الخميس، فبراير 09، 2006

مجلة كلمات تستضيف هاديا سعيد


ما زلت مثل أليس في بلاد العجائب

أكتشف كتاباً وكاتبات وأدهش وأتمتع وأتعلم
أرشح الأديبة السورية غادة السمان لجائزة نوبل
للكلمات صوت وشكل وحياة ولا أرى العالم إلا فيها
أسماء خليل من سدني:
جاء العدد الأخير وهو الإصدار الثاني والعشرون من أعداد مجلة "كلمات" التي تصدر باللغة الإنكليزية في سدني ويرأس تحريرها الدكتور رغيد نحاس، حافلاً بالمواد الإبداعية المترجمة من العربية إلى الإنكليزية أو المكتوبة بالإنكليزية مباشرة. ومن المواد المترجمة نقرأ قصائد للشعراء يحيى السماوي ومحمد بنيس وصباح زوين وخالد الحلي. كما نقرأ موضوعات متنوعة للكتاب الدكتور رغيد النحاس وكامل المر وماري ميسي. وبالنسبة للمواد المكتوبة بالإنكليزية مباشرة نقرأ قصصاً لكل من كندي ستيفان ولويس سكوت وديف كولدول وغرغ بوغيرتس، وقصائد لكل من غراهام راولاند ونفيلي أندرسون وايان سميث، ومساهمات أخرى لسوفي ماسون وبني والتر وجيما كريكان. وقد خصصت المجلة موضوع العدد الرئيسي للقاصة والروائية هاديا سعيد عبر مقابلة معها نشر معها إلى جانب فصلين من روايتها "بستان أسود" قامت بترجمتهما إلى اللغة الإنكليزية الباحثة والمترجمة البريطانية اليزابيث وايت هاوس. وبالنظر لأهمية هذا الموضوع، وضرورة نشره باللغة العربية يسرني أن أنقل من سدني إلى القراء العرب الترجمة الكاملة له، وذلك بإذن خاص من مجلة "كلمات":
هاديا سعيد كاتبة وروائية لبنانية تقيم في لندن، بعد أن عاشت في ثلاثة بلدان عربية وارتبطت بعلاقات وثيقة مع الأوساط الإعلامية والثقافية فيها. فبعد أن مارست الصحافة كمتدربة أثناء دراستها في بيروت، انتقلت إلى العيش مع زوجها في بغداد خلال السبعينات حيث عملت في الصحافة، وشهدت الكثير من الأحداث الاجتماعية والسياسية المهمة التي انعكست على أعمالها الإبداعية، وكرست لها كتابها الأخير "سنوات الخوف العراقي" الذي استقبل بحفاوة بالغة من قبل النقاد والقراء، وأقيمت حوله بعد صدوره ندوة ثقافية مهمة في لندن. لم يستقر بها المقام طويلاً في بغداد، إذ غادرتها بسبب الأوضاع السياسية الخانقة التي أنهت فترة الجبهة الوطنية التي انبثقت عام 1973، فعادت إلى بيروت وعاشت فترة من الحرب اللبنانية في الثمانينات وعملت في جريدة "السفير"، ولكنها سرعان ما غادرت لبنان إلى المغرب بسبب أوضاع الحرب فعملت في أهم صحيفتين مغربيتين يومذاك هما "العلم" و"الاتحاد الاشتراكي"، وظلت تكتب وتعاني.
وفي لندن حيث استقرت منذ عام 1995، أصبحت عضوة في هيئة تحرير مجلة "سيدتي" أكبر المجلات العربية المكرسة للمرأة، ومسؤولة عن القسم الثقافي فيها. وهي تعمل أيضاً متطوعة في المؤسسة الطبية لرعاية ضحايا التعذيب، وقد أقامت عدة أمسيات ثقافية عربية لصالح دعم هذه المؤسسة، كما أنها ضيفة أسبوعية دائمة في البرنامج الثقافي الأسبوعي "أوراق" الذي يذاع من ال"بي.بي.سي" حيث تشرف على مسابقة لكتابة القصة القصيرة ويشارك فيها كتاب جدد، فتختار قصة كل أسبوع وتقرأها وتناقشها. كتبت هاديا القصة والرواية وسيناريو العمل الدرامي التفزيوني والمسلسل الإذاعي والفيلم التسجيلي، وحازت بعض أعمالها على جوائز مختلفة. وبعد مجموعتها القصصية الأولى "أرجوحة الميناء" التي صدرت عام 1982 أصدرت أربع مجموعات قصصية أخرى، وروايتين مهمتين هما "بستان أسود" التي نالت جائزة مجلة "الكاتبة" التي كانت تصدر في لندن، وثانيهما "بستان أحمر". كما كتبت بتكليف من منظمة العفو الدولية/ دار النشر عرباي، رواية قصيرة عن الاتفاقية الدولية لمكافحة التمييز ضد المرأة. وحول روايتها الأولى قال الروائي و الناقد المصري أدوار الخراط أنها لا تتهيب في مس المحظورات المعتادة في تناول علاقة الرجل بالمرأة، وقد عرفت الكاتبة كيف ترصد ذبذبات الحب المتناقضة أو المتناغمة، وتقلبات مزاج هذا الغرام، متعدد الأجنحة، رصداً خارق الذكاء واليقظة.
وقالت عنها الدكورة يمنى العيد الناقدة والأستاذة في كلية الآداب بالجامعة اللبنانية، أنها رواية تتسم بطابع تجديدي في أسلوبها وبناء عوالمها، والمؤلفة تداخل بين السرد والحوار دون استعانة بأدوات الحوار وتقنياته المعروفة ودون خلل في السياق الروائي، وتكشف المؤلفة عن معاناة هامة في هذا التغيير الذي يحصل عند من يحب والذي لا تتجرأ المرأة غالباً على مواجهته. وفي لندن أجرت معها "كلمات" اللقاء التالي:
رواية ترصد فجوات الحدود والسدود العربية*كتب كثيرون عن روايتك الأولى "بستان أسود"، ماذا استوقفك في هذه الكتابات، وما هي الجوانب التي أغفلتها..؟ - أهم ما أتذكره الآن بعد زمن من كتابتها، إعلان جائزة مجلة "الكاتبة" التي تصدر في لندن عن فوزها من بين 14 رواية، وكلمات أدوار الخراط التي أكدت طزاجة وجرأة التعبير والأفكار، وكذلك ما قالته يمنى العيد التي تلمست التجديد غير المسبوق في أسلوبها. والحقيقة فإنني لا أذكر ما أغفلته الكتابات، لكني لم أتفق مثلاً مع ما كتبه الأديب السوري الدكتور خلدون الشمعة حول وضع الرواية ضمن تيار ما بعد الحداثة، رغم أن تحليله بعيداً عن هذا التصنيف كان من أهم ما كتب عنها.
*هل ينطبق هذا الأمر على كتبك الأخرى وكيف؟- صدقني لا أدري. فما كتب عن مجموعتي "ضربة قمر" كان احتفاءً بما اشتغلت عليه في الشكل واللغة. وكانت الكتابات حول "بستان أحمر" متشابهة في منحى، ومختلفة في منحى آخر، ولكنها كانت إيجابية باستشناء قلة رأت فيها تطويلاً إلى حد ما. وأود أن أشير هنا إلى أن مما أدهشني أن هناك اتفاقاً عربياً حول الروايةهذه الرواية التي ترصد فجوات الحدود والسدود العربية. وقد تأثرت جداً خلال الفترة الأخيرة بما كتبته لي قارئة في موقعي الإلكتروني عن رواية "بستان أسود"، فقد قالت أنها تشعر بالرعب قبل أن تفتحها مرة ثانية. إنه الرعب العميق بالطبع، رعب الصدق الفني.
بين أجمل ما قرأت كتاباً لكاتبة مغمورة• *من تفضلين من الكتاب الذين قرأت لهم باللغة الإنكليزية؟
-لا أستطيع أن أقول "أفضل"، فهذا سيكون إدعاءً إذ أنني أعتبر نفسي في مرحلة اكتشاف، كما أنني لست من فصيلة قراء الكتاب الواحد الأحد، ولا أستطيع في هذا الحيز أن أقول لك أنني أحب فرجينيا وولف أو جين أوستن. لـقد اشتركت قبل سنوات في دورة دراسية مكثفة عن كتاب وكاتبات ما بين الحربين العالميتين الكبيرتين، وتعلمت غنى التنوع، ومازلت أدرب نفسي على التذوق. وباختصار هناك كتب أحببتها أو أحسست بقرابة منها أكثر من سواها مثل رواية "السيدة دولوي" لفرجينيا وولف ورواية "أخوات صغيرات" لفاي ولدون، وبعض الروايات التي حصلت على جائزة بوكر مثل "بادي كلارك ها ها ها" لرودي دويل ورواية ""اله الأشياء الصغيرة" لأندروثي روي، فالأولى مثلاً كانت نموذجاً للرواية الساخرة ، فهي تنفجر بالضحك بصوت عال، وتتحدث عن علاقة طفل بأبيه، عكس رواية أندورثي التي تشدنا إلى قرى الهند لنرى فيها ما يشبه حياتنا خاصة بين المهاجرين القدماء من بعض البلدان العربية، وأستطيع أن أستمر في قائمة طويلة مملة، لكني سأختصر القول بأني ما زلت مثل أليس في بلاد العجائب" اكتشف كتاباً وكاتبات وأدهش واتمتع وأتعلم.
ولا تظن اني معجبة فقط بما تبرزه وسائل الإعلام. ففي لندن تعلمت الاكتشاف الفردي، وعلى سبيل المثال فإنني أعجبت في العام الماضي بكتاب لكاتبة اسمها كيت أتكنسون، وهو محومعة قصصية أعجبني عنوانها "ليست نهاية العالم". وكنت كلما سألت أحداً من أصدقائي المتابعين عنها كان يقول لي أنه لا يعرفها. تصور إني وجدت كتابها على رف في "السوبر ماركت" ، ونحن عادة ما تربينا على الترفع عن كتب نسميها استهلاكية. ما أثارني في الكتاب أن إحدى القصص تذكر أنواعاً من السلع التي تنتشر في "السوبر ماركت" إعلاناً للترويج، أما بالنسبة لي فقد كان من أجمل الكتب وتحكي القصص عن إحباطات مختلفة في علاقات مختلفة بطلاتها نساء من مختلف الأعمار والأحوال. و لا بد لي من أن أقول أيضاً إن إعادة تلفزيون ال "بي.بي.سي" إنتاج روائع الأدب العالمي حفزني على قراءتها أو إعادة قراءتها، لأن هنالك دعوة دائمة للقراءة عكس ما يحدث عندما تشوه الأعمال الأدبية وتساهم في تعويد الناس على الكسل.
أهم ما اكتشفته في قارة الترجمة * لا شك أنك قرأت كتباً باللغة الأصلية وترجمة لها إلى العربية، كما تُرجمت لك نصوص إلى الإنكليزية، ما هي أبرز مشاكل الترجمة التي لمستها شخصياً؟
- لا أدري، ولست مؤهلة للجواب عن مثل هذا السؤال، ولكنني أستطيع القول أن بعض الترجمات كانت رائعة مثل رواية "العشيق" لمارغريت دوراس التي قرأتها بالفرنسية، ثم قرأتها مترجمة إلى العربية، وكذلك ترجمات كتب ديفيد معلوف وغيرها. لكن أهم ما اكتشفته في قارة الترجمة كان درساً عن الدقة. وقد اكتشفت أن الكثير مما ترجم من العربية إلى لغات أخرى كالفرنسية والإنكليزية كان وكأنه كتب من جديد. اكتشفت كم هنالك من تهويمات والتباسات في تعابيرنا لا تفيد النص بل تغرقه في إنشاء مهلهل المعنى في كثير من الأحيان. ومن جهة أخرى فإن هنالك ترجمات من اللغات الأجنبية إلى العربية مبدعة وتستحق التقدير. و لا بد لي هنا من الإشادة بتجربة مجلة "كلمات" في نشر ترجمات ممتازة من العربية إلى الإنكليزية وبالعكس.
*كيف تنظرين إلى ما تكتبه الكاتبات العربيات. من تفضلين منهن ولماذا؟ - في علاقتي بالإبداع والأدب لم أعتد وضع الحدود بين كتابات الكاتبة المرأة أو الكاتب الرجل. إنني لم أتحل بعقلية الفرز والتصنيف أو التهميش، وأنا أرى أن هذا الاتجاه سائد في تعليقات ونقد وآراء الكثيرين من المثقفين الرجال، فمعظمهم لا يتذكر أدب المرأة إلا في إطار ما يطلقون عليه تعريف "الأدب النسائي". وهم يكدسون في هذا الرواية في كافة اتجاهاتها وأساليبها في سلة رأي واحدة بينما يفرزون الإتجاهات والأساليب لدى الكتاب الرجال. لهذا أتساءل لماذا تُسأل المرأة الكاتبة عن الأديبات فقط ؟ ومع ذلك ورداً على السؤال أستطيع القول أن هنالك إنتاجات تستوقفني دون ذكر أسماء، إذ أنني قد أحب رواية أو مجموعة شعرية لكاتبة أو كاتب لا يستهويني إنتاج آخر له. وعموماً فإنني ألاحظ هبات جميلة ومنعشة في كتابات جيل جديد من المغرب ومصر والخليج ولبنان، وأشعر في تلك الكتابات جرأة على الذهاب إلى مناطق طازجة. أحب على سبيل المثال ما تكتبه لطيفة باقا من المغرب وعفاف السيد من مصر. ومن جيل الوسط أحببت رواية "توت بري" لإيمان حميدان يونس، وتبقى هذه أمثلة فقط لأني لا شك لدي قائمة تطول. وفي هذا صحة وعافية للمناخ الإبداعي العربي. وأجد من الضروري هنا أن أتذكر وأذكّر بالرائعة فدوى طوقان وبغادة السمان التي فتحت أبواب الحرية والجرأة للكاتبة العربية.
الرحيل والهروب أغنيا تجربتي كثيراً* كيف انعكست إقامتك في ثلاثة بلدان عربية ثم انتقالك إلى لندن على كتاباتك؟- هذا الرحيل والهروب أغنى كثيراً تجربتي ورؤيتي في الحياة ، وبالتالي فإنه انعكس إيجابياً كما أعتقد على كتاباتي . هذا ما أظنه على أية حال رغم أن كل ما اعتقدته تنوعاً وإضافة ومد جسور، كان يزيدني عزلة وغربة، ليس من وجهة نظري، بل من رؤية من يقرأني من العرب. كيف أشرح لك ذلك؟ إني محملة بشيء من الشجن والحزن، فرغم الاحتفاء برواياتي إلا أن بعض النقاد يتعامل معها رغم إعجابهم بها على أنها بلا هوية غريبة أو مغربة. إن القراءات كما أراها مغمسة بالمحلي، مسكونة بهاجس البيئة الضيقة والقبيلة، وبالنسبة لي وربما نتيجة لهذا الترحال لم أعد أستطيع كتابة العمل المحلي. لقد قطنت المفارق، وأصبحت حدودي فوق الجسور المتلاقية وانتهى الأمر. لا أتردد في القول أنني مقتنعة تماماً بما أعطاني إياه الرحيل والإقامة في بيروت وبغداد والرباط ثم لندن. لقد عشت حقاً وبالتفاصيل الدقيقة نقاط التماس ومفترق الاختلافات. لقد أصبحت التجربة الإنسانية أرحب أفقاً وتناثرت الشعارات التي أراها تتلبس كثيراً من الكتابات ليحل محلها أفق الإنسان وتجربته المتواصلة والمتكاملة بدلاً من المتعارضة والمتعادية.
نحو عالم أكثر تفاهماً وأقل شراسة• بماذا تنشغلين الآن وما هو المشروع الكتابي الذي تحلمين به؟
- لا أحلم بمشروع محدد. ربما آمل أن أترك شهادة أمينة عن العصر الذي عشته من خلال ما أتركه من نتاج. أقول هذا وهناك في داخلي من يمد لسانه ساخراً ليقول لي أن زمن الإنتاج للأجيال والمستقبل قد انتهى وإننا الآن في قرن الاستهلاك لمرة واحدة فقط. ترى هل يكون نتاجنا كذلك وهل لن تجد أجيال قادمة فيه إلا تراكماً لا يصلح إلا لتدوير صناعته ؟ ومع ذلك فإنني ما زلت مصرة على الكتابة التي تترجم حراستي لقيم السلام والعدل والخير ولكل ما هو مثالي ورومانسي يمجد الجمال والرأفة والطيبة ويدعو إلى سلام الاختلاف وسلام الصراع وسلام التناقض. أعني التعامل بأدوات الحلم لعالم أكثر تفاهماً وأقل شراسة.• *كيف تنظرين إلى مستقبل الكتاب المطبوع في ظل التطور التكنولوجي المتسارع واستخدام الكومبيوتر لنشر الكتب؟
- لن يحل الإنترنت محل الكتاب. الكتاب توأم الزمن والعلاقة به ليست علاقة قراءة فحسب. إننا نحتضن الكتاب، نلمسه ونطويه ليشاركنا الجلسة والاسترخاء، أو ليصاحبنا في مكان انتظار أو محطة قطار. في الغرب عرفوا هذه الحقيقة فسخّروا التلفزيون والإنترنت لخدمة الكتاب وظل الكتاب هو المرجع الأخير والشاهد الفصل . لا أعتقد أن أحدنا قادر على قراءة رواية جميلة وهو مشدود الظهر إلى كرسي أمام جهاز خشن وجاف. الكتاب فكرياً كان أم إبداعياً له روح لا يمكن أن نتنفسها إلا من خلال الورق.
كلمات إلى الكتاب والقراء الأستراليين* نجيب محفوظ هو الأديب العربي الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل، لو طلب إليك ترشيح أديب عربي آخر من سترشحين ولماذا؟- أرشح غادة السمان لأنها بدأت عصراً جديداً وكتبت في كل المجالات لتنادي الأمل وتدعو للحرية والحب.
* هل لديك طقوس خاصة للكتابة.. ماهي؟ وكم من الوقت استغرقت كتابة روايتك الأولى، وبعدها الرواية الثانية؟ - أنا حالة كتابة. كثيراً ما أفاجأ بنفسي وهي تكتب. لا أستطيع رؤية العالم إلا في الكلمات. وللكلمات عندي صوت وشكل وحياة. إنني أعيش حالة كتابة مستمرة، وأنا أكتب على الورق في نظام شبه يومي يستغرق ساعات معينة. عندما كتبت روايتي الأولى (على الورق) بعد أن عشتها سنوات بين عينيّ وفي ذاكرتي، فإنني أنجزتها خلال ستة أشهر. أما روايتي الثانية "بستان أحمر" فقد استغرقت فترة كتابتها عامين بعد أن عشتها كإعداد وبحث حوالي أربعة أعوام.
* ماهو رأيك بما يردده البعض أن القراء أخذوا يفضلون قراءة الرواية على الشعر، وإننا نعيش في عصر الرواية حالياً؟ هل قرأت روايات كتبها شعراء عرب، وبماذا خرجت منها؟
- لم أقرأ إحصاءً دقيقاً يؤكد هذا الاستنتاج، لكني أعلم إن دور النشر ترحب بنشر الرواية وتتحفظ على نشر المجموعات القصصية، وتتهرب من نشر الشعر. وأعتقد إن هذا الموقف لدور النشر العربية هو الذي أطلق هذا الرأي. ولكي أكون صادقة عليّ أن أتابع كل ما كتبه الشعراء من روايات. لكني مقصرة في هذا المجال، ولعلي أتذكر فقط روايتين لسعدي يوسف قرأتهما وظللت مقتنعة إني أفضل شعر الشاعر على روايتيه، كذلك رواية أحلام مستغانمي التي حوت مطولات شعرية لا أحبذها في الرواية.
*هل من كلمات تودين قولها إلى من سيقرأ هذا الموضوع من الكتاب والقراء الأستراليين؟
- يثير هذا السؤال في نفسي شيئاً من الخجل. ولكنني يمكن أن أقول لهم : إنني أضع كتاباتي كرسالة في زجاجة أرميها في البحر..ربما يجدها أحدكم أو إحداكن ذات يوم بالصدفة. أرجو أن تقرأوها فهي صوتي الذي يرى الناس كلهم جيراناً يستحقون أن يتعلموا الحب والتفاهم وينعموا بهما.
Asmaakhalil_960@hotmail.com
نقلاً عن إيلاف

ليست هناك تعليقات: