الثلاثاء، يونيو 27، 2006

إرهابيون في السعودية.. مجاهدون في العراق


حسن عبدالرزاق
انها ارادة الخطاب الاعلامي العربي في صنع صور المجرمين حسب المواصفات . فممكن جدا إن يحملوا صفتهم الاساسية ( قتلة ) وممكن إن يتحولوا إلى نقيضها ويصبحوا ابطالا يدافعون عن امة الله العليا ضد الكفار اصحاب الكلمة السفلى.
فنان ماهر اعلام امة عدنان وقحطان .. له دوافعه (الفنية) الخاصة في خلق سمعة الرجال وله اساليبه الرهيبة في جعل الملايين المحبوسة ما بين مياه المحيط والخليج تتقبل هذه السمعة وتستحسنها أو تنفر منها وتغرقها بالشتائم.
فالقاتل نفسه : بلحيته الصحراوية وثوبه القصير وسيارته المصنوعة في بلاد الشيطان والمفخخة بالبارود الذي اخترعه ذات يوم احد الشياطين .. هذا الارهابي يصبح مجاهدا ، أو في اسوا وصف له انتحاريا يستحق ذكر افعاله بصوت عال ، عندما يتعلق الامر بالعراق.. ويصبح ارهابيا ، تكفيرا، سلفيا، حين يتعلق الامر بالمملكة العربية السعودية.
في العراق يوصف بالمجاهد أو الانتحاري لانه يقتل عمال البناء وسائقي السيارات ورجال الشرطة وباعة الخضروات واطفال المدارس .. وفي السعودية يوصف بالارهابي لانه يهاجم القواعد الامريكية .. وما القواعد الامريكية الا الكعبة الثانية .. وويل لكل كافر يريد إن يعيد زمان ابرهة الحبشي ..ويل له.
الله في العراق له صفات .. والله في السعودية له صفات مغايرة تماما .. والقاتل الهمجي يأرجحه الاعلام العربي بين صفتين متناقضتين تفرضها ارادة الخلفاء المسجلين بالجامعة العربية بعناوين اخرى مثل ملك: ، رئيس ، امير…..الخ.
لماذا العراقي كافر وقاتله مجاهد مأواه الجنة .. والامريكي في السعودية مؤمن وقاتله ارهابي مصيره النار؟
الجواب لان الرب السابق للعراق قدم جسدنا كبش فداء للامة العربية في قادسيته الشهيرة ونحره تحت اقدام اشقائه وجعل دماءه تسيل على الأرض وباستطاعتهم إن يدوسوا عليها متى ماشاؤا فصار رخيصا لا قيمة له ولا اهمية لوجوده ابدا.
هذه هي الحقيقة ولا اخت اخرى لها وبسببها تحولنا إلى كائنات تافهة لاتستحق الحياة في نظر صناع الخطاب الاعلامي في الاقطار العربية التي تشهر بنا جهارا نهارا .. وفي الخفاء تخلع حتى ورقة التوت عن اجسادها وتستلقي على سرير الفحل الامريكي مع ابتسامة عريضة جدا جدا.
دروب

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

يا أخي حسين ..حرام هذا الذي يحصل في العراق .الله يكون مع هذا الشعب المقهور ..وسامحونا لأننا لانقوى على شيء سوى مشاركتكم الحزن والدعاء لله ليرحمكم ويرحمنا

اياد ق