خليل زينل
دو زن اي امرأتان باللغة الفارسية وهو عنوان فيلم سينمائي شيق ومليئ بالقيم والمعاني عبر الكثير من الصراعات اليومية والمبداءية والتي تخوضها المرأة في شرقنا الاسلامي تحت عباءة العادات والتقاليد، القريبة لقيم الاقطاعية والبعيدة عن قيم الاسلام وسماحته .. نسمي الفتاة مومساً ولا نطلق نفس الصفة على الرجل حتى لغوياً في حين نقول شرعاً: الزانية والزاني فأجلدوا كل واحد مائة جلدة".
الانثى طفلة كانت او طالبة جامعية او امرأة ناضجة تعيش خارج جسدها..تعيش بعيون المجتمع واقواله..تعيش خارج زمنها، فالفتاة كالطعام المحفوظ في المعلبات، لها تاريخ صلاحية للتسويق (للزواج) وكي يتمدد تاريخ صلاحيتها يجب ان تصون وتحتفظ في مكان ما من جسمها بذلك العضو الحساس، تلك القطعه اللحمية التي تحدد مستقبلها وشرفها وشرف عائلتها ايضاً. لماذا شرف العائلة مرتبط بصلاحية الفتاة ومحافظتها على بكارتها ؟ الفتاة في الغالب ان فقدتها تفقدها بسبب رجل (كأعتداء مثلاً) فلماذا هو يظل بكراً صالحاً للزواج لا تنتهي صلاحيته في حين لا تعد الفتاة بكراً حتى دون السؤال والبحث عن الاسباب الوجيه لذلك؟
"كل بلية سببها ولية" مثل مغربي متداول بالضد من الحديث الشريف الجنة تحت اقدام الامهات.."العاتق في الدار عار" بالضد من القول المأثور: خلف كل رجل عظيم امراءة عظيمة..واذا شفيت من غدر الزمان وقهر الرجال لا تشفى من امراض ونظرة المجتمع الذكوري..القانون الذكوري- على عكس القانون السماوي لا ينصفها، الفرج والفرح لدى القاضي فهو الذي يوزع النجاح والفلاح، بل يدعوها لقبول المجرم زوجاً لها درأً للفضيحة، في حين يستغل المحامي الموقف ويدخل على خط الزواج رغم فارق العمر لانقاذ الموقف، كلاهما مر والكل يصبو نحو فريسته بحبل القانون وعسفه..
تعيش الانثى منذُ ولادتدها..منذُ خطواتها المدرسية والجامعية في تناقضاتها الداخلية والخارجية..تظل الاسئلة الحائرة تكبرلديها الى درجة الشك، فالحيرة عنوانها الابدي، والخيارات الصعبة والقاتلة مسكنها..تقاليد وعادات..ليلة امتحان العروس ليلة موحشة وموجعة، تظل تحمل آلامها دهوراً..كتعطش الحيوانات الكاسرة للدماء..انهم متعطشون للدماء رمز العفة والطهارة،لا يهم ان كان دم بكارة ام دم دجاجة، ورغم تقدم البشرية فقضايا القتل بسبب الشرف ان كان صحيحاً واغلبها غير صحيحاً في ارتفاع في شرقتنا الاسلامي..شرق القيم والسماحة، كنا بالنسبة للآخرين الاصل، في العلم والاقتصاد وكانوا هم الفرع، يستوردون منا العلم والتجارة، فأصبحوا هم العلم واصبحنا نحن الفروع الهشة العاجزة.. كانوا دول مبعثرة وكنا امة واحدة وخير امة أخُرجت للناس.. اصبحوا في عالم اليوم دولة اقتصادية وسياسية موحدة في شكل اتفاقيات وعملات ورايات موحدة،بالمقابل اصبحنا دول متعددة بالمفهوم السلبي في كل شيء، حتى كتاب الله أصبح حمال اوجه، كل فئة لها قراءتها واجتهاداتها ومدارسها ودولها.. هم يسلكون الدروب الملونة بألوان الفرح والمستقبل والغد الآتي، يأخذون من الشرق والغرب على حد سواء، ونحن كشجرة عجفاء عروقها في ظلمات الارض واغصانها تتعالى نحو الضباب، ولا تثمر الا اشواكاً شريرة تقتل كل طير، اما ثمارها فويل وشقاء.. ،من الطفولة الى الكهولة.. ،من المهد الى اللحد.
ان العدل من صفات الخالق وليس البشر فيا عجباً لأهل الدنيا، يرفعون لواء الاسلام بخبث ورياء، بأنانية تخدم غرائزهم واهوائهم حيث يتنافس القاضي والزاني ويشاركهم المحامي في لعبة الاستحواذ على جسدها الجميل بعد ان شلوا عقلها الجميل..جلست في المحكمة كارهة في الصف الاول وهي التي اعتادت الجلوس في الصف الاول من المقاعد منذُ ان كانت طفلة صغيرة..منذ ان كانت في الصف الاول وحتى الجامعة..فتصرف المالك في ملكه يعد عدلاً وليس جوراً.. فأرغامها من قبل والديها على الزواج هو العدل بدل ان تساعداها على تجاوز محنة القراءة الشرقية للاحداث التي وُضعت فيها قسراً، من ذا الذي يستطيع ان يجادل العدل البشري ويتجرأ بسؤال التعبير والاستفسار وعبر ميزان العدالة المائل للداني الذكوري؟ اخيراً وليس آخراً تتبع المحامي زوجة، كالكلبة الوفية، يغار عليها من الهواء حين يمنع عنها الهواء – القراءة، الدراسة والعمل حتى الكتب التربوية رغم وجود قانون بشري–قانون الاحوال الشخصية- قديم بقدوم الدولة الفارسية الحديثة، الا ان قانون الذئب البشري هو السائد في ظل الاغلال والاستغلال والنص الديني الجامد الذي يكبت كل مناحي الحياة، فبدون الاستقلالية الجغرافية لا استقلالية اقتصادية وبالعكس وبدونهما لا ارادة وادارة صحيحة وصحية لخلافات النص الديني، حين يتحول الى الدين المطلق فاقداً مرونته ( الدين يسر وليس عسر ) ويظل رجل الدين كفيلم السحلية هو صاحب الفرج وهو الجالب للفرح حتى لو تلبس الرداء الديني عن غير وجه حق او سرق عمعامة رجل الدين، وظل هادياً للناس وهو الساعي نحو عبور الحدود سراً هرباً من وجهه العدالة.. هكذا القدر اوصله للناس اماماً في مجتمع يتبعون ويعبدون العباءة دون قياس، يسيرون في ركبه جماعات وزرافات، يتحايل على الدين بذات الدين وعلى الفلسفة بذات الفلسفة، فقط بهدف الوصول الى فريسته لأشباع غريزته.. انه يشتهيها كسلعة غضة وطرية.. نظرة مثيرة.. لا تستطيع ان تنظر في عيني المشتري، تفهم حاجته ورغبته واذا رفضت يرشيها بذهب قارون ومال الدنيا، واذا استمرت في رفضها فهناك عضا النص الديني بعد الجزرة. عاقبة الرفض نار جهنم وعذاب القبر.. يا الله .. يا مقسم الامكنة والارزاق.. اين الحل؟
"العرابات يستعجلن العريس ليناولهن دليل الشرف والعفة، راية الانتصار المتمثلة بمنديل ابيض منقوع بقطرات دم العذرة، كدليل يرمز الى العفة، ولا يتوقف الطرق على باب العروسين ما لم يتم الاستجابة لطلبهم والا سيكسرون عليهما الباب ...
هكذا توارث المجتمع الشرقي هذه العادة في طقس الزفاف جيلاً بعد جيل، بتوافق النساء وتجمهرهن.. يتلذذ الشرقي بلون الدم وكل يجاهد للامساك بالمنديل المخصب بالدم".
هكذا تبدأ الاديبة المغربية خيرهم زكية اعمال روايتها "نهاية سري الخطير" مختوماً بالدمع والدم الاحمر " اشهد انك عذراء" لتتحول الانثي الى جهاز استقبال سوائلة وكافة انواع حيواناته، وما عليها سوى احتضانها وتفريخهم اطفالاً لا حصر لعددهم في انفجار سكاني قادم.. فمتى نوقف هذه العادات والتقاليد والانفجار السكاني الهائل القادم؟ في مجتمع يعظ الآخرين بما لا يتعظ به، كي نستطيع ان نكون خير امة فهل نتعظ من دروس التاريخ والجغرافيا على حد سواء ؟ ومتى ؟.
دو زن اي امرأتان باللغة الفارسية وهو عنوان فيلم سينمائي شيق ومليئ بالقيم والمعاني عبر الكثير من الصراعات اليومية والمبداءية والتي تخوضها المرأة في شرقنا الاسلامي تحت عباءة العادات والتقاليد، القريبة لقيم الاقطاعية والبعيدة عن قيم الاسلام وسماحته .. نسمي الفتاة مومساً ولا نطلق نفس الصفة على الرجل حتى لغوياً في حين نقول شرعاً: الزانية والزاني فأجلدوا كل واحد مائة جلدة".
الانثى طفلة كانت او طالبة جامعية او امرأة ناضجة تعيش خارج جسدها..تعيش بعيون المجتمع واقواله..تعيش خارج زمنها، فالفتاة كالطعام المحفوظ في المعلبات، لها تاريخ صلاحية للتسويق (للزواج) وكي يتمدد تاريخ صلاحيتها يجب ان تصون وتحتفظ في مكان ما من جسمها بذلك العضو الحساس، تلك القطعه اللحمية التي تحدد مستقبلها وشرفها وشرف عائلتها ايضاً. لماذا شرف العائلة مرتبط بصلاحية الفتاة ومحافظتها على بكارتها ؟ الفتاة في الغالب ان فقدتها تفقدها بسبب رجل (كأعتداء مثلاً) فلماذا هو يظل بكراً صالحاً للزواج لا تنتهي صلاحيته في حين لا تعد الفتاة بكراً حتى دون السؤال والبحث عن الاسباب الوجيه لذلك؟
"كل بلية سببها ولية" مثل مغربي متداول بالضد من الحديث الشريف الجنة تحت اقدام الامهات.."العاتق في الدار عار" بالضد من القول المأثور: خلف كل رجل عظيم امراءة عظيمة..واذا شفيت من غدر الزمان وقهر الرجال لا تشفى من امراض ونظرة المجتمع الذكوري..القانون الذكوري- على عكس القانون السماوي لا ينصفها، الفرج والفرح لدى القاضي فهو الذي يوزع النجاح والفلاح، بل يدعوها لقبول المجرم زوجاً لها درأً للفضيحة، في حين يستغل المحامي الموقف ويدخل على خط الزواج رغم فارق العمر لانقاذ الموقف، كلاهما مر والكل يصبو نحو فريسته بحبل القانون وعسفه..
تعيش الانثى منذُ ولادتدها..منذُ خطواتها المدرسية والجامعية في تناقضاتها الداخلية والخارجية..تظل الاسئلة الحائرة تكبرلديها الى درجة الشك، فالحيرة عنوانها الابدي، والخيارات الصعبة والقاتلة مسكنها..تقاليد وعادات..ليلة امتحان العروس ليلة موحشة وموجعة، تظل تحمل آلامها دهوراً..كتعطش الحيوانات الكاسرة للدماء..انهم متعطشون للدماء رمز العفة والطهارة،لا يهم ان كان دم بكارة ام دم دجاجة، ورغم تقدم البشرية فقضايا القتل بسبب الشرف ان كان صحيحاً واغلبها غير صحيحاً في ارتفاع في شرقتنا الاسلامي..شرق القيم والسماحة، كنا بالنسبة للآخرين الاصل، في العلم والاقتصاد وكانوا هم الفرع، يستوردون منا العلم والتجارة، فأصبحوا هم العلم واصبحنا نحن الفروع الهشة العاجزة.. كانوا دول مبعثرة وكنا امة واحدة وخير امة أخُرجت للناس.. اصبحوا في عالم اليوم دولة اقتصادية وسياسية موحدة في شكل اتفاقيات وعملات ورايات موحدة،بالمقابل اصبحنا دول متعددة بالمفهوم السلبي في كل شيء، حتى كتاب الله أصبح حمال اوجه، كل فئة لها قراءتها واجتهاداتها ومدارسها ودولها.. هم يسلكون الدروب الملونة بألوان الفرح والمستقبل والغد الآتي، يأخذون من الشرق والغرب على حد سواء، ونحن كشجرة عجفاء عروقها في ظلمات الارض واغصانها تتعالى نحو الضباب، ولا تثمر الا اشواكاً شريرة تقتل كل طير، اما ثمارها فويل وشقاء.. ،من الطفولة الى الكهولة.. ،من المهد الى اللحد.
ان العدل من صفات الخالق وليس البشر فيا عجباً لأهل الدنيا، يرفعون لواء الاسلام بخبث ورياء، بأنانية تخدم غرائزهم واهوائهم حيث يتنافس القاضي والزاني ويشاركهم المحامي في لعبة الاستحواذ على جسدها الجميل بعد ان شلوا عقلها الجميل..جلست في المحكمة كارهة في الصف الاول وهي التي اعتادت الجلوس في الصف الاول من المقاعد منذُ ان كانت طفلة صغيرة..منذ ان كانت في الصف الاول وحتى الجامعة..فتصرف المالك في ملكه يعد عدلاً وليس جوراً.. فأرغامها من قبل والديها على الزواج هو العدل بدل ان تساعداها على تجاوز محنة القراءة الشرقية للاحداث التي وُضعت فيها قسراً، من ذا الذي يستطيع ان يجادل العدل البشري ويتجرأ بسؤال التعبير والاستفسار وعبر ميزان العدالة المائل للداني الذكوري؟ اخيراً وليس آخراً تتبع المحامي زوجة، كالكلبة الوفية، يغار عليها من الهواء حين يمنع عنها الهواء – القراءة، الدراسة والعمل حتى الكتب التربوية رغم وجود قانون بشري–قانون الاحوال الشخصية- قديم بقدوم الدولة الفارسية الحديثة، الا ان قانون الذئب البشري هو السائد في ظل الاغلال والاستغلال والنص الديني الجامد الذي يكبت كل مناحي الحياة، فبدون الاستقلالية الجغرافية لا استقلالية اقتصادية وبالعكس وبدونهما لا ارادة وادارة صحيحة وصحية لخلافات النص الديني، حين يتحول الى الدين المطلق فاقداً مرونته ( الدين يسر وليس عسر ) ويظل رجل الدين كفيلم السحلية هو صاحب الفرج وهو الجالب للفرح حتى لو تلبس الرداء الديني عن غير وجه حق او سرق عمعامة رجل الدين، وظل هادياً للناس وهو الساعي نحو عبور الحدود سراً هرباً من وجهه العدالة.. هكذا القدر اوصله للناس اماماً في مجتمع يتبعون ويعبدون العباءة دون قياس، يسيرون في ركبه جماعات وزرافات، يتحايل على الدين بذات الدين وعلى الفلسفة بذات الفلسفة، فقط بهدف الوصول الى فريسته لأشباع غريزته.. انه يشتهيها كسلعة غضة وطرية.. نظرة مثيرة.. لا تستطيع ان تنظر في عيني المشتري، تفهم حاجته ورغبته واذا رفضت يرشيها بذهب قارون ومال الدنيا، واذا استمرت في رفضها فهناك عضا النص الديني بعد الجزرة. عاقبة الرفض نار جهنم وعذاب القبر.. يا الله .. يا مقسم الامكنة والارزاق.. اين الحل؟
"العرابات يستعجلن العريس ليناولهن دليل الشرف والعفة، راية الانتصار المتمثلة بمنديل ابيض منقوع بقطرات دم العذرة، كدليل يرمز الى العفة، ولا يتوقف الطرق على باب العروسين ما لم يتم الاستجابة لطلبهم والا سيكسرون عليهما الباب ...
هكذا توارث المجتمع الشرقي هذه العادة في طقس الزفاف جيلاً بعد جيل، بتوافق النساء وتجمهرهن.. يتلذذ الشرقي بلون الدم وكل يجاهد للامساك بالمنديل المخصب بالدم".
هكذا تبدأ الاديبة المغربية خيرهم زكية اعمال روايتها "نهاية سري الخطير" مختوماً بالدمع والدم الاحمر " اشهد انك عذراء" لتتحول الانثي الى جهاز استقبال سوائلة وكافة انواع حيواناته، وما عليها سوى احتضانها وتفريخهم اطفالاً لا حصر لعددهم في انفجار سكاني قادم.. فمتى نوقف هذه العادات والتقاليد والانفجار السكاني الهائل القادم؟ في مجتمع يعظ الآخرين بما لا يتعظ به، كي نستطيع ان نكون خير امة فهل نتعظ من دروس التاريخ والجغرافيا على حد سواء ؟ ومتى ؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق