الخميس، فبراير 09، 2006

عن حضور كوثر التابعي في غربتي


بقلم حسن حمّودة
نقلاً عن دروب

1- خبر :
الأدب في المنفى : وأنا افتح لهذا الصباح نافذة جديدة, قرأت الخبر, فبعث في نفسي غبطة وحماسة لخطّ سطرين ونشره خارج شقوق هذه المدينة المثقّلة بالثلج والصّقيع :
تحت اشراف بيت العالم الواحد بمونيخ, وهو أحد أهم المعاقل الثقافية الجادّة التي تحتفي وتتابع أصوات المبدعين المنحدرين من أصول وأعراق ثقافيّة وجغرافيّة وابداعيّة مختلفة, تنظّم أمسية أدبيّة للكاتبتين : كوثر التّابعي و هوليا كندمير التركيّة وذلك يوم الخميس القادم, الموافق لـ 16 فبراير 2006 على السّاعة السابعة بعد الزّوال.ويدير الحوار, الأستاذ فؤاد حمدان, الوجه المعروف بمواقفه وآرائه الحاسمة والجريئة في خدمة الثقافة والحضور الإبداعي العربي بمونيخ.
تقرأ كلّ من الكاتبتين بعضا من نصوصهما المختارة, قبل أن يفتح باب الحوار, لمقاربة, مفهوم الهويّة والمنفى والوطن الأوّل من خلال رؤية الضيفتين المحتفى بهما, ومن خلال كتابتهما ومشاركتتهما في الساحة الثقافيّة.كما يتمّ التعرّض إلى تجربة كلّ منهما والبحث في خصوصيّاتها.
2 – صباح أجمل :
فرحت بالخبر ورحت أعدّل جدول أوقاتي المليئ. وقد أضمرت أن يكون حضوري مؤكّدا…رغم كلّ العراقيل. وكان لابدّ طبعا من ضمان حضور أصدقاء مثقّفين ومهتمّين من الألمان والعرب, ذلك أنّ الأمسيّة باللغة الألمانيّة.
3- فكّرت أيضا :
كيف أعبّر لكوثر التابعي عن كلّ هذا الحبّ والإحترام الذي أحمله تجاهها وتجاه نصوصها التي دخلت بيتي وصالحتني كثيرا مع نفسي ومع زوجتي ومع صباحات مونيخ الباردة ومساءاتها المنكمشة كقنفد يعدّل أرنبة أنفه.
فكّرت في البداية أن أكتب لها قصيدة رائعة, ثمّ وجدت أنّ الخبر لا يحتمل ذلك…وربّما الكلمات لاتسعفني حالاّ بما أريد أن أبلغها أيّاه كاملا…أو حتّى بعض بعضه.
فكّرت أن أخابرها بالهاتف, ولكنّني عدلت عن الفكرة, كوني كنت أريد أن أشارك بشكل ما في إنجاح الأمسيّة.
فكّرت أن أرسل خبرا لجريدة أعرف أحد محرّريها…لكنّني قلت هذا لا يكفي, فكلّ المهتمّين يعرفون بموعد الأمسيّة والخبر منشور ومتوفّر لكلّ القرّاء على صفحات الإنترنيت أيضا.
فكّرت في عرب لا يحضرون الأمسيات, كونهم منهمكين في عجينة خبز الصباح الموالي…رغم أنّهم يتحرّقون لحضور كلّ أمسيّة جادّة
قلت في نفسي وأنا مغتبط :
سأدعو كلّ كتّاب دروب…من كلّ العالم لمشاركتي اعتزازي وفخري بكاتبة من بلدي, تخطّ طريقها بثبات ونجاح. وتوزّع صناديق من الحبّ والثّقة والدعم لكلّ من كان في بداياته مثلي.
قلت في نفسي وأنا أقرأ رسالة الصديق كمال العيادي لي, والتي يعلمني فيها بنفاذ الطّبعة الأولي من مجموعة كوثر المكتوبة بالألمانيّة – الخادمة الصغيرة- والصادرة منذ مدّة قريبة, واعتزام دار النّشر إعادة الطبعة….قلت في نفسي : سأسبق كمال هذه المرّة لقلوب أحبّة كوثر بدروب…سأعلن الخبرين…خبر الأمسيّة وخبر نفاذ الطّبعة الأولى, لكاتبة عربيّة تونسّية لا يفصلني عن شدّ يدها بقوّة غير محطّتين بالباص.
كوثر الرّائعة : أنا فخور بنفسي أنّني أحبّك أختا ونصّا . وأحبّ غيوم غربتي المرّة, كونك تنيرين مجاهلهاما أجمل أن أفاخر بك زوجتي وأصدقائي وأحبّتي وخلاّني وزملائي, وأن أردّد بغبطة وأنا أشيرلصورك : هذه كوثر التابعي….إنّها عربية, تونسيّة …وهي فوق ذلك أجمل أحبّتي.

ليست هناك تعليقات: