الثلاثاء، فبراير 14، 2006

سعادة مبللة بالخجل


بقلم حسن عبد الرزاق
نقلاً عن دروب
اصطحبتني إلى دارها .. فيا لسعادتي.هذه الحسناء الأربعينية اشتهيها بشدة منذ ثماني سنوات .. وبالتحديد منذ إن كنت جنديا يبحث عني الموت السخيف في مواضع الحرب القريبة من إيران. طوال المسافة ظل العرق يبللني ويحني بصري إلى الأرض .. فعيون شباب المدينة تشابكت حولي من كل صوب .. وكنت اسمع حسدهم يقرقر بالصدور :- هذا هو الكفر بعينه .. لقد عافت كل وسيم وكل أنيق منا وانتقت هذا الأعور القبيح ليكون عشيقها .
فيما مضى وقبل إن تسرق الحرب عيني الشمال وإصبعين من كفي .. نفدت كل حيلي ولم افلح بصدقة واحدة من عاطفتها تجاهي.. واكثر من مرة : فشلت قمصاني المناسبة لبشرتي السمراء .. وتحسينات الحلاق .. وعطور الكلامور .. والبروفسي .. والجامبيت .. والسلوك الأوربي .. في إيصالي إلى أطراف عينيها اللوزيتين .. لكن ماكان يعزيني هو إنني لست المبعد الوحيد عن خيمة خيالها وانما كل الرجال الذين اغصبهم جمالها على استعادة مراهقتهم رغم بلوغ بعضهم الستين من عمره.
يبّس الخجل حلقي كأنه سحب كل الماء الذي فيه إلى جلدي ..وبسبب ذلك فقدت حنجرتي مرونتها ولم تعد تنصاع لرغبة بعض الكلمات المتحمسة للانطلاق إلى مسامعها .فتركت انفي يتنعم برائحتها.. واحساس كبير بالألم يغزو روحي جراء علقم النظرات والهمسات الصادرة من رجال مدينتي الحاقدين.
الحسناء كالعادة كانت تتهادى بمشيتها المستقيمة اللامبالية .. الوجه يوزع شعاعه على الأرصفة .. والجسد يمغنط ولايتمغنط .. تسمع نار الاشتهاءات والتنهدات ورذاذ البذاءات المنطلقة من أعماق العجز .. وهي كالعنب في أغصانه العالية.كنت أحاذيها في الخطوات ولذك كنت مطمئنا إلى إنها لم تعترف في تلك الدقائق بأي رجل آخر في المدينة سواي .اجتزنا ازدحام الأسواق .. وتلقفتنا الشوارع الهادئة فتضاءلت العيون ..وجف العرق .. وحل بدلا عنه خفقان الجبن الذي ينتابني حين اختلي بامرأة ذات جاذبية.. ومع ذلك بدا الجنس يصطخب بي . إن جسدها لا يقاوم أبدا..نهدان واثبان بوقار ..خصر كأنه لم يحبل بطفلين من قبل .. أما الجزء السفلي من الجسم فتحية للخالق على ما جادت به يده.طلبت من رجولتي إن تصبر قليلا .. فبيتها صار على بعد شارع فرعي .. والسرير الذي اقضي به معها ليلة كليالي ألف ليلة وليلة اقتربت منه .. وهناك باستطاعتي الإعلان عن زلزالي وسوف تتدفقين يا فحولتي بعنف أين منه عنف إعصار كاترينا.قرب الباب تلاشت كل العيون ولم تبق سوى ثلاثة منها : واحدة لي واثنان لها .. فتلاشى خجلي تماما .. لكن خوفي وشهوتي وصلا إلى فوهة البركان .قبل إن افتتح الكلام معها غمرتني بموج اسود من عينين عشت ثمانية سنوات احلم بموجة واحدة فقط منهما .. وأعقبت النظرات بربع ابتسامة .. ثم مدت ذراعها نحوي وكان كمخروط طويل من الايس كريم.بانكسار مددت يدي نحوها .. وبانكسار اشد عدت إلى السوق وحيدا .. إلا من ورقة نقدية منحتني إياها الحسناء .. وأمامي تتهادى عربتي الصغيرة .. عربة العتال الأعور الذي لايزال يحلم احلاما غبية جدا
.

ليست هناك تعليقات: