الأحد، فبراير 19، 2006

رسالة من نصراني عربي إلى قادة حماس



أن انتصاركم في الأنتخابات الأخيرة قد اثلج قلوبنا بالفرح والأبتهاج. وخاصة أنكم ستضعون حدا فاصلا للفساد المتفشي في السلطة. وانكم ستخاطبون العدو من موقع القوة ، ندا الى ند، باللغة التي يفهمها الجميع، ويخشونها.

إن نصارى فلسطين يقفون معكم في نفس الخندق ، وينضمون الى صفوفكم لتشيدوا معا دولة فلسطينية، عاصمتها القدس الشريف ومسرى الأسراء والمعراج، وقبر السيد المسيح ، أحد أنبيائكم المكرمين ، ومكان أمه مريم، التي أكرمها القرآن الكريم بصورة كاملة.
أن بناء دولة قومية مبنية على عدالة الأسلام ، وحكمة الأسلام ، ومبادىء الأسلام العادلة للأقليات المؤمنة اصبح في الوقت الحاضر ضرورة لكل فرد عربي في فلسطين . وستكون واقعا لا مفر منه.
وأقول لكم أن الأعتداء على اي فرد عربي نصراني ، هو أعتداء على مبادىء الأسلام، وفي الوقت نفسه خسارة نصير لكم يتألم لآلامكم ,
وأريد أن اعلمكم بأن الحروب التي شنها الأفرنج على وطننا لكسر شوكة المسلمين ، وقهرهم كانت ايضا بنفس الحماس والعزم والقوة للقضاء على الكنيسة الشرقية.
وأفنائهاعن بكرة أبيها، فالحروب الخارجية بالطابع الديني المسيحي ، قاومها نصارى العرب قبل أن يقاومها الأسلام .
والتاريخ يشهد على التلاحم الذي اخذ مكانه القومي الصحيح بين رجال الكنيسة العربية الشرقية والقيادات العربية الأسلامية انذاك . لذا فأنا أدعوكم يا سند الأمة الفلسطينية
لتحذوا حذو قياداتكم الأسلامية في عهد الرسول العربي ، وبعده باحتوائكم للعرب
النصارى الذين هم جزء من الأمة العربية ، بل أن الكنائس الشرقية أخذت على عاتقها محاربة كل من يهاجم المسلمين ، وينعتهم بالأرهابين والمفسدين ، وما شابه ذلك . وثقوا بأن ما حدث في الدنمرك لنبينا العربي ، هو
اعتداء على النصارى العرب كونهم جزءا من تاريخه وثقافته وعاداته وسلوكياته وتربيته ومستقبله ، وقد
ثاروا لأنها اساءت الى نبيهم العربي .
انني أخاطب اخواني المسلمين ، وأقول لهم ، بدلاً من الإنتقام من أخوانكم النصارى وهدم كنائسهم العربية ،
دعوهم ينضموا الى صفوفكم الوطنية، ليقولون للغرب أنه على خطأ ذريع . واجعلوا من الكنائس منابر
تعلن سخطها وكرهها لكل من يضل عن طريق الحق والعدالة، أرجو بأن اذكركم كيف أن بطريك النصارى العرب الارثوذكس صفريانوس، خاطب سيدنا عمر بن الخطاب وطلب منه أن يأتي بجيوشه ، ويحرر مدينة القدس ، والنصارى العرب من حكم الأفرنج وأعلمه بأنهم سمعوا عن سماحة الأسلام وعدله. بالفعل جاء سيدنا عمر ، وحرر المدينة والنصارى من ظلم الإفرنج، وسلم سيدنا عمر العائلات العربية النصرانية الوثيقة العمرية ، وهي تلخص بثلاث اشياء. عدم دفع الجزية ، البقاء على نصرانيتهم ، وتوصية المسلمين بعدم ايذائهم. وهكذا عاش نصارى العرب منذ ذلك التاريخ بأمان واستقرار وازدهار.
يا اخوتي في الثقافة ، واللغة ، والتقاليد ، والمصير لا تحنثوا بوعد سيدنا عمر بن الخطاب ، ولا تنسوا وثيقته الخالدة. أخوانكم العرب النصارى هم أفضل من ينشر عدالتكم وتسامحكم وايمانكم لمسيحيي الغرب
وعوا بأن النصارى العرب هم جزء من هذا الوطن ويؤمنون بأن اللحمة التي تربطهم هي المحبة وسداها الوفاء
اعزكم الله ورسوله العربي . أن دفاعكم عن أرض السيد المسيح ورعيته جزء من دينكم الحنيف، سيروا على بركة الله أن ايماننا بالله كبير ، وتحيا الدولة الفلسطينية ، وعاصمتها القدس الشريف
د. عبدالله عقروق
فلوريدا
aaakrouk@adelphia.net

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

هذا رجل طائفي أنا أعرفه، كان يكتب في إيلاف، وأعتقد أنهم طردوه منها، فجاء إلى هنا كي يبشر بالطائفية، ويمسح جوخ قادة حماس. أرجو منكم حذف هذا المقال المسيء إلى الغرب. وشكراً
مسيحي غربي

غير معرف يقول...

إنه مقال هادف وإنساني، لم أجد فيه أية طائفية كما تقول يا أخي المسيحي الغربي، فلقد كنت أعتقد أن مسيحيي الغرب يملكون الإنفتاح والتعبير الحر، فإذا بك تفاجأني. أليس من حق الدكتور عقروق أن يعبر عن رأيه بحرية كما تعبر أنت، دون أن يسيء إلى الآخرين، فأرجوك أن تدلني أين أساء إلى الغرب في مقاله، فكل ما ذكره هو معروف، فلا داعي للحزازات الدينية. أرجوك.

غير معرف يقول...

Thank you dR. for this beautiful article.

غير معرف يقول...

عندما كانت أزمة الرسوم الكاريكاتورية في أوجها، زار أحد مسؤولي حماس إحد الكنائس، وعرض على كهنتها الحماية، وهذا دليل خير، في وقت كان مناصرو فتح يكتبون العبارات الوسخة على حيطان الكنائس، ويهددون ويتوعدون. حماس سيكون في قلبها رحمة على الفلسطينيين أكثر من الذين سرقوهم وباعوهم واشتروا بثمنهم. أشكرك يا عقروق على المقال الهادف، من أجل نصرة فلسطينك. أدامك الله.