الخميس، مايو 04، 2006

تعرض لحملة تكفير فطلبت زوجته الانفصال


صنعاء -علي العامري:
- اكد نائب رئيس اللجنة التحضيرية لملتقى صنعاء الثاني للشعراء الشباب العرب، علي المقري انه سيقدم استقالته من عمله في مكتب وزير الثقافة اليمني، بعدما تعرض لمضايقات وحملة تكفير، اثناء انعقاد الملتقى، وقال في حوار مع ((الامارات اليوم)) ان ((المثقف اصبح كبش فداء، والكل يتسابق لتقديم المثقف على المذبح باعتباره أضحية«، موضحا ان ((أعضاء في اللجنة التحضيرية للملتقى قادوا الحملة، كما انني منعت من دخول قاعة الضيوف في منطقة المحويت، مع انني نائب رئيس اللجنة التحضيرية))، مؤكدا ((هم يكفرونني، وأنا أقاوم حملاتهم التي تهدف مصادرة افكاري ولجم صوتي)). وأوضح الشاعر المقري انه ابلغ وزير الثقافة اليمني خالد الرويشان بالضغوطات التي يواجهها، مؤكداً أن ((الأمر يبدو بداية جديدة لسلسلة ضغوطات وحملات))، وموضحاً أنه حريص على استمرار علاقته بالوزير بصفته مثقفاً. وحول حملات التكفير التي تعرض لها، قال المقري إن ((هذه الحملات بدأت منذ مطلع الثمانينات، عندما كنت أكتب في صحيفة (الجمهورية) اليمنية منتقداً عدداً من الإدارات الحكومية)). وأضاف ((تعرضت لهجوم شرس من الإسلاميين المنتسبين للسلطة الرسمية، وكذلك من الجماعات الدينية الحزبية، بعدما بدأت الكتابة في مجالات فكرية تتعلق بذهنية التحريم والتكفير)). وأوضح انه بعد نشره خمسة مقالات عن هذا الجانب في صحيفة ((الجمهورية))، واجه حملة تكفير تهدف إبعاده وحجب صوته ومنعه من التعبير عن آرائه ومصادرة عقله، ((لكنني سأظل مدافعاً عن آرائي، وعن حرية التعبير، ولن أهادن أو أتقبل الاهانة، فالحرية هي الكرامة، وأفضّل أن أصبح شاعراً صعلوكا، على أن تهان كرامتي وحريتي. ولا يهمني أن أوصف بأنني متسول أو ماسح أحذية، لكن المهم أن أبقى حراً، ولا أريد أن أصبح جزءاً من مؤسسة تصادر حريتي))، مشيراً إلى مقولة ((العارف لا يخاف قط)) لأبي يزيد البسطامي، ومؤكداً في الوقت نفسه ((سأواجه كل تلك الحملات بكل ما أوتيت من وعي وبروح إنسانية تعترف دائماً بحقوق الجميع في الاختلاف بحرية)). وأشار المقري إلى انه يشعر بالخوف، إذا لم يستكمل توثيق أفكاره وآرائه، ((اريد أن اسجل افكاري، تجنباً للتزييف الذي قد تتعرض له، وتجنباً لحرقها، كما حدث لكتب ابن رشد، فأنا جزء من كتاب الكون، أريد أن انجز شيئاً))، مشيراً إلى ان لديه ثلاث روايات منجزة ستتم طباعة اثنتين منها في الأشهر المقبلة. وحول سلسلة حملات التكفير التي واجهها الشاعر المقري منذ الثمانينات، قال إن ((أولى هذه الحملات أطلقها ضدي وزير الاوقاف والارشاد السابق ناصر الشيباني، مع انني في صغري كنت احضر دروساً في أحد مساجد تعز، وكنت اعتبره انساناً تنويرياً. لكن بعد نشري أربعة مقالات من كتاب لي بعنوان (لذة للشاربين)، القى الشيباني خطبة في أكبر مساجد تعز، تم بثها عبر إذاعة تعز، يحرض فيها ضدي)). وأوضح أن هذه الحملة تسببت له بأزمة مع عائلته المحافظة، ووصل الأمر إلى أن طلبت زوجته الانفصال، لكنه أقنعها بالحوار باستمرار حياتهما الزوجية. وأضاف إن ((الحملة الثانية انطلقت من حزب التجمع اليمني الاصلاحي لـ(الثقافية) التي نشرت رواية محمد عبدالولي (صنعاء مدينة مفتوحة)، وتفاعل معه الشيباني، فقام باعداد ملف ضدي ودعوى في المحكمة)). وعن حملة التكفير الثالثة التي تعرض لها، قال المقري إن »أحد كبار تجار اليمن كان في مقيل، وقرأ قصيدة لي بعنوان (تدليك) من مجموعتي الشعرية (يحدث في النسيان)، فأبدى استياءه من هذا النوع من الشعر. لكن الشيباني تبنى موقفاً ضد القصيدة وشاعرها، فقام خلال حفل توزيع جائزة (هايل سعيد للعلوم والأداب) في تعز بحملة تكفير ضدي، مطالباً بفتوى بجلدي، وقد وزع نسخاً من القصيدة في الحفل)). وأوضح أن ((حملات التكفير تنطلق من جهات ثلاث، هي السلطات الدينية والتجارية والسياسية، وكل جهة تتكئ على الأخرى، ويصبح المثقف كبش فداء للجميع، والكل يتسابق لتقديم المثقف على المذبح باعتباره أضحية))، مشيراً إلى أزمة رأس المال في اليمن، وانه يعاني من عدم تحديد هويته، بين أن يكون عقلانياً ووطنياً أو يبقى متخلفاً، مؤكداً انه في كل الاحوال، يبقى المثقف هو المقهور والمغلوب على أمره. وقال ((ما يؤسف له أن الاحزاب العلمانية واليسارية التي تعتبر نفسها حارسة العقلانية والمعرفة، تمارس المراوغة، خوفاً على مصالحها السياسية الآنية، وتؤيد بعض الاجراءات السالبة للحرية، سواء بطريقة مباشرة أو عبر الصمت والتجاهل، وكأنها غير معنية بالأمر)). * عن صحيفة ((الامارات اليوم)) الاماراتية 3 مايو 2006

ليست هناك تعليقات: