطني الجاري مع هذا الحزب والذي كان من شأنه ان يحاول صيغة تفاهم بينه وبين الفئات الأخرى. ان سجالاً مقولاً أو صمتاً مع حزب الله في الوقت الحاضر من شأنه فقط ان يدعم اسرائيل والدول التي ساندتها. مهما يكن من أمر فسوف تقوي هذه الحرب لبنانية حزب الله من حيث ان حلفاءه في الخارج أو الذين يمدونه بالمعونة المالية لن يقفوا على رأيه ليصلوا الى تفاهم مع الأميركيين. ان ربح المقاومة لهذه الحرب يقوي لبنان وستخرج من المحنة أكثر توحداً مع كل اللبنانيين بلا مساءلة عن لبنانيتها.
• • •
كتبت هذه السطور الاثنين الماضي وربما يكون قد تم قبل صدور هذه الأسطر قرار لوقف النار. ما ينبغي ان يفهمه اللبنانيون هو ان يفتشوا عن مصادر قوة واصلاح للدولة وتعبئة كبرى لقواهم تخرجنا من هشاشتنا. عند السلام أو الهدنة ينبغي ان نعرف ليس فقط عدونا هذا الذي يميتنا الآن ولكن ان نعرف الفاترين تجاهنا او اللامبالين بمصيرنا وويل، اذ ذاك، لمن لم يفهم ان وحدتنا الوطنية الحقيقية تقوم على الولاء المطلق وغير المشروط للوطن وحده. ان الدول التي قالت بعد خروج الجيوش السورية انها مع سيادتنا برهنت ان المطلق عندها اسرائيل. هل نحن قادرون على ان نثبت لها ان لبنان هو أيضاً مطلق وان أحداً لا يحق له ان يتفرج على حرائقه كما تفرج نيرون على حريق روما واتهم المسيحيين بفعلة ارتكبها هو؟ في ظل هذا الموت الذي نذوقه يحق لنا ان نغضب وألا نتكل حصراً لوجودنا على الآخرين. نحن لسنا شعباً حاقداً لكن ألا يحق لنا ان نغضب؟
نكون قد غرقنا أنفسنا في الموت الكامل اذا استسلمنا بعد هدوء الحال الى نرفزات طائفية سخيفة. نبارك نحن لمن جاء النصر على كتفيه لان هذا هو نصرنا جميعاً. التاريخ هكذا يمضي، والويل للعرب كلهم اذا انتصرت اسرائيل علينا. ستجعلهم، اذ ذاك، كلهم عبيداً لها.لم تفهم الدول الغربية ان السلام الذي يسود المنطقة لن يكون السلم الاميركي ولكن السلم الاسرائيلي. لم تفهم أميركا ان اسرائيل هي التي تستخدمها وان اسرائيل في أعماقها السيكولوجية لا حليف لها على رغم الحلف الاستراتيجي الذي يربطها بالولايات المتحدة. هذا حلف حقوقي وليس حلفاً نفسياً. وأتمنى لو أدرك المسيحيون في العالم ان التفوق اليهودي الذي يحمله النصر الاسرائيلي خطر عليهم بالدرجة الأولى لأنالصراع الحقيقي على مستوى العقيدة الدينية هو بين الكنيسة واليهودية واسترخاء مسيحيي الغرب ازاء اليهودية واليهود الساطع في اللاهوت الغربي منذ تسعين سنة وما كنا هنا ضحاياه في اية كنيسة شرقية ارثوذكسية كانت ام غير ارثوذكسية قد يطاولنا لنقع في بدعة المسيحية المتهودة. ان ما وراء الغطرسة الاسرائيلية غطرسة يهودية واضحة تكره المسيح شخصياً وتكره بخاصة بولس الرسول الذي نقض اليهودية. هذا كله موجود في الآداب اليهودية ولكن من يقرأ؟
قد لا يكون مسيحيو لبنان على وزن كبير في سياسة بلدهم اليوم. ولكني اقول لهم بكل وضوح ان اسرائيل لا تؤثر وجودهم على الوجود الاسلامي لان المسيحيين اللبنانيين ليس عندهم ما يقدمونه ليعشقهم اليهود وان المسلمين عندهم النفط. ونحن تعايشنا والمسلمين العرب في ازمنة اكثرها كانت سلامية ووجدنا هنا في لبنان صيغة عيش تمكننا من اعظم حرية ممكنة ولن نتمتع بحرية عظيمة في ظل السلم اليهودي
.•••
وبعد الالم لا بد من الابداع ولا بد من السماحة تهيمن على كل النسيج اللبناني ولكن هذا يتطلب الا نحمّل اية طائفة مسؤولية هذه الحرب والى هذا سنعمل معاً لنهضة لبنان ولكن بتضحيات عظيمة تجعلنا نقيم دولة عظيمة.
سنتحمل الالم ولا سيما اذا امتدت المحنة لعلمنا ان تكاتفنا شرط دوامنا بلداً حراً قادراً على ان يصير نموذجاً للعرب يتعلمون منه الحرية الكاملة لبلادهم وربما غدونا نموذجاً للعالم. ولا نخافنّ الموت لان الموت حرية للاحياء، هذا اذا فهموا ان الفرد هو والجماعة يقويان بالطهارة وان هذه الطهارة هي التي تنشئ دولة قوية ومستقيمة.
يبقى ان قلوبنا مع النازحين الى كل مكان وهم في حاجة الينا جميعاً والى ادعيتنا. ارجو ان يلهمنا الرب جميعاً مساعدتهم مباشرة او بواسطة الجمعيات الخيرية وهيئة الاغاثة العليا ولا سيما الاهتمام بطعام الاولاد والادوية للامراض المزمنة. والاهم من كل ذلك ان يكون جيران المؤسسات التي لجأوا اليها في القرب منهم يحسون ان اللبنانيين في المحنة معاً.دعاؤنا الى الله ان ينتهي القتال ليعود كل منا الى دياره وينعم بلدنا بالراحة والسلام.
كتبت هذه السطور الاثنين الماضي وربما يكون قد تم قبل صدور هذه الأسطر قرار لوقف النار. ما ينبغي ان يفهمه اللبنانيون هو ان يفتشوا عن مصادر قوة واصلاح للدولة وتعبئة كبرى لقواهم تخرجنا من هشاشتنا. عند السلام أو الهدنة ينبغي ان نعرف ليس فقط عدونا هذا الذي يميتنا الآن ولكن ان نعرف الفاترين تجاهنا او اللامبالين بمصيرنا وويل، اذ ذاك، لمن لم يفهم ان وحدتنا الوطنية الحقيقية تقوم على الولاء المطلق وغير المشروط للوطن وحده. ان الدول التي قالت بعد خروج الجيوش السورية انها مع سيادتنا برهنت ان المطلق عندها اسرائيل. هل نحن قادرون على ان نثبت لها ان لبنان هو أيضاً مطلق وان أحداً لا يحق له ان يتفرج على حرائقه كما تفرج نيرون على حريق روما واتهم المسيحيين بفعلة ارتكبها هو؟ في ظل هذا الموت الذي نذوقه يحق لنا ان نغضب وألا نتكل حصراً لوجودنا على الآخرين. نحن لسنا شعباً حاقداً لكن ألا يحق لنا ان نغضب؟
نكون قد غرقنا أنفسنا في الموت الكامل اذا استسلمنا بعد هدوء الحال الى نرفزات طائفية سخيفة. نبارك نحن لمن جاء النصر على كتفيه لان هذا هو نصرنا جميعاً. التاريخ هكذا يمضي، والويل للعرب كلهم اذا انتصرت اسرائيل علينا. ستجعلهم، اذ ذاك، كلهم عبيداً لها.لم تفهم الدول الغربية ان السلام الذي يسود المنطقة لن يكون السلم الاميركي ولكن السلم الاسرائيلي. لم تفهم أميركا ان اسرائيل هي التي تستخدمها وان اسرائيل في أعماقها السيكولوجية لا حليف لها على رغم الحلف الاستراتيجي الذي يربطها بالولايات المتحدة. هذا حلف حقوقي وليس حلفاً نفسياً. وأتمنى لو أدرك المسيحيون في العالم ان التفوق اليهودي الذي يحمله النصر الاسرائيلي خطر عليهم بالدرجة الأولى لأنالصراع الحقيقي على مستوى العقيدة الدينية هو بين الكنيسة واليهودية واسترخاء مسيحيي الغرب ازاء اليهودية واليهود الساطع في اللاهوت الغربي منذ تسعين سنة وما كنا هنا ضحاياه في اية كنيسة شرقية ارثوذكسية كانت ام غير ارثوذكسية قد يطاولنا لنقع في بدعة المسيحية المتهودة. ان ما وراء الغطرسة الاسرائيلية غطرسة يهودية واضحة تكره المسيح شخصياً وتكره بخاصة بولس الرسول الذي نقض اليهودية. هذا كله موجود في الآداب اليهودية ولكن من يقرأ؟
قد لا يكون مسيحيو لبنان على وزن كبير في سياسة بلدهم اليوم. ولكني اقول لهم بكل وضوح ان اسرائيل لا تؤثر وجودهم على الوجود الاسلامي لان المسيحيين اللبنانيين ليس عندهم ما يقدمونه ليعشقهم اليهود وان المسلمين عندهم النفط. ونحن تعايشنا والمسلمين العرب في ازمنة اكثرها كانت سلامية ووجدنا هنا في لبنان صيغة عيش تمكننا من اعظم حرية ممكنة ولن نتمتع بحرية عظيمة في ظل السلم اليهودي
.•••
وبعد الالم لا بد من الابداع ولا بد من السماحة تهيمن على كل النسيج اللبناني ولكن هذا يتطلب الا نحمّل اية طائفة مسؤولية هذه الحرب والى هذا سنعمل معاً لنهضة لبنان ولكن بتضحيات عظيمة تجعلنا نقيم دولة عظيمة.
سنتحمل الالم ولا سيما اذا امتدت المحنة لعلمنا ان تكاتفنا شرط دوامنا بلداً حراً قادراً على ان يصير نموذجاً للعرب يتعلمون منه الحرية الكاملة لبلادهم وربما غدونا نموذجاً للعالم. ولا نخافنّ الموت لان الموت حرية للاحياء، هذا اذا فهموا ان الفرد هو والجماعة يقويان بالطهارة وان هذه الطهارة هي التي تنشئ دولة قوية ومستقيمة.
يبقى ان قلوبنا مع النازحين الى كل مكان وهم في حاجة الينا جميعاً والى ادعيتنا. ارجو ان يلهمنا الرب جميعاً مساعدتهم مباشرة او بواسطة الجمعيات الخيرية وهيئة الاغاثة العليا ولا سيما الاهتمام بطعام الاولاد والادوية للامراض المزمنة. والاهم من كل ذلك ان يكون جيران المؤسسات التي لجأوا اليها في القرب منهم يحسون ان اللبنانيين في المحنة معاً.دعاؤنا الى الله ان ينتهي القتال ليعود كل منا الى دياره وينعم بلدنا بالراحة والسلام.
الثلاثاء، يوليو 25، 2006
لكي يبقى لبنان
بقلم/الكولونيل شربل بركات
فلتصمت أبواق الشر فقد رأى الكل أين أوصلتنا عنترياتها...
فليسكت أقزام الساحات الذين ملأوها عهرا وضجيجا وقرعا فارغا على الصدور يوم غاب عن لبنان أبطاله الصادقين وهداته الورعين...
وليهدأ الأغبياء الذين اعتقدوا أن الحروب نزهات وأفلام تلفزيونية، وأن القتال خطابات رنانة، وان التصفيق يسقط الطائرات...
ليعد كل إلى حجمه، فلا الانتحار يبني الأمم، ولا الشعارات تطعم الأفواه، ولا العبث بأرواح الناس وممتلكاتها، بأحلام الأطفال وآلام الكبار، بمعتقدات الناس وتعاليم السماء، يجني غير الهزائم، وينبت غير الأشواك...
أين الوعود يا "سيد" المواقف؟
أين الصمود يا قاتل الناس؟
أين الأمس من اليوم؟...
يوم كانت أمريكا مكسر عصا لك ولأزلامك. ويوم كانت إسرائيل لعبة أطفال، و"رمي اليهود بالبحر" على قاب قوس...
أين ساحات الوغى وملاعب "الشهداء"؟ أين التبجح والتطاول على الكبار والصغار؟
لقد رميت بكل العطف الذي كان من الممكن أن يثار على شعب يذبح لأنك صوّرته قاتلا مأجورا لا يرغب في سلام ولا في عيش بجانب أحد...
لقد سلبت الفقير حقه بالأمان والصغير حقه بالحياة في لعبة الموت التي تصورت أنك، وحدك، تملكها، ووحدك القادر على التحكّم بقواعدها.
إن الحاقد لا يبني، والمبغض لا يعمّر، ولا تصنع الأمم كل يوم من الركام والأنقاض...
منذ أسبوع ونيّف وقف "السيد" شارحا بطولة التعدي على الجار الذي كان أعطاه الجنوب على طبق من فضة، وأعطاه اعتراف الكل بأنه "بطل التحرير" (وأي تحرير؟)، وأعطاه كل المساجين دفعة واحدة. وقف وبالفم الملآن يقول للعالم بأنه خطط، ودرس، ونفّذ "قتل" لبنان وشعبه، فهو فتح النار وأطلق البركان الخامد منذ ست سنوات. فهل من عتب على البركان؟
منذ ست سنوات وأمام العالم كله خرجت إسرائيل ولم تأبه لكل ما قيل، عادت إلى الحدود الدولية ولم تلتفت لأي تفاصيل. منذ ست سنوات تركت إسرائيل لبنان، وتركت "لهؤلاء" الحل والربط على أبناء الجنوب وقالت لن أتدخل في لبنان، ولن ألتفت إلى ما يحدث فيه، وبالطبع كانت مخطئة، لأن جارا كهذا لا يعرف قيمة الجيرة ولا يعرف قيمة النعمة التي يعيشها خطر على الكل.
ماذا ينتظر لبنان من "العدو"؟
عندما تعلن الدولة كلها "العداء" لإسرائيل في هذه الأيام، وبعد أن خرجت من كل لبنان، وبعد أن اعترف كل العرب بها، حتى الفلسطينيين أصحاب الشأن، يأتي لبنان، الطالع من "ثورة الأرز"، المتحرر من قيود سوريا، المنفتح على الكون بأجمعه، ليقرر العداء لإسرائيل، ثم يترك زمرة تنادي بالقضاء عليها، تتسلح، وتتحضر، وتتدرب، وتنصب الصواريخ وتوجهها على كل مدنها وقراها، وتتحداها بمناسبة وبغير مناسبة، فلا تجد من مجيب، فتعتقد بأن هذه بالفعل تخافها وتحسب لها الحساب.
قد يكون صحيحا أن إسرائيل تخاف حزب الله هذا، ولما العجب فاللبنانيون يعتقدون بأنه يخيفها وقد سبق وأرغمها على الخروج من لبنان. أو قد لا تكون راغبة بالقتال، إذا فرغبة جماعة الحقد في لبنان أقوى من أسلحة إسرائيل.
نعم لقد بنى حزب الله هذا استراتيجيته على ما أسماه توازن الرعب، وأعتقد بأنه يستطيع فعلا أن يوازي إسرائيل. ولم يردعه أحد.
لا بل بدأ الذين كان من المفترض أن يتحلوا بالفهم وبعد النظر، والذين كانوا فضلوا النفي على الخضوع للمحتل السوري وأذنابه، يسوّقون لهذا "التوازن"، فهل من عتب بعد على الرعاع وصبية الشوارع إذا ما أغترّوا بالأمر؟
هل من عتب على من تخرّج من "النجف الشريف"، وهو ليس بكلية عسكرية، على علمي، بعد أن يعترف له الجنرالات خريجي أعلى المعاهد العسكرية في العالم والذين علّق "شعب لبنان العظيم" آماله عليهم، بالعبقرية في الستراتيجية، ويؤيدون أفكاره في توازن الرعب؟
هل نعتب عليه إذا ما أخذته طفرة الغرور إلى أن يخطط لجر إسرائيل إلى حرب استنزاف يفقدها المعنويات ثم يتركها عرضة للتخبط في وحول الداخل بعد أن تسلّل إلى المجتمع الإسرائيلي نفسه وجنّد نوابا عرب، بالإضافة إلى استعمال الديمقراطية، سلاح الدول الحضارية، لقلب داخل السلطة في فلسطين ضد السلام الذي نشأت عليه؟
نعم لقد دخل السيد وربعه في حلف استراتيجي أيراني سوري وأدخلوا لبنان فيه، رغما عنه، كطرف مقاتل يجرونه إلى الحرب ويمنعون شعبه من الانتفاض خوفا على "الوحدة الوطنية"، فيصبح ساحة قتال مجددا، وينعم السيد وربعه بالمغانم والهدايا من بترول أئمة إيران وهو ينفذ خطط وتعاليم بعثيي سورية، ولا هم عند هؤلاء إن خرب لبنان أو تشتت أهله، فإنما غايتهم كانت ابتلاعه منذ البدء والغاية تبرر الوسيلة.
لقد قامت "العدوة" إسرائيل بالرد على الحرب بالحرب، فإنما هي العدوة، ولبنان الخائف من حزب الله والمرتعب على "الوحدة الوطنية"، قد أعلن تبني هذه العداوة على طاولة الحوار الوطني، وانطلاقا من هذا التبني قرر حزب الله المبادرة بإعلان الحرب، فما الغريب بالأمر؟
اللبنانيون المنظّرون في الصالونات كانوا يريدونها حربا محصورة في الجنوب، وعندها فلا مشكلة، وقد قالها وزير السياحة أيضا بالفم الملآن، عندما تكلم عن توقعاته لموسم الصيف، بأنه يتمنى أن تبقى الأمور محصورة في الجنوب.
ما هذا الكلام الغير مسؤول إنه يذكرنا ب"فتح لاند" في بداية السبعينات والتي أدت إلى الحرب على لبنان.
كفى استهتارا بذكاء الناس أيها اللبنانيون الأحباء، افتحوا عيونكم وانظروا إلى الدمار والخراب، فالحرب ليست بنزهة ولا هي تنحصر ساعة نشاء وتنتشر حيثما نريد، وأنتم لستم أهم من كل أبناء الشرق الأوسط، إلا إذا ما قرنتم الذكاء الذي اشتهرتم به ببعد النظر والواقعية.
ومن هنا عليكم اليوم وقبل غدا، أن تقولوا لكل من ساهم في إيصال الحال إلى هذا الدرك أن يسارع إلى سحب كلامه والاعتراف بخطئه، فالاعتراف بالخطأ فضيلة.
قولوا لنصر الله بدون مواربة بأنه مجرم حاقد قد أذل شعبه وشرده ولا يعلم إلا الله متى تنتهي هذه المآسي، قولوا له أن التاريخ سيحاكمه إن لم تحاكمه الأمم المتحدة كما فعلت بميلوسوفيتش.
قولوا للحود أن يصمت وينسحب بدون ضجيج من الساحة قبل أن تسقطه الجماهير الغاضبة يوم تنتفض على الظلم الذي جرها إليه ولا يجرؤ أن يهدد بإنزال الجيش إلى الحرب فالجيش ليس ملكه وهو يجب أن يسهم في منع تعريض لبنان للخطر لا أن يساند من يقامر بمستقبل البلاد بدون أي سبب أو نتيجة أو حق.
وقولوا لبقية الزعماء أن يخففوا من التبجح والظهور على الشاشات، لأنهم لا يعرفون أين يقودون السفينة، والسفينة اليوم، أكثر من أي يوم مضى، بحاجة إلى ربان حكيم يعرف أن ينظر إلى البعيد فيقلل من مشاكل الناس، يعرف أن يحزم الأمر فيقف في منتدى الشعوب الحرة ويكون واحدا منها. يعرف أن يجمع الأكثرية ليمنع الأقلية العمياء، إن لم نقل المتآمرة، من أن تجر البلاد أكثر فأكثر إلى أتون النار والدمار.
أيها اللبنانيون توحدوا على قول الحق والحق يحرركم.
إن الأمم المتحدة رسمت لكم الطريق قبل أن تقعوا بالفخ وقالت لكم هوذا الدرب الصحيح الذي يوصل إلى الخلاص، ولكنكم خفتم من الفتنة وأنتم تعلمون من هم أصحاب هذه الفتنة وهم يعرفون أنكم تعلمون وأنكم تخافونهم ولذا فقد استمروا بقيادتكم إلى الهاوية لأنهم لا يريدون السقوط وحدهم.
أيها الأحباء نناديكم من خلف البحار ونحن نرى المآسي التي تلم بكم، ونعرف كم هي صعبة وكم غالية الأرض التي أحببنا وأحببتم وها نحن نطرد منها لنقف على أبواب الناس. يجب أن تعلموا أن أخوة لكم يعرفون وجعكم ويجاهرون بالحق، يريدون لكم الخلاص، والخلاص لا يأتي بالكلام المعسول الذي وزعه اليوم نصر الله وهو لا يزال يهدد من تحت الركام، فهل ذهب إلى بنت جبيل وزار الذين غرر بهم؟
وهل بقي في الضاحية التي قلبت رأسا على عقب؟
وهل يهمه كل ذلك؟
وهل يهمه إن خرب لبنان بأكمله؟ لماذا يطلق جماعته الصواريخ من بين المنازل ألا يكفي الجنوبيون دمارا وخرابا؟
لماذا لا يعترف بالهزيمة ويقبل المعروض عليه من قبل العالم المجتمع اليوم؟
فالعار ليس أن نعترف بمقدرتنا، بل العار أن ننتحر بدون فائدة.
وثقافة الانتحار التي بنى نفسه عليها ستأخذه بدون شك ولكنها اليوم تأخذ الوطن ومنجزاته وأبناءه معها، وتدمر أحلام الصغار وتدفن أعمال الكبار.
لا بد لنا لكي يبقى لبنان من وقفة تكمل مسيرة ثورة الأرز فتعلن عن حياد لبنان واللبنانيين في هذه المعركة، وتطلب من كل مواطن أن يلقي السلاح ويمنع التعدي، لنمضي مع العالم الحر، المجتمع من أجلنا، إلى ورشة بناء يقف معها مرة نهائية التعدي منا وعلينا، ونعيد تأهيل أبنائنا الذين أفسدتهم الأفكار الهدامة وثقافة الحقد والانتحار، ونحضّر لفتح صفحة جديدة من التعاون مع الكل، ورفض مبادئ العداوة بمساعدة الأمم المتحدة والقانون الدولي، فأمم العالم اليوم تنتظر منا موقفا لبناء المستقبل لا لهدم لبنان مرة نهائية.
كندا - تورونتو
في 26 تموز 2006
الكولونيل شربل بركات/ نائب رئيس الإتحاد الماروني العالمي
فلتصمت أبواق الشر فقد رأى الكل أين أوصلتنا عنترياتها...
فليسكت أقزام الساحات الذين ملأوها عهرا وضجيجا وقرعا فارغا على الصدور يوم غاب عن لبنان أبطاله الصادقين وهداته الورعين...
وليهدأ الأغبياء الذين اعتقدوا أن الحروب نزهات وأفلام تلفزيونية، وأن القتال خطابات رنانة، وان التصفيق يسقط الطائرات...
ليعد كل إلى حجمه، فلا الانتحار يبني الأمم، ولا الشعارات تطعم الأفواه، ولا العبث بأرواح الناس وممتلكاتها، بأحلام الأطفال وآلام الكبار، بمعتقدات الناس وتعاليم السماء، يجني غير الهزائم، وينبت غير الأشواك...
أين الوعود يا "سيد" المواقف؟
أين الصمود يا قاتل الناس؟
أين الأمس من اليوم؟...
يوم كانت أمريكا مكسر عصا لك ولأزلامك. ويوم كانت إسرائيل لعبة أطفال، و"رمي اليهود بالبحر" على قاب قوس...
أين ساحات الوغى وملاعب "الشهداء"؟ أين التبجح والتطاول على الكبار والصغار؟
لقد رميت بكل العطف الذي كان من الممكن أن يثار على شعب يذبح لأنك صوّرته قاتلا مأجورا لا يرغب في سلام ولا في عيش بجانب أحد...
لقد سلبت الفقير حقه بالأمان والصغير حقه بالحياة في لعبة الموت التي تصورت أنك، وحدك، تملكها، ووحدك القادر على التحكّم بقواعدها.
إن الحاقد لا يبني، والمبغض لا يعمّر، ولا تصنع الأمم كل يوم من الركام والأنقاض...
منذ أسبوع ونيّف وقف "السيد" شارحا بطولة التعدي على الجار الذي كان أعطاه الجنوب على طبق من فضة، وأعطاه اعتراف الكل بأنه "بطل التحرير" (وأي تحرير؟)، وأعطاه كل المساجين دفعة واحدة. وقف وبالفم الملآن يقول للعالم بأنه خطط، ودرس، ونفّذ "قتل" لبنان وشعبه، فهو فتح النار وأطلق البركان الخامد منذ ست سنوات. فهل من عتب على البركان؟
منذ ست سنوات وأمام العالم كله خرجت إسرائيل ولم تأبه لكل ما قيل، عادت إلى الحدود الدولية ولم تلتفت لأي تفاصيل. منذ ست سنوات تركت إسرائيل لبنان، وتركت "لهؤلاء" الحل والربط على أبناء الجنوب وقالت لن أتدخل في لبنان، ولن ألتفت إلى ما يحدث فيه، وبالطبع كانت مخطئة، لأن جارا كهذا لا يعرف قيمة الجيرة ولا يعرف قيمة النعمة التي يعيشها خطر على الكل.
ماذا ينتظر لبنان من "العدو"؟
عندما تعلن الدولة كلها "العداء" لإسرائيل في هذه الأيام، وبعد أن خرجت من كل لبنان، وبعد أن اعترف كل العرب بها، حتى الفلسطينيين أصحاب الشأن، يأتي لبنان، الطالع من "ثورة الأرز"، المتحرر من قيود سوريا، المنفتح على الكون بأجمعه، ليقرر العداء لإسرائيل، ثم يترك زمرة تنادي بالقضاء عليها، تتسلح، وتتحضر، وتتدرب، وتنصب الصواريخ وتوجهها على كل مدنها وقراها، وتتحداها بمناسبة وبغير مناسبة، فلا تجد من مجيب، فتعتقد بأن هذه بالفعل تخافها وتحسب لها الحساب.
قد يكون صحيحا أن إسرائيل تخاف حزب الله هذا، ولما العجب فاللبنانيون يعتقدون بأنه يخيفها وقد سبق وأرغمها على الخروج من لبنان. أو قد لا تكون راغبة بالقتال، إذا فرغبة جماعة الحقد في لبنان أقوى من أسلحة إسرائيل.
نعم لقد بنى حزب الله هذا استراتيجيته على ما أسماه توازن الرعب، وأعتقد بأنه يستطيع فعلا أن يوازي إسرائيل. ولم يردعه أحد.
لا بل بدأ الذين كان من المفترض أن يتحلوا بالفهم وبعد النظر، والذين كانوا فضلوا النفي على الخضوع للمحتل السوري وأذنابه، يسوّقون لهذا "التوازن"، فهل من عتب بعد على الرعاع وصبية الشوارع إذا ما أغترّوا بالأمر؟
هل من عتب على من تخرّج من "النجف الشريف"، وهو ليس بكلية عسكرية، على علمي، بعد أن يعترف له الجنرالات خريجي أعلى المعاهد العسكرية في العالم والذين علّق "شعب لبنان العظيم" آماله عليهم، بالعبقرية في الستراتيجية، ويؤيدون أفكاره في توازن الرعب؟
هل نعتب عليه إذا ما أخذته طفرة الغرور إلى أن يخطط لجر إسرائيل إلى حرب استنزاف يفقدها المعنويات ثم يتركها عرضة للتخبط في وحول الداخل بعد أن تسلّل إلى المجتمع الإسرائيلي نفسه وجنّد نوابا عرب، بالإضافة إلى استعمال الديمقراطية، سلاح الدول الحضارية، لقلب داخل السلطة في فلسطين ضد السلام الذي نشأت عليه؟
نعم لقد دخل السيد وربعه في حلف استراتيجي أيراني سوري وأدخلوا لبنان فيه، رغما عنه، كطرف مقاتل يجرونه إلى الحرب ويمنعون شعبه من الانتفاض خوفا على "الوحدة الوطنية"، فيصبح ساحة قتال مجددا، وينعم السيد وربعه بالمغانم والهدايا من بترول أئمة إيران وهو ينفذ خطط وتعاليم بعثيي سورية، ولا هم عند هؤلاء إن خرب لبنان أو تشتت أهله، فإنما غايتهم كانت ابتلاعه منذ البدء والغاية تبرر الوسيلة.
لقد قامت "العدوة" إسرائيل بالرد على الحرب بالحرب، فإنما هي العدوة، ولبنان الخائف من حزب الله والمرتعب على "الوحدة الوطنية"، قد أعلن تبني هذه العداوة على طاولة الحوار الوطني، وانطلاقا من هذا التبني قرر حزب الله المبادرة بإعلان الحرب، فما الغريب بالأمر؟
اللبنانيون المنظّرون في الصالونات كانوا يريدونها حربا محصورة في الجنوب، وعندها فلا مشكلة، وقد قالها وزير السياحة أيضا بالفم الملآن، عندما تكلم عن توقعاته لموسم الصيف، بأنه يتمنى أن تبقى الأمور محصورة في الجنوب.
ما هذا الكلام الغير مسؤول إنه يذكرنا ب"فتح لاند" في بداية السبعينات والتي أدت إلى الحرب على لبنان.
كفى استهتارا بذكاء الناس أيها اللبنانيون الأحباء، افتحوا عيونكم وانظروا إلى الدمار والخراب، فالحرب ليست بنزهة ولا هي تنحصر ساعة نشاء وتنتشر حيثما نريد، وأنتم لستم أهم من كل أبناء الشرق الأوسط، إلا إذا ما قرنتم الذكاء الذي اشتهرتم به ببعد النظر والواقعية.
ومن هنا عليكم اليوم وقبل غدا، أن تقولوا لكل من ساهم في إيصال الحال إلى هذا الدرك أن يسارع إلى سحب كلامه والاعتراف بخطئه، فالاعتراف بالخطأ فضيلة.
قولوا لنصر الله بدون مواربة بأنه مجرم حاقد قد أذل شعبه وشرده ولا يعلم إلا الله متى تنتهي هذه المآسي، قولوا له أن التاريخ سيحاكمه إن لم تحاكمه الأمم المتحدة كما فعلت بميلوسوفيتش.
قولوا للحود أن يصمت وينسحب بدون ضجيج من الساحة قبل أن تسقطه الجماهير الغاضبة يوم تنتفض على الظلم الذي جرها إليه ولا يجرؤ أن يهدد بإنزال الجيش إلى الحرب فالجيش ليس ملكه وهو يجب أن يسهم في منع تعريض لبنان للخطر لا أن يساند من يقامر بمستقبل البلاد بدون أي سبب أو نتيجة أو حق.
وقولوا لبقية الزعماء أن يخففوا من التبجح والظهور على الشاشات، لأنهم لا يعرفون أين يقودون السفينة، والسفينة اليوم، أكثر من أي يوم مضى، بحاجة إلى ربان حكيم يعرف أن ينظر إلى البعيد فيقلل من مشاكل الناس، يعرف أن يحزم الأمر فيقف في منتدى الشعوب الحرة ويكون واحدا منها. يعرف أن يجمع الأكثرية ليمنع الأقلية العمياء، إن لم نقل المتآمرة، من أن تجر البلاد أكثر فأكثر إلى أتون النار والدمار.
أيها اللبنانيون توحدوا على قول الحق والحق يحرركم.
إن الأمم المتحدة رسمت لكم الطريق قبل أن تقعوا بالفخ وقالت لكم هوذا الدرب الصحيح الذي يوصل إلى الخلاص، ولكنكم خفتم من الفتنة وأنتم تعلمون من هم أصحاب هذه الفتنة وهم يعرفون أنكم تعلمون وأنكم تخافونهم ولذا فقد استمروا بقيادتكم إلى الهاوية لأنهم لا يريدون السقوط وحدهم.
أيها الأحباء نناديكم من خلف البحار ونحن نرى المآسي التي تلم بكم، ونعرف كم هي صعبة وكم غالية الأرض التي أحببنا وأحببتم وها نحن نطرد منها لنقف على أبواب الناس. يجب أن تعلموا أن أخوة لكم يعرفون وجعكم ويجاهرون بالحق، يريدون لكم الخلاص، والخلاص لا يأتي بالكلام المعسول الذي وزعه اليوم نصر الله وهو لا يزال يهدد من تحت الركام، فهل ذهب إلى بنت جبيل وزار الذين غرر بهم؟
وهل بقي في الضاحية التي قلبت رأسا على عقب؟
وهل يهمه كل ذلك؟
وهل يهمه إن خرب لبنان بأكمله؟ لماذا يطلق جماعته الصواريخ من بين المنازل ألا يكفي الجنوبيون دمارا وخرابا؟
لماذا لا يعترف بالهزيمة ويقبل المعروض عليه من قبل العالم المجتمع اليوم؟
فالعار ليس أن نعترف بمقدرتنا، بل العار أن ننتحر بدون فائدة.
وثقافة الانتحار التي بنى نفسه عليها ستأخذه بدون شك ولكنها اليوم تأخذ الوطن ومنجزاته وأبناءه معها، وتدمر أحلام الصغار وتدفن أعمال الكبار.
لا بد لنا لكي يبقى لبنان من وقفة تكمل مسيرة ثورة الأرز فتعلن عن حياد لبنان واللبنانيين في هذه المعركة، وتطلب من كل مواطن أن يلقي السلاح ويمنع التعدي، لنمضي مع العالم الحر، المجتمع من أجلنا، إلى ورشة بناء يقف معها مرة نهائية التعدي منا وعلينا، ونعيد تأهيل أبنائنا الذين أفسدتهم الأفكار الهدامة وثقافة الحقد والانتحار، ونحضّر لفتح صفحة جديدة من التعاون مع الكل، ورفض مبادئ العداوة بمساعدة الأمم المتحدة والقانون الدولي، فأمم العالم اليوم تنتظر منا موقفا لبناء المستقبل لا لهدم لبنان مرة نهائية.
كندا - تورونتو
في 26 تموز 2006
الكولونيل شربل بركات/ نائب رئيس الإتحاد الماروني العالمي
القنفذ
حسن عبد الرزاق
لان في داره زوجة ذات فراش ناري الذ من فاكهة الجنة .. فان عاتي يقطع يوم عمله الممتد من السادسة صباحا حتى الخامسة عصرا غير مبال بالتعب المضني الذي يجلبه بيع الخضار في سوق مكشوفة السقف.
ورغم إن اولاد الزنا.. رفاق مهنته .. جعلوه منذ ثماني سنوات قنفذا لكون قامته القصيرة المنحنية إلى الأمام ، وشعر رأسه (النكرو) الكثيف ، وهزالة بدنه أهلته لهذا اللقب.. فانه تحمل ثقل تلك الصفة على مضض لكي لاتذهب به الخصومة ولو لليلة واحدة إلى مركز الشرطة الذي لاتحتوي افرشته على جسد زوجته حياة.
في ظهيرة أحد الأيام .. وهو يمارس الهرب من إزعاج السوق إلى خياله الخاص ، ثار الرصاص ولعلع صوته في كل أرجاء المدينة ، معلنا عن معركة مفاجئة مع المحتلين الأمريكان سوف تستمر لبضعة أيام ، فتناثر الكل راكضين صوب بيوتهم وكان من بين أوائلهم القنفذ عاتي.
كانت روحه تهتز في أنحاء بدنه بسبب الأزيز، وشبح الموت يتخاطف باستهتار أمام عينيه .. لكنه وهو في لحظة جنون المعركة تلك لم يكن خائفا إلا على سرير الليل.. ونار حياة .. التي لو أطفأتها طلقة ما فسوف لم يستحم بلذتها حتى لو نامت تحت لحافه ألف امرأة أخرى سواها .
حافظ على نفسه :خبأها في بعض الزوايا .. وخلف بعض الجدران الآمنة ..وفي مداخل بعض البيوت المظلله ..وعندما وصل باب داره اخيرا زعق قبل استرداد انفاسه بقوة :((حياة))وما فعل ذلك إلا ليتاكد هل إن شجرة فاكهته اصابها العطب أم لا؟
لم ترد حياة على ندائه الملهوف ذلك .. فهرع إلى الأمل فورا .. وقال :- إن الازيز اغلق سمعها بالتاكيد .ونادى ثانية ..وثالثة .. وحيث الظروف لم تكن تسمح له بالوقوف من اجل نداء آخر فقد تذكر إن في جيبه مفتاحا للباب وانه صاحب هذه الدار ولاداعي لانتظار احد حتى يفتحها.
في داخل داره الشرقية .. وعدى صوت الرصاص العنيف .. لم يجد سوى صمت مخيف يطبق على كل جزء .. ولان حياة لم يكن في رحمها بيوض تساعدها على الإنجاب فلنا إن نتخلص من الانشغال بقلقه على أطفاله ونركز بانشغاله على زوجته فقط .
لقد وصل عاتي القنفذ في تلك اللحظات إلى حافة الموت من فرط القلق الذي انتابه عليها .. ولولا صوت الرجاء الواهي الذي طل في ظلام رأسه بتلك اللحظات وهمس له :(( ربما جرحت فقط ولاتستطيع الكلام)) لما استطاعت ساقاه ولاالادعية السريعة المتضرعة لله ثم لكل الانبياء والاولياء من حمله إلى غرفة نومها التي لاتبعد سوى ثلاثة امتار عن العتبة الداخلية للباب.
انها المعارك العشوائية .. والموت فيها جائز ..ومجاني .. وغير مثير ..ولا احد يحاسب عليه لان الرصاصة ليس لها اسم أو عنوان .. الرصاصة مجهولة .. والقاتل مجهول ايضا .. وحين يحرم عاتي من فاكهة حياته إلى الابد سيكون القضاء والقدر هما المتهمان فقط.
ياعاتي الأشعث .. يامن امتلكت جسد أنثى تتحسر عليه كل فحولة في المدينة .. لاحل لمشكلتك الآن سوى الطلقة .. فخذ الطلقة ومت إلى الأبد .. وليخلو هذا البيت من المنغصات .
طلقة واحدة فقط استلمها القنفذ ثم مات ..والقنافذ كائنات ضعيفة تقتلها الرصاصة بسرعة.
ولم يكن من رمى تلك الطلقة هو عاتي نفسه بعدما وجد إن زوجته ميتة ولابد من الانتحار .. أو رماها أحد المتحاربين بشراسة عمياء ..لا أبدا.. وانما الذي أطلقها هو ( جعفر السائق) جاره الملاصق لبيته .. الجار الذي قفز توا من أعماق غرفة نوم عاتي هاربا بملابسه الداخلية إلى سياج داره .. تاركا حياة المحترقة على الفراش تستر بالكاد عريها ومنشغلة بتجهيز عذر ما لزوجها .. الذي (اقسم بالله العظيم نيابة عنه ) سوف يقتنع بذلك العذر مادام قد وجدها حية ولن يفكر بأمر ملابس جعفر التي بقيت هناك إطلاقا.
حافظ على نفسه :خبأها في بعض الزوايا .. وخلف بعض الجدران الآمنة ..وفي مداخل بعض البيوت المظلله ..وعندما وصل باب داره اخيرا زعق قبل استرداد انفاسه بقوة :((حياة))وما فعل ذلك إلا ليتاكد هل إن شجرة فاكهته اصابها العطب أم لا؟
لم ترد حياة على ندائه الملهوف ذلك .. فهرع إلى الأمل فورا .. وقال :- إن الازيز اغلق سمعها بالتاكيد .ونادى ثانية ..وثالثة .. وحيث الظروف لم تكن تسمح له بالوقوف من اجل نداء آخر فقد تذكر إن في جيبه مفتاحا للباب وانه صاحب هذه الدار ولاداعي لانتظار احد حتى يفتحها.
في داخل داره الشرقية .. وعدى صوت الرصاص العنيف .. لم يجد سوى صمت مخيف يطبق على كل جزء .. ولان حياة لم يكن في رحمها بيوض تساعدها على الإنجاب فلنا إن نتخلص من الانشغال بقلقه على أطفاله ونركز بانشغاله على زوجته فقط .
لقد وصل عاتي القنفذ في تلك اللحظات إلى حافة الموت من فرط القلق الذي انتابه عليها .. ولولا صوت الرجاء الواهي الذي طل في ظلام رأسه بتلك اللحظات وهمس له :(( ربما جرحت فقط ولاتستطيع الكلام)) لما استطاعت ساقاه ولاالادعية السريعة المتضرعة لله ثم لكل الانبياء والاولياء من حمله إلى غرفة نومها التي لاتبعد سوى ثلاثة امتار عن العتبة الداخلية للباب.
انها المعارك العشوائية .. والموت فيها جائز ..ومجاني .. وغير مثير ..ولا احد يحاسب عليه لان الرصاصة ليس لها اسم أو عنوان .. الرصاصة مجهولة .. والقاتل مجهول ايضا .. وحين يحرم عاتي من فاكهة حياته إلى الابد سيكون القضاء والقدر هما المتهمان فقط.
ياعاتي الأشعث .. يامن امتلكت جسد أنثى تتحسر عليه كل فحولة في المدينة .. لاحل لمشكلتك الآن سوى الطلقة .. فخذ الطلقة ومت إلى الأبد .. وليخلو هذا البيت من المنغصات .
طلقة واحدة فقط استلمها القنفذ ثم مات ..والقنافذ كائنات ضعيفة تقتلها الرصاصة بسرعة.
ولم يكن من رمى تلك الطلقة هو عاتي نفسه بعدما وجد إن زوجته ميتة ولابد من الانتحار .. أو رماها أحد المتحاربين بشراسة عمياء ..لا أبدا.. وانما الذي أطلقها هو ( جعفر السائق) جاره الملاصق لبيته .. الجار الذي قفز توا من أعماق غرفة نوم عاتي هاربا بملابسه الداخلية إلى سياج داره .. تاركا حياة المحترقة على الفراش تستر بالكاد عريها ومنشغلة بتجهيز عذر ما لزوجها .. الذي (اقسم بالله العظيم نيابة عنه ) سوف يقتنع بذلك العذر مادام قد وجدها حية ولن يفكر بأمر ملابس جعفر التي بقيت هناك إطلاقا.
دروب
السبت، يوليو 22، 2006
رسالة هامة الى الإخوة والأخوات
أخواتي إخواني الأعزاء ، ،
أرى أنه يجب توضيح أهم أسباب تبني الليبراليين العرب موقفهم الرافض لحزب الله في حربه الحالية ضد إسرائيل:
1. إذا كان ملف الرهائن بين إسرائيل و حزب الله يستحق كل هذه الحرب الضروس فإن اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية يستحقون كلمة حق واحده من السيد حسن نصر الله ، على أقل تقدير.
2. قرارات الحرب في حزب الله تنطلق من مفاهيم دينية تُرغب في الآخرة و تتعفف عن الدنيا و لا تنطلق من رؤى استراتيجية و موازين عسكرية ، مما يخلق التباين في حسابات الربح و الخسارة كما تقلل من أهمية الإنجازات الحضارية من بناء و تعمير و تطوير لصالح الحور العين و أنهر الخمر.
3. إذا كانت الحرب عقلانية و متكافئة فلماذا لا يدخل الجيش اللبناني على الخط بعدما أصبحت الحرب على كل لبنان و ليس على حزب الله وحده و لماذا لا يلوم الشعب اللبناني جيشه على هذا الجبن.
4. خطوة حزب الله هذه تثير الفتنة و البلبلة بين القوى اللبنانية المختلفة التي ترى نفسها وسط حرب غير مرحب بها ، مما قد يؤدي إلى حرب أهلية في حال ضاقت القوى السياسية ذرعاً بفظاعة الدمار و القتل و صعدت من لهجتها ضد حزب الله و حمّلته المسئولية بشكل أكثر صراحة و حدة.
5. الأسلحة و الأموال التي تدار بها رحى الحرب غير قانونية ، قادمة من بلدان أجنبية متجاوزة بذلك سيادة و احترام قانون البلد و الشرعية الدولية.
6. تضامناً مع قوى 14 آذار و الحكومة الشرعية الجديدة و حقها (بل واجبها) في بسط سيطرتها على كافة الأراضي اللبنانية.
مع الشكر
محمد عبد الله
أرى أنه يجب توضيح أهم أسباب تبني الليبراليين العرب موقفهم الرافض لحزب الله في حربه الحالية ضد إسرائيل:
1. إذا كان ملف الرهائن بين إسرائيل و حزب الله يستحق كل هذه الحرب الضروس فإن اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية يستحقون كلمة حق واحده من السيد حسن نصر الله ، على أقل تقدير.
2. قرارات الحرب في حزب الله تنطلق من مفاهيم دينية تُرغب في الآخرة و تتعفف عن الدنيا و لا تنطلق من رؤى استراتيجية و موازين عسكرية ، مما يخلق التباين في حسابات الربح و الخسارة كما تقلل من أهمية الإنجازات الحضارية من بناء و تعمير و تطوير لصالح الحور العين و أنهر الخمر.
3. إذا كانت الحرب عقلانية و متكافئة فلماذا لا يدخل الجيش اللبناني على الخط بعدما أصبحت الحرب على كل لبنان و ليس على حزب الله وحده و لماذا لا يلوم الشعب اللبناني جيشه على هذا الجبن.
4. خطوة حزب الله هذه تثير الفتنة و البلبلة بين القوى اللبنانية المختلفة التي ترى نفسها وسط حرب غير مرحب بها ، مما قد يؤدي إلى حرب أهلية في حال ضاقت القوى السياسية ذرعاً بفظاعة الدمار و القتل و صعدت من لهجتها ضد حزب الله و حمّلته المسئولية بشكل أكثر صراحة و حدة.
5. الأسلحة و الأموال التي تدار بها رحى الحرب غير قانونية ، قادمة من بلدان أجنبية متجاوزة بذلك سيادة و احترام قانون البلد و الشرعية الدولية.
6. تضامناً مع قوى 14 آذار و الحكومة الشرعية الجديدة و حقها (بل واجبها) في بسط سيطرتها على كافة الأراضي اللبنانية.
مع الشكر
محمد عبد الله
الجمعة، يوليو 21، 2006
الإرهاب دين مشترك للصهاينة والتكفيريين
الدكتور عصام عباس
أكتبها والقلب ينزف قهرا وألما... والعين تذرف دمعا يحرق كل نسيج يجري من خلاله... واليد مرتعشة لا تقوى على كتابة ما يجول في الخاطر وما يجب أن يُكتب من الوجدان...
أكتبها برغم النار والخراب والدمار ، وفوق كل القيود
لشعب الجنوب (الواحد القدر) في لبنان المقاومة والعراق الجريح الذي
لم ولن يرفع إلا منهجا واحدا ...
ولم ولن يحمل إلا فكرا واحدا مهما تدخلت عليه أفكار بعيدة عن منطقه وحضارته وأصالته وعقيدته..
انه الشعب الذي شرّفه الله تعالى أن يبقى الحامل الوفي لفكر ومنهج قويم ، هو فكر ومنهج سيدنا محمد وعترته الطاهرة عليهم السلام " عقيدة ومنهجا ومسيرة وسياسة وإعلاما "
فنعمَ التشريف ونِعمَ الاختيار ...
أكتبها والشعب يُذبح بجهالة الحمقى والمرتدين والبعيدين عن شرائع السماء ...
لا يُلزمهم ضمير لأن ضمائرهم قد مسخت ...
ولا يردعهم شرف لأن هذا المصطلح قد غُيّبَ عن قواميسهم...
ولا ينهاهم قانون لأن القوانين الدولية " المنحازة" لا تطبق ولا تتمكن لا (الأمم المتحدة) ولا (مجلس الأمن) من تطبيقها إلا من خلال هؤلاء "الأوغاد" مجرمي الحروب وقتلة الشعوب...
كما يجري اليوم في لبنان ...
إذ تصرح إسرائيل أنها بتدميرها اليوم للبنان كل لبنان هو تطبيقا للقانون الدولي، ولم تتمكن (الشرعية الدولية) من ردعها أو إيقافها عن عدوانها الغاشم وكأنما يوافقوها الرأي بأنهم فوضوها بتدمير لبنان تطبيقا لقراراتهم المنحازة...
والمباركة العربية بتصريحات متخاذلة وجبانة وصمت قاتل ومهين ، وهذا ليس بجديد فالأمة التي تخاذلت وقتلت سبط نبيها والأمة التي رضيت بذلك من بعد هي أمة لا تستحق الاحترام وعلى كل شريف أن يتبرأ من أمة ساهمت في قتل الحسين بالأمس وتشارك اليوم بطريق أو آخر في قتل أولاد الحسين ، ومن امة سمعت بل وتسمع بذلك وترضى به .. فلا تستغربوا من هذه الأمة المخذولة المهزومة فحاضرها كسابقها نفاق وذلة ومهانة...
ولكن هيهات لأمة الحسين من الذلة والمهانة والخذلان فأمة الحسين ترفع شعاره الخالد "هيهات منا الذلة" منهجا وعقيدة وفكرا ومسيرة ...
فشيعة العراق يذبحون بالجملة ويهجرون بالجملة ويخطفون بالجملة وتهدم البنى التحتية في أقاليمهم ومناطقهم بيد التكفيريين ، وشيعة لبنان يذبحون بالجملة ويحرقون بالجملة ويهجرون بالجملة بيد الصهاينة الأوغاد ...
لأن التكفيريين والصهاينة يربطهم قاسم مشترك واحد هو قتل كل موال "لرحمة الله" عقيدة وفكرا ومنهجا ، فيقتل على هويته وانتمائه وفكره من أي دين كان أو أية فئة ...
فالكنائس تحرق وتهدم كما الجوامع والحسينيات ، والمسيحي إذا صرح بتسليمه لأمر الله يستهدف كما المسلم الملتزم بمنهج الحق لأن هذا المسيحي الملتزم والمسلم الملتزم مرتبطان بوحدة فكرية وعقائدية ومنهجية هي طاعة الله المطلقة في خدمة الإنسان لأنه خليفة الله في الأرض ، وبناء الإنسان والحفاظ على حقوقه وكرامته وإنسانيته ...
أما هم يريدون تدمير هذا الإنسان واستعباده تجبّرا على قدرة الله واستعلاءً على شرائع الله...
ولكن يد الله فوق أيديهم ...
وما النصر إلا من عنده..
ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين...
صدق الله العلي العظيم
هذا هو وعد الله ...
فخذوا من مدرسة الحسين وزينب عبرة في قوة الإيمان وتثبيت شرائع السماء و إيقاف نزيف الدم جراء فعل الردة الشنعاء التي استورثها الإرهابيون التكفيريون القتلة والصهاينة الأوغاد من سلفهم الذي أخذ حراب المؤمنين منهجا وعملا هداما بغضا بسيدنا محمد وعترته الطاهرة عليهم الصلاة والسلام وكل أنبياء الله عليهم السلام وكافة الديانات السماوية...
لتبقى الصور البشعة التي يتركها الإرهاب الصهيوني في لبنان الشقيق اليوم في ذاكرتكم
وضعوا نصب أعينكم المجازر الإرهابية في كربلاء والنجف والكاظمية والكوفة وسامراء والبصرة و قتل الآمنين في المحمودية ...
لأنه لا يجدي نفعا الشجب والاستنكار والإدانة...
إنما نحتاج إلى قرار شعوب مؤمنة بقدرة الله وقوة الله وأمر الله الذي إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون في بناء إنساننا وأوطاننا وحكوماتنا... وكان وعده نصر المؤمنين ...
إذا الشعب يوما أراد الحياة
أكتبها والقلب ينزف قهرا وألما... والعين تذرف دمعا يحرق كل نسيج يجري من خلاله... واليد مرتعشة لا تقوى على كتابة ما يجول في الخاطر وما يجب أن يُكتب من الوجدان...
أكتبها برغم النار والخراب والدمار ، وفوق كل القيود
لشعب الجنوب (الواحد القدر) في لبنان المقاومة والعراق الجريح الذي
لم ولن يرفع إلا منهجا واحدا ...
ولم ولن يحمل إلا فكرا واحدا مهما تدخلت عليه أفكار بعيدة عن منطقه وحضارته وأصالته وعقيدته..
انه الشعب الذي شرّفه الله تعالى أن يبقى الحامل الوفي لفكر ومنهج قويم ، هو فكر ومنهج سيدنا محمد وعترته الطاهرة عليهم السلام " عقيدة ومنهجا ومسيرة وسياسة وإعلاما "
فنعمَ التشريف ونِعمَ الاختيار ...
أكتبها والشعب يُذبح بجهالة الحمقى والمرتدين والبعيدين عن شرائع السماء ...
لا يُلزمهم ضمير لأن ضمائرهم قد مسخت ...
ولا يردعهم شرف لأن هذا المصطلح قد غُيّبَ عن قواميسهم...
ولا ينهاهم قانون لأن القوانين الدولية " المنحازة" لا تطبق ولا تتمكن لا (الأمم المتحدة) ولا (مجلس الأمن) من تطبيقها إلا من خلال هؤلاء "الأوغاد" مجرمي الحروب وقتلة الشعوب...
كما يجري اليوم في لبنان ...
إذ تصرح إسرائيل أنها بتدميرها اليوم للبنان كل لبنان هو تطبيقا للقانون الدولي، ولم تتمكن (الشرعية الدولية) من ردعها أو إيقافها عن عدوانها الغاشم وكأنما يوافقوها الرأي بأنهم فوضوها بتدمير لبنان تطبيقا لقراراتهم المنحازة...
والمباركة العربية بتصريحات متخاذلة وجبانة وصمت قاتل ومهين ، وهذا ليس بجديد فالأمة التي تخاذلت وقتلت سبط نبيها والأمة التي رضيت بذلك من بعد هي أمة لا تستحق الاحترام وعلى كل شريف أن يتبرأ من أمة ساهمت في قتل الحسين بالأمس وتشارك اليوم بطريق أو آخر في قتل أولاد الحسين ، ومن امة سمعت بل وتسمع بذلك وترضى به .. فلا تستغربوا من هذه الأمة المخذولة المهزومة فحاضرها كسابقها نفاق وذلة ومهانة...
ولكن هيهات لأمة الحسين من الذلة والمهانة والخذلان فأمة الحسين ترفع شعاره الخالد "هيهات منا الذلة" منهجا وعقيدة وفكرا ومسيرة ...
فشيعة العراق يذبحون بالجملة ويهجرون بالجملة ويخطفون بالجملة وتهدم البنى التحتية في أقاليمهم ومناطقهم بيد التكفيريين ، وشيعة لبنان يذبحون بالجملة ويحرقون بالجملة ويهجرون بالجملة بيد الصهاينة الأوغاد ...
لأن التكفيريين والصهاينة يربطهم قاسم مشترك واحد هو قتل كل موال "لرحمة الله" عقيدة وفكرا ومنهجا ، فيقتل على هويته وانتمائه وفكره من أي دين كان أو أية فئة ...
فالكنائس تحرق وتهدم كما الجوامع والحسينيات ، والمسيحي إذا صرح بتسليمه لأمر الله يستهدف كما المسلم الملتزم بمنهج الحق لأن هذا المسيحي الملتزم والمسلم الملتزم مرتبطان بوحدة فكرية وعقائدية ومنهجية هي طاعة الله المطلقة في خدمة الإنسان لأنه خليفة الله في الأرض ، وبناء الإنسان والحفاظ على حقوقه وكرامته وإنسانيته ...
أما هم يريدون تدمير هذا الإنسان واستعباده تجبّرا على قدرة الله واستعلاءً على شرائع الله...
ولكن يد الله فوق أيديهم ...
وما النصر إلا من عنده..
ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين...
صدق الله العلي العظيم
هذا هو وعد الله ...
فخذوا من مدرسة الحسين وزينب عبرة في قوة الإيمان وتثبيت شرائع السماء و إيقاف نزيف الدم جراء فعل الردة الشنعاء التي استورثها الإرهابيون التكفيريون القتلة والصهاينة الأوغاد من سلفهم الذي أخذ حراب المؤمنين منهجا وعملا هداما بغضا بسيدنا محمد وعترته الطاهرة عليهم الصلاة والسلام وكل أنبياء الله عليهم السلام وكافة الديانات السماوية...
لتبقى الصور البشعة التي يتركها الإرهاب الصهيوني في لبنان الشقيق اليوم في ذاكرتكم
وضعوا نصب أعينكم المجازر الإرهابية في كربلاء والنجف والكاظمية والكوفة وسامراء والبصرة و قتل الآمنين في المحمودية ...
لأنه لا يجدي نفعا الشجب والاستنكار والإدانة...
إنما نحتاج إلى قرار شعوب مؤمنة بقدرة الله وقوة الله وأمر الله الذي إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون في بناء إنساننا وأوطاننا وحكوماتنا... وكان وعده نصر المؤمنين ...
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
تحية للصامدين المقاومين في جنوب لبنان أمام العدو الإسرائيلي الغاشم
وقبلة لفوهات بنادقهم الصابرة الصامدة المؤمنة بنصر مؤزر وفتح قريب...
وتحية لشعب العراق المجاهد الصابر الصامد في وجه آلة الغدر والقتل والإرهاب الطائفي المقيت ...
إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم
مدير موقع بيت النجمة المحمدية ــ
www.al-najma.org
تحية للصامدين المقاومين في جنوب لبنان أمام العدو الإسرائيلي الغاشم
وقبلة لفوهات بنادقهم الصابرة الصامدة المؤمنة بنصر مؤزر وفتح قريب...
وتحية لشعب العراق المجاهد الصابر الصامد في وجه آلة الغدر والقتل والإرهاب الطائفي المقيت ...
إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم
مدير موقع بيت النجمة المحمدية ــ
www.al-najma.org
الثلاثاء، يوليو 18، 2006
العدوان الإسرائيلي والإنقسام اللبناني
شوقي مسلماني
الهجوم الوحشي الذي تشنّه إسرائيل على لبنان يفضح، في ما يفضح، عجز السلطات المتعاقبة على لبنان على المستويين السياسي والعسكري. فسياسيّاً، تاريخيّاً، هناك إنقسامات عاموديّة وأفقيّة اتّجاه مختلف القضايا على قاعدة طوائف متناحرة على الوظيفة والمنصب والإنماء المتوازي والتاريخ والهويّة ومَنْ هم الأصدقاء؟ ومَنْ هم الأعداء؟ وحصّة لبنان من الصراع العربي الإسرائيلي ومأساة فلسطين وشعب فلسطين مقيماً ومشرّداً ولاجئاً.
وهناك إنقسامات حادّة عاموديّة وأفقيّة أيضاً حول الإستراتيجيّة العسكريّة للبنان الواقع في قلب منطقة الزلازل الشرق أوسطيّة منذ قيام إسرائيل، فجهة تتّسم بالإنعزال (وهي تخترق الطوائف كافّة) ترى وجوب فصل لبنان عن محيطه على خلفيّة أيديولوجيات مغرقة في اليمينيّة والعنصريّة المقيتة، ولا ترى في إسرائيل خطراً بل حامياً تماماً بقدر ما ترى في الجوار العربي خطراً ونقيضاً ذلك على رغم تناغمها مع أكثر العرب يمينيّةً وتخلّفاً ورجعيّة. والأنكى فهذه الجهة تعدم لبنان مِنْ أي قوّة عسكريّة على خلفيّة جدّاً مشبوهة باعتبار أنّ قوّة لبنان هي في ضعفه! وهي نظريّة تمّ التثبّت مِنْ سرابيّتها مرّة بعد مرّة وأفضتْ بلبنان لكي يكون وطناً يفتقد لأدنى مقوّمات الردع حفاظاً على سلامة حدوده وأرضه وشعبه ويكون هدفاً ولقمةً سائغةً لكلّ طامح وطامع، فيما جهة أخرى (تخترق الطوائف كافّة أيضاً) ترى أنّ قوّة لبنان هي في إمتلاك لبنان لكلّ مصادر القوّة وخصوصاً العسكريّة في منطقة متفجِّرة، وترى في إسرائيل جلّ الخطر باعتبارها تهدّده في مياهه وأرضه ووجوده باعتباره مركز تنويري في وسط عربي يُراد له أن يبقى يتخبّط في وحول التخلّف والرجعيّات والديكتاتوريّات والعمالة المكشوفة والمستترة.
وهذا التباين في النظر إلى لبنان وموقعه ودوره هو المسؤول الأوّل عمّا يشهده لبنان اليوم، فمنه نَفَذَتْ إسرائيل لتدكّه برّاً وجوّاً وبحراً، وتستهين بأرواح المدنيين وأملاكهم وأرزاقهم من دون أن يكون بمقدور الجيش أن يردّ بفعّاليّة على العدوان الغاشم، ومِنْ دون أن يكون بمقدور الدولة اللبنانيّة ككلّ أن تفعل شيئاً سوى البكاء واللطم والإستجداء على نحو مقرف يقشعرّ له جسم كلّ مَنْ يملك بعد ذرّة كرامة، هذا إذا لم نقل أنّ بعض الدولة العاجزة يتهيّأ بخسّة لقطف ثمار العدوان سياسيّاً مِن أجل بيع لبنان بالكامل لإسرائيل كما باع عرب آخرون ضمائرهم وأوطانهم لإسرائيل، غير أنّ لبنان الشريف أرسخ ومَنْ دحرَ إسرائيل أخيراً عام ألفين بعد أكثر مِنْ عشرين سنة إحتلال وصلَ إلى العاصمة بيروت سيعرف كيف يدحر إسرائيل مجدّداً اليوم أو غداً.
الهجوم الوحشي الذي تشنّه إسرائيل على لبنان يفضح، في ما يفضح، عجز السلطات المتعاقبة على لبنان على المستويين السياسي والعسكري. فسياسيّاً، تاريخيّاً، هناك إنقسامات عاموديّة وأفقيّة اتّجاه مختلف القضايا على قاعدة طوائف متناحرة على الوظيفة والمنصب والإنماء المتوازي والتاريخ والهويّة ومَنْ هم الأصدقاء؟ ومَنْ هم الأعداء؟ وحصّة لبنان من الصراع العربي الإسرائيلي ومأساة فلسطين وشعب فلسطين مقيماً ومشرّداً ولاجئاً.
وهناك إنقسامات حادّة عاموديّة وأفقيّة أيضاً حول الإستراتيجيّة العسكريّة للبنان الواقع في قلب منطقة الزلازل الشرق أوسطيّة منذ قيام إسرائيل، فجهة تتّسم بالإنعزال (وهي تخترق الطوائف كافّة) ترى وجوب فصل لبنان عن محيطه على خلفيّة أيديولوجيات مغرقة في اليمينيّة والعنصريّة المقيتة، ولا ترى في إسرائيل خطراً بل حامياً تماماً بقدر ما ترى في الجوار العربي خطراً ونقيضاً ذلك على رغم تناغمها مع أكثر العرب يمينيّةً وتخلّفاً ورجعيّة. والأنكى فهذه الجهة تعدم لبنان مِنْ أي قوّة عسكريّة على خلفيّة جدّاً مشبوهة باعتبار أنّ قوّة لبنان هي في ضعفه! وهي نظريّة تمّ التثبّت مِنْ سرابيّتها مرّة بعد مرّة وأفضتْ بلبنان لكي يكون وطناً يفتقد لأدنى مقوّمات الردع حفاظاً على سلامة حدوده وأرضه وشعبه ويكون هدفاً ولقمةً سائغةً لكلّ طامح وطامع، فيما جهة أخرى (تخترق الطوائف كافّة أيضاً) ترى أنّ قوّة لبنان هي في إمتلاك لبنان لكلّ مصادر القوّة وخصوصاً العسكريّة في منطقة متفجِّرة، وترى في إسرائيل جلّ الخطر باعتبارها تهدّده في مياهه وأرضه ووجوده باعتباره مركز تنويري في وسط عربي يُراد له أن يبقى يتخبّط في وحول التخلّف والرجعيّات والديكتاتوريّات والعمالة المكشوفة والمستترة.
وهذا التباين في النظر إلى لبنان وموقعه ودوره هو المسؤول الأوّل عمّا يشهده لبنان اليوم، فمنه نَفَذَتْ إسرائيل لتدكّه برّاً وجوّاً وبحراً، وتستهين بأرواح المدنيين وأملاكهم وأرزاقهم من دون أن يكون بمقدور الجيش أن يردّ بفعّاليّة على العدوان الغاشم، ومِنْ دون أن يكون بمقدور الدولة اللبنانيّة ككلّ أن تفعل شيئاً سوى البكاء واللطم والإستجداء على نحو مقرف يقشعرّ له جسم كلّ مَنْ يملك بعد ذرّة كرامة، هذا إذا لم نقل أنّ بعض الدولة العاجزة يتهيّأ بخسّة لقطف ثمار العدوان سياسيّاً مِن أجل بيع لبنان بالكامل لإسرائيل كما باع عرب آخرون ضمائرهم وأوطانهم لإسرائيل، غير أنّ لبنان الشريف أرسخ ومَنْ دحرَ إسرائيل أخيراً عام ألفين بعد أكثر مِنْ عشرين سنة إحتلال وصلَ إلى العاصمة بيروت سيعرف كيف يدحر إسرائيل مجدّداً اليوم أو غداً.
من مظاهرات صدام إلى لبنان
عبد الرحمن الراشد
اتصلت تقول انها لا تزال موجودة في بيروت، سألتها الا تعتقدين ان الأسلم ان تلحقي بقوافل المغادرين، فالمعركة قد تكون في بدايتها ولا أحد بمنأى عن الخطر ولبنان كما وصفه رئيس وزرائه بلد منكوب. ردت قائلة لا. فهي تشعر بالخطر لكنها أيضا تشعر بمشاعر اهل البلد المحاصر وواجبها ان تكون بينهم وأن هذا هو الوقت الذي نقف فيه موقفا يعبر عن رأينا.
نصحتها بان تكف عن سماع الذين يحرضون على المواقف الشجاعة. فالمحرضون على الحرب هم في حقيقة الأمر يتحدثون من بيوتهم البعيدة في القاهرة ولندن وطهران وعمان. هؤلاء يتحدثون بشجاعة على بعد آلاف الأميال غير مبالين بالدمار الذي يعاني منه كل اللبنانيين.
الحقيقة ان الكثير من العرب في حماس دائم عندما تكون المعارك بعيدة عن بيوتهم وأطفالهم يتابعونها بالريموت كونترول. والحقيقة الغائبة عادة هي مشاعر الضحايا الذين لا تظهر سوى اصوات تعبر عنهم.
ما يقال اليوم من مديح وثناء لحزب الله قيل من قبله لصدام حسين الذي وجد نفسه في زاوية محاصرا بعد كل بيانات الشجاعة والتحدي والصمود والمظاهرات التي جابت القاهرة وعمان والدار البيضاء والجزائر وغيرها. اخيرا راح صدام ونسيه المتظاهرون الذين خرجوا للهتاف لضحية جديدة.
والأمر خالطه النفاق الى درجة كانت الحكومات تسير مظاهرات شعبية يشارك فيها وزراؤها وزوجاتهم في استعراض سياسي واضح. الحياة لم تتغير كثيرا في الأزمات العربية بل تتكرر في صور مستنسخة عن بعضها من مظاهرات صدام الى مظاهرات لبنان وبيانات التأييد الكلامية وصراخ المحرضين من وراء البحر.
وسبق ان برره احد الكتاب بان ما يحدث هو جزء من التعبئة العامة وعلينا ان ننضم الى جوقة المحرضين او ان نسكت حتى لا نثبط همم المقاتلين. هل يعقل ان يفرض على الناس حربا لا كلمة لهم فيها، ولا للحكومة قرار فيها، ولا للآخرين فيها أيضا رأي وفي نفس الوقت مطلوب منهم ان يقولوا نعم او يسكتوا. حتى في اسرائيل، البلد الذي قال انه في حال تعبئة عامة للحرب، يسمح للمظاهرات ضد الحكومة كما قامت حركة السلام الآن التي تظاهرت ونددت بالعدوان الاسرائيلي وطالبت حكومة اولمرت بالكف عن الحرب واللجوء للتفاوض.
وما يحزننا جميعا ليست المواقف السياسية بل آلام الناس ومآسيهم، الذين يهيمون على وجوههم في بيروت هاربين لاجئين، والخائفون القلقون في كل شبر من هذا البلد المنكوب. اما الذين يصرخون داعين الى الحرب من لندن والدوحة والقاهرة وغيرها من عواصم الشجاعة الكلامية فان تاريخ صراخهم وتحريضهم نرى نتائجه في العراق المدمر، ولبنان المدمر، وعسى الا نرى غدا سورية مدمرة.
* نقلا عن صحيفة " الشرق الأوسط" اللندنية
السبت، يوليو 15، 2006
تعليق على خطاب حسن نصرالله
الأب/ سيمون عسَّاف
بالرغم من إعجابي بشخصية السيد حسن نصرالله واحترامي لرؤيته وبالرغم من تقديري لقناعاته وخلفيته الشيعية التي افهمها وهي تغوص في التاريخ حتى كربلا ويزيد غريم الحسين، أختلف معه من باب القحم الذي زج نفسه فيه وزج لبنان أيضاً.
انه يخاطب اللبنانيين وكأنه أكبر من رئيس جمهورية لبنان.
من أي منطلق وبأية صفة يتوجه إلى اللبنانيين بخطاب مصيري لا تريده أغلب شرائح الأمة.
ولو لم تكن لديه القوة المسيطرة هل كان الشعب ليرضى بهذا الإقحام الذي دمر البنية التحتية كلها وترك الهيكلية عارية من المدنية خاوية من العمران؟
نعم أعاد إلى الأذهان أشباح الحرب المرعبة علاوة على التشريد والتدمير والتفقير والتجويع والحرائق والتهجير؟
يقول:"هي حرب شاملة يشنها الصهاينة لتصفية حساب كامل مع لبنان وشعب لبنان ودولة لبنان وجيش لبنان ومقاومة لبنان انتقاما وثأرا مما تم انجازه في 25 أيار/مايو عام 2000". وعن أي نصر يتكلم؟
هل عن تهجير الجنوبيين عام 2000 من بيوتهم الآمنة بانسحاب إسرائيلي وفقاً لاتفاقات سياسية كان ضحيتها جيش لبنان الجنوبي؟
أسأل السيد حسن نصر الله عن أية دولة وأي جيش وأي نصر تاريخي يتحدث؟
لا يا شيخ لا تحرز هذه الأبهة للتبجح بسكرات النصر وعلى من؟
ها هم الإسرائيليون، وأنا ضدهم، أما كان بإمكانهم اللجؤ بالأمس إلى ما لجأوا إليه اليوم للترويع والتلويع والمشاكسة؟
اعتذر على صراحتي واسمح للذاكرة أن تروح إلى الأبعد.
إن اللبنانيين في العمق يبطنون الرفض وان كانوا في العلن يظهرون الرضى.
هو الخوف من المقاومة ومن فرضيات القمع التي تعودوا عليها.
والدليل ليس غائب حين أُعِدَّت التفجيرات والاغتيالات ضد المطالبين بالحرية والسيادة والسلام تحت غطاء مشبوه.
وغداً على إثر هذه الخسائر الفادحة إلا تكون الفئة المحرومة هي الكاسبة كما دائما فتستغل وتستفيد من فئات لا ناقة لها ولا جمل في هذه المعمعات العبثية الفاشلة؟
تقول:"نحن في حزب الله مغامرون"، ولكن ليست هذه قناعات الشعب بالمغامرة.
لماذا تجرُّونه عليها مكرها يائساً؟
قلتم عنا وقال العالم أننا مجانين وأثبتنا أننا العقلاء، والقول لكم، هل بعدم تكافؤ القوى يكون إثبات التعقل والانتصار؟
"أنتم تقاتلون أبناء محمد وعلي والحسن والحسين وأهل بيت رسول الله وصحابة رسول الله، الكلام لكم أيضاً، هل وحده حزب الله يتحمل الكوارث والنكبات في البلد؟
وهل إسرائيل تميز بين أبناء محمد والحسن والحسين وبين سائر المواطنين أبناء البيت الواحد؟ وهل كلهم أبناء الإمام والسبطين؟
كيف يكتب النصر لحزب المقاومة وأهل البيت ليسوا مجمعين على الحرب؟
ثم تستكملون:
إما أن نخضع اليوم للشروط التي يريد العدو الصهيوني إملاءها علينا جميعا وبضغط وتأييد ودعم أميركي ودولي وللأسف عربي، إما أن نخضع لشروطه الكاملة التي تعني إدخال لبنان في العصر الإسرائيلي وفي الهيمنة الإسرائيلية"، مع كل التوقير مني للسيد حسن نصرالله، لا أجاريه في موضوع الخيارات لأننا لسنا بعد تعبٍ وإنهاك من أحداث سحابة ثلاثة عقود على استعداد لتحمل المزيد من الأهوال والويلات.
سقطت بيزنطيه بعد انتصارها على الفرس ورجوعها منهوكة فلم تقوَ على الصمود أمام الغزوات العربية عهدذاك.
هذه هي حال لبنان.
أن الدول العربية برمتها خشيت التطاول على إسرائيل فهل يجوز أن ننغمس في هذه المرمغة القاتلة.
إن هذا في يقيني هزيمة وانتحار.
نحن لا نخضع للهيمنة الصهيونية في أي شكل ولا للشروط التي تُملى علينا لأننا لسنا قاصرين ولكن نتفاوض بدهاء.
كلام السيد المسيح واضح إذ قال: مثال الملك الذي يحارب
"وأي ملك إن ذهب لمقاتلة ملك آخر في حرب لا يجلس أولاً ويتشاور، هل يستطيع أن يلاقي بعشرة آلاف الذي يأتي عليه بعشرين ألفًا.
وإلا فما دام ذلك بعيدًا يرسل سفارة ويسأل ما هو للصلح. " [31-35].
ومن جهتي تفاديا للتحدي والافتراء والمغالاة اردد:
يا باريَ القوسِ برياً ليس يصْلِحُه
بالرغم من إعجابي بشخصية السيد حسن نصرالله واحترامي لرؤيته وبالرغم من تقديري لقناعاته وخلفيته الشيعية التي افهمها وهي تغوص في التاريخ حتى كربلا ويزيد غريم الحسين، أختلف معه من باب القحم الذي زج نفسه فيه وزج لبنان أيضاً.
انه يخاطب اللبنانيين وكأنه أكبر من رئيس جمهورية لبنان.
من أي منطلق وبأية صفة يتوجه إلى اللبنانيين بخطاب مصيري لا تريده أغلب شرائح الأمة.
ولو لم تكن لديه القوة المسيطرة هل كان الشعب ليرضى بهذا الإقحام الذي دمر البنية التحتية كلها وترك الهيكلية عارية من المدنية خاوية من العمران؟
نعم أعاد إلى الأذهان أشباح الحرب المرعبة علاوة على التشريد والتدمير والتفقير والتجويع والحرائق والتهجير؟
يقول:"هي حرب شاملة يشنها الصهاينة لتصفية حساب كامل مع لبنان وشعب لبنان ودولة لبنان وجيش لبنان ومقاومة لبنان انتقاما وثأرا مما تم انجازه في 25 أيار/مايو عام 2000". وعن أي نصر يتكلم؟
هل عن تهجير الجنوبيين عام 2000 من بيوتهم الآمنة بانسحاب إسرائيلي وفقاً لاتفاقات سياسية كان ضحيتها جيش لبنان الجنوبي؟
أسأل السيد حسن نصر الله عن أية دولة وأي جيش وأي نصر تاريخي يتحدث؟
لا يا شيخ لا تحرز هذه الأبهة للتبجح بسكرات النصر وعلى من؟
ها هم الإسرائيليون، وأنا ضدهم، أما كان بإمكانهم اللجؤ بالأمس إلى ما لجأوا إليه اليوم للترويع والتلويع والمشاكسة؟
اعتذر على صراحتي واسمح للذاكرة أن تروح إلى الأبعد.
إن اللبنانيين في العمق يبطنون الرفض وان كانوا في العلن يظهرون الرضى.
هو الخوف من المقاومة ومن فرضيات القمع التي تعودوا عليها.
والدليل ليس غائب حين أُعِدَّت التفجيرات والاغتيالات ضد المطالبين بالحرية والسيادة والسلام تحت غطاء مشبوه.
وغداً على إثر هذه الخسائر الفادحة إلا تكون الفئة المحرومة هي الكاسبة كما دائما فتستغل وتستفيد من فئات لا ناقة لها ولا جمل في هذه المعمعات العبثية الفاشلة؟
تقول:"نحن في حزب الله مغامرون"، ولكن ليست هذه قناعات الشعب بالمغامرة.
لماذا تجرُّونه عليها مكرها يائساً؟
قلتم عنا وقال العالم أننا مجانين وأثبتنا أننا العقلاء، والقول لكم، هل بعدم تكافؤ القوى يكون إثبات التعقل والانتصار؟
"أنتم تقاتلون أبناء محمد وعلي والحسن والحسين وأهل بيت رسول الله وصحابة رسول الله، الكلام لكم أيضاً، هل وحده حزب الله يتحمل الكوارث والنكبات في البلد؟
وهل إسرائيل تميز بين أبناء محمد والحسن والحسين وبين سائر المواطنين أبناء البيت الواحد؟ وهل كلهم أبناء الإمام والسبطين؟
كيف يكتب النصر لحزب المقاومة وأهل البيت ليسوا مجمعين على الحرب؟
ثم تستكملون:
إما أن نخضع اليوم للشروط التي يريد العدو الصهيوني إملاءها علينا جميعا وبضغط وتأييد ودعم أميركي ودولي وللأسف عربي، إما أن نخضع لشروطه الكاملة التي تعني إدخال لبنان في العصر الإسرائيلي وفي الهيمنة الإسرائيلية"، مع كل التوقير مني للسيد حسن نصرالله، لا أجاريه في موضوع الخيارات لأننا لسنا بعد تعبٍ وإنهاك من أحداث سحابة ثلاثة عقود على استعداد لتحمل المزيد من الأهوال والويلات.
سقطت بيزنطيه بعد انتصارها على الفرس ورجوعها منهوكة فلم تقوَ على الصمود أمام الغزوات العربية عهدذاك.
هذه هي حال لبنان.
أن الدول العربية برمتها خشيت التطاول على إسرائيل فهل يجوز أن ننغمس في هذه المرمغة القاتلة.
إن هذا في يقيني هزيمة وانتحار.
نحن لا نخضع للهيمنة الصهيونية في أي شكل ولا للشروط التي تُملى علينا لأننا لسنا قاصرين ولكن نتفاوض بدهاء.
كلام السيد المسيح واضح إذ قال: مثال الملك الذي يحارب
"وأي ملك إن ذهب لمقاتلة ملك آخر في حرب لا يجلس أولاً ويتشاور، هل يستطيع أن يلاقي بعشرة آلاف الذي يأتي عليه بعشرين ألفًا.
وإلا فما دام ذلك بعيدًا يرسل سفارة ويسأل ما هو للصلح. " [31-35].
ومن جهتي تفاديا للتحدي والافتراء والمغالاة اردد:
يا باريَ القوسِ برياً ليس يصْلِحُه
لا تظلُم القوسَ أعطِ القوس َباريها
الخميس، يوليو 13، 2006
لماذا تأخر القمر هذه الليلة؟
كمال العيادي
**
هــناك.
هـــناك بعيدا،
عند أســفــل جــبــل الكــلس المــحــروق.
كــــان الذّئـــب الجـــريـــح،
يـــجـــاهــــــد لـــرفــع رأســـه مـــــرّة أخـــرى.
**
لـــمــاذا تـــأخـــّر القـــمــر هــذه الــلـّيـلة ؟
ربــّمــا حــجــر تــدحــرج بــفــعــل الــرّيـح.
لـــمــاذا تـــأخـــّر القـــمــر هــذه الــلـّيـلة ؟
ربــّمــا حــجــر تــدحــرج بــفــعــل الــرّيـح.
ربــّــما كــرتــان مــن نــدف الــثــّلــج الــقــديــم.
**
هـــنــاك, بــعــيــدا.
هـــنــاك, بــعــيــدا.
حــيــث لا زعـتـر يـعـانـق شـبـاك الـعـرعـر.
ولا ريـح طـريـدة.
كــان الـذئــب الـرّمـادي الـجـريــح
يـسـوّى مـن صـوف الأوهـام وسـادة
تـعدّل وضع رأسـه,
صـوب كـتـف الـجـبـل الـيـسـارلــيـرفـع للـقـمر،
بـعـواء الــــــوداع الأخـيـر.
تماما, كما وعد أمه وهي تــمـوت
في ضوء ذاك النّــــــــــهار البعيد.
**
لم تعبث به الرّيح, ككلّ مساء
لم تعبث به الرّيح, ككلّ مساء
لم تستهزئ به سناجب الجوز البرّيّ كعادتها
لم تــتخذ اليرقات مفاصل فروته ممرّا للحاء الأشجار.
لماذا تأخّر القمر هذه الليلة ؟
لماذا تأخّر القمر هذه الليلة ؟
**
ربّما حجر، كي أستريح.
ربّما حجر، كي أستريح.
ربّما قبضة من الثلج تعدّل وضع رأسي الجريح.
لو أخت أو صديق أو من العشيرة رفيق.
يلعق جراحي كلّ المساء,
ولا يفترسني آخر فتيل اللّيل.
**
ما كان ينبغي مصارعة الوحش المحنّك.
ما كان ينبغي مصارعة الوحش المحنّك.
أخطأت مثل أبي .
ما كان ينبغي أن أهمل مواعيد القمر هذا الخريف.
لماذا تأخر هذه الليلة ؟
لماذا تأخر هذه الليلة ؟
**
كانت لنا أم حنون.
كانت لنا أم حنون.
تلعق أضلعها لكي لا نموت.
تهمّ بطريدة, ككلّ الذّئاب الأمّهات.
ولكنّها تــئــن مــن الــوجــع والـقـنوط,
حين تــسـتشــعــر انبهارنا بحدود الغاب.
كانت تقول لأشقانا : خفت ألاّ تعود.
خفت يا ولدي الحبيب.
**
لماذا تأخّر القمر هذه اللّيلة ؟
كان الغاب أخضر
لماذا تأخّر القمر هذه اللّيلة ؟
كان الغاب أخضر
كلّ أسرار الفصول
وكانت عظامنا لوز وتين وقشرة عود يافع.
ربّما حجر أو ندفة من الثلج , كي أستريح.
ربّما حجر أو ندفة من الثلج , كي أستريح.
**
أشمّها الرّيح
قسما هيّ الرّيح
تسوق غمام الشّمال صوب هضاب الجنوب
وتلهو بقلاع النّمل إلى حين
**
أشمّها الرّيح
قسما هيّ الرّيح
تبلّل الجداول برذاذ مصبّ واديها, عند أسفل الجبل البعيد
وتلملم ريح الأزهار.
وحوامض نداء الخصوبة من بين أفخاذ الأرانب
سعوقا لأنوف الثعالب والذّكور.
**
هيّ الرّيح
قسما هيّ الرّيح.
يا أولاد لا تنسوا, كانت أمنا تقول.
يا أولاد لا تنسوا, كانت أمنا تقول.
لا تــنسوا: الأرانب
قِــــرَبٌ من الدّم الحار
الزّعتر ريح كلّ الغاب
والفأر دليلنا لمضارب الجرابيع ومنابت التّين
الأسد أسد, كانت تقول
واللبؤة أسود
وأسود الضبع العنيد,
كما الكواسر والزاحفات
يكوّر الموت حتّى الغار
**
اللّيل بيـتـنا وعدوّنا يا أولادي النهار.
اللّيل بيـتـنا وعدوّنا يا أولادي النهار.
كانت تقول وهي تفرش فروتها لننام :
املؤا قــلــوبكم برائحة الدّم الحار
الذئب لا يخون العشيرة ولا ينسى مواعيد القمر.
**
لماذا تأخر القمر هذه اللّيلة ؟
ربّما حجر أو شيء من نتف الثلج القديم.
خرج أبي إلى الصيد ولم يرجع
لم أسأل
لماذا تأخر القمر هذه اللّيلة ؟
ربّما حجر أو شيء من نتف الثلج القديم.
خرج أبي إلى الصيد ولم يرجع
لم أسأل
كون الذئاب لا تسأل
بئس الذئاب حين تسأل :علام لا يعود الآباء؟
كانت تقول, بئس الذئاب بلا إباء.
لم أره يوما عابسا
بئس الذئاب حين تسأل :علام لا يعود الآباء؟
كانت تقول, بئس الذئاب بلا إباء.
لم أره يوما عابسا
ولم يخلف يوما طريدة
ولكنّ الأسد أسد, كانت تقول.
واللبؤة أسود
وأسود مزّقت كلّ مفاصله
ولم تأكل كبده, كما يفعل الأسود.
**
ما طعم دم أبي يا ترى؟
أما دماء أمي وإخوتي فحوامض التين والزّعتر.
لو أخت أو شقيق, يلعق جراحي.
لماذا تأخر القمر هذه اللّيلة ؟
لو أخت أو شقيق, يلعق جراحي.
لماذا تأخر القمر هذه اللّيلة ؟
**
كانت أحلامنا الأرض والسّماء
كانت أحلامنا الأرض والسّماء
والجبل يفرد جناحيه شطر الغاب.
تعبت. لا شىء أميّز رائحته. غير هذا البخور.
تعبت. لا شىء أميّز رائحته. غير هذا البخور.
كأني بأصوات العشيرة خلف الجبل
كأني بأصوات الطبول.
وخطو يخرج من باطن الجبل.
علام يرتعش جسدي يا ترى؟
علام يرتعش جسدي يا ترى؟
وعلام مثل دبيب النمل يتصاعد من كلّ مفاصلي؟
لم يبق في الوقت متّسع هذه اللّيلة
أهملت حساب مواعيد القمر.
سأغمض عيني, علّه يأتي
تعبت.
لم يبق في الوقت متّسع.
سأنــــــــام
وها نحن ننشرها لتسليط الضوء عليها،
ولأهمية ما تتضمنه من إيحاءات ساخنة وموجعة،
حول ما يحدث في لبنان وفلسطين والعراق.
ميّ شدياق المرأة الحديديّة
شوقي مسلماني
أستطيع وبكلّ صدق وجرأة أن أقول أنّ المذيعة اللبنانيّة ميّ شدياق كانت قليلة الشعبيّة ـ في محيطي على الأقل ـ قبل محاولة إغتيالها الآثمة وذلك لأكثر من سبب رغم جرأتها النادرة وسعة إطّلاعها على الأحداث المحليّة اللبنانيّة والعربيّة والدوليّة.
أستطيع وبكلّ صدق وجرأة أن أقول أنّ المذيعة اللبنانيّة ميّ شدياق كانت قليلة الشعبيّة ـ في محيطي على الأقل ـ قبل محاولة إغتيالها الآثمة وذلك لأكثر من سبب رغم جرأتها النادرة وسعة إطّلاعها على الأحداث المحليّة اللبنانيّة والعربيّة والدوليّة.
ومن أسباب قلّة شعبيّتها (أكرِّر وأقول: في محيطي الذي ينظر إلى الأمور من زاوية مختلفة) أنّها كانت تحاور ذاتها إذا كان ضيفها على هواها وتتجنّب توجيه أي سؤال حقيقي، فيما المشاهد القلِق والحذِر يريد من المذيع أو المذيعة إلقاء الأسئلة التي يريد هو أجوبة عليها.
كما من أسباب عدم شعبيّتها التضييق على الضيف الذي لا يناسبها حتى شاع أنّه إذا سُئلَ الضيف المختلف عن مواعيده غداً أجاب أنّه هو سيجري حواراً مع ميّ شدياق في برنامج "نهاركم سعيد" كإشارة إلى أنّ الوقت المخصّص للبرنامج ستستهلكه ميّ وهو الذي سيوجّه الأسئلة، بالإضافة طبعاً إلى تحويلها البرنامج إلى منبر دعائي سياسي لفريق على رغم معرفتها، وهي المدرّسة الجامعيّة لمادّة الإعلام، أنّ مهمّة الإعلامي هي أوّلاً وأخيراً الكشف (أتجرّأ وأقول أخيراً) عن حقائق أخرى، وأحد لا يستطيع أنّ يدّعي أنّه يملكها وحده.
ومهما يكن، فبعد محاولة اغتيالها البشعة والحقيرة لاحظتُ أمراً وهو أنّ كلّ المتضايقين سابقاً من ميّ وفور سماعهم لنبأ محاولة إغتيالها شعروا بالحرج الشديد ثمّ القرف وشتموا الفاعلين بأقذع الشتائم وأقرّوا أنّهم وإن كانوا يعارضونها في مجالات شتّى غير أنّهم في العمق كانوا يقدِّرون مواهبها وقوّة شخصيّتها ونجاحها الباهر في الترويج لما تؤمن به (إذا يحقّ لنا استخدام كلمة ترويج).
وفي الساعة العاشرة والربع من ليل ثلاثاء 4 تمّوز الجاري التقت فضائيّة "أل بي سي" ممثّلةً بالمذيعة المرموقة شذى عمر في باريس بالشهيدة الحيّة ميّ شدياق، وكان حوار مطوّل ومؤثِّر في آنٍ معاً فيه برزت مي كإمرأة حديديّة حقّاً، مقدامة، ذكيّة، واضحة، حاضرة الذهن ولمّاحة. لم تتورّط في تسمية جهة معيّنة حاولتْ إغتيالها كما يتسرّع كثيرون سياسيّون وإعلاميّون نصّبوا أنفسهم على حين غرّة قضاةً ومحقّقين ومحامين وجلاّدين.
ومهما يكن، فبعد محاولة اغتيالها البشعة والحقيرة لاحظتُ أمراً وهو أنّ كلّ المتضايقين سابقاً من ميّ وفور سماعهم لنبأ محاولة إغتيالها شعروا بالحرج الشديد ثمّ القرف وشتموا الفاعلين بأقذع الشتائم وأقرّوا أنّهم وإن كانوا يعارضونها في مجالات شتّى غير أنّهم في العمق كانوا يقدِّرون مواهبها وقوّة شخصيّتها ونجاحها الباهر في الترويج لما تؤمن به (إذا يحقّ لنا استخدام كلمة ترويج).
وفي الساعة العاشرة والربع من ليل ثلاثاء 4 تمّوز الجاري التقت فضائيّة "أل بي سي" ممثّلةً بالمذيعة المرموقة شذى عمر في باريس بالشهيدة الحيّة ميّ شدياق، وكان حوار مطوّل ومؤثِّر في آنٍ معاً فيه برزت مي كإمرأة حديديّة حقّاً، مقدامة، ذكيّة، واضحة، حاضرة الذهن ولمّاحة. لم تتورّط في تسمية جهة معيّنة حاولتْ إغتيالها كما يتسرّع كثيرون سياسيّون وإعلاميّون نصّبوا أنفسهم على حين غرّة قضاةً ومحقّقين ومحامين وجلاّدين.
أيضاً أعادت تأكيدها أنّها لا يضيرها أن تكون متعاطفة (وهذا حقّها المقدّس) مع طرف سياسي محدّد لم تذكره بالإسم وإن كان الجميع يعرف من هو هذا الطرف.
وأيضاً وجّهتْ نقداً لاذعاً لسلطة قوى 14 آذار، وهي السلطة التي تنتصر لها ميّ "لتقاعسها" في فتح ملفّ مَنْ حاول اغتيالها. ووجّهت نقداً أكثر شراسة للسلطة ذاتها في تعاطيها مع ملفّ الشهيد جبران التويني متسائلةً عن عدد المرّات التي يجب أن "ندفن بها جبران" بسبب التقاعس في مسح مكان الجريمة. وتساءلتْ ضمنيّاً عن أسباب تراجع قوى 14 آذار أمام هجوم القوى الأخرى التي من المفترض أن تكون هي التي تتراجع. ووعدت الجمهور بثقة نادرة أنّها راجعة إلى ميدانها الإعلامي من خلال برنامج سياسي أيضاً بامتياز.
لكن أكثر ما لفتَ في اللقاء هو قدرة ميّ الساحرة حقّاً على الإبتسام وحتى الضحك كطفلة على رغم محنتها التي تنوء بآلامها الجبال. ووجّهت شكرها للجميع على المحبّة التي أحاطوها بها وخصوصاً والدتها والأمير الوليد بن طلال. ولكن أكثر ما أثارني شخصيّاً وجعل الدمعة تطفر من عيني ليس الريبورتاج عن تكريمها ومسارعة طفلة ليبيّة (أي من المقلب الآخر من العالم العربي) لتقترب منها في باريس وتقول لها "أنا أحبّك" وحسب بل أيضاً ذلك الإصرار لدى ميّ على أن تعيش كريمة حرّة، وساعة يد وخاتم كبير كبير كبير في يدها اليسرى.
Shawki46@hotmail.com
لكن أكثر ما لفتَ في اللقاء هو قدرة ميّ الساحرة حقّاً على الإبتسام وحتى الضحك كطفلة على رغم محنتها التي تنوء بآلامها الجبال. ووجّهت شكرها للجميع على المحبّة التي أحاطوها بها وخصوصاً والدتها والأمير الوليد بن طلال. ولكن أكثر ما أثارني شخصيّاً وجعل الدمعة تطفر من عيني ليس الريبورتاج عن تكريمها ومسارعة طفلة ليبيّة (أي من المقلب الآخر من العالم العربي) لتقترب منها في باريس وتقول لها "أنا أحبّك" وحسب بل أيضاً ذلك الإصرار لدى ميّ على أن تعيش كريمة حرّة، وساعة يد وخاتم كبير كبير كبير في يدها اليسرى.
Shawki46@hotmail.com
الأربعاء، يوليو 12، 2006
كرامتي في إنسانيتي و ليس في عباءتي
بقلم: احمد جمعة
كرامتي في عباءتي .. كرامتي في التزامي.. كرامتي في حجابي!!!
كلمات غير مسئولة و خارجة عن الذوق العام و تشجع على تقسيم المجتمع و شقه و تمزيقه بأكثر مما هو ممزق. و للأسف تقف وراء هذه الممارسات و الفعاليات جهات حكومية رسمية تدعم مثل هذا التوجه.
كنت قبل فترة اعز و اقدر العمل الذي تقوم به وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي لكونها امرأة تتبوأ منصب وزير و تمثل توجها حضاريا يدعم المرأة في المناصب العليا. و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن البحرين دولة متحضرة و منفتحة و لا تؤمن بالتقسيم بين الرجل و المرأة و لا بين المرأة المتحجبة و المرأة غير المتحجبة، و بالتالي فنحن نعيش في ظل مساواة و تسامح و انفتاح حضاري جاءت على أساسه الوزيرة فاطمة البلوشي إلى هذا المنصب.
لكن، و أقولها بحرقة و مرارة مثلما شعر مثلي الكثيرون، فوجئت بإعلانات كثيرة عملاقة الحجم تملأ شوارع البحرين، تعلن في عناوين ضخمة مستفزة للمشاعر و الأحاسيس و للكرامة أيضا أن المرأة ليست لها كرامة إذا لم ترتد العباءة، و إن المرأة بلا كرامة بدون العباءة. و هذه الإعلانات كانت لفعالية ترأستها وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي ممثلة للدولة و الحكومة.
و السؤال هنا: هل من سياسات الدولة في البحرين الانحياز للمراة ذات العباءة ضد المرأة العادية والطبيعية و التي تشغل اليوم مناصب منها الوزارة تماما مثل الوزيرة البلوشي؟ و هل المسؤولات من مرتبة وزيرة و ما دون بدون كرامة لأنهن بدون عباءة؟ و هل أكثر من نصف نساء المجتمع البحريني بلا كرامة لأنهن غير مرتديات للعباءة؟ هل الطبيبات و المهندسات و المحاميات و كل النسوة اللواتي بنين البحرين هن بدون كرامة؟
هذه الأسئلة موجهة بطبيعة الحال إلى وزيرة التنمية الاجتماعية التي وافقت، أولا على عرض تلك اللوحات الإعلانية عن مسرحية "كرامتي في عباءتي" في جميع شوارع البحرين و بصورة مستفزة للمشاعر، و ثانيا لاحتواء الإعلانات على ما يفيد بأن الفعالية المذكورة سوف تقام تحت رعاية وزيرة التنمية الاجتماعية. و معنى هذا هو أن قرار الوزيرة برعاية الفعالية هو قرار مع سبق الإصرار والترصد منحاز إلى جانب من المجتمع، و هو الجانب العقائدي المتمثل في التيار الديني الذي يقسم المجتمع إلى قسمين: مؤمنين و كفار.
إن هذا السلوك وقع فيه للأسف من قبل وزير الأعلام، و ها هي وزيرة التنمية الاجتماعية تلحق به، و تعلن بصوت حاد من خلال رعايتها و حضورها لتلك الفعالية، أن المرأة في البحرين لا كرامة لها، حتى لو كانت وزيرة أو طبيبة أو مهندسة إلا إذا ارتدت العباءة. فهل نعتبر هذا الموقف هو موقف الدولة الرسمي؟ أم انه هفوة أو زلة من الوزيرة؟ أم انه التزام منها بتيار يتحكم اليوم في السياسات والتوجهات؟
ليس هناك أي مبرر على الإطلاق للوزيرة على هذه الزلة المتعمدة، و التي لابد من مراجعة ومحاسبة صريحة لها، بل اعتذار للمرأة البحرينية التي يبدو أن التيار الذي يدفع باتجاه تقسيم المجتمع يتربصها و صار يخترق مكاسبها بحكم تمركزه في مؤسسات الدولة.
على الجمعيات النسائية، و على المرأة بالدرجة الأولى، ألا تفوت للوزيرة البلوشي هذه الزلة. و عليها أن تطالبها باعتذار رسمي عن العبارة التي جرحت ليس فقط مشاعر المرأة و إنما سياسة و انفتاح وتحضر مملكة البحرين، و هي السياسة الحضارية التي لولاها لما وصلت البلوشي إلى منصبها لأن التيارات التي تدافع الوزيرة عنها تروج للعكس و تتحسس من وجود امرأة في مناصب الدولة الوزارية الحساسة.
إن وجود وزيرة في الحكومة هو نتيجة لانفتاح المجتمع و تسامحه، فهل تدرك الوزيرة البلوشي زلتها و تتداركها قبل أن تصبح العباءة هي مركز و محور الكرامة؟
أحمد جمعة
*كاتب و إعلامي بحريني
كرامتي في عباءتي .. كرامتي في التزامي.. كرامتي في حجابي!!!
كلمات غير مسئولة و خارجة عن الذوق العام و تشجع على تقسيم المجتمع و شقه و تمزيقه بأكثر مما هو ممزق. و للأسف تقف وراء هذه الممارسات و الفعاليات جهات حكومية رسمية تدعم مثل هذا التوجه.
كنت قبل فترة اعز و اقدر العمل الذي تقوم به وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي لكونها امرأة تتبوأ منصب وزير و تمثل توجها حضاريا يدعم المرأة في المناصب العليا. و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن البحرين دولة متحضرة و منفتحة و لا تؤمن بالتقسيم بين الرجل و المرأة و لا بين المرأة المتحجبة و المرأة غير المتحجبة، و بالتالي فنحن نعيش في ظل مساواة و تسامح و انفتاح حضاري جاءت على أساسه الوزيرة فاطمة البلوشي إلى هذا المنصب.
لكن، و أقولها بحرقة و مرارة مثلما شعر مثلي الكثيرون، فوجئت بإعلانات كثيرة عملاقة الحجم تملأ شوارع البحرين، تعلن في عناوين ضخمة مستفزة للمشاعر و الأحاسيس و للكرامة أيضا أن المرأة ليست لها كرامة إذا لم ترتد العباءة، و إن المرأة بلا كرامة بدون العباءة. و هذه الإعلانات كانت لفعالية ترأستها وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي ممثلة للدولة و الحكومة.
و السؤال هنا: هل من سياسات الدولة في البحرين الانحياز للمراة ذات العباءة ضد المرأة العادية والطبيعية و التي تشغل اليوم مناصب منها الوزارة تماما مثل الوزيرة البلوشي؟ و هل المسؤولات من مرتبة وزيرة و ما دون بدون كرامة لأنهن بدون عباءة؟ و هل أكثر من نصف نساء المجتمع البحريني بلا كرامة لأنهن غير مرتديات للعباءة؟ هل الطبيبات و المهندسات و المحاميات و كل النسوة اللواتي بنين البحرين هن بدون كرامة؟
هذه الأسئلة موجهة بطبيعة الحال إلى وزيرة التنمية الاجتماعية التي وافقت، أولا على عرض تلك اللوحات الإعلانية عن مسرحية "كرامتي في عباءتي" في جميع شوارع البحرين و بصورة مستفزة للمشاعر، و ثانيا لاحتواء الإعلانات على ما يفيد بأن الفعالية المذكورة سوف تقام تحت رعاية وزيرة التنمية الاجتماعية. و معنى هذا هو أن قرار الوزيرة برعاية الفعالية هو قرار مع سبق الإصرار والترصد منحاز إلى جانب من المجتمع، و هو الجانب العقائدي المتمثل في التيار الديني الذي يقسم المجتمع إلى قسمين: مؤمنين و كفار.
إن هذا السلوك وقع فيه للأسف من قبل وزير الأعلام، و ها هي وزيرة التنمية الاجتماعية تلحق به، و تعلن بصوت حاد من خلال رعايتها و حضورها لتلك الفعالية، أن المرأة في البحرين لا كرامة لها، حتى لو كانت وزيرة أو طبيبة أو مهندسة إلا إذا ارتدت العباءة. فهل نعتبر هذا الموقف هو موقف الدولة الرسمي؟ أم انه هفوة أو زلة من الوزيرة؟ أم انه التزام منها بتيار يتحكم اليوم في السياسات والتوجهات؟
ليس هناك أي مبرر على الإطلاق للوزيرة على هذه الزلة المتعمدة، و التي لابد من مراجعة ومحاسبة صريحة لها، بل اعتذار للمرأة البحرينية التي يبدو أن التيار الذي يدفع باتجاه تقسيم المجتمع يتربصها و صار يخترق مكاسبها بحكم تمركزه في مؤسسات الدولة.
على الجمعيات النسائية، و على المرأة بالدرجة الأولى، ألا تفوت للوزيرة البلوشي هذه الزلة. و عليها أن تطالبها باعتذار رسمي عن العبارة التي جرحت ليس فقط مشاعر المرأة و إنما سياسة و انفتاح وتحضر مملكة البحرين، و هي السياسة الحضارية التي لولاها لما وصلت البلوشي إلى منصبها لأن التيارات التي تدافع الوزيرة عنها تروج للعكس و تتحسس من وجود امرأة في مناصب الدولة الوزارية الحساسة.
إن وجود وزيرة في الحكومة هو نتيجة لانفتاح المجتمع و تسامحه، فهل تدرك الوزيرة البلوشي زلتها و تتداركها قبل أن تصبح العباءة هي مركز و محور الكرامة؟
أحمد جمعة
*كاتب و إعلامي بحريني
حتى لا يستمر نهج لحس المبارد وجلد الذات الانتحاري
بقلم الياس بجاني
مسؤول لجنة الإعلام في المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
إن الناطح والباطح، والقادح والفادح للعيان والعَّلن، هو بروز مرعب لقرون، وتكشير لأنياب، وشرقطات لشرارات مشهد سريالي ضبابي محيِّر في تلاوينه والانفلات.
مشهد لقفز غير آمن في المجهول ومن فوق التاريخ والذاكرة يعرِّض للخطر مخزون كمي ونوعي هائل وعريق من عطاءات جمة، وتضحيات جُلَّى، ونضال مُضنٍ وعنيد.
إن عدم رؤية مظلات واقية تقي القاذفين والمقذوفين، أقله في الظاهر، هو أمر يربك المواطنين الشغوفين بالمصير والمسار من السياديين، الراجين خواتم ونهايات استقلالية وتحررية محسوبة أبداً.
وهنا مكامن الخوف والتوجس والانزلاق والغرق في وحول من التساؤلات اللزجة وعلامات الاستفهام.
مما لا شك فيه إن الأجواء في سماء لبنان ملبدة بالغيوم الغازية والوافدة، كما أنها محمومة مكهربة بشحنات التقلبات الهجينة والاصطفافات السياسية الصاعقة وبتحالفات مدانة وانقلابات على قناعات وثوابت غير مفهومة.
وهي معطوفة على أزمات معيشية وأمنية واقتصادية خانقة، ومسارات ومسرات قُبلتها غير واضحة النهايات!!
إن إحساس الناس في وطننا الأم والمغتربات على حد سوء هو مثقلٌ بالخوف والقلق العائدين إلى حقيقة سلخهم وإبعادهم القسري عن معرفة شافية، وفهم كافٍ لحيثيات ووقائع وخلفيات ودوافع وماجريات التطورات الضاغطة والمتسارعة، والتي في مقدمها قفز قيادات نحب ونقدر ونرى فيهم أنفسنا والآماني، قفزهم من مواقع وطنية سيادية واعدة الناس، إلى أخرى غريبة ومغربة، إضافة إلى تغيير ضبابي في المواقف والنهج والحلفاء.
ومن منا يجهل أجواء لبنان الملغمة بصواعق أصولية، والمهددة بأخطار رايات صُفر وسود؟ أما الناس بأغلبيتهم فغارقون بكم هائل من التكهنات وبالنقر على طبول أخماس وأسداس التخمينات.
مرد هذا التخبط كله إلى عدم إدراك ولو ضئيل نذير لمعطيات وخواتم مواقف مستجدة وتحالفات وانفلاتات كانت بالأمس القريب من الخطايا والمحرمات.
أجل فالكل حائر ومتلهف لمعرفة دواعي ومبررات ومعطيات تبديل وتغيير إستراتيجيات من كانوا يثقون بوطنيتهم ويثمنون تاريخهم النضالي.
يريد الأغلب من الناس أن يطمئنَّ إلى صوابية تغيّر مسارات وطروحات وإلى ضمانات البدايات والنهايات التي يأمل ويرجو أن تكون آمنة وصائنة للمستقبل والكرامات.
يريد الجميع أن يطمئنوا إلى وضعية من هم في منصة القيادة ومعرفة ما هو متوفر لهم من دعم وإمكانيات داخلية وخارجية تمكنهم من بلوغ شواطئ الأمان دون تقديم ضحايا وقرابين للتنين وأسماك القرش، وما أكثرها في الداخل والجوار!!
ترى إلى أين اتجاه سفينة وطن الأباء والأجداد ؟
يا أيها القادة والرعاة السياديين الذين نجل ونحترم ونثق بمصداقيتكم، يا رفاق النضال وشركاء المصير والمسار لا تتركونا وتتركوا الناس في ظلام ليل الارتباك والغموض وغشاوة وجهة السير المبهم؟
والأهم إياكم ونزعات التفرد بالقرارات والانسلاخ عن الواقع والامكانيات والأحجام، علماً أن مؤشرات هذا السرطان الفتاك المرضِّية بدأت ترافق فكركم والتصرفات، وهي بوحشية وغباء تنعكس على ممارسات الأزلام والأغنام من ربعكم الباحثين عن أدوار ليست على مقاسهم، ولن تكون,
إياكم وحجر أنفسكم في قصور أحلام اليقظة الأوهام.
إياكم العناد من أجل العناد في قضايا مصيرية وثوابت هي ليست ملككم، بل ملك الناس، ووديعة عندكم استأمنكم عليها الآلاف من الشهداء والأبرار.
وإياكم ممارسة الدكتاتورية مع مؤيديكم والأنصار واستنساخ أساليب تعاطي قمعية تسلطية استعملها المحتل ودماه معكم طوال سنين المعانات العجاف.
كل التمني أن تكونوا عارفين ماذا تفعلون ومدركين بعقلانية وجهة تبلغ بكم وبنا إلى ميناء السلام؟
عليكم بشكل عجول أن تبرهنوا للناس أنكم لا تزالون أمناء على العهود، أوفياء للوعود، تحملون في جوارحكم والمهج هموم وأماني وأوجاع ناسكم، وأمناء على الوكالة التي منحوكم إياها طوعاً وعن قناعة وبإيمان وثقة؟
الأمل أن تنقشع غيوم الالتباس قريباً وقريباً جداً، علماً أن المرحلة الراهنة صعبة للغاية وسوف تزداد صعوبة قبل أن تشرق شمسها وتبدأ رحلة العودة إلى الأوضاع الطبيعية.
ولهذا المطلوب من المواطنين المؤمنين بلبنان الكيان والهوية أن يحافظوا على إيمانهم قولاً وممارسة، وأن لا ييأسوا ويتجنبوا خيار لحس المبارد مهما تنوعت الضغوطات وأضحت أكثر إيلاماً وضرراً.
والأهم أن يلتزم اللبناني الثوابث الوطنية ويحاسب القادة طبقاً لمعاييرها، وإلا أضحى من فصيلة البشر المسير وليس المخير.
يبقى أن اليأس ممنوع بقاموس المقاومين الأحرار السياديين، والمؤمن بحتمية بزوغ صبح السيادة والحرية والاستقلال عاش وهو يعيش دائماً على الرجاء والأمل.
إن رجاء وأمل شعبنا بالخلاص والتحرير سيتحققان بإذن الله رغم كل السواد والغيوم العابرين، ورغم جنوح بعض القيادات إلى ممارسات لا تليق بتاريخيهم الناصع ولا بسجلهم النضالي، وهي أقله في الظاهر نقيض فاضح لكل ما بشروا به وسوقوا له منذ سنين!!
لهؤلاء نقول بمحبة الغيارى، "يلي بيشلح تيابوا بيبرد".
اتقوا الله قبل فوات الأوان، عودوا إلى مواقعكم والثوابت، فما من مخفي إلا وسيعلم، وما من مسؤول أو قيادي محصن ضد الحساب والمحاسبة والمكاشفة مهما علا شأنه وعظُم سلطانه والسلطة.
يبقى أن من صارع الحق صرعه (الإمام علي)، وللموضوع تتمة في المقالة القادمة!!!
مسؤول لجنة الإعلام في المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
إن الناطح والباطح، والقادح والفادح للعيان والعَّلن، هو بروز مرعب لقرون، وتكشير لأنياب، وشرقطات لشرارات مشهد سريالي ضبابي محيِّر في تلاوينه والانفلات.
مشهد لقفز غير آمن في المجهول ومن فوق التاريخ والذاكرة يعرِّض للخطر مخزون كمي ونوعي هائل وعريق من عطاءات جمة، وتضحيات جُلَّى، ونضال مُضنٍ وعنيد.
إن عدم رؤية مظلات واقية تقي القاذفين والمقذوفين، أقله في الظاهر، هو أمر يربك المواطنين الشغوفين بالمصير والمسار من السياديين، الراجين خواتم ونهايات استقلالية وتحررية محسوبة أبداً.
وهنا مكامن الخوف والتوجس والانزلاق والغرق في وحول من التساؤلات اللزجة وعلامات الاستفهام.
مما لا شك فيه إن الأجواء في سماء لبنان ملبدة بالغيوم الغازية والوافدة، كما أنها محمومة مكهربة بشحنات التقلبات الهجينة والاصطفافات السياسية الصاعقة وبتحالفات مدانة وانقلابات على قناعات وثوابت غير مفهومة.
وهي معطوفة على أزمات معيشية وأمنية واقتصادية خانقة، ومسارات ومسرات قُبلتها غير واضحة النهايات!!
إن إحساس الناس في وطننا الأم والمغتربات على حد سوء هو مثقلٌ بالخوف والقلق العائدين إلى حقيقة سلخهم وإبعادهم القسري عن معرفة شافية، وفهم كافٍ لحيثيات ووقائع وخلفيات ودوافع وماجريات التطورات الضاغطة والمتسارعة، والتي في مقدمها قفز قيادات نحب ونقدر ونرى فيهم أنفسنا والآماني، قفزهم من مواقع وطنية سيادية واعدة الناس، إلى أخرى غريبة ومغربة، إضافة إلى تغيير ضبابي في المواقف والنهج والحلفاء.
ومن منا يجهل أجواء لبنان الملغمة بصواعق أصولية، والمهددة بأخطار رايات صُفر وسود؟ أما الناس بأغلبيتهم فغارقون بكم هائل من التكهنات وبالنقر على طبول أخماس وأسداس التخمينات.
مرد هذا التخبط كله إلى عدم إدراك ولو ضئيل نذير لمعطيات وخواتم مواقف مستجدة وتحالفات وانفلاتات كانت بالأمس القريب من الخطايا والمحرمات.
أجل فالكل حائر ومتلهف لمعرفة دواعي ومبررات ومعطيات تبديل وتغيير إستراتيجيات من كانوا يثقون بوطنيتهم ويثمنون تاريخهم النضالي.
يريد الأغلب من الناس أن يطمئنَّ إلى صوابية تغيّر مسارات وطروحات وإلى ضمانات البدايات والنهايات التي يأمل ويرجو أن تكون آمنة وصائنة للمستقبل والكرامات.
يريد الجميع أن يطمئنوا إلى وضعية من هم في منصة القيادة ومعرفة ما هو متوفر لهم من دعم وإمكانيات داخلية وخارجية تمكنهم من بلوغ شواطئ الأمان دون تقديم ضحايا وقرابين للتنين وأسماك القرش، وما أكثرها في الداخل والجوار!!
ترى إلى أين اتجاه سفينة وطن الأباء والأجداد ؟
يا أيها القادة والرعاة السياديين الذين نجل ونحترم ونثق بمصداقيتكم، يا رفاق النضال وشركاء المصير والمسار لا تتركونا وتتركوا الناس في ظلام ليل الارتباك والغموض وغشاوة وجهة السير المبهم؟
والأهم إياكم ونزعات التفرد بالقرارات والانسلاخ عن الواقع والامكانيات والأحجام، علماً أن مؤشرات هذا السرطان الفتاك المرضِّية بدأت ترافق فكركم والتصرفات، وهي بوحشية وغباء تنعكس على ممارسات الأزلام والأغنام من ربعكم الباحثين عن أدوار ليست على مقاسهم، ولن تكون,
إياكم وحجر أنفسكم في قصور أحلام اليقظة الأوهام.
إياكم العناد من أجل العناد في قضايا مصيرية وثوابت هي ليست ملككم، بل ملك الناس، ووديعة عندكم استأمنكم عليها الآلاف من الشهداء والأبرار.
وإياكم ممارسة الدكتاتورية مع مؤيديكم والأنصار واستنساخ أساليب تعاطي قمعية تسلطية استعملها المحتل ودماه معكم طوال سنين المعانات العجاف.
كل التمني أن تكونوا عارفين ماذا تفعلون ومدركين بعقلانية وجهة تبلغ بكم وبنا إلى ميناء السلام؟
عليكم بشكل عجول أن تبرهنوا للناس أنكم لا تزالون أمناء على العهود، أوفياء للوعود، تحملون في جوارحكم والمهج هموم وأماني وأوجاع ناسكم، وأمناء على الوكالة التي منحوكم إياها طوعاً وعن قناعة وبإيمان وثقة؟
الأمل أن تنقشع غيوم الالتباس قريباً وقريباً جداً، علماً أن المرحلة الراهنة صعبة للغاية وسوف تزداد صعوبة قبل أن تشرق شمسها وتبدأ رحلة العودة إلى الأوضاع الطبيعية.
ولهذا المطلوب من المواطنين المؤمنين بلبنان الكيان والهوية أن يحافظوا على إيمانهم قولاً وممارسة، وأن لا ييأسوا ويتجنبوا خيار لحس المبارد مهما تنوعت الضغوطات وأضحت أكثر إيلاماً وضرراً.
والأهم أن يلتزم اللبناني الثوابث الوطنية ويحاسب القادة طبقاً لمعاييرها، وإلا أضحى من فصيلة البشر المسير وليس المخير.
يبقى أن اليأس ممنوع بقاموس المقاومين الأحرار السياديين، والمؤمن بحتمية بزوغ صبح السيادة والحرية والاستقلال عاش وهو يعيش دائماً على الرجاء والأمل.
إن رجاء وأمل شعبنا بالخلاص والتحرير سيتحققان بإذن الله رغم كل السواد والغيوم العابرين، ورغم جنوح بعض القيادات إلى ممارسات لا تليق بتاريخيهم الناصع ولا بسجلهم النضالي، وهي أقله في الظاهر نقيض فاضح لكل ما بشروا به وسوقوا له منذ سنين!!
لهؤلاء نقول بمحبة الغيارى، "يلي بيشلح تيابوا بيبرد".
اتقوا الله قبل فوات الأوان، عودوا إلى مواقعكم والثوابت، فما من مخفي إلا وسيعلم، وما من مسؤول أو قيادي محصن ضد الحساب والمحاسبة والمكاشفة مهما علا شأنه وعظُم سلطانه والسلطة.
يبقى أن من صارع الحق صرعه (الإمام علي)، وللموضوع تتمة في المقالة القادمة!!!
الثلاثاء، يوليو 11، 2006
قدم ميّ شدياق تطأ أرض لبنان
المستقبل -
يوسف بزي
عادت، ووطئت "قدم" ميّ شدياق أرض لبنان.أمس، في الخامسة بعد الظهر، وصلت شدياق إلى مطار بيروت، لتسجل انتصار الضحية للمرة الثانية: نجت من الموت، ورفضت المنفى والغياب.مشت من سلم الطائرة إلى صالون الشرف، ونحن كنا "نتفرج" على هذه المشية المتكئة على كبرياء انثوي.
ونشهد على جسد يتغلب على جروحه. ونرى امرأة بثوب زهري، على أهبة أن تحتضن الجميع.كانت جاهزة ومهيأة نفسها، أكثر منا، للعودة "المظفرة"، ولأن تكون متأهبة للكاميرات، للصور التذكارية، للعناقات ولبريق العيون والأضواء. فهي كانت تدرك معنى هذه الاحتفالية إذ يشاهدها، بالتأكيد، القتلة..
وقد عادت، لتستأنف ما يغيظهم وينكبهم، أي لتستأنف الحياة، ولتكون هي ميّ شدياق في عمر إضافي وبقوة مضاعفة. حشد من سياسيين وإعلاميين وأصدقاء.
حشد من رفاق وزملاء، أتوا لملاقاتها، كما لو انهم هنا ليتذكروا تلك الحقبة البعيدة، التي تبدو قديمة وعتيقة، حقبة لم يمرّ عليها عام بعد، ومع ذلك تبدو قصية وعلى وشك النسيان.فكانوا هنا مع ميّ ليتذكروا ولتذكرهم هي، بعتب واضح، بالاستحقاقات، بالتضحيات، بالوضوح، بوجهة المعركة، وبما كانوا عليه وما زالت هي عليه.
وسط الحشد الرمزي، سياسة ووجاهة وإعلاماً، كانت ميّ شدياق تنأى بنفسها عن لعب دور "الرمز"، فكانت السيدة المتعبة بغصتها ودمعتها وضحكها الطفيف وتلويحة يدها ولومها المضمر لنا ونحن الغارقين في المتاهات والحزازات والتسويات.
أمس، في تلك القاعة، مع شلة شبان ساحة الحرية، ورموز قرنة شهوان، والصحافيين العنيدين بحريتهم، والسياسيين الشجعان، استعادت لغة 14 آذار بعضاً من رونقها، واستعادت صرخة الحرية حنجرتها، واستعادت ميّ شدياق اسئلتها المحرجة.
أتت من باريس، لتفرض علينا بإصرار أطياف سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني، وأيضاً لتنهبنا إلى أشباح القتلة.
ونحن كنا محتشدين، هكذا، نواري الخسارات والخيبات، والإحباطات، ونعرف ان بيننا من هم "أصدقاء" جدد أو قدماء للقتلة.. وها نحن "نقبلهم"، ولو على مضض.
في الصالون الذي ضاق بنا، استقبلنا ميّ شدياق كبطلة وكرمز وكضحية، فيما هي جاءتنا كمسافرة أصابها الضجر والملل من الغربة، وأصابها التململ من أداء الأدوار، فعادت امرأة أنيقة مشتاقة لعملها، لبرنامجها، لحياة من تعب وأخطار وأحزان وأفراح قليلة.
كانت وحدها، من بيننا، لا تزال تحتفظ بالألم. وإذ ردّدت كلمات عن "الايمان" و"الرجاء" معلنة "نهاركم سعيد"، كانت بهذا المعنى لا تزال ايضاً وحدها في المعركة. لقد تعبنا قبلها.لم أرَ من الحشد إلا طفلتيّ جبران تويني وأرملته.لم أرَ من هذا الجمع سوى جيزيل خوري بحرقتها وارتجاف مقلتيها.
ميّ شدياق "الحمد لله على السلامة".
من الأب سيمون عسّاف إلى الدكتور جان عزيز
رسالة من الأب سيمون عساف إلى الدكتور جان عزيز تعليقاً على مقالته الأخيرة التي نشرت أمس الاثنين في جريدة صدى البلد تحت عنوان "ثلاثة مشاهد مسيحية وسؤال".
أخي العزيز جان
يعز عليَّ إسمك وكذلك شخصك. قرأت مقالك "ثلاثة مشاهد مسيحية وسؤال"، فدفعني حنين الميرون لأخاطبك عبر الحروف.
عذرا منك أنا أتحاشى المراسلة السياسية ومع ذلك غيرة مني ومنك على طرحك المودود أسألك أن تضع الإصبع على الجرح بجرأتك المعهودة ومن دون حياء.
إن ما يمكنك أن تقوله محظور علي لربما وأخالك بالأمر أدرى.
لذلك أُقَدَِّر ما قلت وأًُكبِر ما تقول. حقيقتنا مخجلة ومجد لبنان الذي أعطي لنا تحقَّر.
إنه عصر الإفلاس والجُبن والهروب إلى الأمام من المسؤوليات الجسام.
لن أدخل في لعبة التسميات لألف سبب ولكن سلوكهم الطويل يشهد عليهم.
قال السيد المسيح: "وأما الذي هو أجير وليس راعيا الذي ليست الخراف له فيرى الذئب مقبلا ويترك الخراف ويهرب.
فيخطف الذئب الخراف ويبددها".
هل أصدق ممن به نؤمن؟
عليك إكمال القراءة من يوحنا فصل 10.
إني أجاريك في ما رسمت في سطور وأجيز لنفسي أن أزيد.
أما أن تحصر مشاهد الهزائم التي لا عدَّ لها ولا حدَّ بثلاثة فتلك جريمة لا يغفرها صليب الفداء.
أوَّاه من نكبة مجتمعنا الذي كان فوق كل اعتبار ومن مخابط الخيبات على وجهه ومن مطاعن الخناجر في الصميم.
نعم أصبح القياديون عندنا إتباع بدل أن يكونوا متبوعين.
وسرطان الأنانيات ينهش جسدنا حتى العظم والتحسُّر يذيقنا الأمرَّين بممثلين مشتتين مُستضعفين.
لا قراءة لهم ولا رؤيا ولا قلقُ شهامة يطمح بإعادة كرامة فقيدة وشرف سليب وكيان مُماز.
أثني على ما تُطالعنا به وأشاطرك بلاغة أفكارك وفصاحة قلمك وبُعد تطلعاتك.
أني أتململ معك مما أشاهد واسمع واقرأ وأعض على وجع ٍ لا يطاق. قُل أكثر سمِّ الأشياء بأسمائها أحمل السوط مع زملاء نظيرك فتطرب روحي برسالتك القويمة.
أجل انك رسول الإخوة مقيمين ومغتربين واعلمْ أن لك رفاق يناضلون مثلك خلف المحيطات ويستعدون للثورة المنصفة إنقاذا لتاريخ عريق وهوية مُهانة وتراثٍ مُسيَّب وانتماء مطموس.
أبعث أليك باحترامي الفائق وتقديري لجهادك اللائق الذي يتخطى كل عائق.
إن المسيحيين اليوم بأحوج ما يكون إلى صوت يوبخ ويُكلِّم في كل مشكل والى سوط معلم على لصوص الهيكل.
هنا مشهد يتفرج فيه الانتهازيون الأغبياء من مطارحهم ولا يهزهم وجدان بما يصيب شعبهم، وهناك مشهد فيه الأبالسة يقهقهون بباطنية المتعالي فيتغيبون ليعودوا مع الهادي المنتظر وهنالك رأس متختخ موضوع على جسم جماعة أجيالها تلعن حاضراً موبؤً وتشمئز من آتٍ مشبوه وتترحم على ماضٍ نبيل.
أكتب وكنْ شجاعا فما بقي لنا غير القلم المتألم.
رعتك السماء ولك مني أخلص الأمنيات ولتكن بركات أناملي قُبَلاً على حبينك العريض، ودمت لمن يعتزُّ بك ويفخر إلى الأبد.
**
أخي العزيز جان
يعز عليَّ إسمك وكذلك شخصك. قرأت مقالك "ثلاثة مشاهد مسيحية وسؤال"، فدفعني حنين الميرون لأخاطبك عبر الحروف.
عذرا منك أنا أتحاشى المراسلة السياسية ومع ذلك غيرة مني ومنك على طرحك المودود أسألك أن تضع الإصبع على الجرح بجرأتك المعهودة ومن دون حياء.
إن ما يمكنك أن تقوله محظور علي لربما وأخالك بالأمر أدرى.
لذلك أُقَدَِّر ما قلت وأًُكبِر ما تقول. حقيقتنا مخجلة ومجد لبنان الذي أعطي لنا تحقَّر.
إنه عصر الإفلاس والجُبن والهروب إلى الأمام من المسؤوليات الجسام.
لن أدخل في لعبة التسميات لألف سبب ولكن سلوكهم الطويل يشهد عليهم.
قال السيد المسيح: "وأما الذي هو أجير وليس راعيا الذي ليست الخراف له فيرى الذئب مقبلا ويترك الخراف ويهرب.
فيخطف الذئب الخراف ويبددها".
هل أصدق ممن به نؤمن؟
عليك إكمال القراءة من يوحنا فصل 10.
إني أجاريك في ما رسمت في سطور وأجيز لنفسي أن أزيد.
أما أن تحصر مشاهد الهزائم التي لا عدَّ لها ولا حدَّ بثلاثة فتلك جريمة لا يغفرها صليب الفداء.
أوَّاه من نكبة مجتمعنا الذي كان فوق كل اعتبار ومن مخابط الخيبات على وجهه ومن مطاعن الخناجر في الصميم.
نعم أصبح القياديون عندنا إتباع بدل أن يكونوا متبوعين.
وسرطان الأنانيات ينهش جسدنا حتى العظم والتحسُّر يذيقنا الأمرَّين بممثلين مشتتين مُستضعفين.
لا قراءة لهم ولا رؤيا ولا قلقُ شهامة يطمح بإعادة كرامة فقيدة وشرف سليب وكيان مُماز.
أثني على ما تُطالعنا به وأشاطرك بلاغة أفكارك وفصاحة قلمك وبُعد تطلعاتك.
أني أتململ معك مما أشاهد واسمع واقرأ وأعض على وجع ٍ لا يطاق. قُل أكثر سمِّ الأشياء بأسمائها أحمل السوط مع زملاء نظيرك فتطرب روحي برسالتك القويمة.
أجل انك رسول الإخوة مقيمين ومغتربين واعلمْ أن لك رفاق يناضلون مثلك خلف المحيطات ويستعدون للثورة المنصفة إنقاذا لتاريخ عريق وهوية مُهانة وتراثٍ مُسيَّب وانتماء مطموس.
أبعث أليك باحترامي الفائق وتقديري لجهادك اللائق الذي يتخطى كل عائق.
إن المسيحيين اليوم بأحوج ما يكون إلى صوت يوبخ ويُكلِّم في كل مشكل والى سوط معلم على لصوص الهيكل.
هنا مشهد يتفرج فيه الانتهازيون الأغبياء من مطارحهم ولا يهزهم وجدان بما يصيب شعبهم، وهناك مشهد فيه الأبالسة يقهقهون بباطنية المتعالي فيتغيبون ليعودوا مع الهادي المنتظر وهنالك رأس متختخ موضوع على جسم جماعة أجيالها تلعن حاضراً موبؤً وتشمئز من آتٍ مشبوه وتترحم على ماضٍ نبيل.
أكتب وكنْ شجاعا فما بقي لنا غير القلم المتألم.
رعتك السماء ولك مني أخلص الأمنيات ولتكن بركات أناملي قُبَلاً على حبينك العريض، ودمت لمن يعتزُّ بك ويفخر إلى الأبد.
**
ثلاثة مشاهد مسيحيّة وسؤال
بقلم/جان عزيز
الثلاثاء, 11 يوليو, 2006
بقلم/جان عزيز
الثلاثاء, 11 يوليو, 2006
صدى البلد
في مشهد أول، روى أحد المشاركين في عشاء قريطم يوم الاربعاء الأسبق، عشية الجلسة الأخيرة لطاولة الحوار، ان السياسيين المسيحيين حول مائدة سعد الدين الحريري كانوا أكثرية عددية واضحة. لكنهم كانوا جميعاً في موقع المستمع، أو حتى المتفرّج.
لا لخلل في العلاقة بين الطرفين الطائفيين داخل فريق الأكثرية، بل لأن معطيات المشهد السياسي الداخلي والاقليمي والدولي، كانت لدى ثلاثة: سنيان ودرزي، اكتفى حلفاؤهم المسيحيون بالاطلاع منهم على ما يجري...
في مشهد ثانٍ، بعد أيام على المشهد الأول، نظم "التيار الوطني الحر" مهرجاناً سياسياً في الأونسكو.
انتقل ميشال عون من الرابية الى "الغربية"، تسهيلاً ربما لانتقال حلفائه و"المتفاهمين" معه.
حضر نعيم قاسم نائب الأمين العام في "حزب الله"، وغاب حسن نصرالله.
بعد أيام أطلق عون معركة المجلس الدستوري، فغاب الطرف الآخر في الثنائية الشيعية ــ نبيه بري ــ عن المواجهة.
حتى ان رئيس المجلس بدا الحاضر الخفيّ في المقلب الآخر، الى جانب آلية المجلس الدستوري الجديد وقانونه والتحضير منذ الآن لمحاصصة أعضائه المقبلين.
وبين غياب نصرالله عن مناسبة الأونسكو وغياب بري عن مواجهة "الدستوري"، كان الاثنان حاضرين بقوة في اللقاءات مع بعضهما، كما في لقاءات كل منهما مع الحريري الابن، تمشية لملفات الدولة العالقة، وتصريفاً لكل أعمالها، في ظل مجلس وحكومة في حكم المستقيلين.
في مشهد ثالث، متزامن مع المشهدين الأولين، كان البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير يسافر الى الولايات المتحدة، ويتنقل بين محطات زيارته المختلفة، في انتظار تحديد مواعيد له في العاصمة واشنطن.
ومع انه بات شبه مؤكد ان يكون لسيد بكركي لقاء مع مسؤولي الادارة الأميركية، على مستوى نائب الرئيس ديك تشيني في حد أدنى، إلا ان الصورة وإخراجها، يظلان مختلفين عن زيارات فؤاد السنيورة وقبله سعد الدين الحريري، وحتى وليد جنبلاط، الى العاصمة الأميركية، والتي كانت تتم بموجب دعوات أميركية رسمية، ووفق جدول زيارة محدد مسبقاً، ومتوّج بمحطات أساسية بين البيت الأبيض والشوارع المجاورة لجادة بنسلفانيا في العاصمة الأميركية.
لا بل ان الصورة تبدو مختلفة حتى عن زيارة البطريرك نفسه الى واشنطن نفسها، في 17 آذار 2004، يوم حمل جورج بوش شخصياً، كرسياً إضافياً لأحد أعضاء الوفد البطريركي في المكتب البيضاوي، معلقاً على حركته بالقول الحامل أكثر من رسالة: "يهمني جداً ان تشعروا بالراحة في هذا المكان".
ما الذي تغير منذ ذلك التاريخ الواعد جداً، حتى تاريخ المشاهد الثلاثة المذكورة؟ الجواب على هذا السؤال، لا يخلو من مفارقة غريبة.
فالذي تغير بين التاريخين، هو ان كل المطالب والثوابت والمبادئ التي رفعها المسيحيون في لبنان طيلة 30 سنة، أنجزت وتحققت.
فيما هم لم يحصدوا من إنجازها وتحققها شيئاً، لا بل يبدون على عتبة صراع ثان متكرر نسخة مطابقة:
اما استقواء بالآخر على الذات حتى النحر، واما تشبّث أعمى بحق الذات حتى الانتحار.
ما تغير بين التاريخين ان "لبنان أولاً" صار شعار الفريق السني الأول، والعداء للنظام السوري صار مطلب الفريق الدرزي الأول، والديمقراطية التوافقية الرافضة لمنطق الأكثرية والأقلية، صارت نهج الفريق الشيعي الأول، كما صارت مسلمات الاقتصاد الحر واللبرالية الشاملة والانتماء الى الفضاء الكوني الديمقراطي من ثوابت كل المسلمين في لبنان.
ورغم ذلك كله لم يحصد المسيحيون شيئاً.
لكن رغم كل التفسيرات، لو ان المشاهد الثلاثة السابقة جاءت عقب اجتماع مطول في بكركي، بين صفير وعون وجعجع، أما كان وضع الأول في واشنطن أقوى ومواجهة الثاني بين "الدستوري" والحكومة أسهل، ومشاركة الثالث في لقاءات قريطم أفعل؟
مجرّد سؤال...
في مشهد أول، روى أحد المشاركين في عشاء قريطم يوم الاربعاء الأسبق، عشية الجلسة الأخيرة لطاولة الحوار، ان السياسيين المسيحيين حول مائدة سعد الدين الحريري كانوا أكثرية عددية واضحة. لكنهم كانوا جميعاً في موقع المستمع، أو حتى المتفرّج.
لا لخلل في العلاقة بين الطرفين الطائفيين داخل فريق الأكثرية، بل لأن معطيات المشهد السياسي الداخلي والاقليمي والدولي، كانت لدى ثلاثة: سنيان ودرزي، اكتفى حلفاؤهم المسيحيون بالاطلاع منهم على ما يجري...
في مشهد ثانٍ، بعد أيام على المشهد الأول، نظم "التيار الوطني الحر" مهرجاناً سياسياً في الأونسكو.
انتقل ميشال عون من الرابية الى "الغربية"، تسهيلاً ربما لانتقال حلفائه و"المتفاهمين" معه.
حضر نعيم قاسم نائب الأمين العام في "حزب الله"، وغاب حسن نصرالله.
بعد أيام أطلق عون معركة المجلس الدستوري، فغاب الطرف الآخر في الثنائية الشيعية ــ نبيه بري ــ عن المواجهة.
حتى ان رئيس المجلس بدا الحاضر الخفيّ في المقلب الآخر، الى جانب آلية المجلس الدستوري الجديد وقانونه والتحضير منذ الآن لمحاصصة أعضائه المقبلين.
وبين غياب نصرالله عن مناسبة الأونسكو وغياب بري عن مواجهة "الدستوري"، كان الاثنان حاضرين بقوة في اللقاءات مع بعضهما، كما في لقاءات كل منهما مع الحريري الابن، تمشية لملفات الدولة العالقة، وتصريفاً لكل أعمالها، في ظل مجلس وحكومة في حكم المستقيلين.
في مشهد ثالث، متزامن مع المشهدين الأولين، كان البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير يسافر الى الولايات المتحدة، ويتنقل بين محطات زيارته المختلفة، في انتظار تحديد مواعيد له في العاصمة واشنطن.
ومع انه بات شبه مؤكد ان يكون لسيد بكركي لقاء مع مسؤولي الادارة الأميركية، على مستوى نائب الرئيس ديك تشيني في حد أدنى، إلا ان الصورة وإخراجها، يظلان مختلفين عن زيارات فؤاد السنيورة وقبله سعد الدين الحريري، وحتى وليد جنبلاط، الى العاصمة الأميركية، والتي كانت تتم بموجب دعوات أميركية رسمية، ووفق جدول زيارة محدد مسبقاً، ومتوّج بمحطات أساسية بين البيت الأبيض والشوارع المجاورة لجادة بنسلفانيا في العاصمة الأميركية.
لا بل ان الصورة تبدو مختلفة حتى عن زيارة البطريرك نفسه الى واشنطن نفسها، في 17 آذار 2004، يوم حمل جورج بوش شخصياً، كرسياً إضافياً لأحد أعضاء الوفد البطريركي في المكتب البيضاوي، معلقاً على حركته بالقول الحامل أكثر من رسالة: "يهمني جداً ان تشعروا بالراحة في هذا المكان".
ما الذي تغير منذ ذلك التاريخ الواعد جداً، حتى تاريخ المشاهد الثلاثة المذكورة؟ الجواب على هذا السؤال، لا يخلو من مفارقة غريبة.
فالذي تغير بين التاريخين، هو ان كل المطالب والثوابت والمبادئ التي رفعها المسيحيون في لبنان طيلة 30 سنة، أنجزت وتحققت.
فيما هم لم يحصدوا من إنجازها وتحققها شيئاً، لا بل يبدون على عتبة صراع ثان متكرر نسخة مطابقة:
اما استقواء بالآخر على الذات حتى النحر، واما تشبّث أعمى بحق الذات حتى الانتحار.
ما تغير بين التاريخين ان "لبنان أولاً" صار شعار الفريق السني الأول، والعداء للنظام السوري صار مطلب الفريق الدرزي الأول، والديمقراطية التوافقية الرافضة لمنطق الأكثرية والأقلية، صارت نهج الفريق الشيعي الأول، كما صارت مسلمات الاقتصاد الحر واللبرالية الشاملة والانتماء الى الفضاء الكوني الديمقراطي من ثوابت كل المسلمين في لبنان.
ورغم ذلك كله لم يحصد المسيحيون شيئاً.
لكن رغم كل التفسيرات، لو ان المشاهد الثلاثة السابقة جاءت عقب اجتماع مطول في بكركي، بين صفير وعون وجعجع، أما كان وضع الأول في واشنطن أقوى ومواجهة الثاني بين "الدستوري" والحكومة أسهل، ومشاركة الثالث في لقاءات قريطم أفعل؟
مجرّد سؤال...
السبت، يوليو 08، 2006
عربي هجين
الأب سيمون عساف
أنه عصر البيع والشراء في بلادي، ومنح الجنسيات لا للناس فحسب بل للأوطان.
والحمد لله لن يبيعوننا بل يمنحوننا الجنسية هذه المرة ونحن لا نريدها.
أنغام شاذة يتردد صداها في لبنان تخدِّش الآذان والأذهان.
يتذاكى علينا البعض باختلاق الذرائع والحجج أن لبنان عربي، ومن أين له أن يكون وتعددية الإثنيات دليل ناطق على هرطقة التسمية في البلاد؟
هل اغتصاب التراث والانتماء يخضع إلى منطق الحق والعدل والحرية؟
ولنفرض أن لبنان عربي فماذا عن هويات لها في الحضارة جذور ناشبة تشهد على عراقتها، وعن تاريخ أصيل يرفض طمره في مدافن النكران والنسيان؟
فلا الماروني ولا الأرمني ولا الكلداني ولا الأشوري ولا القبطي ولا اليهودي ولا اللاتيني ولا السرياني ينتمون إلى العروبة في لبنان ولا يمتُّون إليها بصِلة من قريب أو بعيد.
كيف تمسح العروبة إذاً وتُلغي أصول هذه الشرائح في الوطن مفتعلةً هذا السطو المخجل وهذه الفضيحة المجرمة؟
بأي عيب يجوز الافتراء على إرادة شعب متعدد لتُخلع عليه الهوية العربية؟
قبل أن يكون للغزو العربي الملقَّب بالفتح بدايات، كانت أمبرطوريات توارت كفرعون وسومر وأرام وآشور وكلدو وأمور وكنعان وإسرائيل وفينيقيا ومنها تنطلق القوافل بثقافاتها وتقاليدها وعاداتها وقيمها والشيم إلى العالم الواسع.
أجل على مساحة الشرق كان حضورها الحي المتمدن قبل أن تولد عند العرب جاهلية، ولِحدِّ الآن ما زالت سلالات منها باقية حية ترزق.
أبسحر ساحر تُطوى هذه الهويات فتتغير المقاييس وتنقلب المعادلات لتقوم على أنقاضها الهوية العربية وبهذه البساطة تُبعثر من دون احترام لعلم اجتماع ومدنية وتاريخ ولغة؟
إن آثارهم تدل عليهم في النقوش والحفريات والمتاحف والأسانيد لدى سائر الأمم.
من استنبط الحرف وأهداه للدنيا؟
هل العرب أنجزوا هذا البدع؟
من اخترع الأرجوان وصبغ طيالس السلاطين والملوك والأباطرة والأمراء؟
هل هم العرب؟
من شقَّ عُباب اليم وخاض الخضم من على خشبة زورق ووزَّع الهدي والمعرفة والإشعاع للإنسان؟
نحصر الكلام بفينيقيا لا بغيرها من رواد التشريع والكتابة والتنظيم والإدارة والتخطيط والفتح والانفتاح إلى ما هنالك..
كفى تزوير للوقائع وتشويه للحقائق. ح
ين كانت إنطاكية والرها ونصيبين وقنسرين ونيسابور جامعات تحج إليها الأدمغة كان العرب ما يزالون بين مضارب الخيام في جزيرتهم المعتادة على الهجمات والغزوات.
مع كامل التوقير للضيافة العربية والكرم والشهامة والوفاء.
بعد احتدام الصراع بين بني فارس والأروام وفوز بيزنطيه وانكفاء الفرس وعودة هرقل المنهوك من الحروب والخلاف العقائدي بين كنيستي السريان والأقباط من جهة وكنيسة روما وبيزنطيه من جهة أخرى سهل النصر والظفر لزحف العرب المُفاجىء.
ولكن لم تكن لديهم مقومات التمدين فاستعملوا كل أنظمة المغلوبين وطبقوها.
حتى اللغة كانت سريانية بأوجها إلى أن جاء عبد الملك بن مروان (685-705 م) يسيطر على الأمور ويكبح جماح الثورات أخيراً.
قام بعدها بتنظيم ثم تعريب الإدارة والديوان، ثم بسك أول الدراهم الإسلامية.
اهتم بالقدس وعمارتها وجعل منها مركزا دينيا مهمًّا.
في عهد ابنه الوليد (705-715 م) تواصلت حركة الفتوحات الإسلامية، سنة 711 م غرباً حتى إسبانيا، ثم شرقا حتى تخوم الهند، ثم سنة 715 م كان غزو بخارى وسمرقند.
تلت هذه الفترات فترة اضطرابات قاد معظمها أهل الذمة (المسلمون غير العرب) كانت موجهة ضد احتكار العرب لمراكز السلطة، على غرار ثورة الخوارج في إفريقية.
عادت الأمور إلى نصابها مع تولي هشام بن عبد الملك (724-743 م)، إلا أن الأمور لم تعمر طويلاً، مع ظهور حركات جديدة كالخوارج في إفربقية وشيعة آل البيت في المشرق.
قاد العباسيون الحركة الأخيرة وتمكنوا سنة 750 م أن يطيحوا بآخر الخلفاء الأمويين مروان بن الحكم (744-750 م).
تمكن عبد الرحمن الداخل أحد أحفاد هشام بن عبد الملك، من الفرار إلى الأندلس.
استطاع بعدها وابتداء من سنة 756 م أن يؤسس حكماً جديداً، واتخذ مدينة قرطبة عاصمة له.
قضى عبد الملك بن مروان على الفتن التي كانت تعم العالم الإسلامي عندما تولى الخلافة.
يقول عنه ابن خلدون:
هو من أعظم خلفاء الإسلام والعرب، وكان يقتدي في تنظيم الدولة بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
عرّب الدواوين فكان ذلك سببًا في اتساع نطاق العالم العربي إلى ما هو عليه الآن.
أعطى الطابع النهائي لنظام البريد المتطور.
صكّ النقود الإسلامية وجعلها العملة الوحيدة بالعالم الإسلامي لأول مرة.
هذه نبذة تظهر أين كانت العروبة يوم كانت الإثنيات تسرح على ملعب الشرق وتمرح.
نعتذر ممن يريدون تعريب لبنان سائلينهم أن يعفوننا من هذا القصاص وليتركوا لبنان فريداً في صيغته وعنواناً لعيش مشترك هويته لبنانية لا غير.
مهما تنطح المغرضون لن يكون لبنان إلا كما هو هويةً وتراثًا وتاريخاً وانتماءً وتقاليداً وعادات وقيماً، وإلا سيكون عربياً هجيناً مغموز الحسب والنسب.
نلح في الطلب أن يَدَعوه في محيطه العربي مرآةً للنور وجسراً للعبور بين الشرق والغرب.
أنه عصر البيع والشراء في بلادي، ومنح الجنسيات لا للناس فحسب بل للأوطان.
والحمد لله لن يبيعوننا بل يمنحوننا الجنسية هذه المرة ونحن لا نريدها.
أنغام شاذة يتردد صداها في لبنان تخدِّش الآذان والأذهان.
يتذاكى علينا البعض باختلاق الذرائع والحجج أن لبنان عربي، ومن أين له أن يكون وتعددية الإثنيات دليل ناطق على هرطقة التسمية في البلاد؟
هل اغتصاب التراث والانتماء يخضع إلى منطق الحق والعدل والحرية؟
ولنفرض أن لبنان عربي فماذا عن هويات لها في الحضارة جذور ناشبة تشهد على عراقتها، وعن تاريخ أصيل يرفض طمره في مدافن النكران والنسيان؟
فلا الماروني ولا الأرمني ولا الكلداني ولا الأشوري ولا القبطي ولا اليهودي ولا اللاتيني ولا السرياني ينتمون إلى العروبة في لبنان ولا يمتُّون إليها بصِلة من قريب أو بعيد.
كيف تمسح العروبة إذاً وتُلغي أصول هذه الشرائح في الوطن مفتعلةً هذا السطو المخجل وهذه الفضيحة المجرمة؟
بأي عيب يجوز الافتراء على إرادة شعب متعدد لتُخلع عليه الهوية العربية؟
قبل أن يكون للغزو العربي الملقَّب بالفتح بدايات، كانت أمبرطوريات توارت كفرعون وسومر وأرام وآشور وكلدو وأمور وكنعان وإسرائيل وفينيقيا ومنها تنطلق القوافل بثقافاتها وتقاليدها وعاداتها وقيمها والشيم إلى العالم الواسع.
أجل على مساحة الشرق كان حضورها الحي المتمدن قبل أن تولد عند العرب جاهلية، ولِحدِّ الآن ما زالت سلالات منها باقية حية ترزق.
أبسحر ساحر تُطوى هذه الهويات فتتغير المقاييس وتنقلب المعادلات لتقوم على أنقاضها الهوية العربية وبهذه البساطة تُبعثر من دون احترام لعلم اجتماع ومدنية وتاريخ ولغة؟
إن آثارهم تدل عليهم في النقوش والحفريات والمتاحف والأسانيد لدى سائر الأمم.
من استنبط الحرف وأهداه للدنيا؟
هل العرب أنجزوا هذا البدع؟
من اخترع الأرجوان وصبغ طيالس السلاطين والملوك والأباطرة والأمراء؟
هل هم العرب؟
من شقَّ عُباب اليم وخاض الخضم من على خشبة زورق ووزَّع الهدي والمعرفة والإشعاع للإنسان؟
نحصر الكلام بفينيقيا لا بغيرها من رواد التشريع والكتابة والتنظيم والإدارة والتخطيط والفتح والانفتاح إلى ما هنالك..
كفى تزوير للوقائع وتشويه للحقائق. ح
ين كانت إنطاكية والرها ونصيبين وقنسرين ونيسابور جامعات تحج إليها الأدمغة كان العرب ما يزالون بين مضارب الخيام في جزيرتهم المعتادة على الهجمات والغزوات.
مع كامل التوقير للضيافة العربية والكرم والشهامة والوفاء.
بعد احتدام الصراع بين بني فارس والأروام وفوز بيزنطيه وانكفاء الفرس وعودة هرقل المنهوك من الحروب والخلاف العقائدي بين كنيستي السريان والأقباط من جهة وكنيسة روما وبيزنطيه من جهة أخرى سهل النصر والظفر لزحف العرب المُفاجىء.
ولكن لم تكن لديهم مقومات التمدين فاستعملوا كل أنظمة المغلوبين وطبقوها.
حتى اللغة كانت سريانية بأوجها إلى أن جاء عبد الملك بن مروان (685-705 م) يسيطر على الأمور ويكبح جماح الثورات أخيراً.
قام بعدها بتنظيم ثم تعريب الإدارة والديوان، ثم بسك أول الدراهم الإسلامية.
اهتم بالقدس وعمارتها وجعل منها مركزا دينيا مهمًّا.
في عهد ابنه الوليد (705-715 م) تواصلت حركة الفتوحات الإسلامية، سنة 711 م غرباً حتى إسبانيا، ثم شرقا حتى تخوم الهند، ثم سنة 715 م كان غزو بخارى وسمرقند.
تلت هذه الفترات فترة اضطرابات قاد معظمها أهل الذمة (المسلمون غير العرب) كانت موجهة ضد احتكار العرب لمراكز السلطة، على غرار ثورة الخوارج في إفريقية.
عادت الأمور إلى نصابها مع تولي هشام بن عبد الملك (724-743 م)، إلا أن الأمور لم تعمر طويلاً، مع ظهور حركات جديدة كالخوارج في إفربقية وشيعة آل البيت في المشرق.
قاد العباسيون الحركة الأخيرة وتمكنوا سنة 750 م أن يطيحوا بآخر الخلفاء الأمويين مروان بن الحكم (744-750 م).
تمكن عبد الرحمن الداخل أحد أحفاد هشام بن عبد الملك، من الفرار إلى الأندلس.
استطاع بعدها وابتداء من سنة 756 م أن يؤسس حكماً جديداً، واتخذ مدينة قرطبة عاصمة له.
قضى عبد الملك بن مروان على الفتن التي كانت تعم العالم الإسلامي عندما تولى الخلافة.
يقول عنه ابن خلدون:
هو من أعظم خلفاء الإسلام والعرب، وكان يقتدي في تنظيم الدولة بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
عرّب الدواوين فكان ذلك سببًا في اتساع نطاق العالم العربي إلى ما هو عليه الآن.
أعطى الطابع النهائي لنظام البريد المتطور.
صكّ النقود الإسلامية وجعلها العملة الوحيدة بالعالم الإسلامي لأول مرة.
هذه نبذة تظهر أين كانت العروبة يوم كانت الإثنيات تسرح على ملعب الشرق وتمرح.
نعتذر ممن يريدون تعريب لبنان سائلينهم أن يعفوننا من هذا القصاص وليتركوا لبنان فريداً في صيغته وعنواناً لعيش مشترك هويته لبنانية لا غير.
مهما تنطح المغرضون لن يكون لبنان إلا كما هو هويةً وتراثًا وتاريخاً وانتماءً وتقاليداً وعادات وقيماً، وإلا سيكون عربياً هجيناً مغموز الحسب والنسب.
نلح في الطلب أن يَدَعوه في محيطه العربي مرآةً للنور وجسراً للعبور بين الشرق والغرب.
الجمعة، يوليو 07، 2006
أسماء مدينة دمشق عبر التاريخ
أطلق على مدينة دمشق عدة أسماء وألقاب على مر العصور, وذكر الباحثان أحمد ايبش وقتيبة الشهابي في كتاب معالم دمشق التاريخية لمحة تاريخية عن تاريخ مدينة دمشق وسبب تسميتها ومن أسماء دمشق التي ذكرها الباحثان
1- رأس بلاد آرام, كما وردت في العهد الآرامي
2- مدينة نعمان الأبرص الآرامي
3- بيت رمون نسبة إلى هيكلها الذي ينسب إلى رمون اللودي
4- قرية المسرة من ألقابها في العهد الآرامي
5- مدينة ألعازر خادم النبي إبراهيم
6-جلق
7- جيرون أو حصن جيرون
8- ديمترياس اسم الجالية اليونانية التي لحقت بالمدينة
9- قاعدة سورية المجوفة في العهد الروماني
10- عين الشرق كما أسماها الإمبراطور الروماني يو ليانوس
11- الشام الاسم المرادف لدمشق على مر العصور
12- دمشق الشام تميزا لها عن غرناطة الأندلسية المسماة دمشق الغرب
13- شام شريف لقب أطلقه عليها الترك العثمانيون تقديسا لها
14- حاضرة الروم وبيت ملكها من أسماء دمشق في العصر الجاهلي
15- حصن الشام من أسماء دمشق في صدر الإسلام
16- ذات العماد سميت بذلك لكثرة أعمدتها
17- إرم ذات العماد قيل أنها إرم ذات العماد المذكورة في القرآن الكريم
18- التين قيل هي التين الواردة في القرآن الكريم
19- فسطاط المسلمين أي موئلهم وملاذهم .
20- باب الكعبة لقب أطلق على دمشق في صدر الإسلام
21-جنة الأرض لقب أطلق على المدينة في عدة عصور
22- قصبة الشام لقب استعمله عدد من المؤرخين والجغرافيين المسلمين
23- الفيحاء واحدة من أشهر ألقاب دمشق أطلق عليها لسعة سهلها وفساحتها
24- الغناء لقبت بذلك لخضرتها والتفاف غوطتها بالأشجار
25- العذراء قيل أنها سميت بذلك نسبة إلى مريم العذراء أو أنها تعريب كلمة جينيق التي تعني العذراء وهذه التسمية غريبة عن أسماء دمشق ذكرها عيسى اسكندر المعلوف .
الثورة
الأربعاء، يوليو 05، 2006
كلمات في رحاب الراحلة الغالية سلوى الاسطواني
مهند الحسني
الموت كأس كتب علينا تجرعه لا نملك أمامه إلا القبول والإذعان فبكل التسليم والإيمان نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون وعلى قدر المحبة والاحترام يأتي المصاب و الألم.
و الراحلة الكبيرة لم تكن فقيدة أسرتها وأقربائها فحسب وإنما هي شـهيدة الصحافة السورية وفقيدة دمشق الأصالة والعراقة والسمو. حملت رسالة الصحافة حقباً أربعة كانت خلالها سـيفاً بلا غمد عماده الفكر وزاده الصدق ونصله كلمة الحق التي مست شغاف قلبي منذ نعومة أظفاري حينما كنت أجثو إلى جوار والدي ( رحمه الله ) وهو يستمع لصوتها الشـجي عبر الأثير من هيئة الإذاعة البريطانية.
وتشـاء الأقدار أن أحظى بصداقتها بعد أن كبرت ، فارسة للحق كانت حملت قلمها سـيفاً نشـدت من خلاله العدالة ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
كانت الصحافة عندها فروسـية وأخلاق فأفنت فيها وقتها ووهبتها محبتها فأطعمت الكلمة الصادقة من حنايا فؤادها ووميض النور من عينيها فهامت بها وأفنت في سبيلها وقتها وجهدها ووهبتها من حنايا قلبها لتخط من ذلك منهجاً لسلفها في مدرسة الصديقين و الأبرار ، ولم تترجل في معركتها حتى اللحظة الأخيرة متمثلة أخلاق الفروسية والإباء في زمن لم يكن زمانها و عصر لم يكن عصرها .
كانت حياتها نهراً من العطاء والإباء والشموخ والجرأة على قول الحق، وكم كلفتها كلمة الحق غالياً وكأن ذلك قدر الأبرار والشهداء والقديسين. كانت وردة دمشـقية على جيد الصحافة السورية، ومن حقك علينا أيتها الأميرة الغالية أن نعتد بسـيرتك وبسيرة أمثالك من الأعلام.
فتحية لك يا من قل نظيرك في زمن أضحى غريباً بقيمه عنك ، يا من صدقت ما عاهدت الله عليه فزرعت الإخلاص وحسن العمل وصدق القول لمثل هذا اليوم الجلل. باسمي وباسم المنظمة السورية لحقوق الإنســان أتقدم بالعزاء لنا ولجميع المدافعين الأخيار عن حقوق الإنسان ولأهلنا من أهل الفقيدة الغالية وذويها .
وأقول لتعلموا أن مصابنا واحد وأن خســارتنا جميعاً بعميدة الصحافة العربية لا عوض له.
ففي ذمة الله يا ســـلوى في ذمة الله يا من أطعمت الكلمة الصادقة من هدب عينيك.
في ذمة الله يا من وجدت عندك الصدق و الشجاع في زمن عز أن تجد به من يتخلق بأخلاق الرجال.
في ذمة الله يا من قبضت على الكلمة الصادقة والموقف الشجاع كالمؤمن القابض على الجمر.
في ذمة الله يا من تقرحت الدموع على خديك حزناً على صديقك وأنت تشاهدين مرارة الغدر من أقران أفرزهم عصرهم الذي لم يكن عصرك ولم يكتب لك العمر لتشهري قلم الحق في وجوههم.
وها قد آنت لحظة الفراق الأليم. و ها قد خبا ضوء السراج و جف مداد الأصالة من على هدب قلمك الحزين الذي كنت به (الحقيقة ) تمتشـقين. و أنا لا أملك إلا أن أتوجه بأسـمى آيات الامتنان لروحك الطاهرة لما لمسـته لديك من مودة وعطف و حنان.
لا أملك إلا أن أبتهل للمولى العلي القدير أن يســكنك فسـيح جناته ويغدق عليك بواسـع رحمته و يمن عليك من فردوس عليائه بما أنت أهل له. فيا رحمة الله .....
يا رحمة الله
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)