الجمعة، مارس 10، 2006

محمود درويش لأول مرة في البحرين



المنامة - سيد محمود - الحياة -
تأخر الشاعر الفلسطيني محمود درويش خمس دقائق عن موعد دخوله الصالة الثقافية لمتحف البحرين الوطني، لكنها كانت أطول من ثلاثين عاماً قضاها البحرينيون في انتظاره، وما ان دخل صاحب «الجدارية» حتى اشتعلت القاعة بالتصفيق في ليلة استثنائية قضتها البلاد أول من أمس وهي تعيش «حالة طوارئ» وصلت الى منافذها الحدودية حيث توافد كثيرون من السعودية والكويت للاستماع الى درويش الذي يزور البحرين للمرة الأولى على رغم المكانة المميزة التي له فيها، وذلك بتأثير فرقة «أجراس» الموسيقية وصوت خالد الشيخ الذي حقق شهرته في بداياته عبر أشعار درويش.
ومنذ اللحظات الأولى للأمسيه أدرك درويش مأزق غيابه طوال تلك السنوات، فبادر الى تقديم اعتذار وقال: «لا استطيع ان اخفي ما اشعر به من رهبة امامكم لأنني مدعو للسباحة في ماء شعركم انتم، فأنا مدين لكم باعتذار لأنني تأخرت في هذه الزيارة فأرجو ان تعذروني».
وقبل ان يعتلي المنصة كانت عشرات النساء يجلسن في الصفوف الأولى وفي ردهات القاعة التي عرفت أخيراً طعم الزحام وكانت قبل تلك الليلة تشكو غياب الجمهور عن متابعة فعاليات مهرجان «ربيع الثقافة» الذي تنظمه إدارة الثقافة والفنون ومركز الشيخ ابراهيم الثقافي ومجلس التنمية الاقتصادية.
والتقط صاحب «سرير الغريبة» دلالة هذا الحضور النسائي الطاغي واشار الى سعادته لان الامسية توافقت ويوم المرأة العالمي داعياً الى المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، وكانت قصيدته الاولى بعنوان «الجميلات» ووصفها بأنها قصيدة «انتهازية» يمتدح خلالها كل النساء، لكنه قطع القراءة بسبب ضجيج «الهواتف النقالة» التي لم ينقطع رنينها طوال الأمسية، الامر الذي جعله يخرج عن مزاجه أكثر من مرة. وكان قد داعب الجمهور مع أول «رنين» قائلاً: «هن الموبيلات» بدلاً من «هن الجميلات».
وعاود درويش القراءة من أجل الجمهور الذي كان ينتظر منه قصائد للمقاومة لكن درويش غامر ورفض ان يعطي جمهوره «رشوة كاملة» واختار ان يشاركه الغرام بقصائده الجديدة، اذ ركز طوال الامسية التي استمرت ساعة وربع الساعة على مجموعاته الشعرية الاخيرة «لا تعتذر عما فعلت» و «كزهر اللوز أو أبعد « و «الجدارية»، واختتم الامسية بقراءات من «حالة حصار».
وصفق الجمهور طويلاً بعد أن قرأ «حاصر حصارك» لا سيما المقطع القائل «ستحسن صنعاً اذا اخترت سيدة لرئاسة اجهزة الامن».
والمؤكد ان جمهور تلك الامسية خرج منها وهو يرفع الشعار الذي أطلقه الشاعر قبل ان يختمها وهو يقول: «من لا يحب الشعر في هذا المساء فلن يحب».

ليست هناك تعليقات: